روافد أدبية

باقر الموسوي: مرثية العجوز

أيها الناس…

يا من طالت لياليكم كأذقانكم…

تختبئون من الحياة

من الافتراق

............من اللقاء

وعجائزكم يضحكن بلا سبب

والحنين يسكن العظام كالريح

*

من

يُصغي

لِمَن؟

*

من يسمع الشكّاء المدلهم؟

ذاك الذي ينام على نافذة مفتوحة

الدموع تتساقط

الذكريات تصطدم بجدران الأدراك

الأحلام ......تهرب

.........تعود

.............تختفي

أيها العجوز…

حروبك الخرساء ترقص في رأسك

عشقك يتشبّث بالنورس

السماء ضاقت بك ذرعا

والهواء يركل قلبك

الصمت يبتلع

صوتك

يبتلعك

يبتلعك

*

كم وقفت في طوابير الموت؟

كم خسرت من الودّ؟

كم مشيت عكس الوصال؟

كم كنت غريبًا

كم كنت غريبًا

وبُحت بما لا يُقال

السؤال جثم على طريقك

يبكيك

أيها العجوز

كم مِتَّ لتحيا؟

كم رفضت نفسك؟

كم ألّيت على البقاء

كم ولدت مرّات في وقت قاتل

لا يهب الولادة

ولا يذكر أحد وجهك في المرآة

أيها العجوز…

تراكض في دهاليز الذاكرة

تمزّق الليل بأطراف أصابعك

الريح تهمس:

“أنت لم تمُت… ولم تولد بعد…”

القلوب القديمة تهتز

تغني لك أغنية

لا يفهمها سوى الصمت

أيها العجوز…

كل شيء ينهار من داخلك

الحنين يملأ العروق

الصمت يصنع أصواتًا

ولا شيء يبقى

إلا أنت

أنت

أنت

***

باقر طه الموسوي

 

في نصوص اليوم