حين أَحلُمُ
أَمسكُ بقبضتي
بتلابيبِ الرِّيحِ
أسرُجُ حِصاني
وأحرِّكُ الكَونَ بصولَجاني
حين أحلمُ
لا تعرفُ الورودُ
لونَ الذُّبولِ
ولا يفترقُ الأَحبَّةَّ
ولا يصمتُ حَسُّونٌ
ولا يغادرُ شَحرورٌ
ولا يموتُ في البِحارِ
مُهاجِرْ
حين أحلُمُ
لا يخشى اليمامُ
طلقاتِ الصَّيادِ
ولا تختبئُ السَّناجِبُ
بينَ الأغصانِ
ولا تَحكمُ جاداتِ الحيِّ
عصاباتُ الأوغادِ
حين أحلمُ
لا تسقطُ ورقةٌ خضراءُ
ولا تموتُ أُغنيةٌ
ولا تعرفُ الفُرقَةَ
أرواحٌ وأفئدةٌ
ولا يعتري نُورُ الشَّمسِ
أُفولٌ
حين أحلمُ
يعزِفُ مَوجُ البحرِ نغماتِهُ
فيرقصُ النَّرجِسُ
وتتمايلُ سَنابلُ القَمحِ
وتموجُ طرباً
زُهورُ الأقحوانِ
كُرمى للعُشَّاقِ
وحبَّاًّ لعيونِ
عبلةَ وليلى
وابنةِ الجيرانِ
حين أحلمُ أحاربُ
الكونَ بقصيدةٍ
أرسمُ ألوانَ الطّيفِ
بعد ليلةٍ ماطرةٍ
أغازلُ لَوحتيَ الأثيرةَ
وأشربُ نَخبَ الحُبِّ
في كلِّ المؤتمراتِ العالمية
وأهتِفُ بصَوتٍ مَبحوحٍ
مُطالِباً بِحُقوقِ الرَّعيةِ
من غير أن أخشى
ضَربةَ سَوطٍ
أو قبضةً حديديةً
حين أحلمُ
يموتُ الصَّقيعُ
ويصيرُ لطيفاً وهجُ الشَّمسِ
ولا ينامُ أبداً
وجهُ القمرِ
ولا تكفَهِرُّ وجوهٌ
ولا يعتري الحُزنُ
أصواتَ العصافيرِ
وقسمات وجوهِ الشَّجرِ
في عهودِ حُلمي
لا تفنى فراشاتٌ
ولا تُغتالُ أفيالٌ
ولا تُصلبُ في السَّاحات
عاشقاتٌ
ولا تَتعَفَّنُ في الزَّنازين
أُمنياتٌ وأجسادٌ
حين أحلُمُ
جِراحاتُ الهَوى تلتئِمُ
ودموعُ الأمَّهاتِ تَعتكفُ
وتصيرُ البَسمةُ عَادةً
وتُغرِّدُ في كلِّ حينٍ
ضَحكاتٌ وتَرنُّ قهقهاتٌ
ويصبحُ كلُّ العبيدِ سَادةً
أحلمُ وأحلم ثم أحلمُ
من غير توقفٍ ولا نِهاية
***
جورج مسعود عازار
ستوكهولم السويد