نصوص أدبية
أسامة محمد صالح: إستبشري
إسْتبشريْ خيرًا أنا الرجلُ الذي
أحْبَبتِهِ ما حِدْتُ عنهُ فَتيلا
*
واسْتغفريْ فأنا الذي فضَّلتِهِ
دينًا بحِفظيْ اللهُ كانَ كَفيلا
*
آياتُهُ ما انفكّ يتلوها الهوى
ذاكَ الذي اخْتارَ الفُؤادُ رَسولا
*
وأنا الذي أوجدْتُ قدسَكِ قِبلةً
والدّهْرُ غضٌّ يجهلُ التَّنزيلا
*
في القلبِ منكِ أقمْتُها هذا الذي
ما انفكَّ يُقصَدُ للسّماءِ دَليلا
*
فامتدَّ ذِكْرًا ظلُّها لجِوارها
والكونُ يسْمعُ حمدَهُ مَذْهولا
*
وكمِ امتَرىْ فيما رأى حتّى رأىْ
القرآنَ فيهِ يحضُنُ الإنْجيلا
*
و جرَىْ دَمي العَربيُّ فيهِ مُفصِّلًا
وجهَ السّما في وجههِ تَفْصيلا
*
فغدوتِ قُدسًا حولَ قُدسٍ عنْ ثرا
ها لستُ أقبَلُ ذي الحياة بَديلا
*
الرّوحُ روحُكِ أنتِ والقلبُ الذيْ
أنّبتهِ بكِ لمْ يزَلْ مَأْهولا
*
العينُ ذاتُ العينِ والدّمعُ الذيْ
أجْريتِهِ ما انفكَّ يَجري نيلا
*
الحرفُ ذاتُ الحرفِ والشّعرُ الذيْ
أنْطقتِهِ بكِ لمْ يزلْ مَشغولا
*
الخطوُ نحوَكِ ذاتُهُ حتّى وإنْ
شاخَ المُخلّصُ أو بدا مَعْلولا
*
الفعلُ أجْلَكِ لا لغيْركِ كلُّهُ
أُعْربتُ فاعلَهُ أمِ المفْعولا
*
والطّينُ طينُكِ هلْ نسيتِ بأنّني
مِنهُ ابْتُدِعْتُ مُفَضَّلًا تَفضيلا؟!
*
حَشَدَتْ ليَ الدُّنيا وقدْ كانَ السّلا
مُ معِ الوَرى نَفَسَ المُريحِ قَليلا
*
حتّى سألتِ ولمْ أَجِدْ فحَلَفْتُ ألّا
أرتَضيْ مهْما أُجِبْتُ حُلولا
*
فشُغِلتُ عنْكِ بها لأجلكِ إذْ أبىْ
عِشقيْ البَقاءَ بصَبرِهِ مَكْبولا
*
حَربي وما حاربتُ إلّا في هوىً
كم شئتُ كيْ يحْيا الرّجوعَ قَتيلا
*
سيْفى! وفي غيرِ الهَوىْ ما اسْتُلَّ سيـ
فٌ في سبيلكِ لم يزلْ مَسْلولا
*
زمَني وإنْ حاطَ الزّمانُ بهِ علىْ الـ
أزْمانِ يبْقى لو نظَرتِ طَويلا
*
ودَمي يَصوغُ الكونَ كيفَ أردْتِهِ
حتّى وإنْ غمَرَ البلادَ سُيولا
***
أسامة محمد صالح زامل






