أقلام حرة
صادق السامرائي: أمة الثلاثيات المروعة!!
منذ الصبا ويرددون على مسامعنا: "الجهل والفقر والمرض"، "وحدة حرية إشتراكية "، وغيرها، وأنظمة حكمنا طغيانية ذات غلو، وتوفر للغزاة أسباب النيل من وجودنا الوطني والإنساني، وتدعي بأنه الإستعمار، وهو القوة التي تساندهم وتثبت أركان حكمهم، مقابل الحفاظ على مصالح الطامعين بالبلاد والعباد، وعلى أحسن وجه وتمام.
ترى لماذا دول ثرية ومواطنوها في حرمان وقهر بالفقر والعوز ومعاناة شظف العيش، والتفكير بالهجرة إلى بلاد الآخرين؟
في مجتمعاتنا تسود الإستحواذية العائلية والفئوية والحزبية وتتحكم بثروات البلاد، وتحسبها ملكها المشاع، ولديها حرية التصرف بها، فتجد في بلدان النفط أشخاص أثرياء أرصدتهم بالبلايين الراقدة في بنوك أجنبية، ويعيشون ذروة البذخ والثراء، وهم قلة قليلة تكنز النسبة العظمى من الثروات الوطنية، وعامة الشعب في مآزق الفقر والتضور من قسوة الأيام، حتى أن العديد من أبناء البلدان يسكنون في أكواخ ويعتاشون على مزابل الأثرياء الذين لا يرحمونهم.
وتعقدت الأمور يتشجيع السلوكيات المؤدينة والتحزبات المتطرفة ذات الغلو الفاضح، الساعية إلى التكفير وسفك الدماء وفقا لفتاوى ذوي العاهات النفسية، المتاجرين بالدين القويم، والداعين للتجهيل والحرمان من حقوق الإنسان، التي سينالها المنكوبون في جنات النعيم، والمنبريون يرفلون بالرفاهية ويكنزون الذهب والفضة ويسكنون القصور، ويركبون السيارات الفارهة المصنوعة في بلاد الكافرين، كما يتصورون ويدعون ويضللون ويسوغون الحياة المأساوية للناس من حولهم.
ثلاثيات متنوعة، وما تمكنت الأجيال من التحرر من أصفادها، بل أمعنت في تأكيدها وتطويرها والتفاعل معها على أنها أمر ضروري للحكم وإستلاب البلاد وتخنيع العباد.
تأملوا الرعاية الصحية والتعليم ومستويات المعيشة في بلدان الثراء النفطي، وكيف يتبجح السراق والفاسدون، ويحسبون ما سرقوه رزقا من ربهم الذي يرزق بغير حساب، وهم لا مسؤولية عليهم لمساعدة مَن لو أراد ربه لأطعمه.
الدين تجارة مربحة، والفقر من أهم وسائل الحكم، والجهل من ضرورات السمع والطاعة، والمرض يساهم في منع المواطنين من التفكير بحقوقهم، ويفقدهم القوة على التعبير عن إرادتهم، ولهذا فالثلاثيات تتعدد وتترسخ وتتوالد، ما دامت الكراسي متسلطة، ومؤيدة بالأقوياء من ذوي المصالح المنشودة.
فلماذا لا تتحدثون عن الخير والسعادة الوطنية، أيها المتهكمون؟!!
***
د. صادق السامرائي