نصوص أدبية

جميل حسين الساعدي: لقاء في مطعم مكسيكي

القصيدة تصور لقاء عفويا مع فنانة مكسيكية

في مطعم أثناء تواجدي في جمهورية الدومينيكان

***

في الليل كان َ لقاؤنا في مطعمٍ

صَدَحتْ من المكسيكِ فيهِ قياثرُ

*

قد أسكرتني بغتة ً نظراتُها

فلخمرةِ النظراتِ طعْمٌ آخرُ

*

في وجهها القمحيّ عرْسُ سنابلٍ

نضجتْ فباركها الربيعُ الزاهرُ

*

ويطلُّ مِنْ أعماقِ عينيها الضحى

ورموشُها السوداءُ سِحْرٌ آسِرُ

*

تتألقُ البسماتُ فوقَ شفاهِها

وكأنّها روضُ بديعٌ عاطرُ

*

من أنتَ؟ تسألني وتُبدي دهشة ً

أمنجمٌ أمْ ساحرٌ أم شاعرُ

*

فصمتُّ ثمّ أجبتُها مُتبسّما ً

سأقولُ ما قالوا ولا أتفاخرُ

*

عُذرا ً فلستُ منجّما ً أو ساحرا ً

لكنّ شعري قِيلَ عنهُ ساحرُ

*

أنا لستُ من هذي البلادِ وإنّما

أنا مُبحرٌ كالموجِ بلْ أنا طائرُ

*

ضاقتْ بيَ الدنيا وضقتُ بها لذا

أنا هكذا طولَ الحياةِ مُسافرُ

*

ما عادَ لِيْ ماضٍ ولا مُستقبلٌ

زمني الذي أحياهُ .. هذا الحاضرُ

*

فارقتُ ذاكرتي وعشتُ بدونها

مَنْ يصحبِ النسيانَ فهوَ الظافرُ

*

قدْ كانَ لي وطنٌ جميلٌ آمنٌ

غدرتْ بهِ الأحقادُ فهْوَ مقابرُ

*

فيهِ رضعتُ الحبّ منذ طفولتي

لولاهُ مُتّ وماتَ فيّ الشاعرُ

*

ما مِنْ عزاءٍ غيرِهِ أو سلوة ٍ

هوَ زاديَ المخبوءُ حينَ أحاصرُ

*

فلتصغي يا حسناءُ لي فأنا هنا

اليوم َ لكنّي غدا ً سأغادرُ

*

القوّةُ الرعناءُ في جبروتها ً

لنْ تقهر َ الحبّ الذي هوَ قاهرُ

*

الظافرونَ بحقدهم وبمكرهم

هُمْ خاسرونَ وكلّ شئ ٍ عابرُ

*

بالحبّ تنبعث الحياةُ وترتقي

مهما أشاع َ الموت َ وحشٌ كاسرُ

*

أنا رابحٌ في الحبّ رغْم َ خسائري

فمشاعري دُهشتْ لقولي خاسرُ

***

جميل حسين الساعدي

 

في نصوص اليوم