نصوص أدبية

سُوف عبيد: اَلْقَصِيدَةُ اَلْمُنَوَّرَةُ

أَيَــا حَــادِيَ اَلْعِيسِ أَبْلِغْ سـَــلَامِي

وَ عَــجِّـــلْ رَحِـيلا بِـــدُونِ مَــلَامِ

*

وَ وَدِّعْ ! فَـــقَدْ لَاحَ لَـفْــحُ اَلْفَيَافِـي

وَأَمْــسِكْ بِعَــزْمٍ عِـنـَانَ اَللِّجَـام

*

قُبَــيْلَ اَلْهَـوَاجِـرِ حـُثَّ اَلْمَـطَـايـَا

إِلَـــي اَلشَّــرْقِ يَمِّمْ وَلَا مِنْ مَقَامِ

*

وَ حَــدِّثْ رُبُـوعَ اَلْحِجَازِ حَنِـيـنِــي

وَ سِــرْبَ اَلطُّيُورِ لِتَـشْـدُو هُـيَامِي

*

عَلَــى كُلِّ وَادِي، إِلَي كُلِّ شِعْــبٍ

وفـِـي كـُـلِّ فَـجٍّ عَمِيقِ اَلْمَرَامِـي

*

مَعَ اَلرّيحِ، رِيحِ اَلصّبَا وَاَلصّبَابَـاتِ

يـَـنْـسَابُ عِطْـرًا بِـزَهْرِ اَلْخُـزَامِي

*

بِــنَـفْـحٍ مِــنَ اَلْيَاسَمِـيـنِ وَ فُـلِّ

كَمِثْلِ اَلشَّذَى ذَاكَ رَفْرِفْ غَرَامِـي

*

إِلَى نَخْلِ طِيبَةَ أَوْصِلْ شُــجُونِـي

وَأَنْـــزِلْ دُمُوعِـي كَـمُزْنِ اَلْغَمَامِ

*

عَلَــى رَوْضَةٍ مِـنْ رِيَاضِ اَلْجِنَانِ

تَـرَاهَا تَـــحَلَّـتْ بِخَـيْــــــرِ اَلْأَنـَامِ

ـــــــــــــ* ـــــــــــ

هُنـَاكَ عَلَى بَابِهِ اَلْمُصْطَفَى قِـفْ

وَصَــلِّ وَ سَلِّـمْ كَسَجْعِ اَلْــحَمَـامِ

*

وَ قُــلْ : يَا نَبِيَّ اَلْهُدَى! قَدْ تَنَاءَتْ

ثَنَــايَا عَلَــى اَلْبُعْـدِ كُثْـرُ اَلزِّحَــامِ

*

فَــقَرِّبْ وَ يَــسِّرْ إِلَـيَّ اَلسَّـبِيلَ

فُـؤَادِي مَشُوقٌ وَشَبَّ اِضْطِــرَامِي

*

أَهِــيمُ مَـعَ اَلْلَّيْـلِ غَـارَتْ نُجُومِي

وَأَنْــتَ اَلضِّيـَــاءُ تُجَلِّي ظَـلَامـي

*

وَ أَنْــتَ اَلصَّبَــاحُ، وَأَنْــتَ اَلْفَلَاحُ

رَمَـتْـنِي اَلرِّمَاحُ وَ لاَ مَنْ يُحَامِــي

*

وَ لا مِـنْ نَصِيرٍ لِإِسْنَادِ ظَـهْـرِي

وَ لَا مِـنْ رَفِيـــقٍ يَـشُـدُّ حُسَـامِـي

***

أَيَـا سَيِّدِي أَنْتَ رِفْدِي…أَغِـثْني

فَـأَنْــــتَ اَلْمَلَاذُ مَـلَاذُ اَلْمُــــضَـامِ

*

وَ كُـلُّ اَلْجِـهَاتِ تَـنَـادَتْ عَلَــيَّ

تَـهَـاوَتْ رُكَامًـا وَ فَـوْقَ اَلــــرُّكَـامِ

*

فَــسُـدٌّ أَمَـامِي وَ سُدٌّ وَرَائِــي

أَجُــرُّ خـُـطَــايَ كَـــسِيـــرًا وَ دَامِ

*

فَوَيْـحِي ! أَلَا بِـئـْسَهَا اَلْأُمْنِيَاتُ

إِذَا مَـا تَـدَاعَتْ كَمِثْـلِ اَلْــحُـطَـــامِ

*

لَكَمْ لِي تَرَاءَتْ كِسِرْبِ اَلـظِّبَاءِ

وَكَــمْ قَدْ رَمَيْتُ فَطَاشَتْ سِهَـامِي

*

وَوَلَّــــتْ عَلَـيَّ نِــصَالًا نِصَــالًا

وَ فـِـي اَلْفَـــلَوَاتِ تَلَاشتْ خِيَــمِي

*

أَلَا لَـيْـتَـنِي فِي فِجَاجِ اَلْـبرَارِي

مَـكَثْتُ جَــرِيحًا كَــمِـثْلِ اَلسّــوَام

*

وَ بَــيْنِ اَلذِّئَـابِ بَـقِيتُ طَرِيـحًا

بَـعِـيدًا عَـنِ اَلنَّـاسِ نَـاسِ اَلْـلِّئـَامِ

*

لَـئِــنْ مُــتُّ يَوْمًا فَطُوبَى لِمَثْوَى

بِـــأَرْضِ اَلْخَــلَاءِ يُرِيـحُ عِظَامِي

*

كَفَى !قَدْ رَشَفْتُ اَلْحَيَاةَ كُؤُوسًـا

غَوَتْنِي بِسِـحْرٍ تـنَـاسَتْ فِطَـامِي

***

لِخَـمْسِينَ عَامًا رَضَعْتُ هَوَاهَــا

أُمَـنِّي خَلَاصِي وَ فِـي كُـلِّ عَـــامِ

*

لَكَمْ هَدْهَـدَتْــنِي بِأَيْدِي اَلْحَرِيـرِ

وَأَغْرَتْ بِـجَـامٍ عَلَى إِثْــرِ جَــــامِ

*

أَقُـولُ لِــنَـفْسي :وَدَاعًــا لِدُنْيـَا

وَلَكِـنْ تَجِـيءُ بِأَشْــهَــى مُــــدَامِ

*

وَتُــغْرِي بِشَهْــدٍ وَ وَرْدٍ وَ وَعْــدٍ

أَرُدُّ أَصُـــدُّ تَــزِيـــدُ خِـــصَــامِـي

*

تَـغِـيـبُ رُوَيْـدًا رُوَيْدًا وَ تَـمْضِي

بِـخَدِّ اَلــدُّمُـــوع وَ تُبْدِي اِتِّــهَامِي

*

إِذَا هَـادَنَــتْـنِـي نَـهَارَا تَـهَــادَتْ

بِلَيْـلٍ وَ تَــغْزُو بِـخَيْـلٍ مَـــنَــامِـي

*

فَوَيْـلِي لِجَيـْشٍ يَمُوجُ وَعَــصْـفٍ

يـَهُـوجُ وَ زَحْفٍ مُخِـيـفِ اَلْلِّطَـامِ

*

فَـإِمَّـــا أَمُـوتُ بِقَصْـفٍ وَ إِمَّـــا

بِحَـتْـفٍ وَ إِمَّا بِسَيْـفِ اِبْـــتِـسَــامِ

***

هِيَ اَلْحُسْنُ فِي كُلِّ وَصْفٍ وَفَاقَتْ

بِلُطْفٍ وَ عُـنْفٍ وَهَـيْفِ اَلْقَوَامِ

*

فَـسُـبْحَانَـهُ اَلـلَّـهُ لَمَّـــا بَـرَاهَـــا

فَمَــاءٌ وَ نَــارٌ هُمَا فِـي اِنْسِـجَامِ

*

تَــجَـلَّتْ تَـحَـلَّتْ تَـدَنَّـتْ وَ رَنَّــت

إِلَــيَّ وَ هَـيَّــا ! أَمَــاطَتْ لِثـامِـي

*

وَهَمَّتْ ! هَمَمْتُ إِلَاهِي أَجِرْنِـي

حِمَاكَ ! وَ إِلَّا اِنْـفِرَاطُ اِعْـتِـصَامِـي

*

فَـــطَـوْرًا أَشُـدُّ قِـلَاعِـي بِـصَـبْــرٍ

وَطَـوْرًا أَلِينُ وَ أُرْخِــي زِمَـامِـي

*

فَوِزْرِي ثَـقِيلٌ / حِسَابِـي طَوِيـــلٌ

وَأَرْجـُو رَحِيمًا وَ أَنْـدَى اَلْـكِــرَام

*

عَلى اَلْلَّهِ حَسْبِي وَ إِنِّي أُصَلِّـي

عَلَى اَلْمُصْطَفَى وَهْوَ مِسْكُ اَلْخِتَـام

***

سُوف عبيد - تونس

 

في نصوص اليوم