نصوص أدبية
أسامة محمد صالح: جزع
ها نحنُ قد صِرنا كهولًا والذي
بالأمسِ أغفلْناهُ يُمسي واقِعا
*
ما عادَ خوفُ الرّوحِ من شيخوخةٍ
نَمشي إليها مُكرهينَ رواكِعا
*
قد لا نكابِدُها إذا اتَّخذَتْ من
الأسقامِ فينا للنّكوصِ ذرائِعا
*
وهيَ الّتي ما أبْغَضتْ شيئًا كما
قدْ أبغَضتْ عندَ الشيوخِ مواجِعا
*
ولربّما قتلَ القنوطُ بنا دوا
فِعَنا فلا نلقىْ لِنحْيا دافِعا
*
ولقد علِمنا أنّها ليستْ تجيـ
ــدُ سوى تذكّرِها الشبابَ الضائِعا
*
بل من ردىً لمّا نُعدَّ ليومِه
ولقدِ أعدَّ ولن نراهُ راجِعا
*
ولسانُ حالٍ ردُّهُ رهنٌ بما
ختمَ الفؤادُ به الحياةَ مُوادِعا
*
تربو الموانعُ بين ذي الدُّنيا وبيـ
ـنَ ميولِنا واليأسُ أضْحى شائِعا
*
وموانعٌ من وهمِنا في أوجهِ الـ
آجالِ منها لا نصادفُ مانِعا
*
هل بيننا والحالُ ذي من مبدعٍ
وهمًا أخيرًا للمنيّةِ رادِعا؟!
*
فبقيّةٌ منّا أوتْ أحلامَنا
ترجو المزيدَ لكيْ تصيرَ وقائِعا
*
فعسى إنِ استبطاهُ وهمٌ نحيِ أنـ
ـفُسًا اسْتحالتْ للذّنوبِ مصانِعا
***
أسامة محمد صالح زامل






