
تطوير المساجد التاريخية ليس مجرد عملية ترميم، بل هو استثمار حضاري وثقافي يعزز مكانة الدولة كحاضنة للتراث الإسلامي، كما يوفر المشروع إرثًا مستدامًا يعزز القيم الدينية والثقافية والوطنية للأجيال القادمة مع الحفاظ على الهوية العمرانية الأصيلة وإبراز البعد الحضاري و الديني والثقافي، وتكون معلما سياحيا دينيا -- اضاقة الى ان أهم الفوائد التي ستنعكس على أجيال المستقبل، من خلال الحفاظ على الهوية الدينية والتاريخية، وتعزيز الفخر الوطني والانتماء مساهمةً في غرس روح الفخر الوطني لدى الشباب، من خلال التعرف على العمارة الإسلامية التقليدية في بلادهم، وتعزيز الشعور بالانتماء للوطن من خلال الحفاظ على المساجد التاريخية كجزء من الهوية الوطنية والثقافة الإسلامية
الأهمية الدينية تبرز بالمحافظة على قدسية المساجد التاريخية التي كانت أماكن عبادة لعدة أجيال، وتوفير بيئة مناسبة وآمنة للمصلين مع الحفاظ على الطابع الإسلامي الأصيل، وإعادة إحياء المعالم الدينية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي، مثل المساجد التي صلى فيها الصحابة أو كانت محطات رئيسية في التاريخ الإسلامي، وتأتي الأهمية الثقافية والتراثية في الحفاظ على الطراز المعماري التاريخي للمساجد، مما يسهم في توثيق الموروث العمراني الإسلامي، وكذلك بدعم جهود اليونيسكو والمنظمات العالمية لحماية التراث، مما يعزز مكانة الدولة ثقافيًا، وإحياء القصص والتاريخ المرتبط بهذه المساجد، مثل مسجد البيعة في مكة، الذي شهد بيعة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم،، وتبرز الأهمية الاجتماعية في تعزيز الروابط المجتمعية من خلال ترميم المساجد التي تمثل جزءًا من حياة الأحياء والقرى، وكذلك بدعم المبادرات التطوعية والمجتمعية، حيث يشارك المهندسون والحرفيون في ترميم المساجد وفق معايير التراث العمراني، أما الأهمية الاقتصادية فتكمن في خلق فرص عمل للمهندسين والفنيين والحرفيين المتخصصين في الترميم المعماري، وتعزيز السياحة الدينية والتراثية من خلال إعادة تأهيل المساجد التاريخية، مما يجذب الزوار والباحثين في التاريخ الإسلامي، مع تحفيزٍ للقطاع الخاص للمساهمة في مشاريع الترميم، مما يدعم الاقتصاد الوطني
العراق يضم الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة والمعروفة، من ضمنها المساجد العريقة، حيث تحتوي على الكثير من المساجد التي يعود تاريخها إلى بداية فترة العصر الإسلامي، وخصوصاً بعد فتح العراق، وهناك – 10 –مساجد هي الاقدم تاريخيا، يُعد مسجد البصرة القديم أقدم مسجد في العراق،وليه مسجد نبي الله يونس في الموصل، مسجد البصرة يرجع تاريخ بنائه إلى عام 635، أي خلال فترة عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، بحيث تم العمل على تأسيسه قبل الانتهاء من فتح المدينة بشكل كلي، وجاء بتصميم من أجذاع النخيل، إلا أنه تعرض لحريق أدى إلى تدميره، لكن تم العمل على إعادة بنائه خلال فترة عهد الخليفة الأموي الثالث عمر بن عبد العزيز، ومرة أخرى بعد أن تعرض للتدمير بفعل فيضان خلال فترة العهد العباسي-- ومسجد نبي الله يونس تاريخ بنائه يعود إلى القرن الرابع هجري، فيما يتخذ موقعاً له على السفح الغربي من تل النبي يونس أو كما يُعرف باسم تل التوبة، في الموصل ثم مسجد الكوفة حيث تم الانتهاء من بنائه عام 670، وبذلك أصبح يُمثل أول مبنى يتم إنشاؤه في مدينة الكوفة، ومقراً لخلافة الإمام على بن أبي طالب
والمساجد لها دور كبير ومؤثر في حياة المجتمع الإسلامي ونهضته دينيا وفكريا وسياسيا، كما أن معظم المساجد كانت مراكز إشعاع حضاري، وجامعات علمية مكتملة التخصصات، يتلقى فيها الطلبة مختلف العلوم على أيدي علماء متمكنين من تخصصاتهم، تحتوي العاصمة بغداد على عدد كبير من الجوامع والمساجد، منها 912 جامعا تقام فيها صلاة الجمعة، و149 مسجدا صغيرا تقام فيها الصلوات الخمس فقط"، مبينا أن جامع الخلفاء في بغداد إلى جانب جامعي المنصور والرصافة من أكبر جوامع المدينة التاريخية، التي كانت تقام فيها صلاة الجمعة خلال القرون الأربعة الأخيرة من الخلافة العباسية، وتعد سامراء من أمهات المدن العراقية القديمة، وما زالت تزخر بالآثار الإسلامية، وتقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد نحو 118 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بغداد، وقد بناها الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة (221هـ/835م) فكانت عاصمة الخلافة العباسية الأهمية الدينية تبرز بالمحافظة على المساجد التاريخية وتوفير بيئة مناسبة وآمنة للمصلين مع الحفاظ على الطابع الإسلامي الأصيل، واعادة احياء المعالم المرتبطة بالتايخ الاسلامي، مثل المساجد التي صلى فيها الصحابة،او كانت محطات رئيسية في التاريخ الإسلامي
***
نهاد الحديثي