أقلام حرة

صادق السامرائي: اقلام الأزمان!!

لكل زمان أقلامه، وقادة فكره وثقافته، ووفقا لمعطيات وقتهم تتجلى قيمتهم ويكون دورهم، وليس من الموضوعية والصدق أن نقايسهم بفترات زمنية لاحقة، فهم ينتمون لأجيال خلت، وعلى الأجيال التي أتت، أن تراهم بعيون ذلك الزمان لا بعيون زمانها المعاصر.

فالدنيا تتغير بسرعة، ودفق المعارف هادر ووثاب، والمتراكم في العقول من العلوم تنوء منه الرؤوس وتكِل الأفهام.

فأبناء العصر يعرفون أكثر من أبناء العصور السالفة، ولديهم من المصادر والمنابع المعرفية الفورية ما لم يتيسر لمن سبقهم.

فهل يجوز لهم قراءة ما مضى بعيونهم الحاضرة؟

هذه إشكالية تفاعلية تظهر في عدد من المقالات والنصوص، وكأن كتّابها يقللون من قيمة الأسلاف، ويتناسون أحوال الدنيا في حينها، وكيف كانت الأمم  الأخرى آنذاك.

ويبدو أنه سلوك عدواني على الأمة وإساءة لمسيرتها الحضارية، وما قدمته رموزها من إبداعات وإضافات أصيلة للإنسانية.

فماذا قدمنا للدنيا بالمقارنة بما قدموه؟

إن رموز الأمة وأعلامها أفذاذ متميزون، وضعوا الحجر الأساس للإبداع الإبتكاري الذي نتمتع بمنجزاته اليوم.

فلا يجوز مقارنتنا بهم، لعدم تفاعلنا مع عصرنا بذات الروحية المقدامة، والثقة العالية بالإرادة الذاتية والموضوعية، وتوطن العجز والشعور بالقصور والتبعية في وعينا الجمعي.

فعلينا توقي الحذر، عندما نتناول رموز الأمة المعرفية بأنواعهم، فهم الذين أبدعوا وإجتهدوا وقدموا ما بإستطاعتهم للتعبير عن جوهر وجودهم في قلبها النابض بالأنوار.

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم