استنادا الى الموروث الشعري السرياني والعراقي القديم
ان دراسة الشعر العربي [1] ليس سهلا وذلك لوجود حلقات مفقودة مما يجعل البحث عسيرا، فما وصل الينا من الشعر العربي كان على درجة عالية من النضج. وهذا يعني لا بد ان يكون قد سبق هذا النضج تطور في المعنى وفي المبنى وكان هذا التطور طويلا إلا أن الكثير منه ضاع والسبب في ذلك البعض منه أتلف حين اعتنقوا العرب الديانة المسيحية اولا ثم الاسلام كي لا يقع أحفادهم في شرك التوثن أو المسيحية، كما أن هذا الأدب لم يصل الينا إلا عن طريق الروي لجهل الكثير منهم بالأبجدية العربية أو أبجدية أخرى، فقسم منه وصل الينا والقسم الآخر لم يصل لأنه لم يحفظ، وقسم آخر زال مع الرواة الكثيرين الذين ماتوا في الحروب. وهذا لا يعني أن العرب لم تكن لديهم أبجدية يكتبون بها لغتهم في تلك الفترة، فلغة القران كانت على درجة من الرقي مما يؤكد أنها مرت بطور التطور ولفترة لا تقل عن قرنين. في حين يؤكد الباحثون[2] ان الكتابة قد جاءت بلاد العرب الداخلية في أزمنة مختلفة وقد جاءت قلب الجزيرة عن ثلاثة طرق أقدمها ما جاءها عن طريق الشمال الشرقي، وهـذه فـي الأغلب كانت متأثـرة بالكتابة الآشورية البابلية وكانت من الصعوبة بحيث لم تلبث ان حلت محلها حروف أخرى جاءتها من الجنوب والشمال معا، وبقيت هذه الحروف زمانا طويلا فكانت الآرامية والمسند اليمني وسيلتين للكتابة في قلب شبه الجزيرة وقد تطورت هذه الحروف في أزمنة متأخرة الى الحروف الأخيرة المعروفة بالعربية. ويؤكد ذلك الطبري[3] حين يقول (ظهر على ضهر الجماء ـ جبل بالعقيق قرب المدينة ـ فوجد حجرين وفيهما كتاب فحمل أحدهما فعرضه على أهل السريانية فلم يعرفوا كتابه وعرضه على من يكتب بالزبور من أهل اليمن ومن يكتب بالمسند فلم يعرفوه...والظاهر أنه كان في الأغلب آشوريا) أو على الأغلب كان آرامياً بموجب النقوش المكتشفة في السعودية.
فأقدم ما وصل الينا من الشعر العربي يعود الى القرن السادس، اي سبق ظهور الاسلام، ولكنه لم يصل الينا مكتوبا بل كما قلنا على ألسنة الرواة، كمحزمة بن نوفل وحويطب بن عبد وهما من القريش. وفي زمن الاسلام حماد الراوية (771م) وخلف الاحمر (796م) والاصمعي عبد الملك بن قريب (828م) وغيرهم. فهو لم يسلم من التحريف لأنه وكما قلنا لم يصل مكتوبا والرواة الذين دونوا مما حفظوه لم يعاصروا اولئك الشعراء بل نقلوه من رواة قبلهم، إلا ان العلماء إهتموا بتدوينه من القرن الثامن للميلاد في مجموعات كديوان الحماسة لأبي تمام وكتاب الأغاني للأصفهاني وغيرهما... إلا أن ما وصل الينا كان كامل البناء تام الموسيقى له لغة مهذبة واستقامة في الوزن مما يؤدي بنا الى أن نقول:
1- ان تاريخ الشعر يرجع الى ما قبل ذلك بكثيــر، فمن يقرا هذا الأدب سيصل الى نتيجة مفادها ان مثل هذه الامور لا تتهيا للأمم طفرة واحدة بل نتيجة تطور في اصول بعيدة تبدأ صغيرة بسيطة ثم تتطور بعملية من عمليات النمو الطبيعي، وهذا يقودنا الى احتمال ثان.
2- أو أن هذا الأدب كان نتيجة متواصلة لآداب المنطقة كالسومرية والبابلية والاشورية والسريانية ولو حظي هذا العلم اهتمام الباحثين لوجدوا تشابها وأواصر مشتركة بين تلك الآداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة. وأنا أتفق مع الاستاذ طـه باقـر[4] حين قال (ليس عندي شك في أن اوزان الشعر البابلي وأساليب تأليفه ونظمه قد أثرت كثيرا في أشعار الأمم القديمة التي كان لها اتصالات مباشرة وغير مباشرة بحضارة وادي الرافدين أخص بالذكر منها الشعر العبري والآرامي والشعر الفارسي القديم "الاخميني") وأضيف أن بعضها (الادب السرياني والعبري والعربي) إن لم أقل جميعها هي تواصل لمسيرة هذه الاداب سواء كانت بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة أعني من خلال الأدب السرياني الذي سبق ولازم الأدبين العبري والعربي ولفترة طويلة. ولو توفرت لدينا هذه الحلقات المفقودة لاتضح ذلك اكثر، إلا أننا لم نعثر على هذه الحلقات المفقودة" سوى بعض الأبيات القليلة للشنفري (توفي سنة 510م) والمهلهل (494-534) والمعلقات التي عاصرت بعضها الاسلام ووصلت الينا وكما قلنا عن طريق الروي، مثلما لم تصل الينا من الشعر السرياني قبل القرن الثاني الميلادي سوى بعض الابيات القليلة لـ (وفا الارامي ـ القرن الأول قبل الميلاد أو قبل ذلك).
اما الموازين فيعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي (712-778م) أول من وضع موازين الشعر العربي والذي حكم حسه وذوقه الموسيقي في وضعها وبقيت هكذا الى يومنا هذا، فكل المحاولات التي جرت بعده لم تذهب الى أبعد من ذلك. فخليل بن أحمد الفراهيدي اعتمد في قاعدته على مجموعة تفاعيل وهي:
1- التفعيلات الثلاثية - اي لها ثلاث حركات وهي (فعولن- فاعلن).
2- التفعيلات الرباعية - اي لها اربع حركات وهي (فاعلاتن- مفاعيلن- مستفعلن- مفعولات).
3- التفعيلات الخماسية اي لها خمس حركات وهي (مفاعلتن- متفاعلن).
وتتألف هذه التفعيلات من مقاطع صوتية هي السبب والوتد والفاصلة.
لقد وضع الخليل موازين الشعر العربي على أساس وجود خمسة عشر بحرا وأضاف اليها الأخفش (أبو الحسن سعيد بن مسعدة) بحرا آخر فأصبحت ستة عشر بحرا. جمعت فـي خمس مجموعات سماها دوائر كان الأساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الأسباب والأوتاد وهذه الدوائر هي:
1- دائرة المختلف: المتضمنة أربع عشرة حركة وتحتوي على الأبحر (الطويل، المديد، البسيط)
2- دائرة المؤتلف: المتضمنة خمس عشرة حركة وتحتوي على الأبحر (الوافر، الكامل)
3- دائرة المجتلب والمتفق والمشتبه المتضمنة اثنتي عشرة حركة وتحتوي على الأبحر (الهزج، الرجز، الرمل، المتقارب، المتدارك، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث)
إلا أن هذه الأبحر تلحقها حالات أخرى نتيجة دخول زحافات وعلل عليها مما أدى بالبعض أن يحصى عدد أبحر الشعر العربي الى أكثر من هذا العدد بكثير.
ومن المفروض أن يكون الخليل قد اعتمد على الموروث الشعري العربي لصياغة أوزانه كما فعل الشاعر أنطون التكريتي حين صاغ أوزان الشعر السرياني استنادا الى الموروث الشعري من قبله....
لذا علينا أن نتساءل هل اعتمد الخليل على الموروث الشعري الذي تركه لنا شعراء العرب من قبله؟ أم أنه اعتمد على قواعد شعرية جاهزة لأمم أخرى وطوعها كي تلائم الشعر العربي؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات نقول:
أولا: إن كان الخليل قد بنى قاعدته الشعرية استنادا الى الموروث لما احتاج الى هذا الكم من الزحافات والعلل الى حـد يمكن عد عدد الأوزان الشعرية الى أكثر من مئة بحر بدلا من ستة عشر، وذلك لان كل بحر يلحقه عدة ابحر أخرى، خذ مثلا البحر الطويل الذي وزنه الصحيح (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) الا أنه تلحقه عدة اشكالات نتيجة دخول زحافات وعلل عليه فياتي:
1- المقبوض العرض والضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
2- المقبوض العروض المحذوف الضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعلن فعولن فعولن.
3- المكفوف الاثلم فعلن مفاعيل فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيل فعولن مفاعيلن
4- الاثرم /ف/ عول مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
5- الاثلم /ف/ عولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهكذا الحال في بحر المديد الذي وزنه (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) وفي بقية الأبحر الأخرى... فلنتساءل من جديد لماذا هذا الكم من الزواحف والعلل ان كان الخليل قد بنى قاعدته فعلا على الموروث الشعري، للاجابة على هذا السؤال لا بد لنا من دراسة الشعر العربي قبل الخليل التي من المفترض أن يكون الخليل قد بنى عليه أوزانه لنرى مدى التزام شعراء تلك الحقبة بأوزان الخليل الصافية.
1- معلقة امرئ القيس (500-540م) والتي صنفت ضمن البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)، إلا أنه يصعب علينا الحصول على هذا البحر صافيا في أبيات القصيدة فمنذ البيت الأول تجد نفسك بحاجة الى زواحف وعلل لاستقامة الوزن.
اما اذا وزنت على الوزن الشعري السرياني فنجدها موزونة على البحر الطويل اي (أربع عشرة حركة) باستثناء بعض الأسطر القليلة التي جاءت مخالفة بحركة واحدة بسبب الروي كما نجد في البيت:
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
فالشطر يتكون من (15) حركة، أما العجز فمن (14) حركة.
فلو حذفت (ما) من الشطر لأستقام الوزن.
اذا بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
2- معلقة طرفة بن عبد (543-569م) والتي موزونة على البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) حسب اوزان الخليل إلا أننا لم نجد البحر صافيــا في أبيات الفصيدة، فأغلب الابيات تستخدم الزواحف والعلل، الا انها تحتوي على اربع عشرة حركة ايضا باستثناء بعض الابيات وبسبب الروي ايضا.
3- وهكذا الحال في معلقة زهير بن ابي سلمى (530-627 م) اربعة عشر حركة وعمرو بن كلثوم (توفي سنة 600 م) اثنتي عشرة حركة و معلقة لبيد (530-629 م) التي تحوي خمس عشرة حركة ومعلقة عنترة بن شداد (525-615 م) اربع عشرة حركة، والحارث بن حلزة (-580 م) اثنتي عشرة حركة وعبيد بن الابرص (554 م)عشر حركات، وفي هذه المعلقات يكون الاضطراب في الوزن (استنادا الى اوزان الخليل الصافية) بنسبة أعلى بكثير مما لو أخضعناها الى اوزان الشعر السرياني أعني عدد حركات البيت الواحد.
لذا نقول ان الشعر العربي قبل الخليل يتفق مع العروض السريانية التي تتفق بدورها مع العروض الشعر العراقي القديم، أكثر مما هي في عروض الخليل الصافية " أعني بعيدا عن الزواحف والعلل " بمعنى آخر ان نسبة الخطأ تكون أقل بكثير مما هي في عروض الخليل.
ثانيا- أو أن يكون العروض قد ولد متكاملا او أشبه بالمتكامل في ذهن الخليل وان كان كذلك سيثير الانتباه (كما يقول كل من د. صفاء خلوصي والأستاذ كمال ابراهيم) ويحملنا على الاعتقاد بأنه محاكاة لنموذج أجنبي متكامل لأن أمر كهذا (ولادة عروض متكاملة في ذهن الخليل) أمر بعيد عن الواقع.
ثالثا- أو أن يكون الخليل قد حاكى نموذجا عروضيا جاهزا" واستطاع بعبقريته أن يطوعه بالشكل الذي يلائم الشعر العربي الى حد ما. وللاجابة على هذا التساؤل نقف مع ما يقوله أبي الريحان البيروني المتوفى سنة 1048 م في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة) في فصله الموسوم (ذكر كتبهم في النحو والشعر) ما يلي:
(يرجـع العروض العربي واليوناني الى الاصل السنسكريتي، وقد يكون هذا الأصل السنسكريتي بدوره مقتبسا من أصل بابلـي قديم لعثوره على تشابه بين البحور اليونانية والعربية من جهة وبعض البحور البابلية القديمة...) وقد قدم لنا البيرونــي في كتابه أعلاه وجوها من البراهين تدل على أن الخليل كان قد اطلع على العروض السنسكريتي قبـل أن يشــرع بوضع ميزان العروض العربي.... ويذهب الدكتور جواد علي[5] بأنه وجد نصا في بعض المظان العربية القديمة يؤيد ان الخليل قد اطلع على الأوزان اليونانية الى جنب كتب في العروض السنسكريتي... وهذا ما ذهب اليه المطران اقليمس يوسف داود أيضا حيث قال[6]:
(الشعر موزون في السريانية على نسق واحد من جهة الحركات أما في اللغات القديمة الأخرى كاليونانية واللاتينية والسنسكريتية والعربية فيعتبر لصحة النظم وضبطه أمران في الحركات وهما عددها وقدرها...).
لقد أفاد الخليل من اصول عروضية متعارف عليها عند العرب إلا أنه أضاف اليها ما نقل من التراث السرياني والفارسي واليوناني والسنسكريتي.. لأن الخليل الذي ولد في البصــرة سنــة (712-778) وهـو عصر التقـاء الثقافـات الهندية والفارسية واليونانية والسريانية مع العرب من خلال ما كان يترجمه الأدباء السريان الى العربية...ويضيف البيروني:
(وهم يصورون في تعديد الحروف شبه ما صوره الخليل ومن بعده من العروضيين للساكن والمتحرك وهاتان الصورتان هما:
1- > ويسمى (لكـ) بالسنسكريتية وهو الخفيف.
2- \ ويسمى (كر) وهو الثقيل، ووزانه في التقدير أنه ضعف الأول اي يعادل اثنان من الخفيف اي 2 < = \
وفي حروفهم ما يسمى ايضا طويلة ووزانها وزان الثقيلة، وأظن (الكلام للبيروني) أن الأول (<) متحرك والثاني (\) مجموع متحرك وسـاكن وهي تشبه السبب في عروضنا العربية. أما الاوربيون فهم يرمزون للنقرات الخفيفة بركزة (د) والضربات الثقيلة بـ (ـ-) بدلا من (< \) الهنديتين.
وهكذا وكما يقول البيروني: (كما ان أصحابنا عملوا من الأفاعيل قوالب لأبنية الشعر وأرقاما للمتحرك منها والساكن يعبرون بها عن الموزون فكذلك سمى الهند لما تركب من الخفيف والثقيل بالتقديم والتأخير وحفظ الوزان في التقدير دون تعديد الحروف ألقابا يشيرون بها الى الوزن المفروض وأعني بالتقدير ان (لكـ) = ماتر واحد و(كر) = ماتران... فيحسب المشدد ساكنا ومتحركا والمنون متحركا وساكنا. اي كما يقول د. خلوصي حوروا الطريقة الهندية (المقطعية) الى طريقة (حرفية) وكان ذلك ضروريا لتمثيل الزحافات والعلل وان كان الأفضل الابقاء على الطريقة السنسكريتية المقطعية، والاشارة الى الحروف حيثما اقتضى الأمر في حالات الزحاف والعلة...
فان كانت أبيات العربية تنقسم لنصفين بعرض وضرب، فان أبيات الهندية أيضا تنقسم لقسمين يسمى كل واحد منهما (رجلا") وهكذا يسميها اليونانيون (أرجلا) ما يتركب منه من الكلمات سلابى والحروف بالصوت وعدمه والطول والقصر والتوسط. وينقسم البيت لثلاث أرجل ولأربع (يقابله دعامة في السريانية) وهو الأكثر وربما زيد رجل خامسة ولا تكون مقفاة[7] اما في السريانية (والعبرية ايضا) فيكتب درجا، أي لا يوجد عرض وضرب.
نستخلص من كل ذلك -كما يقول الأستاذ صفاء[8] - أن البيروني يظن بان الخليل أفاد من العروض السنسكريتي الامور الآتية:
1- تقسيم الابيات الى اشطر 2- تقسيم الاشطر الى تفاعيل
3- تقسيم التفاعيل الى مقاطع خفيفة وثقيلة، أو قصيرة وطويلة 4- الاعتماد على أصوات الكلمات دون رسمها
5- اصطناع المصطلحات (الألقاب كما يسميها البيروني) لتحديد الزحافات والعلل.
6- استعارة فكرة الأشباع في المقطع الخفيف الأخير من التفعيلة وتحويله إلى مقطع ثقيل
وعلى هذا الأساس يقول الدكتور صفاء[9] أن الزمخشري والخطيب التبريزي والزجاجي والجوهري قد انحرفوا عن الطريقة الرياضية للخليل في التقطيع التي كانت تشبه الطريقة الأفرنجية في التقطيـع... فالاعتماد على عدد الحركات متشابه بين العربية والسريانية والعبرية وسائر اللغات القديمة أما قدرها ففي السريانية والعبرية سيان وفي اليونانية واللاتينية فقدرها يعني طول الحركة وقصرها وفي العربية اختلاف أسبابها اي اختلاف موضع حركاتها استنادا الى موضع سكناتها، من هنا تختلف أوزان الشعر العربي عن أوزان الشعر لسائر اللغات القديمة التي كانت مستخدمة لدى الشعوب التي سبقت او عاصرت العربية في المنطقة. اذن فلا بد ان نرجع مرة اخرى الى أبي الريحان البيروني ونتساءل هل حقا ان الخليل أخذ عروضه من السنسكريتية؟ ونقول:
ان البابلية نفسها التي ترجع اليها اصول السنسكريتية لم تاخذ بنظر الاعتبار السكنات بل الحركات فقط لان أغلب الباحثين يشيرون[10] الى أن الشعر البابلي القديم يتسم بالايقاع المعتمد على النبرات (النبرة تعني تعميق لفظ حرف علة واحد من بين الحروف العلة الأخرى) وهكذا الحال في السريانية لأن أنطون التكريتي الذي يكون أول من وضع كتاباً في أوزان الشعر السرياني (بموجب ما متوفر بين أيدينا من مصادر فلم يصلنا كتاب أو دراسة تتناول أوزان الشعر السرياني من قبله رغم وجود اشارات الى كون بريصان (المولود سنة 154 م) هو أول من وضعها) فأعتمد في قاعدته على مجموعة دعامات وهي:
1- ثنائية (اي حركتين) كما في (بَي + تا) بيتا ܒܝ + ܬܐ
2- ثلاثية (ثلاث حركات) كما في (بيت +نَه + رين) بيت نهرين ܒܝܬ + ܢܗ + ܪܝܢ
3- رباعية (اربع حركات) كما في (شَ+بَح+لمَر+يا) شَبَح لمَريا ܫ + ܒܚ + ܠܡܪ + ܝܐ
4-خماسية (خمس حركات) كما في بتَرعَح حَنانا (بتَر + عَخ + حَ + نا + نا)
ܒܬܪ + ܥܟ + ܚ + ܢܐ +ܢܐ
5- سباعية (سبع حركات) كما في حَد كَزا زعورا مَفِق ܚܕ + ܓܙ + ܙܐ + ܙܥܘ + ܪܐ + ܡ +ܦܩ
ومن ثم لا بد لنا من دراسة قصائد الشعوب التي اقتبست منها السريانية والعربيـة والعبريـة أشعارها، فمن القصائد البابلية القديمة نأخذ على سبيل المثال الوزن في الشعر البابلي. مع أن هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها[11] الاصوات الحقيقية للألفاض البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يلفظ بها البابليون أنفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الأصوات الحلقية التي لم يعبروا عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري، ذلك الخط الذي أوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الأصوات كما يقال. كما أن نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الأجنبي للشعر العربي أو السرياني، مما يحدث الخلل والاضطراب في أوزانه كما أن تأثر الباحثين من المستشرقين بالشعر اليوناني واللاتيني او كونهم أصلا مستشرقين جعلهم يرون أن أساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى بالنبرات أي التشديد والتخفيف (ACCENTED UNACCENTED) وعلى الرغم من هذه الصعوبات وغيرها توصل دارسوا الشعر البابلي الى أن هذا الشعر مثل أشعار بعض الأمم الأخرى كالعربية والسريانية والعبرية واليونانية واللاتينية وغيرها، يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع (SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة... فلو أخذنا على سبيل المثال المقطوعة التي جاءت على لسان الاله أبسو – اله المياه- حيث يقول[12]:
ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU
SHABLISH AMMATUM SHUMA LA ZAKRAT
ABSU _ MA RHSHTU ZARUSHUN
MUMMU TIAMAT MUWALLIDAT JIMRISHUN
MESHUNU ISHTENISH IHUQUMA
GIPARA LA QISSURU SUSA LA SHE
ENUMA ITANI LA SHUPU MANAMA
SHUMA LA ZUKKURA SHIMATU LA SHIMA
IBBANUMA ILANI QIRBISHUM
اينما أيلش لا نبو شماما *** حينما في العلى لم تسم السماء
شابلش امتم شوما لا زكرات *** وفي الدنى لم تذكر الأرض باسم
ابسو - ماريشتو زاروشون *** وحين أبسو الأول، موجدهم
ممو تيامة مولدة كمريشون *** والأم تياما مولدة جميعهم
مي شونو ايشيتينش اخو قوما *** كانت مياههما واحدة مختلطة
كيبارا قسورو صوصا لاشع *** ولم يتكون بعد أي مرعى ولا ضحضاح يرى
حينما ايلاني لا شوبو منما *** وحين لم يظهر أي من الآلهة إلى الوجود
شوما لا زكورا شماتو لا شيما *** ولم تذكر أسماؤهم ولم تتحدد أقدارهم
ابانوما ايلاني قربشون *** ثم وجد الآلهة في وسطهما
واخضعناها بموجب قراءتها الى اوزان الشعر العربي والسرياني نجد:
- على اساس وزن الخليل، ابياتها موزونة كالاتي:
1- /0//0 /0/0 /0 //0 //0/0 فاعلن مفعولات فاعلاتن
2- /00/0 ///0 /0/0 /0 /0/00 من الصعوبة وزنها لوجود ساكنين
3- /0/0 /0 /00/0 /0/0/00 وجود ساكنين ايضا
وهكذا الحال في بقية الابيات. من هنا نقول لايمكن ان تتطابق مع تفعيلات الخليل. وفي حالة تقطيعها من حيث الحركات (كما لدى السريان) نجد ما يلي:
5+3 +3، 2+5+3، 5+3، 5+7، 3+3+4، 3+4+4، 3+3+3+3، 5+3+3، 4+3+3. أي:
الدعامة: 2 3 4 5 7
التكرار: 1 15 4 5 1
وهكذا الحال في الملحمة البابلية[13] المعروفة بـ (اترا حاسيس).
وهذا الوزن يطابق مع ما قاله الباحث انطون التكريتي (المتوفى سنة 840 م) في كتابه علم الفصاحة حين قال: "... والبحر الخامس في الشعر السرياني هو المؤلف من أوزان سداسية وسباعية وتزيد أحيانا وتنقص وهو لرجل يقال له وفا من فلاسفة الاراميين (قبل الميلاد).
لذا يكون العرب وبعكس الأقوام الأخرى في المنطقة قد أوجدوا لأنفسهم قواعد صعبة في فن الشعر... فبعد أن كان الشعر عند السريان موزونا على نسق واحد من جهة الحركات اعتمد العرب في ضبط أوزانهم أمرين وهما عددها أولا وقدرها ثانيا وكما لدى السنسكريتية لأن الحركات في السريانية لها كلها قدر واحد، اذ هي إما مشبعة او مطبقة وذلك سيان في الوزن. لذا لافرق عندهم بين:
(فاعلن وفعولن) ولا بين (فاعلاتن - مفاعيـلن – مستفعـلن - مفعـولات) ولا بيـن (مفاعلتن – متفاعلن) لأن لها العدد نفسه من الحركات.
وكذلك لا فرق عندهم بين: سبب ثقيل//، وتد مجموع //0، وتد مفروق /0/
الا ان الفرق بين الوزنين السرياني والعربي الخليلي يكمن في:
1- اعتماد الخليل على عدد الحركات وقدرها (حركة سكون) اسوة بالسنسكريتية أما السريانية فعلى الحركات فقط اسوة بالأدب العراقي البابلي القديم .
2- تكون الدعامة في السريانية ذات بنية متكاملة أي ذات معنى مفهوم، أما في العربية فأحيانا لا لأنها (التفعيلة) أحيانا تتكون من نصفي كلمتين فلا تعطي معنى.
3- لا يجوز التدوير في السريانية لا بين الدعامات كما قلنا ولا بين الأبيات، يجوز ذلك في العربية.
4- اعتماد العربية على مجموعة زحافات وعلل ولا يجوز ذلك في السريانية.
ولو رجعنا مرة اخرى الى الأوزان فلا بد لنا ان نتساءل لماذا هذا الاختلاف على الرغم من ان الموقع الجغرافي في هذه الفترة على الاقل متداخل، وحتى في الجزيرة كان السريان عندما نقلوا معهم تبشيرهم المسيحي نقلوا معهم ميامرهم ومداريشـهم أي شعرهــم وبالأخص في فترة المعلقات...
ومن اجل متابعة التطور او لنقل التغيير الحاصل في أوزان الشعر بعد البابلية لا بد لنا من دراسة الشواهد المتيسرة لدينا والتي تعتبر حلقة وصل بين القصيدة البابلية وقصيدتنا السريانية والعربية، من بينها مزامير او تسابيـح سليمان ال (42) السريانية والتي سماها دارسوها (مرتل من المسيحيين الاولين)[14] وترقى الى نهاية القرن الأول الميلادي، حيث يتضح من دراستها ان الايقاع (الحركات) هي أساس الوزن وتمتـاز هــذه التسابيــح بأنها موزونة على أكثر من بحر اسوة بالقصيدة العراقية القديمة المار ذكرها، خذ مثلا الانشودة الثالثة من القصيدة:
وهَدامَى لوًاثى انون ܘܗܕܵܡܝ ܠܘܵܬܹܐ ܐܸܢܘܢ
وبهون تلا نا ومحب لى ܘܒܗܘܢ ܬܠܢܐ ܘܡܚܒ ܠܝ
.........
نجد ان القصيدة موزونة كالاتي:
7، 7، 9، 8، 9، 5، 11، 10
اما اذا اخذت كدعامات بأعتبارها الاساس في البناء نجد ان الشاعر يستخدم الدعامات:
وزن الدعامة: 3 4 5 6 7
التكرار: 2 3 7 1 1
وهكذا الحال في بقية التسابيح.
من هنا نقول ان القصيدة السريانية كانت امتداداٌ للقصيدة العراقية القديمة، وكنا محقين حين اعتبرنا برديصان (شاعر سرياني ولد سنة 154م) مدشن الحداثة للقصيدة السريانية في حينها عندما أخضع القصيدة الى الوزن الواحد خدمة لنقل البشرى من خلال تراتيل ترتلها جوقات كنسية... واستمرت على منوالها الى يومنا هذا.
ومن الشعوب المجاورة للعربية التي أثرت وتأثرت بها هي اللغة العبرية التي عاشرت العربية سواء في بلاد النهرين او في الجزيرة العربية ويقول عنها الناقد العبري (يهوذا الحريزي) في كتابه (تحكموني)[15] (...وحين كان آباؤنا يقطنون في مدينة القدس ما كانوا يعرفون الشعر الموزون في اللغة العبرية، أما أسفار ايوب، والأمثال، والمزامير، فجملها قصيرة وأبياتها سهلة بسيطة، وما أشبهها بالسجع، وهي بعيدة عن أن تكون نظما جميلا موزونا ومقفى) ومن خصائص شعرها[16] (ان الصيغة الشعرية تؤسس على النبرة والنغمة، وكانت أناشيد العبادة تسمى ترانيم وكان يصاحب الترنيمة ايقاع او غناء وهذه الترانيم غير موزونة ولا مقفاة..." وأغلب الظن انه يعني بالوزن والقافية علي شاكلة العربية، لان الشعر العبري وكذلك السرياني كان يعتمــد على عـدد الحركات فقط أي على الايقاع، وهذه الترانيم هي على شاكة المداريش والسوغيتات السريانية. وهـذا مؤكد لأن اليهود الراجعين من بابل وغيرها من مناطق بلاد ما بين النهرين نقلوا معهم مع اللغة، أدب البلاد وفنونها كاوزان الشعر. أما الوزن والقافية (على شاكلة العرب) فقد ظهر في الشعر العبري منذ القرن العاشر الميلادي.
خلاصة القول نفول: ان الشعر العربي قد وجد قبل الخليل، فالشاعر القديم كان يعتمد على حسه الموسيقي في كتابة القصيدة لان معظم الباحثين يرون ان منشأ الشعر هو الغناء والانشاد، والغناء بطبيعته يعتمد على الحس الموسيقي والمعتمد على الحركات لا السكنات... اي ان الشاعر كان أكبر من العروض. وهذا ما أكده ايضا الاستاذ كمال ابراهيم في تقديمه لكتاب القسطاس: (والحق الذي لا مراء فيه ان مقاييس الشعر أو أوزانه قد استخلصت من ضروب الغناء المختلفة التي كان العرب منذ عصورهم الأولى يتغنون بها... فالشعر مدين للغناء، وجد مع الغناء والغناء وجد مع الانسان) وبهذا لو أجرينا دراسة على الشعر قبل الخليل لتيقن لنا ان الشعراء العرب كانوا يزنون أشعارهم اعتمادا على الايقاع الموسيقي أي بالاعتماد على الحـركات فقط كما الحال في الشعر السرياني والعبري ومن ثم الفارسي والتركي والكوردي حيث استقوا عروضهم من الشعر العراقي القديم وهذا ما ذهب اليه بعض دارسي الشعر العربي القديم[17]، ان العرب ـ قبل الخليل ـ عرفوا طريقة يهتدون بها الى معرفة وزن البيت وذكروا ان الخليل سئل: هل للعروض أصل ؟ قال نعم! مررت بالمدينة حاجا فرأيت شيخا يعلم غلاما ويقول له قل:
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
قلت ما هذا الذي تقوله للصبي ؟ فقال: هو علم يتوارثونه عن سلفهم يسمونه التنعيم، لقولهم فيه نعم... قال الخليل: فرجعت بعد الحج فاحكمتها.
وبالحقيقة انهم كانوا يعتمدون على الحركات، وهو ما يسمى عند السريان بالوزن المزدوج (الافرامي ـ 7 حركات). وعند تقطيعها حسب الخليل نحصل على البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)
وهناك طريقــة ثانية[18] يذكرها الباقلاني في كتابه (اعجاز القران) فيسميها " الميتر" اي القطع. وهناك طريقة ثالثة في معرفة وزن البيت كاحتساب مقاطع البيت من حيث توازي الشطرين وتساويهما بعقود الأصابع إسوة بالسريان و.. وهذا ما يؤكده ابن فارس[19] في كتابه الصاحبي ص38:
(... ان هذين العلمين ـ النحو والعروض ـ كانا قديما، واتت عليهما الايام وقلا في ايدي الناس، ثم جددهما هذان الامامان " ابو اسود الدؤلي والخليل").
ومن الملاحظ على هذه المعلقات وغيرها من الشعر الجاهلي ما يأتي:
1- لم تصل الينا مكتوبة بخطهم بل رويا مما تعرضت الى الكثير من الاضطرابات.
2- التزام الشعراء بعدد ثابت من الحركات واحيانا نجد تجاوزا وربما سببه الروي
3- كان اعتماد الناس في تقبل شعر هؤلاء الشعراء مبنيا على عدد الحروف المتحركة في كل شطر والمحافظة على هذا الرقم في القصيدة ككل وليس على تماثل الحروف المتحركة والساكنة كما هو في أوزان الخليل ولا سيما ان القصائد ذات طابع غنائي. وعليه أستطيع أن أقول أن أوزان الخليل لا بد من ان تكون دخيلة على الأدب العربي، وان تمسك الخليل ومن بعده من العروضيين بهذه التفاعيل أفرز الكثير من المصطلحات والاختلافات بين ما هو موجود في الدوائر وما هو في واقع الشعر العربي مما أدى الى تعكز هؤلاء العروضيين من خليل ومن بعده على افتراض دخول بعض الزحافات والعلل اضافة الى افتراضهم ان يكون هذا البحر مجزوءا" وجوبا او جوازا وما لا يدخله اصلا. خذ مثلا البحر السريع ووزنه (مستفعلن مستفعلن مفعولات) ولم ينظم عليه شاعر عربي على هذا الشكل[20]، لان أكثر ما ورد من الاشعار كانت على وزن (مستفعلن مستفعلن فاعلن) أو (مستفعلن مستفعلن فعلن) او (مستفعلن مستفعلن فاعلان).
وما بقي الا ان ندرس الاغنية العربية الفلكلورية والتي هي موزونة على الايقاع (الحركات فقط) اسوةً بالشعر السرياني والعبري و … والموشحات والشعر المحكي و... واغلبها تستخدم الأوزان القصيرة (5، 6، 7) حركات. خذ مثلا الأغنية الشعبية للاطفال (جاسم جسومي):
جاسم جَسومي لا تأكُل نومي
نوميتَك وَسخة أتوَسخ هدومي
جَتي زَهوري كِسرَتِ القوري
نجد الاغنية موزونة على وزن بالاي (الخماسي ـ خمس حركات)
وكذا الحال في الاغنية (مطر مطر) وهي على وزن آسونا (سداسي ـ ست حركات)
مُطَرْ مُطَرْ شاشَة
عَبر بَناتِ الباشَة
مُطر مُطَر عاصي
صولْ شَعَرْ راسيْ
وهكذا في الاغنية (مغَيزل) التي هي على البحر الافرامي (سباعي ـ سبع حركات):
بيدي مغَيزِلْ فَريتَهْ
تَحتِ الشَجَرْ حَطيتهْ
بين الجَمَلْ والناكه
يَعصَيتنه التَفاكهْ
وأحيانا تكون الاغنية موزونة على اكثر من وزن أسوة بالشعر السرياني المركب وكما في الأغنية (طَلعَتْ الشُميسه) التي يستخدم الشاعر الأوزان (بالاي 5 حركات، اسونا 6 حركات، افرامي 7 حركات) … الا انها من الصعوبة وزنها على البحور الفراهيدي.
كل هذا دليل على ان الشعر العربي في السابق (قبل الخليل) كان موزونا على الشكل الوزن السرياني إلا أن الخليل طوعه على الطريقة المسماة باسمه والتي حاكى بها الوزن السنسكريتي.
***
نزار حنا الديراني
..........................
[1] للمزيد راجع كتابنا (الايقاع في الشعر ـ دراسة مقارنة بين السريانية والعربية) سنة 2000 وكتابنا الكيل الذهبي في الشعر السرياني 1988 لكاتب المقال
[2] تاريخ الشعر العربي / نجيب محمد
[3] تاريخ الشعر العربي/ نجيب محمد
[4] مجلة افاق عربية -عدد 1- اذار /1978 ص78 / طه باقر
[5] القسطاس المستقيم / الزمخشري
[6] اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية / اقليمس يوسف
[7] القسطاس المستقيم
[8] القسطاس المستقيم
[9] القسطاس المستقيم
[10] نظرية الادب - الادب القصصي / اي.م. فيلينسكي
[11] افاق عربية / طه باقر
[12] افاق عربية / طه باقر
[13] افاق عربية / طه باقر
[14] موشحات سليمان اولى الموشحات السريانة ص28 / افرام الدومنيكي
[15] دروس في اللغة العبرية / رمحي كمال
[16] الاثر العربي في الفكر اليهودي / د. ابراهيم موسى هنداوي
[17] القسطاس المستقيم
[18] القسطاس المستقيم
[19] القسطاس المستقيم
[20] الايقاع في الشعر العربي / مصطفى جمال الدين