أقلام حرة
صادق السامرائي: مجتمعات بلا قيادة فكرية!!
الفكر يصنع الحضارة ويبني القوة ويشيد معالم السيادة والحرية وقيمة الإنسان ويضع الأسس الصحيحة للعطاءات الأصيلة، والمجتمعات الخالية من القيادات الفكرية، تجر أذيال التأخر والإنكماش في أحواض الغابرات ومستنقعات الباليات.
التقدم الذي إنطلق منذ بدايات القرن العشرين قاده المفكرون بشتى صنوفهم وتنوع نشاطاتهم، وتمكنوا من التأثير بمراكز القرارات، فلا توجد مؤسسة حاكمة دون أنوار فكرية ذات رؤى وتصورات مستقبلية ثاقبة.
فهل للمفكرين دور في مسيرة الأمة؟
المفكرون كثيرون ونشاطاتهم نائمة في الكتب المرفوفة في غياهب النسيان، وكل منهم صار في خبر كان، وإن نطق بالحق تعرض لقطع اللسان، فالكراسي ألد أعداء المفكرين والمبدعين، خوفا على عروشها ولكي يأنس أصحابها بغنائمهم، ولا يعنيهم المواطن المقهور والمعذب بالحرمان من حقوقه.
ويبدو أن مفكري الأمة تركوا إهتماماتهم العملية المتحدية، لأنها تجلب سوء المصير، وتحقق العيش العسير، فصار معظمهم يبرر ويسوّغ ويلقي بما يحصل على الذي كان، فاللاحق ملائكي والسابق شيطاني ومجرم وظالم كبير.
المفكرون بوصلة مجتمعاتهم، وعندما تنكرهم تتيه وتتلاطمها أمواج وأعاصير الويلات العظام.
العقائد الدينية ليست فكرا قياديا جمعيا، وإنما رواسخ فاعلة في الأعماق الفردية وقد تؤثر في السلوك، بمنعه من التورط بالشرور، لكن أكثرها تدعو للتناحر والتصارع الفتاك.
المفكرون الحقيقيون يجمعون، كما فعل المفكر الياباني (نشيدا كيترو)، الذي وضع اليابانيين في بودقة وطنية جامعة.
و"الفكر بحر لؤلؤه الحكمة"
و"كرامة الإنسان تكمن في فكره"
و"الفكر قوة فعالة دونها كل قوة هائلة"
بلاد الفكر موطنها سموقُ
إلى الأعلى بما ملكت تتوقُ
بفكرٍ سارتِ الدنيا لمجدٍ
ودامت في مرابعها تفوقُ
علائم عزها أفكار جيلٍ
يبرهنها بأفعالٍ تروقُ
***
د. صادق السامرائي







