أقلام حرة
صادق السامرائي: لكل قرن مفرداته!!
مفردات القرن العشرين غير مفردات القرن الحادي والعشرين، فكيف يصح مخاطبة أجياله بمفردات القرن الذي سبقه؟
أجيال القرن الحالي هم ما دون الثلاثين ولديهم مفرداتهم ورؤاهم وتطلعاتهم، وما يسود في الساحة الإعلامية والثقافية أن أجيال القرن العشرين أو ما تبقى منهم، يهيمنون عليهما، وينشرون ما عندهم من الأفكار بمفردات القرن الذي كانوا فيه، مما يتسبب بفقدان التواصل وتأمين أسباب الإنقطاع، ولهذا لا تؤثر الكتابات والخطابات، فلا علاقة متوالدة بين أجيال القرنين.
عندما نتصفح المدونات وما كتبته الأجيال الغابرة عبر العصور يتبين أن لكل زمن مفرداته، فالحياة تتبدل ومعها مفرداتها وآليات التخاطب فيها.
فالتواصل بين البشر بدأ بالرسائل المتنوعة التي تحتاج إلى أيام وأسابيع وربما أشهر لتصل إلى بلد آخر، ويعلم بها قلة من الناس حتى وصلنا إلى زمننا الذي إنطلقت فيه المعارف، وتحقق التواصل المتسارع الآني الإخبار.
وما يدور في أذهان أجيال القرن الحادي والعشرين غير الذي يقبع في أذهان أجيال القرن العشرين، ولا يمكن فرض مفردات ورؤى وتصورات القرون الغابرة عليهم.
إن أدعياء ما مضى وما إنقضى سينقرضون في هذا القرن، ولن تنفع طروحاتهم ولن تؤثر في أنوار العصر المتوهج، الدفاق بالصور والمشاهد المعبرة عن جوهر الحياة.
إنهم سيذهبون في غياهب المجهول وسيدثرهم النسيان وستلعنهم الأجيال القادمة، وستهزأ من خداعاتهم وأضاليلهم المضمخة بما يوهم بالإدراك الغيبي والمعرفة الواضحة لكُنه الآتي والمجهول.
ترى هل سنستطيع تحسس مواضع أقدامنا، ونرى بوضوح، ونتفاعل مع عصرنا الفياض بالمعارف والعلوم؟
عصورٌ ذاتُ إبداعٍ وفكرِ
وأشخاصٍ منوّرةٍ وتدري
مساراتٌ بها الأيامُ ترقى
وتأخذها لآفاقٍ وتجري
إذا انْطلقتْ نَواهيُها لشأوٍ
أجادتْ من مَواهبها بذخرِ
***
د. صادق السامرائي







