نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: صرخة الخيام
أَتَظُنُّ مَنْ حَمَلَ الأَسَى أَعْوَامًا؟
وَتَحَمَّلَ الطُّغْيَانَ وَالإِجْرَامَا
*
نَسِيَ الْمَآسِيَ كُلَّهَا فِي لَحْظَة
وَغَفَا عَلَى حَدِّ الْجِرَاحِ وَنَامَا
*
فَلَقَدْ سَقَطْتَ مِنَ الْعُيُونِ بِلَحْظَةٍ
مَا عُدْتَ حَقًّا فِي الصِّفَاتِ هُمَامًا
*
فِي أَحْسَنِ الأَحْوَالِ كُنْتَ مُهَرِّجًا
فَحَمَلْتَ إِصْرًا، وَارْتَكَبْتَ حَرَامَا
*
هَلْ جِئْتَ تَغْرِسُ فِي الرَّمَادِ حَدِيقَةً
كَيْ تَحْصُدَ الْخَشْخَاشَ وَالأَوْهَامَا
*
أَمْ جِئْتَ تَلْبَسُ وَجْهَ فَجْرٍ كَاذِبٍ
لِتُزِيحَ عَنْ وَجْهِ الْبِلَادِ غَتَامًا
*
هَلْ جِئْتَ حَقًّا كَيْ تُعَالِجَ أَزْمَةً
قَدْ أَجْحَفَتْ بِأَرَامِلٍ وَيَتَامَى
*
تَبْنِي بُيُوتًا لِلَّذِينَ تَشَرَّدُوا
وَتُزِيلُ مِنْ أَرْضِ النُّزُوحِ خِيَامَا
*
أَمْ جِئْتَ تَرْفُلُ فِي عَبَاءَةِ طَامِعٍ
يَسْتَجْدِيَ الأُمَرَاءَ وَالْحُكَّامَا
*
فَالشَّعْبُ ضَحَّى كَيْ يَعِيشَ بِعِزَّةٍ
وَاسْتَحْمَلَ التَّعْذِيبَ وَالإِعْدَامَا
*
فَهُنَاكَ آلَافُ الضَّحَايَا غُيِّبُوا
وَتَحَوَّلَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أَرْقَامَا
*
كَيْ يُصْبِحَ الإِنْسَانُ حُرًّا مِثْلَمَا
بَاقِي الشُّعُوبِ يُحَقِّقُ الأَحلَامَا
*
لَا كَيْ يَرَى مُتَسَلِّقًا مُتَمَلِّفًا
فِي سَقْطَةِ التَّارِيخِ صَارَ إِمَامَا
*
أَوْ أَنْ يُصَفِّقَ لِلَّذِينَ تَمَتْرَسُوا
خَلْفَ النِّظَامِ وَخَلَّفُوا الآلَامَا
*
بَلْ أَنْ تُجَّارَ الْحَشِيشِ تَكَرَّمُوا
وَتَقَلَّدُوا بَدَلَ الْحِسَابِ وِسَامَا
*
يَا قَائِدَ الزَّحْفِ الْعَظِيمِ أَلَا تَرَى
قَطْعَ الذُّيُولِ عَلَيْكَ بَاتَ لِزَامَا
*
أَنَسِيتَ شَعْبًا ثَائِرًا مُتَمَرِّدًا
مِنْ قَبْلِ عَامٍ حَطَّمَ الأَصْنَامَا؟
***
عبد الناصر عليوي العبيدي






