نصوص أدبية

مجيدة محمدي: عَود على بَدء

عجلاتٍ صغيرة لعربة تصفّرُ تدفعُها أمٌّ

وجهٌ غضٌّ ينامُ على وسادة الأحلام،

الشارعُ واسع كصدرِ الكونِ،

يمتدُّ بلا نهاية،

مبلّلٌ بمطرِ الضحكاتِ الأولى.

**

أيُّ لعنةٍ تقودُ العجلاتِ إلى دوّامةٍ أخرى؟

كيف تُصبحُ ذاتُ العربةِ قيدًا؟

مقعدا للتيبُّس؟

**

يا لها من حيلةٍ،

أن يسرقَ الزمنُ نَفَسَ البداية،

ويُعيدهُا وقد تقيَّحتْ الرئتان،

أن تُصبحَ الأصابعُ التي قبضتِ الهواءَ أول مرة،

عاجزةً عن الإمساكِ بمنديلِ وداع.

**

عربةُ الطفولةِ،

عادت،

مرتدية الحداد،

أُخضِعت لقوانين الفيزياء المُهينة،

ثقلٌ، ودفعٌ، واحتكاك.

الزمنُ لم يتوقّفْ

لمّا خُطَّ أولُ اسمٍ على الشهادة،

ولا لمّا سقطَ أوّلُ سنٍّ،

ولا حينَ نطق الطفل اول كلمة،

بل ابتسمَ،

وأكملَ سِحرَه الملتفَّ كالحيّة،

وحوّلَ الضحكَ إلى تنهيدةٍ،

والركضَ إلى ارتجافٍ.

**

من العجزِ…

إلى العجز،

من حاجتِكِ للصدرِ

إلى حاجتِكِ للكتف،

من أولِ صرخةٍ

إلى آخرِ تنهيدةٍ ...

**

ها هو الزمنُ،

ينقشُ اسمه على الحديد،

ويُعيدُ الحكاية،

كأنَّنا لم نكنْ سوى فاصلةٍ

في جملةٍ طويلةٍ

**

العربةُ لم تتغيّر،

الراكبُ فقط،

هو الذي تراجعَ…

إلى نقطةِ البدءِ....

***

مجيدة محمدي

 

في نصوص اليوم