نصوص أدبية
مجيدة محمدي: لُوبانية
لا أدري كيف صعدت "لُوبانيّةُ" الطفولة
من قاع النسيان...
حلوى مطاطيّةٌ بيضاءُ
كانت تتدلّى من أصابع البائع المتجوّل
مثل خيطٍ من نورٍ
يُساقط على أفواهنا
ابتسامةَ الكون الأولى.
*
كنتُ أقفُ أمام المدرسة
وأرى العالمَ يُطوى
في تلك القطعة الناعمة،
قطعةٍ تلمعُ كروحٍ
لم تُمسّ بعدُ
بخدوش الحياة.
*
واليوم،
بعد عمرٍ يفيضُ بالظلال،
استدعيتُ مذاقَها إلى فمي -
يا للعجب -
كأنّها لم تغادرني يومًا،
كأنَّ ذاك البياضَ
ما زال يحرسُ طفولتي
من الصدأ.
*
ربّما لأنّها كانت حلوةً
كحلمٍ لا يعرف الخوف،
ورقيقةً
كالخطوة الأولى نحو ضوءٍ لا ينطفئ،
وناصعةً
كقلبٍ لم يختبر بعدُ
موتَ الكلمات.
*
وربّما…
لأنّ الإنسان، حين يشيخُ قليلًا،
يبحث في فمه
عن طعمٍ يعيد إليه إسمه،
ويعيد إليه تلك اللحظة
حين كان يظنّ
أنّ العالمَ
قطعةُ حلوى
تذوبُ ببطءٍ في القلب.
***
مجيدة محمدي






