نصوص أدبية
خالد الحلّي: تَخَيُّلَاتُ اِمْرَأَةٍ وَمِرْآةْ
مرآةٌ في غُرْفَةِ فُنْدُقْ
تُبْصِرُ أشخاصاً تَجْهلُهُمْ
لا تدري مِنْ أينَ أَتَوها
أو مِنْ أينَ يجيئونْ
لا تعرفُ مَقْصَدَهُمْ
أو كَمْ سيُقِيمُونْ
**
مُنْذُ سِنِينٍ
كانَتْ عاملَةٌ في الفُنْدُقِ
تأتي عِنْدَ الظُّهْرِ
و لا تَدْرِي
مَنْ سَكَنَ الغُرْفَةَ، أو يَسْكُنُها
لكِنَّ المِرآةْ
تبقى صامتةً تُبْصِرُ ما يجري
عاملَةُ الفُنْدُقِ تَرْقَبُها
تمضي الأيّامُ فتَعْشَقُها
تَتَمَرّى فيها،تَسْأَلُها
عمّا رَصَدَتْ في ماضِيها،
أو حاضِرِها
و المرآةْ
تبقى صامتةً
صَمْتَ الأمواتْ
**
يَئِسَتْ عاملَةُ الفُنْدُقِ، قالتْ
إنّ المرآةْ
لا تُسْمِعُنِي
ما يُفْرِحُنِي
فلماذا لا أتخيّلُ وحدي
أشياءً ممّا شَهِدَتْ
بَدَأَتْ تَتَوَهّمُ أحْلاماً
و تُطَرِّزُ أوْهاماً
تتخيّلُ شيئاً ممّا عَرَفَتْ
لكِنْ فَشَلَتْ
والمرآةْ
ضَحِكَتْ، ضَحِكَتْ، ضَحِكَتْ ...
صَرَخَتْ، ثُمَّ بَكَتْ
***
شعر: خالد الحلّي