نصوص أدبية
علي الطائي: لا ينفع الشِّعرُ في العرَبِ
حواريات الطب والأدب
دَعْنِي أُحَدِّثُ عَمَّا قِيلَ فِي العَرَبِ
يَا مَن تَأَرْجَحَ بَيْنَ الصِّدْقِ والرِّيَبِ
*
قَوْمي نِيَامٌ بِظِلِّ اليَأْسِ يُثْقِلُهُم
ذُلُّ الهَزيمَةِ فِي دَوّامَةِ العَطَبِ
*
مَا يَنْفَعُ الشِّعْرُ والْأَقْلامُ فِي وَطَنٍ
يَقْضي اسْتِعارًا كَفِعْلِ النّارِ بِالقَصَبِ
*
مَا يَنْفَعُ الصَّوْتُ والتَّهْريجُ فِي حَجَرٍ
أَوْ يَنْفَعُ الزَّهْوُ فِي أَرْحامِ ذِي الكُتُبِ
*
قَالُوا وَقَالُوا وَمَا زَالَتْ مَآثِرُنا
حَرْفًا تَمطَّى وَحرفًا صِيغَ مِنْ كَذِبِ
*
قَالُوا وَقَالُوا وَلَيْتَ الفِعْلَ دَيْدَنُنا
مَا فَرَّقَ القَوْمُ بَيْنَ الجِدِّ واللَّعِبِ
*
كُفّوا مَديحًا فَقَدْ مَلَّتْ قَرائِحُنا
وَمَلَّتِ الْعُودُ مِنْ طَنّانَةِ الطَّرَبِ
*
مَا أَنْتَ شَيْءٌ وَلَا واللَّهُ فِي مَلَأٍ
مَا صِرتَ شَيْئًا عَدَا مَا كَانَ مِنْ حَسَبِ
*
دَاءُ العُروبَةِ يَسْري فِيكَ مُذْ عُقِدَتْ
هَذِي النِّطَافُ، وَلَكِنْ دونَمَا غَضَبِ
*
كَانُوا وَكُنَّا ، وَهَذِي نَغْمَةٌ بَلِيَت
الصَّمْتُ أَمْثَلُ مِنْ نَفخٍ وَمِن لَجَبِ
*
هَلّا اعْتَذَرتَ مِنَ الأَيْتامِ فِي وَطَنٍ
مِنَ الضَّحَايَا إِذَا تُهْدَى إِلَى اللَّهَبِ
*
هَلّا نَظَرتَ شِفاهَ الطِّفْلِ إِذْ رَجَفَتْ
بَيْنَ الرُّفاتِ وَأَهْوَى الشَّيْخُ كَاَلحَطَبِ
*
تِلْكَ الوُجوهُ تَهَاوَتْ بَيْنَ حَيْرَتِها
حَتَّى أَصَابَتْ كِبارَ القَوْمِ بِالعَجَبِ
*
مَاذَا يَهِيجُكَ يَا ذَا البَأْسِ إِذْ صُدِعَتْ
مِنَّا القُلوبُ وَشِيبَ العَظْمُ بِالعَصَبِ
*
هَلْ أَرْعَبُوكَ بِقَتْلٍ؟ ذَاكَ مَقصَدُهمْ
خَارَتْ قُواكَ وَمَا أَعْذَرتَ فِي الطَّلَبِ
*
ظِلُّ الأَعاجِمِ يَبْقَى خَيْرَ مُرْتَكَنٍ
لِلْخَائِبِينَ، مَلَاذًا شِيدَ مِنْ كُثُبِ
*
أَنَّى غَضِبتُمْ، أَ غَيرُ المَوْتِ مَوْعِدُكُمْ؟
شَرُّ المَهالِكِ مَا كَانَتْ بِلَا سَبَبِ
*
فاخْتَرْ مِنَ المَوْتِ مَا تَحْيَا بِهِ أَبَدًا
عِنْدَ الكَريمِ فَغَيْرَ الخَيْرِ لَمْ يَهَبِ
*
صَمْتُ الكِبارِ إِذَا مَا فِتْنَةٌ صَدَحَتْ
عَارٌ عَلَيْهِمْ فَلَيْسَ الصَّمْتُ مِنْ ذَهَبِ
*
قُلتُم: صَبَرْنَا، وَعُقْبَى الصَّبْرِ مَرحمَةٌ
مَا نِلْتَ شَيْئًا وَفِي ذَا الأَمْرِ لَمْ تُصِبِ
*
صَبْرُ الكِبارِ عَلَى ضَيْمٍ وَمَنْقَصَةٍ
مِنَ الصَّغارِ بِغَيْرِ الذُّلِّ لَمْ يَـؤُبِ
*
صَبْرُ الحَكيمِ قَرارٌ صائِبٌ وَبِهِ
تَزْكُو النفوسُ وَتَبْدُو حِكْمَةُ الأَدَبِ
*
كَمْ قَدْ صَبْرَنا وَمَا نِيلَتْ مَطالِبُنا
حَتَّى وُطِئْنا مِنَ الأَقْرابِ والجُنُبِ
*
(صَكُّ المُرورِ) دَليلٌ فِي مَهَانَتِنَا
وَالأَعْجَمونَ كَأَهْلِ الدّارِ بِالرُّتَبِ
*
إِنِّي اشْتَفَيتُ فَلَا خَوْفٌ يُؤَرِّقُنِي
إِنِّي اكْتَفَيتُ مِنَ اَلْأَشْجانِ وَالكَأَبِ
*
لَا لَا تَلُمْنِي فَإِنِّي مِنْ أَسَى العَرَبِ
ذَابَ الفُؤادُ، فَصَمْتًا أَيُّهَا العَرَبي
***
بقلم: د.علي الطائي