نصوص أدبية

بن يونس ماجن: معاناة شاعر مغمور

خلق الله بعض الشعراء

بعد مخاض عسير

في ليلة نحس

من أيام التكوين

*

على طاولة القمار

يكره النرد

القفز على الجهات الست

من فرط الم في أضلاعه

*

ثمة شعراء

كانوا يضاجعون أحلامهم

ويقتنصون طرائدهم

بشبابيك مثقوبة

*

أما أنا

فسوف أصبح شاعرا

يوما ما

وسوف أحمل في جيبي

أحزان مرايا عجوز شمطاء

وبضعة مساحيق

بألوان حرباء

*

واذا كتبت خربشات تافهة

بلا قافية أو وزن

فمن يعيد تدويرها

وهل يتخلى العود

عن أوتاره

ويسخر الناي

من حشرجاته

*

خربشاتي على كل حال فظيعة

بحيث لا يمكن نشرها

والقائها على المنصات

وفي الأمسيات الشعرية

وتقلق راحة بال الناشرين

ورؤساء تحرير الصفحة الثقافية

في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية

*

ثمة شاعر مغمور

لا يشيخ كما تشيخ القوافي

يتحدى البحور

ويتمرد على الايقاع

ثم يتسكع في دروب المتاهات

ويوزع الأقنعة الشفافة

على الشعراء الأشباح

*

مطرب الزعيم

يترنح بحناجر ربابة

ذات ايقاع خافت

ونبرات هجينة

عاش حياته كلها

في خفاء الكواليس

*

منذ خمسين سنة

وأنا اجمع معلبات

الكلمات المتقاطعة

أحاول اقناع

رئيس بيت الشعر

اذا كانت لديه حلول

لشاعر مغمور

يتخبط في نصوص نثرية خادعة

وشذرات متناثرة

كأوراق شجرة

في فصل الخريف

*

شاعر مغمور

في مفترق الطرق الوعرة والشائكة

غريق في وحل الأساليب الشعرية

يكتب قصائد محرضة

يحفربها نفقا في زنزانته

ويمخر عباب بحور الشعر

بطوق النجاة

*

شاعر مغمور

النقاد وضعوه على المشرحة

وراحوا يجرون عليه التجارب

لقد رسب في الاختبار المعملي

وفشل من قبل النقاد

وخرج خاسرا

*

كاد الشاعر أن يكون

كائنا فضائيا

يحوم حول فلك الديناصورات

ويقبم في برجه العالي

ويبرم صفقة هدنة بين المديح والهجاء

*

الشاعر المغمور فقد صوابه

وأحرق كل مسوداته

طائر بلا جناحين

أسد بلا زئير

توقف مخه عن النمو

هو الآن حبيس مصحة عقلية

في جزيرة مهجورة

***

بن يونس ماجن

في نصوص اليوم