قصة: فرانك ستوكتون
ترجمة : د. محمد غنيم
***
في قديم الزمان عاش ملك شبه همجي، كانت أفكاره، رغم تهذيبها وصقلها بعض الشيء بتأثير جيرانه المتقدمين من اللاتين البعيدين، ما تزال واسعة، مزخرفة، وغير مقيدة، بما يتناسب مع النصف الوحشي من شخصيته. كان رجلًا ذا خيال غزير، ومع ذلك كان يتمتع بسلطة لا تُقاوم إلى حد أنه كان يحوّل كل نزواته المتنوعة إلى حقائق بمجرد إرادته. كان يميل كثيرًا إلى التفكير مع نفسه، وعندما يتفق هو وذاته على أمرٍ ما، يُنفّذ ذلك الأمر بلا تردد. وعندما كانت جميع عناصر نظاميه المنزلي والسياسي تعمل بسلاسة وفق مساراتها المحددة، كان طبيعته ودودة ولطيفة؛ لكن، متى حدث خلل صغير وأصبح بعض كواكبه خارج مداراتها، كان يصبح أكثر وداً ولطفاً، لأن لا شيء يرضيه أكثر من أن يُصحّح ما هو معوج ويُسوي الأماكن الوعرة.
من بين الأفكار المستعارة التي جعلت من توحشه نصف متحضّر كانت فكرة الساحة العامة، التي تهدف من عروض الشجاعة الرجولية والوحشية إلى تهذيب عقول رعاياه وتثقيفهم.
ولكن حتى هنا، فرض خياله الغزير والمتوحش نفسه. لم تُبنَ ساحة الملك لتمنح الشعب فرصة سماع مراثي المحاربين المحتضرين، ولا لتمكينهم من مشاهدة النهايات الحتمية للصراع بين الآراء الدينية والفك المفترس، بل لأغراض أكثر تناسبًا مع توسيع وتنمية الطاقات العقلية للشعب. وكان هذا المدرج الضخم، بأروقته المحيطة، وأقبيته الغامضة، وممراته غير المرئية، أداة للعدالة الشعرية، حيث كانت الجريمة تُعاقَب، أو الفضيلة تُكافأ، بموجب مراسيم صدفة نزيهة لا تفسد.
عندما كان أحد الرعايا يُتهم بجريمة ذات أهمية كافية لتثير اهتمام الملك، يتم الإعلان للعامة عن موعد محدد تُقرر فيه مصير المتهم في ساحة الملك، وهي بناء كان يستحق تسميته بجدارة. فرغم أن شكله وتصميمه مستوردان من أماكن بعيدة، إلا أن غايته نشأت بالكامل من عقل هذا الرجل، الذي كان ملكًا بكل ذرة فيه، لا يعرف أي تقليد يلتزم به سوى ما يروق لخياله، والذي كان يُغذي كل ما يقتبسه من أفكار وأعمال بشرية ببراثن مثاليته البربرية، ليتحكم في مصائر البشر وفقًا لأهوائه المدمرة.
< 2 >
عندما اجتمع الناس جميعًا في المدرجات، وجلس الملك محاطًا بحاشيته على عرشه الملكي المرتفع على أحد جانبي الساحة، أعطى إشارة فُتِح بموجبها بابٌ تحته، وخرج المتهم إلى الساحة. كان يقابله مباشرة على الجانب الآخر من المساحة المغلقة بابان، متشابهان تمامًا ومتجاوران. كان من واجب المتهم ومن حقه أن يتقدم نحو هذين البابين ويفتح أحدهما. كان بإمكانه فتح أي باب يشاء، دون أي توجيه أو تأثير سوى ما تُمليه الصدفة المحايدة والعادلة وغير القابلة للفساد المذكورة آنفًا.
إذا فتح أحد البابين، خرج منه نمر جائع، هو الأشرس والأكثر وحشية مما يمكن العثور عليه، ينقضُّ فورًا على المتهم ويمزقه إربًا عقابًا على ذنبه. وبمجرد أن يتم حسم مصير المتهم بهذا الشكل، كانت أجراس الحديد الكئيبة تُقرَع، وتتعالى أصوات العويل من النائحين المستأجرين المتمركزين عند الحافة الخارجية للساحة، ويتجه الجمهور الواسع برؤوس منحنية وقلوب مثقلة بالحزن ببطء عائدين إلى منازلهم، نادمين على أن شخصًا شابًا وجميلًا للغاية، أو كبيرًا في السن وموضع احترام، قد استحق هذا المصير الرهيب.
أما إذا فتح المتهم الباب الآخر، فكانت تخرج منه سيدة، هي الأنسب لعمره ومكانته مما اختاره جلالته من بين رعاياه الجميلات، وكان يُزوج هذه السيدة فورًا، كمكافأة على براءته. لم يكن يهم إذا كان هذا الرجل متزوجًا بالفعل وله عائلة، أو إذا كانت عواطفه مرتبطة بشخص آخر اختاره بنفسه؛ إذ لم يسمح الملك لمثل هذه الترتيبات الثانوية بأن تعيق مخططه العظيم للجزاء والمكافأة.
وكما في الحالة الأولى، كانت المراسم تُقام فورًا وفي الساحة. يُفتح باب آخر تحت عرش الملك، ويخرج منه كاهن تتبعه فرقة من المنشدين وعذارى راقصات يعزفن أنغامًا فرحة على أبواق ذهبية ويرقصن على إيقاع أنشودة زفاف. يتقدم الجميع إلى حيث يقف الزوجان جنبًا إلى جنب، ويتم عقد القران بسرعة وببهجة. ثم تدوي أجراس النحاس الصاخبة بترنيماتها السعيدة، ويهتف الناس بالفرح، ويُرافق الرجل البريء زوجته الجديدة إلى منزله، تتقدمه أطفال يذرون الزهور على طريقه.
< 3 >
كانت هذه طريقة الملك شبه الهمجية في تطبيق العدالة. وكانت عدالته واضحة للغاية؛ إذ لم يكن المتهم يعرف من أي باب ستخرج السيدة، فكان بإمكانه فتح أي باب يشاء، دون أن يكون لديه أي فكرة عما إذا كان سيواجه نمرًا مفترسًا يأكله أو سيدة يتزوجها. أحيانًا كان النمر يخرج من أحد الأبواب، وأحيانًا من الآخر. وكانت قرارات هذا النظام عادلة وحاسمة في الوقت نفسه: إذا كان المتهم مذنبًا، كان يُعاقب فورًا، وإذا كان بريئًا، كان يُكافأ على الفور، سواء أحب ذلك أم لا. لم يكن هناك مفر من حكم ساحة الملك.
وكانت هذه المؤسسة تحظى بشعبية كبيرة بين الناس. ففي أيام المحاكمة الكبرى، كان الجميع يذهبون دون معرفة ما إذا كانوا سيشاهدون مذبحة دموية أم زفافًا فرحًا. كان هذا العنصر من الغموض يضفي على المناسبة شيئًا من الإثارة التي كانت تفتقر إليها لو لم يكن هناك شك في النتيجة. وهكذا، كان الناس يستمتعون، ولم يستطع المفكرون من بينهم توجيه أي اتهام بالظلم ضد هذا النظام، فالمتهم كان يملك الأمر في يديه بالكامل.
وكان لهذا الملك شبه الهمجي ابنة في غاية الجمال، وكانت روحها مليئة بالاندفاع والقوة مثل روحه. وكما يحدث عادة في مثل هذه الحالات، كانت هي أغلى ما في حياته وكان يحبها أكثر من أي إنسان آخر. وكان بين أفراد حاشيته شاب ينتمي إلى أسرة نبيلة لكنه من طبقة اجتماعية أدنى، وهي الصفات التي عادة ما تتوافر في أبطال القصص الذين يحبون الأميرات. وكانت هذه الأميرة راضية عن حبيبها، فقد كان وسيمًا وشجاعًا إلى درجة تفوق جميع شباب المملكة، وكانت تحبه بقوة وعمق.
استمرت قصتهما العاطفية بسعادة لعدة أشهر حتى اكتشف الملك أمرها. ولم يتردد لحظة في اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر. فقد أُلقي بالشاب في السجن على الفور، وحُدد يوم لمحاكمته في ساحة الملك. وكانت هذه بالطبع مناسبة بالغة الأهمية،وكان الملك، كما كان جميع الناس، مهتمًا بتفاصيل هذه المحاكمة وتطوراتها. لم يحدث من قبل أن تجرأ أحد على حب ابنة الملك. ومع مرور الوقت، أصبحت مثل هذه الحكايات شائعة، لكنها في ذلك الوقت كانت جديدة تمامًا ومفاجئةإلى حد كبير .
< 4 >
لقد تم تفتيش أقفاص النمور في المملكة بحثًا عن أشد الوحوش قسوة وعنفًا، لكي يُختار أعنفها ليكون في الساحة؛ كما تم فحص صفوف الفتيات الشابات الجميلات في جميع أنحاء المملكة بعناية من قبل قضاة مختصين، حتى يكون لدى الشاب عروس مناسبة في حال لم تحدد له الأقدار مصيرًا مختلفًا. بالطبع، كان الجميع يعلم أن الجريمة التي كان المتهم متهماً بها قد حدثت بالفعل. لقد أحب الأميرّة، ولم يفكر هو ولا هي ولا أحد آخر في إنكار هذا الأمر؛ لكن الملك لم يكن ليترك أي حقيقة من هذا النوع تؤثر على سير عمل المحكمة، التي كان يستمتع بها ويجد فيها رضا خاصًا. مهما كانت نتيجة القضية، فإن الشاب سيتعين عليه أن يواجه مصيره، وسيستمتع الملك بمراقبة سير الأحداث، التي ستحدد ما إذا كان الشاب قد أخطأ في السماح لنفسه بحب الأميرة أم لا.
حان اليوم المحدد للمحاكمة. اجتمع الناس من جميع أنحاء المملكة، وازدحموا في مدرجات الساحة، واحتشدت الحشود التي لم تتمكن من الدخول عند الجدران الخارجية للساحة. كان الملك وحاشيته في أماكنهم، أمام الأبواب المزدوجة، تلك الأبواب المشؤومة،، التي كانت مخيفة في تشابهها.
كل شيء كان جاهزًا. تم إعطاء الإشارة. فتح باب تحت العائلة الملكية، ودخل عاشق الأميرة إلى الساحة. كان طويلًا، جميلًا، فاتنًا، وقد قوبل منظره بهمس من الإعجاب والقلق. لم يكن نصف الجمهور يعلم أن مثل هذا الشاب الرائع كان يعيش بينهم. من الطبيعي أن تحب الأميرة هذا الشاب! لكن يا له من أمر فظيع أن يكون هنا!
بينما كان الشاب يتقدم نحو الساحة، التفت كما هو معتاد ليحيي الملك، لكنه لم يكن يفكر في هذا الملك إطلاقًا. كانت عيناه مركزة على الأميرة، التي كانت تجلس على يمين والدها. لو لم يكن في طبيعتها شيء من الهمجية، لربما لم تكن تلك السيدة لتكون هناك، لكن روحها العميقة والحيوية لم تسمح لها بأن تغيب عن حدث بهذا القدر من الأهمية بالنسبة لها. منذ اللحظة التي أُصدر فيها المرسوم بأن مصير حبيبها سيُحدد في ساحة الملك، لم تفكر في شيء سوى هذا الحدث الكبير، والعديد من المواضيع المتعلقة به. وبما أنها كانت تتمتع بقوة ونفوذ وشخصية أقوى من أي شخص آخر سبق له أن اهتم بقضية مشابهة، فقد فعلت ما لم يفعله أحد غيرها - فقد اكتشفت سر الأبواب. كانت تعرف أي من الغرفين خلف تلك الأبواب كان يحتوي على قفص النمر، ببابه المفتوح، وأي الغرفين كانت تنتظر فيها السيدة. من خلال تلك الأبواب السميكة، والمغطاة بستائر ثقيلة من الجلود من الداخل، كان من المستحيل أن يصل أي صوت أو إشارة إلى الشخص الذي سيقترب لرفع مزلاج أحد الأبواب. ولكن الذهب، وقوة إرادة المرأة، قد جلبا السر إلى الأميرة.
< 5 >
ولم تكن الأميرة تعرف فقط في أي غرفة كانت السيدة مستعدة للظهور، كلما فُتح بابها، بل وكانت تعرف من هي تلك السيدة. كانت واحدة من أجمل وأبها فتيات البلاط اللواتي تم اختيارهن ليكن مكافأة للشاب المتهم، في حال تم إثبات براءته من جريمة التطلع إلى من هي أعلى منه بكثير؛ وكانت الأميرة تكرهها. كثيرًا ما كانت قد رأت، أو تخيلت أنها رأت، تلك الفتاة الجميلة ترسل نظرات إعجاب إلى حبيبها، وأحيانًا كانت تعتقد أن تلك النظرات قد لقيت استجابة أو حتى تم تبادلها. وفي بعض الأحيان، كانت قد رأتهما يتحدثان معًا؛ لم يكن ذلك إلا لبرهة قصيرة، ولكن يمكن قول الكثير في لحظات قليلة؛ ربما كانت المواضيع التي يتناولناها تافهة، ولكن كيف لها أن تعرف ذلك؟ كانت الفتاة جميلة، لكنها تجرأت على رفع عينيها إلى محبوب الأميرة؛ ومع كل شدة الدماء الهمجية التي ورثتها من أسلافها المتوحشين عبر الأجيال، كانت تكره المرأة التي كانت تخجل وترتجف خلف ذلك الباب الصامت.
عندما التفت حبيبها ونظر إليها، وألتقت عيناهما بينما كانت تجلس هناك، شحب وجهها أكثر من أي شخص آخر في المحيط الواسع من الوجوه القلقة من حولها، أدرك الشاب ، بتلك القوة السريعة للإدراك التي تُمنح لأولئك الذين تكون أرواحهم واحدة، أنها كانت تعرف خلف أي باب يكمن النمر، وخلف أي باب تقف السيدة. كان قد توقع منها أن تعرف ذلك. كان يفهم طبيعتها، وكان يقينًا في قلبه بأنها لن ترتاح حتى تكشف هذا السر، الذي كان مخفيًا عن الجميع، حتى عن الملك. وكانت الأمل الوحيد الذي يمتلكه الشاب، والذي يحمل أي عنصر من اليقين، يعتمد على نجاح الأميرة في اكتشاف هذا السر؛ وفي اللحظة التي نظر فيها إليها، عرف أنه قد أُفضي إليها، كما كان يعلم في أعماق روحه أنها ستنجح.
عندئذٍ، كان بصره السريع والقلق يسأل السؤال: "أي باب؟" كان واضحًا لها كما لو أنه كان يصرخ به من حيث كان يقف. لم يكن هناك وقت للتأخير. كان السؤال قد طُرح في لمح البصر، وكان يجب الإجابة عليه في لحظة أخرى.
< 6 >
كانت ذراعها اليمنى مستندة على الحافة المُبطّنة أمامها. رفعت يدها، وأدت حركة سريعة وخفيفة نحو اليمين. لم يرها أحد سوى حبيبها. كانت أعين الجميع، عدا عينيه، مركزة على الرجل في الساحة.
استدار، وبخطوات ثابتة وسريعة سار عبر المساحة الفارغة. توقف كل قلب عن النبض، وحُبست الأنفاس، كانت كل عين مسلطة بلا حراك على ذلك الشاب. من دون أدنى تردد، توجه نحو الباب على اليمين، وفتحه.
الآن، النقطة الجوهرية في القصة هي: أخرج النمر من ذلك الباب، أم خرجت السيدة؟
كلما تعمقنا في التفكير في هذا السؤال، صعب الوصول إلى إجابة قاطعة. إنه يتطلب دراسة لروح الإنسان تقودنا عبر متاهاتٍ ملتوية من العاطفة، يصعب الخروج منها. فكر في الأمر، أيها القارئ الكريم، ليس كما لو أن الإجابة على السؤال تتوقف عليك، بل على تلك الأميرة شبه الهمجية، التي كانت روحها مشتعلة بنيران اليأس والغيرة. لقد فقدته، ولكن من الذي يستحقه الآن؟
كم مرة، في ساعات يقظتها وأحلامها، انتفضت في رعب شديد، وغطت وجهها بيدها عندما فكرت في حبيبها وهو يفتح الباب الذي تنتظر على الجانب الآخر منه أنياب النمر القاسية!
لكن كم كان أكثر تكرارًا أن رأت ذلك المشهد عند الباب الآخر! كيف كانت في أعماقها المملوءة بالوجع تعض على أسنانها وتكاد تمزق نفسها،
لكن كم من مرة، كانت قد رأته عند الباب الآخر! كيف كانت في أعماقها المملوءة بالوجع تعض على أسنانها وتكاد تمزق نفسها،و تشد شعرها، وهي ترى بريق فرحته الطاغية وهو يفتح باب السيدة! كيف كانت روحها تحترق من الألم عندما كانت تراه يندفع لملاقاة تلك المرأة، وخديها المتوردين وعينيها اللامعتين بالانتصار؛ عندما كانت تراه يقودها إلى الخارج، وعظامه كلها مشتعلة بفرحة الحياة المستعادة؛ عندما كانت تسمع الهتافات المبهجة من الجمهور، ودق الأجراس السعيدة؛ عندما كانت ترى الكاهن مع أتباعه المفرحين، يتقدمون إلى الزوجين، ويجعلونهما زوجًا وزوجة أمام عينيها؛ وعندما كانت تراهما يمشيان معًا على طريق من الزهور، تتبعهما الهتافات العارمة من الحشود السعيدة، بينما غرق صراخها اليائس في ضجيج تلك الهتافات المبهجة!
< 7 >
ألم يكن من الأفضل له أن يموت فورًا، ليذهب في انتظارها في العوالم المباركة للمستقبل شبه البربري؟
ومع ذلك، ذلك النمر الرهيب، تلك الصرخات، ذلك الدم!
لقد تم اتخاذ قرارها في لحظة، لكن ذلك القرار كان قد نضج بعد أيام وليالٍ من التفكير المؤلم.كانت تعلم أنها ستُسأل، وقد حسمت جوابها مسبقًا، ومن دون أدنى تردد، رفعت يدها وأشارت إلى اليمين.
إن مسألة قرارها لا ينبغي أن تُؤخذ ببساطة، وليس لي الحق في أن أزعم أنني الشخص الوحيد القادر على الإجابة على هذا السؤال؛ ولذلك، أترك لكم جميعًا السؤال: من الذي خرج من الباب المفتوح - السيدة أم النمر؟
(تمت)
***
.........................
الكاتب: فرانك ريتشارد ستوكتون (5 أبريل 1834 - 20 أبريل 1902) كان كاتب أمريكي وكوميدي، كان معروفا بسلسلة من الحكايات الخيالية المبتكرة للأطفال حظيت بشعبية واسعة خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر ولكنه عُرف أكثر بقصة السيدة أم النمر؟ وهي قصة حظيت بمراجعات ودراسات واسعة إلى جانب ترجمتها إلى لغات عديدة .