ترجمات أدبية

ليزا ثورنتون: الرجل تحت البطانية

بقلم: ليزا ثورنتون

ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم

***

كنا نشاهد الشرائح المعروضة على جدار غرفة المعيشة عندما تمطر أو لا يكون هناك شيء جيد على التلفزيون. كان والدي يقلب الصور بإبهامه، ينتقل بجهاز العرض من ذكرى إلى ذكرى. كانت أخت أمي المتوفاة تَظهَر في الصور مع الجميع أمام شجرة الكريسماس الخاصة بجدّيَّ. كان ابن عمي الذي وجدوه مُعلقًا في الكافتيريا واقفًا خلفي، ويداه على كتفي.

كانت اللقطات من كيب تاون مليئة بالرياح والرمال. قصب يهب هنا وهناك خلف والديّ وأختي، عندما كانت رضيعة ولم أكن قد ولدت بعد. كنت أحب أن أنظر إلى عائلتي قبل أن أكون فيها. كنت أحاول أن أتبين: هل كانت أمي متعبة قبل مجيئي؟ هل كان أبي لا يزال شجاعًا آنذاك - هل كان يثق بصوته؟ هل كانت أختي مليئة بعدم الأمان، أم أنني أنا من جلب ذلك لهم؟

ضحكنا على صورة أختي وهي تجلس على البطانية الخضراء التي أحضرها والدي من الجيش. تلك التي كنا نلف بها الدمى ونحن نحملها عبر عواصف خيالية ونهرب من اضطهاد خيالي، ونجلس عليها لمشاهدة الألعاب النارية بجانب البحيرة. شعرتُ بخدشها الصوفي على مؤخرة ساقيّ بينما كانت تومض على الجدار.

امتدت ساقا أختي الصغيرتان أمامها على البطانية، ومفاصل ركبتيها كخرزات بلاستيكية من السبعينيات بألوان الأحمر والأصفر والأزرق الزاهية، وخيوط قبعة الشمس مربوطة بإحكام تحت ذقنها. ارتفعت الكثبان الرملية خلفها. تخيلت أمي منزوية، ذراعها على أهبة الاستعداد في حال بدأت صغيرتها البكر في السقوط

كان أبي يردد في كل مرة تتضح فيها هذه الصورة: "يا إلهي، ها هو ذا" ، "ها هو الرجل تحت البطانية." برز حذاء كونفيرس أسود من القماش الأخضر، تركه أبي بلا شك، وهو يركض نحو الأمواج. كانت الزاوية التي التُقطت بها الصورة تجعل الحذاء يبدو وكأن هناك رجلًا ممددًا تحت الرمل، تحت البطانية، تحت أختي. قدم واحدة فقط ظاهرة. كانت أمي تضحك. "آه، ذلك الذي دفنّاه!" "ذلك الرجل على الشاطئ."

وكانت أختي تبتسم لصورتها العملاقة بخديها الورديين، وكنت أغمض عينيّ نصف إغماضة لأزيد من هذا الشعور: ذلك الذي اجتاحني عندما فكرت في عائلتي تقتل شخصًا على الشاطئ، غريبًا، وتدفنه تحت أختي. تحت بطانيتهم المفروشة. عندما أفكر في عائلتي تضحك على جريمتها بعد سنوات، أمي تقضم حبّات الفشار من أكبر وعاء في البيت، وأبي يقهقه وهو ينتقل إلى الصورة التالية.

(تمت)

***

....................

الكاتبة: ليزا ثورنتون/ Lisa Thornton: كاتبة وممرضة. لها أعمال في مجلات SmokeLong Quarterly وBending Genres وHippocampus وPithead Chapel وغيرها من المجلات الأدبية. رُشِّحت لجائزة باث للقصص القصيرة وجائزة بريدبورت للقصص القصيرة. فازت بجائزة WestWord في فئة القصص القصيرة عام ٢٠٢٣، ورُشِّحت لجائزة Pushcart وجائزة Best of the Net. ليزا خبرة في الصحافة المحلية، وحاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ولاية كولورادو، وبكالوريوس في التمريض من جامعة لويزيانا في لافاييت. تعمل كمحررة مساعدة في قسم القصص القصيرة في مجلة JMWW،

 

في نصوص اليوم