نصوص أدبية

سعد جاسم: صيف العراقي

عارياً يركضُ

تحتَ شمسِ اللهِ

واللهبِ العظيمْ

هارباً يلهثُ

من شرارِ الصيفِ

ومن حرِّ الجحيمْ

لا شيءَ يحميهِ

لا ظلَّ يأويهِ

ولا هواءَ يمسُّهُ

ولا كهرباءَ ترحمُهُ

فمضى يركضُ

مقهوراً ومجنوناً

في عراءِ الأرضِ

والكونِ الحريقِ

علَّهُ يلقى خلاصاً

في الفراغِ

في السماءِ

في فراديسِ النعيمْ

**

هكذا حالُ العراقيِّ الفقيرْ

يعيشُ بالنيّاتِ والبركاتِ

و" كما خلَقْتَني ربي "

وعلى الرزقِ الصغيرْ

راضٍ بلقمتِهِ

حتى وإنْ كانت حصىً

شروى ترابٍ

أَو نَقيرٍ أَو شَعيرْ

ياآآآهْ يازمنَ النذالةِ

والسفالةِ والتفاهةِ

والقرودِ والحميرْ

**

هكذا صارَالعراقيُّ الكريمْ

من بعدِ (عاراتِ الرئيسِ)

والخسيسِ والزنيمْ

إِذْ كانَ يوصِمُ

كلَّ عراقيٍّ طيِّبٍ

وعارفٍ وعظيمْ

بأَنَّهُ " كانَ حافياً

ونحنُ أعطيناهُ

النعالَ والكساءَ

و نحنُ أَهديناهُ

إلى الصراطِ المستقيمْ "

**

وهكذااااا أَصبحَ

ابنُ الرافدينْ

في زمانِ القادمينْ

على دبابةٍ أمريكيةْ

وفي شاحنةٍ  إيرانيةْ

وعلى متونِ طائراتٍ

صهيو- أَطلسية " "

مُكتظةٍ بالسمِّ والعفنْ

وهكذا أُستبيحتِ البلادْ

وهكذا قَدْ خَرَّبوا الوطنْ

**

يا لهذا العراقيِّ الـحزينْ

كمْ هوَ مظلومٌ

وكمْ هوَ منهوبٌ

وكمْ هوَ عارٍ

وكمْ هوَ فقيرٌ

الى أَبدِ الآبدينْ

***

سعد جاسم

2024 -8 -3

 

في نصوص اليوم