نصوص أدبية
جودت العاني: الإنتظار والغبش..!!
انتظر الفجر يأتي
وأترقب خيط النور
على رأس السروة الباسقة..
جاء الفجر
وترقب قدوم الظهيرة الساخنة
انتظر قدوم الغداء
وجاء الغداء يسد الرمق
ثم انتظر العصر
وراح يزحف مع هبوط ضوء الشمس
وانتظر ما وراء العشاء
بعدها ، انتظر قدوم الليل
ونام تعباً من الانتظار
وقبل أن ينام
أنتظر الفجر يأتي
وجاء الفجر
وظل ينتظر وينتظر وينتظر
حلقة مفرغة
هي حلزون الإنتظار
وبين إنتظار وإنتظار
أدرك أن كل الانتظارات
قد تبخرن
وتطايرن كالغبار
وأصبحن غباراً في الماضي
لا أحد يحسه أو يتلمسه أو يراه
إنه مجرد غبار في الذاكرة
ليس له وجود
كل ما كان في الأمس تحول إلى ماض
والماضي لا أحد يمسك خيوطه
إنه مجرد خيالات تعلقن في الذاكرة
تبهت صورهن وتتلاشى تدريجياً
ثم تتراكم عليها صور أخرى وأخرى
تبهت وتتهرأ وتتلاشى
على خطى حلزون الحلقة المفرغة
في دورة الغبار
التي يأكلها الزمن القادم
زمن مضى، فأمسى غباراً
وزمن حاضر يبهت، ليمسي غباراً
وزمن لم يولد بعد،
في الإنتظار..!!
***
د. جودت صالح
14/8/2024
..............................
(*) في ضوء فلسفة الوجود والعدم للفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر