ترجمات أدبية

نصوصُ وقصائد هولندية

نصوصُ وقصائد هولندية Remco Campert للشّاعر، عُني بترجمتها إلى العربيّة الأب يوسف جزراوي

 ***

* في أمستردام

كنتُ متأكدًا مِن أنّني أفتقدُ شيئًا مَا/ لم أستطع تحديده/ هكذا نسيتهُ وأنا أسيرُ في شارع امستردام/ مدينتي التي لا تُغلق أبدًا/ تعيشُ الليل كما النهارِ/ في أزقةِ المدينة/ أشعرُ بالحرمان مِن شيءٍ مَا تسلل إليّ وملأني شوقًا لشيءٍ شعرتُ أنّني فقدته وبتًُ أفتقدهُ.

أفقتقدُ هذا المبنى الامستردامي وزخارفه الخاصّة بالاراضي المنخفضة/ إنّه متحف ريجغس/ لقد كان يختزن روعة الأمسِ/ بدون الماضي لا يصمد حاضرنا/ نحن فارغون وبلا شكل/ ووجودنا أقصر عُمرًا مِن وجود البناية/ الذي يدوم أطول/ الممتد نحو الأبدية/ كانَ هذا المبنى رمزًا للأبدية/ لكن المدخل كان مغلقًا/ والباب كان مغلقًا، وهذه المدينة/ هذه الأرض المنخفضة، هذه الشّعبُ، جميعها لم تعد تنفتح، بل أصبحت معزولة عن ماضيها/ الآن وقد عرفتُ مَا فاتني في ربيعٍ جديد.

 **

* نصٌ وجودي

على طولِ المياه العميقة الطويلة/ خلف الأدغال المحترقة بِالشمس/ كنتُ أظن أنكِ دائمًة، ولكن دائمًا أن عينيكِ كالنسيمِ/ ودائمًا يهتز الماء قُبالة صمت مرتجف منكِ/ ظننتُ السعادة تدوم/ لكن بكاء طائركِ ظهرًا اماء الماء ذكرني بلون بشرتكِ/ أنتِ دائمًا معي.

 **

 * بسرعة قبل أن أنسى:

في السيارة مع صديقي/ أكتبُ بسرعة عبر ترحالنا في فصول أمريكا/ شمسٌ رطبة/ لكن في مدينة القديسة باربارا ثلوجٌ ساقطةٌ/ في الليل ضوء التلفاز الوامض على وجهها الجميل النائم/ مدينة تبدو أنها عادت فتاةٌ صغيرةٌ مِن جديد/ عندما أرحل عن مدن/ أكلتُ فيها مع صديقي/ تقاسمنا الخبز واللحم معًا/ تحدثنا/ عانقنا بعضنا وداعًا/ مع أننا ما زلنا نضحك/ ماذا عسانا أن نفعل غير ذلك/ تجوال لن يبقى منه سوى الكلمات/ إنّها تُذكّرني بشيءٍ ما/ لم تعد عينٌ تعرفه إلا القلم الذي كتبه.

 * في ليل ريفي باردٌ

يا لهُ مِن حشدٍ غريب/ حدث شيء ما!/ إنّه تسوّق في وقت متأخرٍ مِن الليل!!. أشعرُ بالخوف الشديد في الداخل/ مددتُ رأسي من النافذة وتفحصت الشارع/ المشي والقراءة في الشارع/ لم تعد مجديّة كثيرًا/ بينما حركة المرور مزدحمة/ تأتي موسيقى الراديو من نافذة مفتوحة/ في الشرفة فتاة ترتدي فستانًا جديدًا/ كما تمر بجانبي وعن قربٍ سيدة تروض حصانها/ الفتاة الريفية تنظر إليّ/ فهل أقول لها الكتاب الذي أقرأه اسمهُ "أنتِ" وقد نُشر مؤخرًا عنكِ.

**

 * عدتُ إلى بيت أمي بدونها.

 قضيتُ ليلةً على نهر ويترينغشانز في البيت المتهدم

محرومٌ إلى الأبد من رؤيتها

من الآخرة يتردد صوتها مجددًا:

"ريمكو، ماذا تفعل في بيتي؟"

سؤالٌ رافقني منذ ولادتي

ماذا كنت أفعل في بيت أمي؟

أرى أن في غرفتها الفارغة

لا يزال دليل السفر المشمس

وكيف، مُغلفًا بضبابٍ ناعم.

عبر مياه بحيرة غاردا الطويلة والعميقة

وحدي يسير بي القارب الصغير

الذي أبحرنا فيه يومًا

لنرى، على سبيل المثال،

هل لا يزال لإيليونورا دوزي مكانًا في خزانة التحف في منزل دانونزيو؟

**

في الفندقِ

يا حلوتي

فكرتُ فيكِ على جزيرة هاجمتها العاصفة

أدخن سيجارتي وأفكر في الطريق بين قارتين..

غادرتُ قبل وصول الفيضاناتِ

أود أن أخبركِ حركة دفاعي مختلفة تمامًا عني ...!

 أدخنُ وأكتبُ عن فكرة

جالسة بلا حراك في العش الغريب من عقلي..

كلما أحاول كتابتها

نبتت لها أجنحة.

 

في نصوص اليوم