إخرسيْ ياقـصائــدَ الشعـــــراءِ
أيُّ شِــعــرٍ يَرقَى الى الشهَـداءِ
*
أينَ أهْـلُ الكـلامِ مِنْ أهـْلِ فِعْـلٍ،
وقـَوافٍ مِنْ ســَاحــةٍ للفـــداءِ؟
*
أَمَســِيْلُ اليَــرَاعِ عِنـدَ خيـــــال
كمَسـيْــلِ النِّحُـوْرِعِندَ اللِقـــاءِ؟
*
أم بيــانٌ بَديعُـــهُ مِـنْ حـروف ٍ
كبيــانٍ بَديعُـــهُ مِـنْ دِمــــــاءِ؟
*
أم وقوفُ النُعاةِ وسط النَّواديْ
كوقوفٍ الأبطالِ في الهيجــاءِ؟
*
أم نفــوسٌ مَغمـوْدَةٌ بهَــواهَـــا
كنفـوسٍ، مَســلوْلَـةٍ للعطـــاءِ؟
*
لايَســـدُّ الأديـبُ بـالحرفِ دَيْنـاً
لَــدَم ٍ طـُـلَّ، مُـســـتَحَـقِّ الأدَاءِ
*
فاخْفِضِ الجُنْحَ للشهيــدِ حَيــاءً
وَاطْـوِ هُـوْنَاً قــوادمَ الخُيَــــلاءِ
*
وتعلـَّـمْ مِنْ مَنطـقِ الدمِ مَـا لـمْ
تَتَعَلـّـَمْ مـن منطـقِ الأدَبَــــــاءِ
*
واطلبِ الفكرَ بالنزالِ صريحاً
واجتنـبْـه بحيــطــــةٍ واتقــــاءِ
*
ذروةُ الـوعيِ أنْ يَسـيـرَ ذَوُوْه ُ
في طريـقِ الشــَّهَـــادَةِ الغــرَّاءِ
*
فانْتَفِضْ غيْــرَ آبـِهٍ بقيـــــــُوْدٍ
واتَّقـدْ غيْــرَ مُذْعِـن ٍلانْطِفـــاءِ
*
لايُـزِلـَنَّ فيــــكَ رُوْحَ كِـفــــاحٍ
سَعْيُ جسْـم ٍ لِرَغبَةٍ واشْتِهَـــاءِ
*
أَلثبـاتَ.الثبـاتَ.لا لِـنْـتَ ضَعْفَـاً
لقوَى الرُّعبِ أوْ قوَى الإِغْـرَاءِ
*
لستَ فَرعـاً، إنْ لمْ تشعَّ نزيفاً
في ظــــلامٍ-لأصلِـك المعطــاءِ
*
وجديراًـ إنْ لمْ يُضَمِّخْـكَ طِيـْبٌ
مِنْ نَجِيْــع، بمَدْحِــهِ، والثنــــاءِ
*
أتظنُّ الثـوراتِ بالقـولِ وَعظا؟
أمْ تــراهَــا بجُـبَّـةِ الأتقـيــــاءِ؟
*
ام تظنُّ الجهـــادَ عنــد مُضَــحٍّ
هو صنْوُ النفـاقِ عنـدَ مُـرائي؟
*
أم تُداري جهلَ الرعـاعِ بجهـلٍ
وفـراغـاً بفكــــــرةٍ جوفـــــاءِ؟
*
أم تُسـَاويْ بالنَّعيِ بَيْـنَ حيـــاةٍ
وَمماتٍ في مَجْلسٍ للعــــــزَاءِ؟
*
لن يموتَ الشـهيـدُ بلْ هـو حيٌّ
لوجـــودٍ بـذاتــــِه ِواكتفـــــاءِ
*
فتبسـَّـــمْ حبَّاً بلا بغضــــــــــاءِ
وتـرنـَّـمْ وجـداً بــلا بُـرَحـــــاءِ
*
لا تُكـَدِّرْ مَجْـدَ الحســينِ بنـَـوْحٍ،
وبدَمْـــعٍ مَوَاقـــفَ الكبْريـَـــــاءِ
*
بَلْ أَضِئْ شَمْعَةً لعُـرْس ِخَضيبٍ
بنزيـــفِ الجـــراحِ، لا الحِنـَّــاءِ
*
واقتطفْ وردةً من الدم في ذِكـْـ
ــــراه ، لا من حديقـــةٍ غَــنَّـــأءِ
*
وتَـبَجَّحْ فخــراً بعيــدِ انتصـــــارٍ
لابـحــزنٍ وبـذْلَــــةٍ ســـــــوداءِ
*
وتَــذكَّـــــــرْ بـَـذلاً لحــــرٍّ ببَــذلٍ
وإبـَـــــــاءً لثائـــــــرٍ بإبــــــــاءِ
*
وانْدبِ النزفَ، إنْ صَدَقـتَ، بنزفٍ
ونُثـَـارَ الأَشْــــلاءِ، بالأَشْـــــــلاءِ
*
لايُوَفـَّى دمُ الحُســـَـيْـنِ بحُــــزْن ٍ
بَــلْ يُـوَفـَّى بثــــوْرَة ٍ، وفِــــدائي
*
إنَّه فــوق ما تَـــرَى من جـــلالٍ
وجمــــــالٍ وروعــــةٍ وبهـــــاءِ
*
مُكْتـفٍ عَـنْ نــزولِ دَمْـع ٍبخــــدٍّ
بصعـــودِ النـزيــــف للعلـيـــــاءِ
*
وَغنيٌّ عَـنْ مُشْــفـقيْـنَ عَـليـــــهِ
بكنـــــوزِ السـمـوِّ، والإرتقــــاءِ
*
وبعيـــدٌ مَعنــاهُ عـَنْ كـــلِّ معنىً
قـرَّبَـتْــهُ عَــواطـــفُ الخُطبَــــاءِ
*
ليـس كفؤاً شعـرُ الرِّثــاءِ لعمـقٍ
نَبَـــوَيٍّ ، ولا دُعـــاة ُالرِّثـــــاءِ:
*
مِنْ مُريـــدٍ أجْـرَاً بأخْـرَاهُ عنْــهُ،
أوْ بِـدُنْيــــــاهُ مَطمَحَــاً للثـَّـــرَاءِ
*
أوْ مُعَــادٍ مِـن الطغــاةِ رَمِيـْمَـــاً
وَمُـــدَارٍ جـرائـــــمَ الأحْيـَــــــاء
*
أومنـادٍ باسـم الحســيـن هيامـــاً
وهـو أدنى للشِمْـرفي البغضــاءِ
*
يتمنَّى شـــهـــــادةً دون حـــربٍ
وقصـــوراً في جَنـَّـــةٍ فيحـــــاءِ
*
أو مثيـــرٍ مِـن التراثِ صـراعــا ً
رافــــعٍ ٍفيـــــه رايـــةً للبكـــــاءِ
*
مُستـعيــدٍ ما مات في كلِّ عصـرٍ
من زمان الأســلاف والخلفـــاءِ
*
وحَـوَالَيْــــهِ، كـلَّ يـــومٍ، يَـزيْــــدٌ
ودمـــاءٌ تســـيـلُ فــي كـرْبَــلاءِ
*
وَانْبعَاثٌ لـِرُوح ســِبْط ٍ ذبــيـــحٍ
بجديــــد الأبْــدانِ ، والأسمــــاءِ:
*
بالفدائيِّينَ المُضيئينَ في الأَسْـــ
ــــدافِ قبْسـاً من نوره الوضَّـاءِ
*
والبُناةِ المُقـاوميـنَ الطــواغـيـــ
ــــتَ اتبـاعــاً لنهجِــه البنــَّــــاءِ
*
والرُّعاةِ السُّقـاةِ بالوعي أعـــرا
قَ الشعوبِ المسلوبةِ الجـــرداءِ
*
يَالـروح الحُسَيْنِ! كمْ مِنْ حسـينٍ
هيَ فيـــــه، مُعـادة الإنشــــــاءِ!
*
ماتـزال الثـوراتُ تسعَى طوافـــا ً
حَوْلها كالفَـرَاش، حَـوْلَ الضيــاءِ
*
ونجومُ الثوَّارِ في الأرضِ تجري
وهي قطبُ النجومِ، في الظلمـــاءِ
*
لايُدانَى معنَى(الحسـين) بشعــــرٍ
أيُّ معنىً أُريــــدَ باسْـــتِثنـَــــاءِ؟
*
مُنْـذُ ألـــْفٍ وما يَـــزالُ جديـــداً
مِيزَ عمَّا في الأرض من قدمـاءِ
*
يَتَحـَـدَّى الزَّمَــانَ عَصْراً فعَصْرا ً
ومكانَ الغـرور، والإزدهـــــــاءِ
*
هــازئـاً بالملــوكِ تَرقَـَى، وتَبْلـَى
كرســومِ الرِّمــــال ِفي البيـــداءِ
*
وَحصونِ العُتـاةِ تُـبْنَـى، وتُمْحَـى
كدُخَـــانٍ مُشَــيَّــدٍ في الهــــواءِ
*
وضجيـجِ ِالجيــوشِ يَعلوْ، ويَخبُـوْ
ساكنَ البـوْقِ، صامتَ الضَوْضاءِ
*
ورنيـن ِالســنين ِيـأتِيْ، ويَمْضِيْ
ـمَيِّتَ الجــِرْس ِ، دونما أصْــــداءِ
*
وَهْـوَ باق ٍ وسْــط الفناءِ مسـاراً
لمُرِيْـديْــهِ سَـرْمَـــدِيَّ البـقــــــاءِ
*
إنَّ فيــــــه لقـــوِّة اللّــــهِ ســـرَّاً
لاوياً بـاســمـــهِ ذراعَ القضـــاءِ
*
كلُّ صوتٍ يَخضرُّ رفضاً بصمتٍ
هوَ مِنْ جـذرِه ربـيــــــعُ نمَــــاءِ
*
واحتجــاج ٍ بليــلِ ظلـــمٍ وجــورٍ
هـو من أفقِــه انطــلاقُ ســـنـاءِ
*
ونزيـــفٍ لثـائـــــرٍ في جفــــافٍ
هـو مـن نحــرهِ انهمــــارُ رواءِ
*
وشــهيـــدٍ مناصــــرٍ لشــهيــــدٍ
هو من بعض صحبِهِ الأوفيـــاءِ
*
ومكــــانٍ لثـــــورةٍ هــو فـيــــهِ
من صعيد الطفوفِ نفـحُ شــذاءِ
*
وزمــان ٍ مخضَّـبٍ بـالضحـــايـا
ليــس إلاَّ نـهـــــارَ عـاشــــوراءِ
*
لايُبَـقــِّي الفنـــاءُ حيَّـاً، وتَبـقـَـى
حيواتُ الحسـينِ رغـمَ الفنـــــاءِ
*
يــالـَوِتْــــــرٍ مُخَلـَّــــدٍ لايُـثَـنـَّـــى
لإنْعِــدام ِالأنْـــدادِ والنُّـظـــــرَاءِ!
*
وَسَخـِيٍّ بالنفسِ قبـل ســـواهـــا
جَلَّ من واهبٍ، عظيمِ الســخاءِ!
*
مـاتَ ظمْـــآنَ مُجْرياً مِـنْ ظمَـاهُ
ســــاقيـــــاتٍ، لأمَّــةٍ جَــدبــــــاءِ
*
وَوَقـاها شَـــرَّ الخريــفِ بفيْـضٍ
مِـنْ دِمـاه ، فكانَ خيـْرَ وِقـَـــــاءِ
*
أوْصَلَ اللَّحْنَ بالشهادَةِ مِنْ جُــرْ
ح ِأبيْــهِ نَـزْفــاً إلــى الأبْنَـــــــاءِ
*
يالَعِـــزِّ الحـســـين ما رِيْـضَ ذلاً
بِلِجــــامِ الـولاةِ والأُمَــــــــــراءِ!
*
صاغ من أروعِ الصمـودِ دليــلاً
لخُطـاةٍ فـي تيهِهـــا عميـــــــــاءِ
*
ـوبَرَى من دم الوريدِ سلاحـــــاً
لشـعــــوب مقهـــورةٍ عـــــزلاءِ
*
وأحالَ النزيـفَ زلـــــزالَ مــوتٍ
بــــهِ َينْـدَكُّ مَعْقِـــلُ الأقويـــــــاءِ
*
لِيـَدُوْسَ الـغـــــــرورَ أنفـاً فأنفـاً
دَوْسَ شمسِ الربيعِ ثلجَ الشتـــاءِ
*
ويُـذِلَّ العــــروشَ كـلَّ صبــاح ٍ،
بانفـجـــارٍ لثــورةٍ ، ومســــــــاءِ
*
عَلـَّمَ الثائـرِيـــــــنَ كيْفَ يَمُوْتُـوْ
نَ، ويَحْيَـوْنَ أحْسَـــنَ الإِحيـــــاءِ
*
ويجيئــــونَ بـالصبـــــاح لدَجْـنٍ
والســواقــي لبلقــــعٍ مِظمَـــــاءِ
*
ويَصيـرونَ بالفِــدَى بسـمـــــاتٍ
ماســحاتٍ مدامـــعَ الأَشقيــــــاءِ
*
ويَنـابيـــعَ عِــــزَّةٍ ، وارتـــــواءِ
لمَــلاييـــنَ قـادميْــــنَ ظِمَـــــــاءِ
*
درْسَ وَعْيٍ أَعْـطَى لأمَّتِــــهِ مِـنْ
ألِـفِ التَضْحِيـاتِ حتَّى اليــــــاءِ
*
إبتــــداءً بنفـسِــــهِ، وذويــــــــهِ
وختامــــــاً بصحْبـِـهِ النُجَبَــــــاءِ
*
صَفَحَــاتٍ مَخطـوطــةً بِـدِمَــــــاءِ
وَبِعُنْـق ٍ مَقطوعَــةٍ حَمْـــــــــراءِ
*
قـدْ رَأى بـالـرَّدَى حيـــاةَ هنـــاءِ
وبعَيْـشِ الذليـــلِ موتَ شـقـَـــاءِ
*
فتلقَّى الســِّيــوفَ صَونَاً لـقَـــوْمٍ
لـمْ يَصُوْنُــوْهُ مِنْ أذَىً واعتِــداءِ
*
أَفـــردوه نسـراً لحتـفٍ ، ولاذوا
ببُغــــاثٍ من ذلَّــــةٍ، وانكـفـــــاءِ
*
فتصـدَّى طـوداً لزحـف ريــــاحٍ،
حاصـرتْـــه، مـوَّارةٍ هـوجـــــاءِ
*
مـسـتميتاً يقـاتـــل الجيـشَ حتَّى
بانَ كالجيـش وحده في العــراءِ
*
مـا انحنَى واحـــداً أمــام ألــوفٍ
رغــم حشْدِ الجــراحِ والإعيـــاءِ
*
صـامـداً، صـامـداً، قـويَّـاً ، قـويّـَاً
ســاخــراً من تخــاذلٍ وانحنـــاءِ
*
واقـفــاً مِلءَ كــلِّ عيـنٍ وقـوفـــاً
كَـذَّبَـتـْـه كـالحُلــمِ عينُ الــــرائي
*
صَفــعَ الـذلَّ بالشـمــوخ وأَخزَى
بـالتحـــدِّي ضَخـامَــــــةَ الأرزاءِ
*
بثـبــــاتٍ يَـخـطــو كــأنَّ خُــطـاهُ
صـاعقــاتٌ في سـاكنِ الجبنـــاءِ
*
وكـأنَّ الوغى عــــروسٌ تَـزَيَّـتْ
للقــاهُ ، بـأســـيُـــفٍ بيـضــــــاءِ
*
وصفوفَ الجنودِ شَعرٌ طـويــــلٌ
ضفـرتْـــه لجذبِـــه باعتنــــــــاءِ
*
أَربكتْــها فحولــةٌ منـــــه لمَّـــــا
فتنتْــــــه أُنوثـــةُ الهيــجـــــــاءِ
*
مااسـتقرَّتْ به البطــولــــةُ حتَّى
نال أسمَى مراتبِ الشــهــــــداءِ
*
فــإذا رأسـُــهُ الأشـــمُّ لـــــــواءٌ
بـزفـــافٍ ، علـَى قَنَـاً صَـمَّـــــاء
*
وجراحاتُـــــه الغِـــزَارُ منــــــارٌ
في مساءِ التاريــخِ كالجـــوزاءِ
*
بأبـيْ إذْ هَـوَى بِـطـفٍّ كـريمـــاً
قَطَّعَتْـــهُ مبَــاضِــــعُ اللؤمَـــــاءِ
*
وَعَلى وجْهِــهِ أكَـبَّ عـــزيْــــزاً
عـزَّةَ النسْــرِ، في ذُرَىً شـَمـَّـاءِ
*
وبأمِّيْ ، إذْ جِيْـلَ حِقْـداً عليْــــه ِ
بخيـولِ الأوْغــادِ ، والطلَقَــــاءِ
*
خَسِئَ الجُبْـنُ.لـمْ يُنـازِلْـــهُ حَيّاً
بَـل صَريْـعٌ، مُمـَزَّقُ ألأجْـــزاءِ
*
أيَّ ذعــرٍ أشـــاعَ في قاتـِلِيْــهِ،
وهْوَ دام ٍمُلقَىً عَلى الغَبْـــراءِ!
*
أينَ مِنْ نَزفِـهِ المَفـَرُّ خلاصــاً؟
مِـنْ أمَــامٍ، أشـــباحُـهُ ، وَوَراءِ
*
سَــدَّ بالحقِّ كـلَّ درْبٍ عليهـــمْ
وأضـاقَ اتِّســاعَ كـلِّ فضـــــاءِ
*
وابتلاهــم بعـد ابتهــاجِ قلـوبٍ
وعيـونٍ بـالــروْعِ والأقـــــذاءِ
*
وأراهُمْ مِنْ قَبـْلِ مَوْتِهُـــمُ المَوْ
تَ، وَعُقبَى مَجْرَى دَمِ الأبْرِيـاءِ
*
دوَّخَ الحـاكميـــنَ بـالإنتفـاضـا
تِ، وأعلَى بيـــارقَ الضعفــــاءِ
*
وإلـــَى الآنَ مـاتـــــزالُ دِمَــــاهُ
مُفـْزِعـَاتِ الظـَّلام ِ بالأضـــواءِ
*
بانهيـــارٍ لجسـمِـــهِ شَــادَ رأياً،
ليـــس ينـهـــــارُ، بـانِــيَ الآراءِ
*
ومُضيفاً لِهَالـَــةِ العقــلِ نــوراً
وطــريقــاً لخطــوةِ العقــــــلاءِ
*
واحدَ الوجهِ لم يُـثَـنَّ ازدواجـاً
صادقـاً في ظهـــورِه والخفـاءِ
*
وعجيبَ الإيثــــارِغيـرَ بغيـضٍ
طائفـيٍّ مُســخــَّــرٍ للعـــــداءِ؛
*
إنني أنتمي إليــــهِ ، وحَسـْبـي
أنْ لنَهْـجٍ، ماحِدتُ عنهُ، انتمائي
*
وبــهِ أَقتــدي. وكــمْ من مُحبٍّ
يَتهـادَى فخـراً بمثـلِ اقتدائي!
*
أَتبــــاهـَـى بأنَّنـي أوَّل الجـنــــ
ــــدِ بزحفٍ لــه على الجهـلاءِ
*
بـدم ٍ، منــهُ، نابضٍ فِي عروقيْ
كـدْتُ زَهْواً أَفوت حدَّ السـمــاءِ
*
إفتخـــاراً بثــائـــــرٍ، وخـلــــودٍ
لا افتخـــاراً بميِّـتِ الآبـــــــــاءِ
*
إنني مُـولـــــعٌ بكــلِّ نـزيــــــفٍ
لا لهـــدمِ الحيـــاةِ، بـلْ للبنــــاءِ
*
موئــلُ النصرِ في الختـام ِإليــهِ
لا لـطاغٍ ذي سـلطةِ اســتعـلاءِ
*
بِمَسِيـْرٍفِي دربـهِ صِنْتُ خطويْ
عنْ دروبِ الحكَّـامِ والأثريـــاءِ
*
ومعيــذاً بوعيه قـول شـعـــري
من مديــح ٍ لحاكــم ٍ وهـُـــراءِ
*
وثبةُ الطفِّ، فـوق رأسيَ، تـــاجٌ
وجميـعُ العروشِ تحتَ حذائي
***
عبدالإله الياسريّ