أقلام حرة

أقلام حرة

‏أصبح العراقيون مدركين تماماً، أن المشاكل التي يمر بها بلدهم وحلولها باتت بأيديهم، وهم من يمتلكون أدوات التغيير، حتى مع وجود واشنطن، التي مازالت تمتلك خيوط لها كشريك وليست مسيطرة على القرار السياسي الوطني..

يبدوا ان العراقيين باتوا يتطلعون إلى سياسيهم، بأن يكونوا على قدر المسؤولية في تنفيذ مطالبهم وحقوقهم، بالإضافة إلى إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل الفساد، التي أخذت تتجذر أكثر فأكثر في مؤسسات الدولة، ‏وغيرها من المشاكل التي بدأت تؤثر على المشهد الاقتصادي، وآخرها التأثير المناخي التي بدأت تلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وزاد من مخاوف المجتمع العراقي ككل، في قدراتهم على تحسين وضعهم المعاشي، بما فيها العثور على وظائف، أمام تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد وزيادة الأسعار، وما رافقها من أزمات أثرت على الوضع العام كأزمة المياه، و تسارع سياسة تركيا في زيادة إعداد السدود على نهري دجلة والفرات، ما سرّع كثيرا في زيادة نسبة التصحر، وهذا ما أكده تقرير البنك الدولي لعام 2020.

‏الشعب العراقي أصبح على يقين، أن المشاكل التي تمر بها البلاد، لا يمكن حلها من الخارج، وأن معالجتها ينبغي أن تكون داخليا، وليس هناك أي إرادة خارجية لإجراء أي تعديلات أو تغيرات، على البناء الاقتصادي والسياسي للبلاد، لأن الأزمة ليست سياسية أو مالية اقتصادية، بقدر ما هي أزمة إدارة..

‏الولايات المتحدة كشريك أيضا، لها أدوات عقابية تجاه العراق، ويمكن لها أن تستغل القوانين لمعاقبته كقانون "ماغنسي"الذي يمكن استخدامه في عمليات تهريب الأموال إلى الخارج، وتقديم الدعم اللازم لمجموعة مراقبة مكافحة الفساد في العراق، حيث تساعد واشنطن في إعادة الأموال وتجميد المهرب منها، و التي ترى بأن الدولار عملتها الرسمية، ومن حقها متابعة عمليات تهريبه وملاحقاتها، ومنعها من الفاسدين، وإيقاف أموالهم في البنوك الغربية .

‏يعتقد بأنه بات ممكنا للعراق، أن يجد حلاً لمشاكله من خلال نظام "الحوكمة" الذي سيسهل عملية مواجهة تحديات الإصلاحات الاقتصادية، وجذب الاستثمارات في مختلف المشاريع، وأهمها المجال النفطي، واستثمار عمليات الغاز المصاحب في توليد الطاقة، و استخدام المياه العذبة التي بدأت تشح في بلاد الرافدين!

‏هناك من يرى أن على واشنطن، أن تكون جادة ومهتمة باستقرار العراق، وتطوره وازدهاره وتطوير قدراته الإدارية والاقتصادية، وان تنفذ ما عليها من التزامات، وأن تكون صادقة في ذلك.. وإلا فإن العراق بقدراته البشرية والمالية، يمكن أن يكون متقدما في المجال الاقتصادي، وسط الانفتاح على الوضع الإقليمي والدولي، الذي بالتأكيد سيؤثر بالإيجاب، على اتساع رقعة الاستثمار في البلاد .

‏العراق بداء يصبح أكثر قدرة على حماية نفسه، ويعمل على تثبيت دعائم أمنه واستقراره وسيادته، ويمكنه الدفاع ضد أي خطر يهدد آمنة واستقراره، وآخره تنظيم داعش الإرهابي، حين استطاع بقدرة أبنائه، أن يكون أن يقود حربا بالنيابة عن العالم، ضد هذا التنظيم الإرهابي، ومنع المخطط الدولي في تقسيمه.

يبقى الخطر الأكبر والأبرز الذي يهدد الدولة العراقية، هو الفساد المستشري الذي بدأ يضرب أركانه، ويصل إلى القيادات السياسية، والذي يعد احد الموروثات السلبية للتدخل الأمريكي، وساعد في تكوين طبقة من الأثرياء، حيث تصل شهرياً ما بين مليار إلى ملياري دولار أمواله، من البنك الفيدرالي الأمريكي، لدعم رواتب موظفيه، وتوفير رأس المال للمشاريع والاتفاقيات التجارية الخارجية، فتوفرت بيئة للفاسدين من سرقة المال والتلاعب، به حتى وصل الحال إلى اختلاس مليارين ونصف المليار، في صفقة وصفت بأنها الأقوى والأكثر فساداً في القرن الحالي.

***

محمد حسن الساعدي 

الكتاب لا يتصل بحياتنا، وفي أحسن الأحوال ينتهي سجيرا للتنور، الذي يطعمنا خبزا ثمنه باهض وأليم.

ستقولون ما هذا الطرح المتحامل على الكتاب؟!!

فالواقع المتواصل على مدى العصور، أسس للقطيعة بيننا والكتاب، ولا تزال متنامية ومتفاعلة في مجتمعاتنا.

فهل وجدتم مكتبا لمسؤول فوقه كتاب يقرأه ويسترشد به؟

هل رأيتم في غرف إستقبال بيوتنا كتبا على المناضد؟

وهل شاهدتم مكتبة في دواوين المشايخ التي تكاثرت بسرعة عجيبة؟

ولن تجدوا في أسواقنا رفوفا للكتب!!

المجتمعات المتقدمة ترعرعت على الكتب، فالبيوت محشوة بالكتب، والأسواق بأنواعها فيها أقسام للكتب، حتى الصيدليات، وأماكن الإنتظار في أي دائرة أو مؤسسة.

وما تنتجه دور النشر في دولة من المجتمعات المتقدمة يفوق ما تنتجه  دور النشر في دول أمتنا.

ومع قلة إنتاج الكتب عندنا، فأسواقها بائرة، والعلاقة بينها والمواطن مقطوعة، وما سمعت أو رأيت من يتكلم عن كتاب قرأه.

والسبب يعود إلى أن الكل تعرف، وتعلم، وتستند على شجرة تلهمها كل شيئ، فما دام من نسل كذا وكذا فهو العارف بكل شيئ.

أما تربيتنا المتوارثة فهي التي تحتقر الكتاب، وفي القليل من بيوتنا تجد القرآن في مكان مهجور، ولا يعرف مَن في الدار قراءته.

وفي ذات الوقت يتباهى العديد من ذوي الأقلام بأنهم أصدروا عددا من الكتب، وجميعها طبعت ببضعة مئات وتكدست في أقبية ظلماء، ويُهدى منها للمعارف والأصدقاء، أما بيعها فمن المعجزات.

فالناس المولعة بزيارة شوارع عرض الكتب والمكتبات تكتفي بقراءة العنوان، ولا تجود بالمال على كتاب.

ترى لماذا نؤلف الكتب وثقافة العدوان على الكتاب تسود؟!!

هل أنها العبثية والخداعية والنرجسية المهيمنة على وعينا الجمعي؟!!

***

د. صادق السامرائي 

1 - منذ الزمن البعثي، الى زمن الأستبعاث الأسلامي، انا وانت وهي، مهاجرون او مهجرين، والوعيد المرفق بالشتائم والتسقيط يطاردنا، خياراتنا محاصرة، بين قطع الأرزاق او الأعناق، او الهرب من جحيم منفانا، في وطن مهجر في ذاته، انا مثلاً  تطالني البذاءات، مع اني قد تجاوزت عمري، كما انها لم توفر كرامة لأمي، التي توفيت في الجنوب العراقي ــ العمارة ــ ولم ترى شكل السيارة، فقط لأني اخبرتهم، على انهم حثالات، لا يليق في العراق، أن يكونوا داخل مجتمعه النبيل.

2 - البعث لا يملك من القومية، سوى جلدها، ليخفي تحته ماضيه القمعي، اما المتأسلمين الجدد، فيتخذون من اسماء الله والأولياء، واجهات للخداع، ومن المذهب رتوش لتحسين صورتهم، حتى اصبح معاقاً بهم، ملثماً بالقناص والسياف، ومراجع الصمت الشيطاني، جاءت بهم أمريكا لتسقطهم، كالذي سبقهم بعد نفاذ ضرورتهم، لكن الأمر قد تغير، وحال امريكا لا يسعفها الآن، وهي مختنقة بنفسها الأخير، والخوف يعتريها، من آخرِ سيسقطها، ليكشف عن مخالب ديمقراطيتها، كما ان المتشيعين قد تعفنوا، ولم يصلحوا حتى ذيولا لأيران، وسيتعرون عن تاريخهم المنافق بلا مستقبل.

3 - العراقيون ومنهم بنات وأبناء الجنوب والوسط، بشكل خاص، لا يعنيهم من التشيع، سوى حبهم لعلي والحسين والعباس (ع)، مثلما يحبون الزعيم عبد الكريم قاسم، من دون النظر لدينه او مذهبه، سوى انه كان، وطني نزيه كريم عادل وشجاع، ان التساقهم كرقعة فساد ولصوصية وانحطاط، في الثوب النظيف، لعلي واولاده واحفاده (ع)، أمر لا يقبله عراقي منصف، ومثلما كنا ولازلنا مهجرين ومهاجرين، بأنتظار العراق، ان يخرج من تحت، ثقل انتكاساته المريرة، ليرتدي تاريخ حقيقته، ومنها يبدأ التغيير والأصلاح.

4 - المهجر يبقى مهجر، وكذلك المهاجر، ما داما "يريدان وطناً" الولائي سيبقى مطارداً، ما دام يخون وطناً، العراق يبحث عن نفسه، في واقع التطورات الكونية، هناك شعوب تغير العالم، ذو القطب الواحد المتمرد، وأنظمة تختنق بنفسها الأخير، سيعود المهجر والمهاجر الى ارضه، ليسقيها بدموع محبته، وسيحمل الولائي اكياس خياناته، ويرحل الى حيث كان، فهناك فقط لديه ما يفعله كقاطع طريق، ولم يتبقى لهم في الذاكرة العراقية، سوا اثار خياناتم، على بنات وأبناء العراق، ان يفكروا بقوة الوعي الجديد، وبأرادة شابة واعدة، ان ينجزوا ادوارهم، في اعادة اصلاح وتغيير وبناء وطنهم، وأجتثاث الأيديولوجيات والعقائد النافقة، للولائيين في العراق، كمرتزقة لأمريكا او لأيران، حينها سيستحق العراقيون وطنهم، كما يستحقهم.

*** 

حسن حاتم المذكور 

28 / 04 / 2023

حتى لا نمارس بذخ النقد "المهلك" ونكون مثل جرير والفرزدق في شعر الهجاء، لا بد من تملك عمليات النقد ضد الذات وتصويبها باتجاه الآخر. ففي ظل رؤية التوافق والاحتكام للعقل الجمعي لم يبق لدينا حاكما ولا معارضا شرسا، بل بتنا نتحدث لغة واحدة وهي الخروج من الجائحة بأقل الخسائر. اليوم يجب أن نعترف أن تطوير المجتمع لا بد أن تكون سكته متواصلة بسرعة"تجيفيTGV"، وهي التحولات التي لا مفر منها وقد تصبح مثل كرة الثلج القادمة من الجبل أكثر حدة ومتسعا بالمطالب والأولويات. من اليوم لا بد أن نستوقف التفكير في بناء تحول نوعي من نفس نبع ذات ما بعد الاستقلال. من اليوم يجب أن نبحث عن تأسيس مخفضات حصينة لسرعة التغيير الجارفة، و حتى التغيرات السريعة غير المراقبة بـ (رادار Radar) القيم الاجتماعية السليمة. من اليوم لا بد من مواجهة كمون التغيير غير النافض للغة المطالب، لا بد من مواجهة عمليات التيئيس من التجديد والتحديث، لا بد من مناصرة الثقة في المستقبل وبناء مسارات التغيير المرتكزة على السلم الاجتماعي والعدالة والكرامة.

الثورة على الإحباط، ورؤى سوداوية المستقبل، لا بد أن تكون لغة يمتلكها الشعب بالعامية نحو ترييش أجنحة الفساد، وضبط عقارب التنمية بالتسريع المندمج، نحو بناء رافعات ركيزة تضع المراقبة والمتابعة في يد المجتمع المدني والفاعل السياسي والمؤسسات الدستورية. فالثورة على الإقصاء والتهميش يجب أن يكون حلا جوهريا (تجربة زمن (كوفيد) ثلاث أرباع من الشعب تقريبا يحتاج إلى الدعم) ، يجب نسف كل الفوارق الاجتماعية العمودية بشكل هرم"خوفو" والتي تجعل من القاعدة متسعا لشعب الحاجة والفاقة، يجب أن تكون طريق التطور(النموذج التنموي الجديد) حلما جماعيا لا نخبويا.

صدق التغيير ينبعث من بناء روح الذات والجماعة والوطن بالايجابية التفاعلية، صدق البناء يكون بضبط عقارب ساعة تتحرك من الذات وفق الصدق والثقة في المستقبل وردم فجوات الماضي(الانتكاسات السياسية)، وفق العناية بتميم ممرات مأسسة مفهوم الوطنية والتي لا تختزل في رفع الشعارات بمفرقعات دوائر (رغوة تيد TIDE)، بل في الوفاء للثوابت والمقدسات وللمؤسسات الدستورية، وكذا من خلال العناية بالوحدة الوطنية والاعتراف بها كفاعل محرك للتغيير. إنها أصعب المسارات التي تتناول الانتقال من أنانية الهوية (الفردية) إلى نقيضها (المشترك) المنفتح على القيم والمعتقدات والثوابت اللازمة للعيش المشترك.

حق القول بالختم، حين تنكسر رغبات الذات (الفئوية) يسود الإحباط وانعدام الثقة، وينمو الحقد الاجتماعي ومفهوم (المقهور) و(الحكرة)، وتظهر الآثار السلبية وتصبح الهزيمة متمكنة من السيطرة على الذات والآخر بالتوسع . لنختم بأننا بالإفراد والجمع في حاجة ماسة إلى خلوة مع الذات، خلوة غير صوفية بالتمام، لكنها تفتح الحوار مع (أنا)، وتساءل المحيط .

***

محسن الأكرمين

بعد أن قضى ثلاثة عقود في إحدى الدول العربية، انتهى عقد عمله في أحد الدوائر الحكومية وتم إلغاء إقامة عمله وباع سيارته وأثاثه وانهى عقد إيجار شقته الصغيرة وعاد لوطنه مع عائلته الصغيرة وهو يحمل ذكريات كثيرة، ولقد كان يشعر بالخوف فوطنه الأم لا يعرفه فلقد تركه في بداية شبابه وذكرياته بحلوها ومرها في الدولة العربية التي عاش فيها، وطبعا المعاناة مضاعفة لأبنائه الصغار فهم لا يعرفون عادات ولا لهجة وطنهم الحقيقي ويحتاجون لاحتضان الكل حتى يتم إدماجهم للحياة الجديدة التي سوف يعيشونها، وكم كنت أتمنى أن تعطى الجنسية لهذا الرجل الشهم لأنه كان مخلص لعمله ونموذج للإنسان الصالح المحترم .

في أوطاننا نجد الحديث عن تجنيس من يأتي إلينا للعمل أو الإقامة أو ينصهر معنا بالنسب يعتبر من المحرمات والكبائر و أذكر أنني شاهدت جلسة حوارية مع نخبة من أبناء المجتمع الكويتي وما أن فتح موضوع التجنيس حتى بدأت الشتائم والاتهامات تنهال للكل دون استثناء للرافض والمؤيد ..!!

في أغلب دول العالم الأمر سهل وميسر وبسيط بل أن بعض الحكومات تقدم جنسيتها لأي إنسان تجد أنها سوف تستفاد منه في الوقت الحاضر أو في المستقبل، ودول عظمى وثرية تعطي جنسيتها مقابل مبلغ مادي و تعلن ترحيبها به وإن خالف أو أخطى فالقانون له ولغيره بالمرصاد، وجميعنا يذكر عبر وسائل الإعلام كيف أن أوروبا جاءتها موجة هجرة جماعية غير شرعية وعلى الأخص من السوريين والعراقيين وحينها أعلنت ألمانيا عن قرارات كثيرة لاحتواء العدد الأكبر منهم وهم الآن مندمجين ويعملون وشريحة الشباب منهم لهم مكانة متميزة بالجامعات الألمانية .

***

بروفسور حسين علي غالب بابان

أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا

لا يتجاوز عدد سكانها السبعة ملايين نسمة، ويتواجد بالبلاد ما يقرب من هذا العدد من الاجانب (عربا وافارقة) أي ان كل مواطن هناك اجنبي يخدمه، يشاركه في قوته والخدمات التي تقدمها الدولة رغم ضآلتها، يشغل هؤلاء حوالي 300 الف مسكن مما ساهم في ارتفاع قيمة الايجار.

في جميع دول العالم هناك ضوابط بشان الوافدين ومدى احتياج البلد لهم، أما في ليبيا فيستطيع أي انسان دخول البلاد سواء بتأشيرة وثمنها رمزي جدا لا يكاد يذكر والسلطات الليبية لا تتعامل بالمثل مع بلدان هؤلاء، حيث تفرض تلك الدول مبالغ طائلة في سبيل الحصول على تأشيرة دخولها، اضافة الى الاعداد الهائلة من دول الجوار التي تدخل عبر الحدود البرية دون تأشيرة.

في سبعينيات القرن الماضي كانت هناك ضوابط بشان الوافدين فكان الوافد يسجل باسم من يعمل لديه وتعطى له اقامة مؤقته، وعند انتهاء عمله اما ان يجيّره(يتنازل عنه) لأخر يمعرفة السلطات المحلية، او يتم تسفيره الى بلاده.

للأسف الشديد اصبح معظم الوافدين لا يعملون في الانتاج وبالأخص الزراعة، بل يعملون في التجارة بمختلف انواعها،والمقاهي والمخابز، اصبحوا اصحاب رؤوس اموال يملكون مغازات السلع بمختلف انواعها يسيطرون على السوق، يعملون لحسابهم وليسوا لحساب ليبيين ما جعلهم يتحكمون في اسعار السلع من خلال التحكم في عرضها، كما انهم يعملون كمقاولين في اعمال البناء والتشييد، إي انهم اصبحوا دولة داخل دولة، ولم تفرض عليهم الحكومة أية ضرائب او رسوم عن إيراداتهم.

نتمنى على الدولة، ان تقوم بوضع ضوابط بشان العمالة الوافدة، أي ان لا يعملوا لحساب انفسهم بل تحت امرة ليبيين في المواقع الانتاجية، وان يستبعدوا من العمل في المخابز والمقاهي والمطاعم وما في حكمها، وربطهم بمنظومة محلية بأماكن تواجدهم، يسهل من خلالها تتبع حركتهم ،وفرض ضرائب ورسوم نتيجة مزاولتهم المهن المختلفة.

أما العمالة الزائدة عن الحاجة، فيجب استحداث اماكن لإيوائهم تليق بهم كبشر والعمل على عدم وقوعهم فريسة في ايادي تجار البشر الذين يكسبون من وراء ترحيلهم الى اوروبا الاموال الطائلة حيث يفقد الكثير من المهاجرين ارواحهم في البحر، والعمل على اعادتهم الى بلدانهم بإشراف الامم المتحدة.

ان بقاءهم دون عمل سيجعلهم يعملون أي شيء في سبيل الحصول على لقمة العيش، فيقومون بأعمال السرقة والنهب والسلب وتجارة المخدرات، والعمل لصالح بعض الليبيين لتنفيذ اعمال اجرامية انتقامية، وكذلك سرقة الممتلكات العامة وبالأخص اسلاك التيار الكهربائي والاعمدة المعدنية، وبالتأكيد لصالح مجرمين ليبيين، من اجل الكسب غير المشروع وغياب الدولة.

في الاساس ان تقوم الدولة بتسيير دوريات على طول الحدود واعادة المتسللين الى بلدانهم  نعلم انها مهمة شاقة ولكن علينا البدء بذلك وفق الامكانيات المتاحة.

لقد لاحظنا وللأسف وعبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة بالصوت والصورة، وفي اكثر من مكان، قيام بعض الاجانب بتعذيب وقتل الليبيين لأجل الكسب غير المشروع او تنفيذا لأوامر بعض الليبيين الفاقدين للإنسانية. إن مثل هذه الاعمال تؤجج روح العداء للأجانب غير المنضبطين، فتحدث اعمال عنف قد تطال بعض الابرياء، وتظل الدولة هي المسؤول عن ارواح الجميع المتواجدين على اراضيها.

***

ميلاد عمر المزوغي

قل مُضعّف ولا تقل مثقف، فكلمة مثقف بلا أثر ودور في مجتمعات الأمة، فالمثقف إسم مجهول، ومستتر مبني على السكون، وتلتف حول عنقه حروف الجر والنصب، ومفعول به ولا يجوز له أن يكون فاعلا في الوسط الذي هو فيه.

المثقف مَهيض الجناح مكسور الخاطر ممنوع من الصرف، ومحكوم عليه بالقهر والحصار وقطع لقمة العيش، فعليه أن يصلي في محراب الكراسي، ويكبّر بإسم الجالسين فيها، الذين تحركهم قوى وقدرات مهيمنة على البلاد والعباد.

فالكراسي مملوكة والجالسون فيها وكلاء لا غير.

والمثقف يتوهم الحرية والسيادة الوطنية والقوة والكرامة، ويغفل أنه تحت مشيئة القابضين على مصير ما فوق التراب.

فالتفاعلات في جوهرها إقتصادية إستحواذية، إستئثارية تتفتح في ربوعها الأنانية والإمتهان.

فعندما يتحرك المثقف وفقا لأوهامه، يحترق في تنور الجور والعدوان على وجوده.

وعليه أن يكتب بمداد الطامعين والمستحوذين على كل شيئ، ليناله بعض شيئ من الغنيمة.

ولهذا من الصعب التكلم عن المثقف، ولا بد من الإقرار بوجود المثقف المُستلب، والمجتمع المأسور المُستعبد بإرادة الأقوياء الخارجين عن سلطة كل شيئ، فهم فوق الدستور والقانون والأعراف والتقاليد، وأساطين أمّارات السوء التي فيهم.

فدور المثقف بلا قيمة، ولا يمكن للمثقفين تكوين تيار معرفي وقوة نوعية تسعى للتغيير، والتعبير عن الإرادة الوطنية الحرة، وبموجب ذلك، فدول الأمة عبارة عن بيادق تحركها أيادي اللاعبين الحالمين بصيد سمين.

فهل نفع مثقفوا الأمة الأجيال المتعاقبة، إنهم يسطرون ولا يؤثرون، ويدّعون ولا يفعلون، وما أكثر مشاريعهم ونظرياتهم ومجتمعاتنا تنخرها آفات الوجيع والحرمان من أبسط حقوق الإنسان، ويترعرع الأثرياء والفقراء في ديارنا الغناء.

فأين المثقف المقدام؟!!

***

د. صادق السامرائي

ما يدور في السودان من اقتتال لا يصب إلا في مصلحة الشيطان الذي يعربد في التفاصيل؛ وليتها مجرد كوابيس تباغتنا بينما السودان بخير وسلام! لكنها الحقيقة الصادمة التي يأنفها المنطق.. فالقتال هو الخيار الذي لم تصمد أمامه هدنةُ الثلاثة أيام العجاف، التي أغلقت في ظلها الكئيب الأبوابُ على كل الحلول المتاحة المرتجاه.. فاعقبها حمام دم سخي دون انقطاع.

وكان ينبغي على العقلاء إدراك بأن أيّ هدنة مؤقتة بين طرفين متنازعين دون مفاوضات إنما هي استثمار للوقت من أجل تقيم الوضع العسكري لكل جانب، وإعادة الانتشار بغية التصعيد كما حدث في السودان.. فبعد هدنة الثلاثة أيام احتدمت المعارك وتضاعف عدد الضحايا.

واللافت أن قوات التدخل السريع تستحكم بالأحياء السكنية في كافة المدن لتحييد القوة الضاربة للجيش السوداني واتخاذ المواطنين كرهائن في حرب ضروس لا تبقي ولا تذر.

هؤلاء هم تجار الموت الذين حولوا ثروات السودان بدلاً من معطيات للتنمية إلى نقمة على العباد.

ولا استبعد أن ينبت للأفعى قرون أخرى تنافس الخصمين في الأزمة السودانية على كعكة الوطن.. فيما يدفع الشعب السوداني فاتورة الدم دون أن يكون له ذنب في الكارثة التي يشهدها السودان.

فقط! يحتاج السودان بمكوناته المتشرذمة، إلى عقل سخي بعطائه لصالح وحدة السودان ومصالحه العليا، بعيداً عن أنانية القادة وشبقهم الشهواني لملذات الثأر البيني.. ولو أدّى الأمر إلى تدمير السودان وتبديد ما سيتبقى من ثرواته.

كيف يختار عاقل الأرضَ اليبابَ والحديقةُ مشرعةُ الأبواب في وجهه الذي غطته الحيرة بالاكتئاب!

ألا يعقب اقتتال الإخوة حصاد الشر الذي لا يثمر سوى الحنظل إن لم تأت نيران الحقد على الهشيم!

ومن قال حينها بأن الطامعين الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء (كالصهيونية) سوف يخمدون النار دون أن يستوطنوا في قلب الحكاية ويستملكوا حصاد ما اقترفت أيادي الضّالين من خيبات! فخيبة السودانيين حينها بالنسبة لأعدائهم كروم مثقلة العناقيد.

فهل من عاقل يوقف الحرب، ويقطع دابر كل من تسوله نفسه العربدة في تفاصيل الشأن الداخلي كالاحتلال الإسرائيلي ومن يدور في فلكه من المطبعين.. ومن ثم بناء السودان المزدهر، واستغلال مُقَدَّراتِه لأجل مستقبل الأجيال القادمة!

اللهم أنصر السودان على من يعاديه ويسخر له العقلاء المخلصين.

***

بقلم بكر السباتين

27 أبريل 2023

اعترض بعض الاخوة على مقولتي (عصر النفط قريب من الانتهاء على غرار الفحم الحجري) ومن اعتراضاتهم: (ان هذا الكلام اعلامي اكثر مما هو واقعي)، (الوقود الاحفوري كما قال بعضهم سيبقى إلى قيام الساعة) وآخرين قالوا (الى خمسين سنة على الأقل سيبقى هو المصدر الاساسي للطاقة)، وقالوا ايضاً: (ان النفط استخدامه الأقل هو كوقود للسيارات واستخدامه الأكبر هو كوقود للطائرات)؛ وقالوا (هناك دراسات تقول ان أسعار النفط ستشتعل وتصبح 200 دولار خلال العشرين سنة القادمة)، ثم اعترضوا علي قائلين (لماذا تثير هذه الأمور المزعجة الآن خلينا نايمين، اليوم اكو اكل وباجر الله كريم)، ومن مقولاتهم ايضاً (سوف لن يهتموا لما تقول لأن الخزينة بيها مليارات ولهذا السبب عينوا نصف مليون موظف خلال ثلاثة اشهر)، وقالوا ايضاً: (الحكومات تفكر لأربع سنوات فقط ومن يجي يوم ما عده الحكومة تدفع معاشات راح ينتبهون لطروحاتك)، ثم قالوا: (منو يقرأ ومنو يسمع الكل طرشان) .

فكانت اجابتي لهم: اني اتمنى ان يكون بعض كلامهم صحيحاً، وان تستمر الحاجة الى النفط الى قيام الساعة، وأتمنى ان يصبح سعر برميل النفط 200 دولار، اما بالنسبة لانهيار سوق النفط فتكثر الآراء في هذا المجال فهناك من يقول ان انهيار سوق وأسعار النفط ستكون في العقد القادم، وآخرون يقولون بعد عقدين او ثلاثة بل حتى خمسة عقود، طبعاً شركات النفط تعطي أطول الفترات لسبب واضح، فإن اقروا ان السوق والأسعار ستنهار خلال عقد او عقدين فمعناه ستنهار قيمة اسهم شركاتهم قبل ذلك، واني لا اريد ان اتبنى وجهة نظر أي من الفرقاء وأقول نعم لا توجد لدينا توقيتات يقينية ولكن يوجد واقع على الارض، لذلك من المهم ان نعرف هذا الواقع ونبني عليه السياسات المستقبلية للبلد. فالنروج على سبيل المثال في يومنا الحالي 80٪ من سياراتها تعمل على الكهرباء ووضعوا حداً عام 2025 لا يجوز بيع اي سيارة جديدة لا تعمل على الكهرباء، اما الدول الكبرى كاليابان والصين والبرازيل وبعض الدول الاوربية وضعوا حداً نهائياً عام 2030، بريطانيا وضعت قانون مشابه ولكن بين عامي 2030 و 2035، الاتحاد الاوربي وضع حداً عام 2035 وكذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وجنوب افريقيا، اما الهند فاتخذت سياسة خاصة حيث أصدرت قانون عام 2023 وضع حداً اعلى لاستخدام السيارات التي تعمل على الوقود لفترة لا تتجاوز ال 15 سنة في المدن الكبيرة وانشأت الهند الكثير من المصانع الكبيرة لتحويل مكائن السيارات القديمة التي تعمل على الوقود الى مكائن تعمل على الكهرباء؛ نأمل ان يستمر استخدام الوقود لأطول فترة ولكن في نفس الوقت يجب ان نتهيأ للسيناريو الآخر، لقد انهت السعودية اقتصادها الريعي وطورت قطاعها الصناعي والزراعي والخدمي بحيث أصبحت الموارد غير النفطية تشكل 54٪ من الناتج الإجمالي المحلي (GDP) لعام 2023 حتى الآن، اما بالنسبة للنفط فضمنت هي واكثر الدول النفطية أسواق النفط المستقبلية، فقد اشترت وانشأت السعودية والامارات وقطر والكويت والجزائر عشرات المصافي في العالم، احداها اكبر مصفاة امريكية اشترتها السعودية وهي مصفاة بورت آرثر وستحولها الى اكبر مصفاة في العالم (1.5 مليون برميل يومياً) اعتماداً على تقنيات جديدة تتلاءم مع السوق المستقبلي للنفط فلا تنتج وقود السيارات إلا بنسبة ضئيلة، وللعلم فهذه المصفاة ستشتري النفط السعودي فقط ولا يمكن ان نبيع لها النفط العراقي في المستقبل، وكذلك كل المصافي التي اشترتها وستشتريها الدول النفطية ستكون سوقاً لهذه الدول وليس للعراق، الكويت أصبحت اكبر مجهز لوقود الطائرات في العالم حيث سيطروا على اكثر من 40 مطار دولي في العالم سيستوردوا وقود الطائرات من الكويت وبالتأكيد ليس من العراق؛ الدول النفطية عملت وتستعد لهذا اليوم وجلبوا الشركات الاستشارية التي وضعت لهم هذه السياسات الاقتصادية لمواجهة الأيام والسنين القادمة حين تقل الحاجة الى الوقود، ونحن للإسف غافلون، وفي التقرير الاخير للبنك الدولي الذي صدر في كانون الاول الماضي بشأن التنمية والمناخ في العراق ذكر الفقرة التالية [بينما يتخلى العالم عن الوقود الاحفوري سيضعف الطلب على صادرات النفط العراقية… هذا يؤدي الى تقليص القطاع العام ويؤدي الى خلق تحديات كبيرة في أي بلد، وهذه التحديات ستكون شديدة في العراق، وهذا لن يؤدي الى تسريح عمال القطاع العام وقطع المصدر الرئيسي لدخل الاسرة فحسب بل الى الغاء وصول الاسر الى أنظمة الحماية الاجتماعية ايضاً]، للأسف هذا واقعنا بسبب الكثير من افراد الطبقة السياسية التي حكمت البلد خلال العشرين سنة الماضية.

ترى متى سنتخلص من الاقتصاد الريعي للنفط، متى سنوفر الخدمات لتنهض الصناعة في بلدنا، متى سنوفر الماء من الوفرة النفطية لتنهض الزراعة في العراق، متى سيعمل القطاع الخاص بكل حرية بعيداً عن الفساد والرشاوي وانعدام الامن فنوفر مجالات العمل لملايين العراقيين في القطاع الخاص بعيداً عن التعيين في الدولة، متى سيلتحق بلدنا بالركب العالمي لإنقاذ البلد من انهيار حتمي خلال فترة لا تتجاوز العقدين من الزمن!

***

محمد توفيق علاوي

من المسؤول عن محاولة قتل الخطوط الجوية العراقية؟

سيادة الدكتور محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي المحترم

اولا احييكم واعلن لكم انك اول رئيس عراقي يحظى بثقة معظم الشعب العراقي بعد القائد المغدور عبد الكريم قاسم وهذه الثقة جاءت بعد ما حققتم من انجازات مفرحة نرجو لكم التوفيق في اتمامها وبفرض القانون على الجميع وفي كل ماتقومون به من اجل الشعب العراقي.

اود ان اعرض عليكم كمواطنة عراقية مشكلة البحث عن الطيران العراقي اي الخطوط الجوية العراقية.

بعد معاناتي والالاف من العراقيين المغتربين في اضطرارهم استخدام الخطوط التركية وغيرها من اجل زيارة اهلهم في العراق، بعد سقوط صدام. اقسمت ان لا اسافر الى بغداد الا على متن طائرة عراقية.. وقد تحققت امنيتي في السنوات التالية وحظيت برحلة جميلة على متن طائرة عراقية صغيرة استوفت كل الشروط، التي يدعي البعض ان الطيران العراقي لم يلتزم بها! وتكررت والحمد لله في سنة اخرى، بالرغم من صعوبة الوضع الامني في العراق في ذلك الحين وعدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، خاصة في السنوات 2006-2009. فتأملنا خيرا بعد ان تحقق الامن وبفضل النشامى العراقيين قضيتم على عصابات الارهاب بكل اشكالها فحلمنا بأن الطيران العراقي سيصبح افضل بطائرات اكبر تسع الزوار من مختلف الجنسيات من سواح ومستثمرين، بل ولن تخضع للتفتيش كما حصل مع كل طائرة عراقية تخرج من العراق! بالرغم من ان العراق كان هو ضحية الارهاب الذي تسابقت الدول في تصديره لهم! والغريب ان التفتيش في كل مرة يتم في بلد اوربي مختلف كما لو ان كل دولة لابد ان يكون لها حصة من الكيكة العراقية!!

لكن العكس هو الذي حصل! فالطائرة العراقية اختفت تماما وحين عادت بشكل مؤقت لفترة وجيزة فوجئنا ان الطائرة لاتمت للعراق بصلة سوى شعار الطيران العراقي المعروف.. فقد كانت من مخلفات الطيران التركي والطاقم كله اتراك حتى المضيفون والمضيفات! والذين كانوا ابعد مايكون عن مهنة الضيافة بعدم معرفتهم بلغة البلد الذي منحهم فرصة العمل تلك ولا حتى الانكليزية اللغة العالمية التي لايقبل احد في هذه المهنة اذا لم يتحدث تلك اللغة وبطلاقة.. اضافة الى جفاف تعاملهم وقلة تهذيبهم مما جعلني اجزم انهم كانوا يتعمدون ذلك لتشويه الطيران العراقي، وبالتالي يعود الناس مضطرين لاستخدام الطيران التركي وغيره بالرغم من متاعب الانتظار خاصة في مطار تركي لساعات طوال تصل الى اكثر من عشر ساعات على مقاعد غير مريحة والفوضى المتعبة طول تلك الساعات.

فتركيا والاردن -مع احرامي وتحيتي لطاقم الطيران الاردني-كانتا اكثر الدول استغلالا لمحنة العراق وحاجة العراقيين لزيارة بلدهم.. بل ان اقتصادهم ازدهر على حساب المواطن العراقي هذا بالرغم من التسهيلات التي تمنحها لهم الحكومة العراقية في استيراد النفط العراقي بارخص الاثمان اذا لم يكن مجانا!! الى جعل العراق سوق للبضائع التركية بشكل خاص! مع هذا لم يفكر اي مسؤول عراقي بمطالبة تلك الدول بمنح العراقي الاولوية أو على الاقل بتخفيض اثمان تذاكر السفر للعراقيين مقابل الخدمات التي تقدمها الدولة العراقية..او على الاقل مطالبتهم بعدم تشويه الطيران العراقي.

ولا ادري اذا فكر مسؤول الطيران العراقي بزيارة منظمة الطيران العالمي؟ هل فكر بتفنيد ادعاءات الحاقدين على العراق واثبات ان الطيران العراقي افضل من التركي بل افضل حتى من بعض الخطوط الجوية الاوربية مثل ايزيجت وراينير ..؟

ما الصعوبة بتوفير طائرة صغيرة لتسهيل رحلة العراقيين الى بلدهم لزيارة اهلهم او لانجاز بعض اعمالهم؟ مادامت العودة بشكل نهائي باتت شبه مستحيلة!؟

ما الصعوبة بفتح حوار صريح مع الدولة التي تستغل هذا الامر، لتعزيز مؤسساتهم وزيادة ارباحهم على حسباب سمعة العراق واقتصاده؟

أين وزير المواصلات ومسؤول الطيران العراقي ؟ أين وزير التجارة ووزير الخارجية ووزير السياحة والاثار، ووزير النفط من واجبهم الوطني؟ الذي يحتم عليهم ان يؤدوا عملهم على اكمل وجه ليثبتوا للشعب الذي منحهم تلك المناصب، انهم اهل لتلك الثقة.. من اجل العمل على ازدهار الاقتصاد وتوفير الخدمات للشعب العراقي )ليحللوا خبزتهم( علبى الاقل، كما يقول المثل.

بانتظار النظر في تلك المشكلة التي ليست سهلة كما يتوهم البعض. ارجو ان نسمع عن عودة الطيران العراقي متحديا كل العراقيل والصعوبات

بالرغم من حاجتي الماسة لزيارة اهلي واحبتي في العراق، لا اريد ان استخدم الطيران التركي ليس لاني لا اريد ان ارجع بحلفاني، ولا لاني لا اريد الاتراك ان يستفيدون من خلال استغلالهم حاجتي تلك.. ولكني حرصا على العراق وعلى كل مؤسساته، ورفضي لأي استغلال لمحنة الشعب، الذي انتمي اليه مهما باعدنا الزمن.

وفقكم الله وسدد خطاكم .. ولكم كل الشكر والاماني بالتوفيق في كل مايخدم الشعب العراقي.

***

كاتبة عراقية

لندن 2023

قيمة الإنسان ليست مفردة خيالية يترنم بها أدعيا السياسة، ويتوهمون بأنها كلمات فاقعة، وخطابات رنانة، ومواعظ فتانة، إنها مفردات بسيطة متعارف عليها في البلدان التي تحترم مواطنيها، وتعزهم ولا تبخس قيمتهم، ومن مفرداتها:

أولا: المستشفى المعاصرة

لا وجود لقيمة الإنسان إذا الخدمات الصحية متردية، فلا يجد مستشفى متطور يقدم له ما يحتاجه من الرعاية الصحية اللازمة، فالخدمات الصحية من أولويات التعبير عن أهمية قيمة الإنسان.

ثانيا: المدرسة الإبتدائية الحديثة

الدول التي لا توفر مدارس إبتدائية معاصرة لأبنائها، تحتقر المواطن، وتدمر المستقبل، لأن المستقبل ببساطة ينمو في دنيا الأطفال، ولهذا توفر المجتمعات المتقدمة أفضل الرعاية للأطفال لأنها تبني المستقبل بهم.

والعديد من دولنا تدمر المستقبل بإهمالها للمدارس الإبتدائية، وتدفع بالأطفال إلى أماكن لا تصلح زرائب للحيوانات وتسميها مدارس لفلذات أكباد وطن، وبهذا تقضي على المستقبل الأفضل.

ثالثا: البنى التحتية الراقية

البنى التحتية ركيزة الحياة في البلاد، وإذا لم تكن ذات قوام سليم فالمواطن سيعاني، وسيجد نفسه في محنة يومية قاسية تستنزف جهده وعمره، وينتابه شعور بالذل والهوان والإنكسار.

ومنها طرق المواصلات ووسائلها، وشبكات التصريف الصحي، والجسور والأنفاق، والمرافق الترفيهية، والثقافية والأسواق وغيرها الكثير من متطلبات العيش الرغيد.

رابعا: الماء الصالح للشرب

لا توجد حكومة في دول الدنيا تهتم بمواطنيها ولا توفر لهم الماء الصالح للشرب، فذلك من أولويات مسؤولياتها وواجباتها الخدمية، وهو من ضرورات الحياة السليمة القويمة، لأنه إن لم يكن صالحا للشرب فسيتسبب بأمراض وعلل تكلف الدولة الكثير من الإجراءات الخسرانية.

خامسا: الكهرباء

الكهرباء عصب الحياة، وشريانها الأبهر، ولا تستغني عنها الشعوب ولو لساعات، لأن جميع الأدوات في المنزل ستتعطل، وتنعدم الإضاءة التي تحارب الظلام وتطرد الإجرام.

فأية قيمة لإنسان محروم من الكهرباء على مدى أعوام؟!!

فلا تحدثونا عن أي شيئ قبل أن تستوفي المجتمعات حقوقها الإنسانية، فكل كلام قبل ذلك هراء وبهتان!!

***

د. صادق السامرائي

 

الكثيرون بالتأكيد كانوا ولايزالون مغرمين بكتب من نوعيّة "كيف تصبح مليونيراً؟ "، ورغم قراءتي للكتاب، إلا أنني ما أزال أنتمي الى طائفة الذين ينتظرون هلال الراتب كل نهاية شهر. يضع أهل المال أحياناً كتباً عن تجربتهم المهنية.

ويقدمون لنا ما يعتقدون أنها أفضل النماذج لتعليم الناس كيف يعيشون حياتهم بجدّ واجتهاد، وقبل سنوات كنت حدثتكم عن السيد بيل غيتس، وهو يروي في سيرته الذاتية كيف واجه تضخم ثروته، عندما قال لزوجته ذات يوم لابدّ من عمل يخلّصنا من عبء هذه الثروة، فقّرر تخصيص جزء كبير من ثروته لمساعدة المحتاجين حول العالم، لا لون ولا طائفة ولا هوية دينية للذين يتلقون المساعدات .

ستقولون، عدت ثانية للتنظير وحديث الكتب، ونحن نعيش مرحلة معركة المصير بين حيدر الملا ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، فقد استثكر الملا على المسكين الحلبوسي ان يشتري طائرة خاصة، ويبني قصراً يذكّر الناس بتاج محل، وسخر الحلبوسي من ليالي الانس التي يقيمها حيدر الملا في عمان، فيما المواطن العراقي لا يزال يسخر من الاخبار كلما سمع ان الدولار هبط في بورصة الكفاح . ماذا أفعل ياسادة وأنا أقرأ تقريراً يحدد عدد السنوات التي يمكن أن تجمع بها مليون دولار؟، لأكتشف أن المواطن العراقي الذي يتقاضى راتباً مثل جنابي يحتاج إلى أكثر من 154 عاماً من العمل المتواصل، وعدم الإنفاق، ليجمع المليون الأول. ويبدو أن أصحاب التقرير لم يتعرفوا على نور زهير وأشقاءه الذين أصبحوا مليارديرية وجمعوا آلاف الملايين من الدولارات في زمن قياسي لم يتجاوز العام الواحد. ولم يقرأوا  في الاخبار ان "المناضل" أيهم السامرائي هرب ومعه مليار دولار عدا ونقدا من اموال الكهرباء، وان "التقي" فلاح السوداني ينعم في بريطانيا باموال الحصة التموينية .

ولكن شتان ما بيننا وبين تجارب الشعوب، بين ثروات بيل غيتس وجماعته الذين يهبونها لفقراء العالم وبين ثروات أغنيائنا الذين ينمون بها اقتصاد دول الجوار من خلال حسابات سرية لا يعرفها إلا الراسخون في العلم. ثروات أغنيائنا فقد جاءت من خطب رنانة ومناورة وانتهازية وتوازن طائفي.. فنحن برد علمت الناس القراءة والكتابة وأيضا كيف ينهب مال الدولة في سبعة أيام وفي وضح النهار، وفوق هذا كله فان مسؤولينا قادرون على أن يدخلوا أيديهم في جيوب الناس ويأخذوا مابها. نحن نعيش زمن مليارديرات المال العام، ثروات لمسؤولين استغلوا وظائفهم لمنافعهم الشخصية؟! للاسف فات اصحاب القرير ان يدركوا ان اسهل مهنة في العراق ان تصبح مليونيرا بعد ان تجلس على كرسي البرلمان اربع سنوات لاغيرها .

***

علي حسين

 

متربع على كرسي دار الافتاء لأكثر من عقد من الزمن، كافة تصريحاته تظهر وبما لا يدع مجالا للشك بان (جلالته) يتعاطى السياسة بغطاء ديني، أولى جرائمه البشعة في حق جزء كبير من الشعب الليبي من خلال تصريحه (من لم يشكر قطر فهة كلب) وكان يجب ان يكون هذا التصريح بمثابة اخبار لذوي الاختصاص ومنهم النائب العام واخذ الاجراءات المناسبة بالخصوص، تمادى سيادته في احداث الفرقة بين مكونات الشعب الليبي بدل ان يكون معول بناء ومحاولة لم الشمل في بلد تعمه الفوضى وينخر جسده السوس وتهدر امواله وتستباح ارضه من قبل مخابرات كافة دول العالم كبيرها وصغيرها فأصبحت البلاد ساحة صرع للقوى الاقليمية والدولية.

تصريحاته المتعاقبة ساهمت في ارسال قوارب الموت المنطلقة من المنطقة الغربية المحملة بمختلف انواع الاسلحة والتكفيريين الى بنغازي حيث سيطرت عليها ولفترات مجموعة تكفيرية عاثت فيها فسادا ومقتل المئات من العسكريين والامنيين الذين عملوا وبحرفية من اجل تامين البلاد من خطر الخارجين عن ملة الاسلام، لم يكتفي المفتي بذلك بل طالب من ارادوا تخليص مدينة سرت من الدواعش الذين نصبوا المشانق وقاموا بطلب مواطنيها على اعمدة الكهرباء بالمدينة على مرأى ومسمع العالم بان يذهبوا الى بنغازي وتحريرها من الجيش (او ما تبقى منه بفعل ضربات الناتو) الذي هب لنصرة سكان المدينة وتخليصها منهم ليعم الامن والاستقرار بها ولتكون البداية لتحرير كامل تراب الوطن من العصابات الاجرامية سواء الدينية منها والعلمانية والجهوية والعرقية.

بالأمس القريب ولدى اقامة شعائر صلاة عيد الفطر بساحة الشهداء بمدينة طرابلس، وبغض النظر عن ان رمضان هذا العام 1444 هجرية، كان ناقصا او مكتملا (دول غرب البلاد وشرقها افطروا يوم الخميس/ رمضان 29 يوما)، فان بعض سكان المنطقة الغربية(حيث دائرة نفوذه) اكملوا صوم رمضان بسبب فتواه، درءا للفتنة او عملا بالحديث الشريف "ان غمّ عليكم"، أو من باب في رقبة الحاكم / المفتي، إلا ان انصاره قاموا برمي الخطيب بالأحذية واجباره على النزول من على المنبر واعتلاه احدهم لاستكمال الشعائر وربما اعادة الصلاة، ترى هل انتقل احد الشياطين الثلاثة من الاراضي المقدسة الى ساحة الشهداء بطرابلس ويتجسد في خطيب العيد، وبالتالي وجب رجمه بالأحذية لتعذر وجود الحجارة لعدم علمهم المسبق بذلك؟ ذهب اليه انصاره للمعايدة وقصوا عليه صنيعهم، فتبسم! ما يعني انه جد راض عما قاموا به. ندرك بان هذا التيار سيقوم بتخليد هذه الموقعة اعلاميا، ولكن نتمنى عليه ان يقوم بتخليدها مكانيا بإقامة نصب تذكاري للموقعة بعين المكان للأحذية التي انهالت على راس الخطيب فهي موقعة عظيمة جرت في شهر رمضان المعظم. 

السيد الدبيبة منح الشعب يوما اضافيا لتصبح عطلة العيد اربعة ايام وقد استند في ذلك على قرار منحه الثقة من مجلس النواب، لكنه تجاهل ان المجلس الذي اعطاه الثقة قد سحبها منه وكلف غيره بتشكيل الحكومة بمعنى ان حكومته غير شرعية وانما حكومة الامر الواقع.       

التيارات الدينية والعلمانية والجهوية والعرقية تعمل في غرب البلاد وتسيطر عليه انطلاقا من مبدا ان لم تكن معي فلا تكن ضدي، إنهم يعيثون في البلاد فسادا يرهبون السكان ويقتلون من يخالهم الراي  ويستولون على اموالهم ويذلونهم .

ان التيارات المتباينة المسيطرة على غرب البلاد لأجل تحقيق مصالحها، فهي لا تعيش الا في بيئة الفوضى، لا تريد انتخابات رئاسية لأنها تدرك ان مجيء رئيس منتخب شعبيا وان بصلاحيات محدودة لن يبقيها على الساحة وسيحيلهم الى العدالة لتأخذ مجراها.

***

ميلاد عمر المزوغي 

الأسطوانة المشروخة التي تدور في الأوساط الثقافية، أن أي دولة في العالم المتقدم، لو بلغ عدد سكانها عشرة ملايين، فأنها تطبع أضعاف ما يطبعه العرب من الكتب، وياخذون ذلك كمعيار للثقافة والتقدم والرقاء؟

وهذه فرية لتعزيز مشاعر الإحباط والدونية، وتأمين إرادة التبعية.

فالمجتمعات لم تتقدم بطباعة المزيد من الكتب، وإنما طباعة الكتب من نتائج تقدمها وإزدهارها في ميادين الحياة المتنوعة، فالكتاب نتيجة وليس سببا.

التقدم يتحقق بإعمال العقل الحر في مواجهة التحديات والعمل على تلبية الحاجات، وبدون نشاطات عقلية أصيلة متميزة في شتى الميادين، لا تقدم ولا ثقافة ولا معرفة.

فما قيمة طباعة آلاف الكتب التي لا تلامس الواقع، ولا تتفاعل مع إرادة المواطن، الذي يمارس حياته يجد ونشاط وإبداع متراكم.

هل أن الكتاب سبق الثورات المعرفية الكبرى في مجتمعات الدنيا؟

هل سنغافورا صنعتها كثرة طباعة الكتب، وكذلك الصين وأندونيسيا والهند والكوريتان، ودول أخرى عديدة؟

بين فينة وأخرى تنطلي علينا لعبا هدفها الخداع والتضليل والتخميد والتقنيط، والمحافظة على أهوال اليأس الجاثمة على الصدور.

فهل ينفع طباعة كتب يباع منها أقل من 10% ويُقرأ أقل من ذلك بكثير، فالعلة في المقرؤية المنخفضة جدا في مجتمعاتنا، والسبب الرئيسي أبواق المنابر المؤدينة، التي لا تريد بشرا يقرأ وإنما يسمع ويطيع.

فمجتمعاتنا سماعية، وكلامية وليست قارئة، فهم على سبيل المثال يستمعون للقرآن ولا يقرؤنه، ويطربون لأنغام تراتيله المتنوعة، فالنسبة العظمى لا يجيدون القراءة، ويفضلون الإستماع والإتباع، فالعقل صدوي والملايين من الناس تتبنى عقل شخص واحد وتبيد عقولها.

فعلينا أن نكون موضوعين ومدركين لمفردات التداعيات والتردي في المجتمع، بدلا من المقاييس المغرضة الهادفة إلى تنمية سلوكيات الوجيع.

فهل سنتعلم القراءة ونجيد مهاراتها وأساليبها ليكون للمكتوب قيمة؟!!

***

د. صادق السامرائي

كالعادة، صباح كل يوم أبحث في الفيسبوك عن الجديد من الأخبار وأتابع الصفحات المتميزة لبعض الأساتذة ومنهم أستاذ الاقتصاد الدكتور عماد عبد اللطيف سالم، ووجدته في اليومين الأخيرين مهموماً بأحوال الموازنة التي يتعارك عليها النواب في برلماننا العتيد الذي يطالب فيه بعض النواب بمنع المواطنين من رؤيتهم بالعين المجردة، فالسيارات المضللة وحدها التي تحمي النائب من عين الحسود.

أعود للأستاذ عماد الذي نشر في صفحته تخصيصات الموازنة للوزارات للعام 2023، فماذا وجدنا ياسادة؟، إن ديوان الوقف السني ومعه شقيقه الوقف الشيعي خصصت لهما موازنات أكثر من موازنة وزارة الزراعة، وأن الدولة أرادت أن تكافئ الوقف السني بعد فضائح الفساد فعينت على ملاكه 14 ألف موظف عام 2023 ، بينما عينت لوزارة  الإعمار والإسكان والبلديات ثلاثة آلاف موظف لاغير .

في هذه الزاوية المتواضعىة ما زلت أُكرر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسى باسم الطائفة أحياناً، وباسم الاستحقاق الانتخابي أحياناً أخرى كثيرة، وباسم الانتهازية التي تجعل فريقاً سياسياً ينسى أن المعركة معركة إنقاذ العراق من وباء قاتل، وليست معركة من أحق بالكرسي.

دائماً ما أُكرر عليكم حكاية الكتب، لأنها أفضل وأغنى الحكايات عن الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب البريطاني النحيل "إيزايا برلين" عن نسيج الفساد الذي يحاول البعض أن يلف به الأوطان..ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية عن "القناع الثعلبي"؟ هذا القناع، هو أحد اختراعات القوى السياسية الفاسدة فهي تخلقه ومن ثم تعززه.

يقول برلين: "الفاسد أبعد ما يكون عن روح المواطنة، إنه لا يعرف إلا طريقاً واحداً هو طريقه، يتوهم أنه وحده الذكي، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه". ويضيف في مكان آخر من كتابه "نسيج الإنسان الفاسد": "الإنسان الفاسد يرتكب أعظم الآثام، ثم يكررها مرات كثيرة. لأنه في نهاية المطاف لا يريد أن يصنع شيئاً مستقيماً أبداً".

في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين على العراقيين، سواء عبر خطاب أو بيان، نجده حريصاً على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد، ففي خبر جديد يعد بمثابة "معجزة" نعرف ان التخصيصات التي وضعت في الميزانية للوقف الشيعي ومعه الوقف السني تتجاوز تخصيصات وزارة الصناعة . اما وزارة الثقافة فهي خارج الحسابات ، فمن يحتاج للثقافة في بلد الخطب والشعارات .

هل تريدون خبراً آخر؟، تفضلوا: العراق في ذيل قائمة الرفاه الاجتماعي حيث ياتي العراق في الترتيب 115 بحصّة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي .

هذا خبر مدهش حقاً، يضاف الى خبر الاوقاف التي بدلا من أن تصرف أموالها في مساعدة العراقيين، نجد الشيوخ الأفاضل يصرفونها على مقاولات وهمية!

***

علي حسين 

شركات احتكارية عالمية عابرة للحدود باتت أقوى من الدول وهي تتربع ومنذ أمد ليس بالقصير على عرش اقتصادات العالم لتتحكم بخيراته، وتسرق ثرواته، وتلوث تربته ومياهه وأجوائه وقلما يعرف الكثيرون منا دور هذه الشركات العملاقة في احتلال دول، وإفقار أمم، وإمراض شعوب بأسرها.

قبل أيام ساقتني الأقدار لأتابع عن كثب برفقة قريب مصاب بالمرض الخبيث (السرطان) في مرحلته الرابعة، عافانا الله تعالى وإياكم، وأطلع على أحوال المرضى، وتداعيات المرض الفتاك إضافة الى آلامه المبرحة، وتكاليفه الباهظة في العيادات الخاصة، والمستشفيات الاهلية والحكومية، زيادة على الصيدليات والمختبرات، وأجهزة الرنين المغناطيسي والمفراس الحلزوني والسونار، ومعاناتهم من جرعات الكيماوي والاشعاع والحق أقول لكم لقد صدمت، بل قل صعقت وأسقط في يدي، ولم أنبس ببنت شفة وأنا أرقب بأم عيني أعداد المرضى الهائل، ولكل الاعمار، ومن كلا الجنسين، ومن جميع المحافظات العراقية ممن أصيبوا بالمرض الخبيث، ولاسيما من أبناء البصرة والانبار العزيزتين، أعداد غفيرة، وطوابير طويلة تسد عين الشمس بوجود نقص حاد في الأدوية و العقاقير والحقن، وبكلف عالية جدا في حال العثور عليها وبفوارق مخيفة في الأسعار بين مذخر وآخر، وبين صيدلية وأخرى،وكثير منها مستورد من مناشيء تكنى بـ " العالمية " مشكوك في جدواها وجدارتها وكفاءتها اضافة الى صحتها لأن سوء التخزين هاهنا وبخلاف الضوابط والشروط الدولية صار عرفا فاسدا حيث تبيت البضائع أياما طويلة قبل اكمال اجراءاتها وأوراقها - ودفع المقسوم - ولأن تزوير العلب والماركات والملصقات وتواريخ الصنع والنفاد - ولاسيما بمطابع البتاويين - داخلة في سياق الجريمة المنظمة في بلاد ما بين - الجفافين،والحربين،والتلوثين، والجوعين، والظلامين، والظلمين - فهذا البلد المظلوم لا يكاد ومنذ عقود طويلة يغادر حربا حتى يدخل في أخرى، ولا يكاد يغادر ظالما جائرا، و ظلاما دامسا حتى يحشر في نفق أحلك ظلمة وأشد ظلما وعلى قول المتنبي :

مات في البرية كلبٌ... فاسترحنا من عواه

خلف الملعون جرواً... فاق بالنبح أباه

والكل بات يسأل ويتساءل (ترى لماذا ينتشر مرض السرطان بأنواعه في العراق بهذا الشكل المخيف، وبتلك الصورة المرعبة ؟) لتأتيك الاجابة تارة على لسان بعض أصحاب الشركات الاحتكارية الكبرى أنفسهم، وأخرى على لسان من صحت على حين غرة ضمائرهم الميتة والكل يردد بلسان الحال لا المقال ما نظمه طرفة بن العبد يوما :

ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ

ولعل البداية المتسلسلة تنطلق من "القتلة الاقتصاديون " إنهم رجال محترفون يتقاضون أجراً عالياً لخداع دول العالم بابتزاز ترليونات الدولارات وتحويل الاموال لتصبَّ في خزائن الشركات الضخمة وذلك من خلال تقاريرُ مالية محتالة وانتخاباتٌ مُزوَّرة ورشاوى وابتزاز وغواية جنسية وجرائم اغتيال فبهذه العبارات لخص الخبير الاقتصادي الأمريكي (جون بيركنز) عمل الشركات الاحتكارية الكبرى العابرة للحدود والتي تمثل دولا عميقة داخل الدول وحكومات ظل دولية مستترة تقبع خلف الحكومات المحلية الظاهرة لتتلاعب بالعملات والاقتصادات وتنهب الثروات وتدير الانقلابات وتؤجج الثورات وتحيك المؤامرات وذلك في كتابه (اعترافات قاتل اقتصادي) المنشور عام 2004، وقد أتى بيركنز على ذكر آل بوش وأل روكفيلر، وجورج شولتز، والاخوين تشارلز وديفد كوك، واصفا إياهم جميعا بأنهم أسوأ من المافيا فالشركات العابرة للقارات تتمتع بنفوذ هائل تشكل لوبيات للضغط على صنّاع القرار مع تقديم الرشاوى والتهرب الضريبي واستغلال العمال وتشغيل الأطفال وفقا لدويتشه فيله الالمانية.

فشركة (بيكتل) والتي كان (جورج شولتز) قد شغل منصب المدير التنفيذي لها ودورها في غزو بنما لا يخفى على المراقبين والمحللين وقبلها اغتيال الرئيس البنمي (عمر توريخوس)

بعد رفضه شق بكتل الامريكية لقناة جديدة في بنما ليمنح عقدها إلى شركات يابانية بدلا منها أعقبها غزو بنما وقتل 2000 شخص وتدمير مركز الاستخبارات البنمية لما يضمه من وثائق وصور وملفات وفضائح تدين بوش الابن، وشولتز وغيرهم من الساسة الاميركان

ومن ثم اعتقال الرئيس البنمي مانويل نورييغا، لحيازته صورا التقطت لهم خلسة بتوجيهات منه في جزيرة كونتادورا البنمية بحسب وكالة (روسيا اليوم).

أما عن الحرب على العراق 2003 فهذه قد وصفت بأنها (حرب هاليبرتون) وكان (ديك تشيني) مديرا تنفيذيا لهاليبرتون بين 1995 - 2000 قبل أن يصبح نائبا للرئيس الاميركي

والذي يحلو لي تسميته بـ جورج WC بوش بين 2001 / 2009 وسبق له أن شغل منصب وزير الدفاع بين 1989 - 1993 وأدار الغزو الأمريكي لپنما عام 1989 وعملية عاصفة الصحراء عام 1991 وقد انخرطت الشركة مع الجيش الامريكي بعد أن فازت بمناقصة إطفاء 320 بئرا نفطيا في الكويت عام 1991 لتحصل بعد غزو العراق 2003 على عقد تجهيز القوات الأميركية بـ 42 ألف وجبة غذاء يومية وعقد الاستيلاء على صناعة النفط العراقية أما فرع الشركة "كيلوغ براون آند روت" فقامت عام 2003 ببيع الجيش الأميركي وقودا مستقدما من الكويت بأسعار تفوق أسعار السوق وفقا لمكتب المحاسبة في البنتاغون

اما شركة شيفرون الامريكية العاملة في مجال الطاقة ولها فروع في 180 دولة فهذه متورطة بفضـائح النفط مقابل الغذاء والإسهام بتلويث بيئة الإكوادور وإلقاء مخلفات سامة و تلويث البيئة ولاسيما في الامازون اضافة الى دفع رشاوى لمسؤولين في غينيا الإستوائية وبورما ودعمها لضربات عسكرية في النيجر وقتل المتظاهرين في نيجيريا.

كذلك الحال مع شركة مونسانتو احدى الشركات المساهمة بصناعة القنبلة الذرية والتي تحولت إلى انتاج البذور الزراعية عقيمة الثمار والمعدلة وراثيا - المسرطنة - كذلك المبيدات الحشرية الملوثة للبيئة وقد تورطت الشركة بإنتاج (العامل البرتقالي)الذي استخدمته الولايات المتحدة لتدمير الغابات والمحاصيل الزراعية في فيتنام ما اسفر عن اصابة 3 ملايين شخص بمادة الديوكسين السامة اضافة الى تشوّهات خلقيةأصابت 500 ألف طفل حتى الان والحبل على الجرار، كما أن هذه الشركة اللعينة التي جمعت منظمة آفاز غير الربحية والتي تضم 70 مليون عضو في 194 دولة، ملايين التواقيع حول العالم لتقديمها الى المحاكمة، لأن (شركة مونسانتو) هي من تقف وراء ظهور مرض جنون البقر وأنواع السرطانات حول العالم حتى لقبت بـ شيطان الزراعة "فهل ستحد الدول من إحتكار وتحكم الشركات العابرة للقارات في زمن الركود والانكماش الاقتصادي العالمي ؟) الجواب وبالعامية (موعيب ؟!)، والسبب بالفصحى وعلى قول الشاعر المصري (احمد محرم) :

أَرى فَساداً وَشَرّاً ضاعَ بَينَهُما...أَمرُ العِبادِ فَلا دينٌ وَلا خُلُقُ

أما بصدد ارتفاع معدلات الاصابة بالامراض السرطانية ولاسيما بين الاطفال في محافظة البصرة فقد اثارت مخاوف كثيرة بوجود عدة عوامل يتصدرها دخان المصافي، والمشاعل النفطية وبما يمكننا تسميته بـ (الذهب القاتل)، صحيح أن أسبابا عديدة تلك التي تتسبب

بانتشار مرض السرطان بمحافظة البصرة بمعدل 9 آلاف إصابة سنويا وقد سجلت أكثر من 27 الف اصابة بالسرطان خلال الاعوام 2018 / 2019 / 2020/وفقا لقناة الحرة الامريكية، إلا أن المتهم الأول هو مخلفات اليورانيوم الأمريكي المنضب، وانبعاث المركبات الكيميائية، زيادة على الحقول النفطية المستثمرة من الشركات الأجنبية حيث يحرق الغاز في الهواء الطلق لينتج عن غاز الشعلة ذاك مزيج قوي من ثاني اكسيد الكربون والميثان والهباب الأسود الذي يعمل على تلويث الهواء ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم ولاسيما تلك الحقول القديمة التي تعمل فيها شركة بريتيش بتروليوم، وشركة إيني الإيطاليّة، وفقا للبي بي سي، وتشير إحصاءات وزارة الصحة لعام 2021 إلى تسجيل 2000 حالة اصابة بالسرطان سنويا بسبب مشاعل النفط التي تطلق غازات سامة في الهواء نتيجة عمليات الاستخراج من الحقول مع تجاهل المعايير والضوابط البيئية والصحية المعتمدة

وفقا لموقع "المونيتور" الأميركي والنتيجة هي أن البصرة تتصدر قائمة المدن العراقية بمعدلات الاصابة بالسرطان وقد تم تسجيل ما بين 600 الى 700 شهريا خلال العام 2020 وفقا لمفوضية حقوق الانسان في البصرة فيما اظهرت بيانات الأقمار الصناعية (حقل الرميلة) وهو واحد من أكبر حقول النفط وكيف يتسبب بحرق الغاز بكميات أكبر من أي موقع آخر في العالم ما دفع السكان المحليين لتسميته بـ (المقبرة) أو مناطق القرابين (البشرية) بحسب البي بي سي.

وتأسيسا على ذلك فإن الشركات المشرفة على مصافي وحقول النفط مطالبة بتدوير الغازات المنبعثة واستثمارها بدلا من الكوارث الهائلة التي تسببها اضافة الى وجوب العمل بعيدا عن المناطق السكنية ولابد من بناء عشرات المستشفيات الخاصة بعلاج مرضى السرطان وبكامل تجهيزاتها ومعداتها وطواقمها الطبية لعلاج المرضى - مجانا - وتوفير الادوية اللازمة لهم - مجانا - بالتزامن مع انشاء منظومة متكاملة لـ - تدوير النفايات - والطمر الصحي الآمن، ومعالجة مياه الصرف الصحي قبل القائها في الانهر والمصبات، ومعالجة المخلفات وبالاخص البلاستيكية منها ومخلفات المصانع التي تلوث المياه وتسرطنها، اضافة الى رفع النفايات، والتوقف عن إهدار الغاز المصاحب، والتوقف عن بناء المصافي والمصانع بالقرب من المجمعات السكنية، زيادة على اعادة نظام التقييس والسيطرة النوعية لمتابعة وفحص - المواد الغذائية التالفة والمسرطنة - التي تدخل الى العراق بملايين الأطنان، وابعاد ابراج الاتصالات عن المناطق المأهولة بالسكان، علاوة على منع استخدام واستيراد البنزين الممزوج بـ (رباعي إيثيل الرصاص) والمستخدم حتى يومنا في العراق واليمن والجزائر، والمحظور عالميا بتوجيهات من الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في عشرات الدول لما يسببه من أضرار هائلة، ولما ينجم عنه من مخاطر صحية وبيئية لاتحصى، ليس أولها أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان، ولا آخرها نقص نمو الدماغ البشري وتراجع ذكاء الاطفال، فهل من مجيب..أم وعلى قول الشاعر :

تغافلت حتى صرت من فرط غفلتي...كأني لا أدري بتلك المراهب

***

احمد الحاج

كيف يسمح لكيان الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين وينكل بشعبها بقيامه بدور الوسيط بين طرفي النزاع السوداني!

فالشعب السوداني الأبي سيترفع عن ذلك إذْ أن خطايا الاحتلال لا تؤهله لهذه المهمة الإنسانية الخالصة.

وتاكيداً على ذلك فقد ابدى المستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد مختار النور عدم ممانعة قوات التدخل السريع لقبول وساطة إسرائيلية بشأن القتال الدائر بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع.

جاء ذلك خلال مداخلة له على الجزيرة مباشر، الخميس الماضي، قائلاً:

“لم نتلق أي طلب وساطة من إسرائيل، ولكن لا نمانع في ذلك”.

مع أن طرفي النزاع على علاقة جيدة مع "إسرائيل".. فهل تمهد تل أبيب لهذه الفرصة الذهبية بالسر حتى تتبلور الفكرة بغية حل النزاع والحصول على مكافأة تطبيعية مجزية فيما لو نجحت في رأب الصدع والتمهيد لتحقيق الحلم السوداني في حكومة مدنية بدعم وضمانات أمريكية!

وهنا تكمن الكارثة التي ستكون على حساب مستقبل السودان الذي سيرتهن لمصالح وأطماع الوسيط في ثروات السودان وبالتالي تجيير سياسته لصالح التمدد الإسرائيلي في أفريقيا.

ونشرت عدة مصادر ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع بدء الاقتتال في السودان بأن "إسرائيل" على اتصال بطرفي الصراع (الجيش السوداني بقيادة البرهان الذي هو بمثابة رئيس الدولة المؤقت وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة حميدتي)، منوهاً إلى أن "إسرائيل" تحاول أن تفعل كل ما يمكنها لتهدئة الأوضاع. متناسياً أن الاحتلال غير مؤهل للقيام بوساطة في أي نزاع على وجه الأرض. هذه إماطة للّثم.

وكان موقع “أكسيوس” الأمريكي نقل عن مسؤولين إسرائيليين وجود وساطة إسرائيلية بدافع من واشنطن، وأن مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية تحدثوا مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في حين تواصلت الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) من أجل وقف الاقتتال.. ويأتي ذلك بمساعدة الإمارات التي ترتبط مع كيان الاحتلال بعلاقة وطيدة.

ومن المأمول أن لا يسمح السوادانيون بهذا التدخل من قبل أكبر جهة طامعة بثروات السودان (الذهب والطاقة) ولها باع طويل في إثارة الفوضى داخل البلاد؛ وتحتل فلسطين وتنتهك مقدساتها، وتنكل بشعبها القابض على الجمر.

فلو ساهمت تل أبيب في ترتيب البيت السوداني فسوف تتحول إلى مرجعية قضائية لأي خلاف سوداني داخلي.. من باب ضمانة الأمن مقابل الأبواب المفتوحة للكيان على فرص الاستثمار في السودان،؛ وذلك سيكون على حساب مصلحة الشعب السوداني والقضية الفلسطينية التي خسرت الكثير من جرّاء التطبيع العربي المجاني مع آخر أنظمة الفصل العنصري المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وإنشاء الله تخيب مساعيه.

***

بقلم: بكر السباتين

24 أبريل 2023

أجدادنا أجرأ منا في التحدي والمواجهة، والغيرة على الحق مهما كان الثمن.

ولإغفال الدور الإنساني الحضاري لأجدادنا، تحقق نشر "أن الأمة تقتل أعلامها"، وهي فرية يُراد يها الحط من دور الأجيال وتأثيرهم في صناعة الحياة.

فأجدادنا واجهوا أنظمة الحكم الطاغية، برغم معرفتهم بمآلات مواقفهم، لكنهم ترجموا مبادءهم وأعلنوا ثباتهم ومجابهتهم للباطل، ولو إمتلك ذروة الجبروت.

والأمثلة في التأريخ كثيرة لكنها تُقرأ بعيون أخرى!!

إبن مسرة، إبن رشد، السهروردي، إبن السكيت، الرازي، إبن سينا، والأفذاذ الذين تصدوا لمحنة خلق القرآن بإيمان وثبات، وما أكثرهم، وهذا غيض من فيض عرمرم.

أجدادنا يتحدون ونحن نطأطأ الرؤوس ولا نقول شيئا، وندين بالسمع والطاعة!!

فقهاء، علماء، أدباء، شعراء، واجهوا السلطات وقدموا حياتهم في سبيل مواقفهم، وما نعرفه أن الأمة تقتل أعلامها، بينما أعلام الأمة قاتلوا وناضلوا وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق.

إنه التحدي وليس الخنوع!!

الأمة تجسدت بالتحدي، وأول من تحدى وإستنهضها، نبيها الذي تحدى الكفر والطغيان والأوثان، وزعزع أركان مجتمع تسوده قيم يرفضها وتصورات ينكرها.

فالإسلام دين تحدي، وثورة ضد الظلم والفقر والجوع والتمييز بين الناس، إنه دين العدالة والرحمة والأخوة الإنسانية، ولا بد للعارفين بالدين أن يرفعوا رايات التحدي ضد العدوان السافر على جوهر الدين بإسم الدين.

ويمكن القول أن أسلوب النيل من إرادة الأمة بهذه الطريقة، غايته أن تعيش الأجيال في مآزق إنكسارية وتفاعلات إنهزامية، تؤهلها لإستلطاف الإفتراس والإستلاب للحقوق، وإعتبار القهر حالة عادية، والمقاساة من الإيمان، وهذا أفك مبين.

فهل لنا أن نتحدى ونسجل مواقف حضارية تلهم الأجيال؟!!

***

د. صادق السامرائي 

الكتابات النظرية فارغة، أي لا تتفاعل مع الواقع بموضوعية وكيفية قادرة على التأثير والتعبير.

الكتابات الشائعة في الصحافة العربية هروبية، أي أنها تخشى المواجهة مع الواقع، ومعظم الأقلام مرعوبة من قول الحقيقة، ومواجهة الفساد والباطل، ويمكن القول أن أقل من 10% من الكتابات المنشورة ذات بعض الفائدة، والباقي حشو سطور وزوابع في فناجين البهتان.

والفرق واضح بين ما تخطه أقلامنا وما تكتبه أقلام المجتمعات المتطورة تقنيا ومعرفيا، فكتاباتنا غامضة، مبهمة، بلا معنى واضح، وكتاباتهم تميل للتبسيط والإيضاح وتقريب الأفكار من الأفهام.

وما جرى في واقعنا الثقافي إجتهاد خادع هدفه زيادة مساحة التجهيل وتأكيد سلوكيات التركيع والترتيع، والإندماج في قطيع الكراسي والعمائم، والفئات المتربعة على صدر الجاهلين.

والدليل على أننا نساهم في تجهيل الناس كثرة المنشورات والأقلام وزيادة مساحة الجهل، أي أن العلاقة طردية بين زيادة النشر ومساحة الجهل في المجتمع.

وهذا يدعونا إلى مراجعة نشاطتنا الكتابية والتعرف على مواطن الخلل فيها، فالكاتب لا يكتب لنفسه أو لبضعة أشخاص، إنه يكتب للناس الذين عليه أن يساهم في تحبيب القراءة إليهم، وتبسيط ما يذهب إليه ويريد طرحه.

والمشكلة الصعبة التي تخنق مجتمعاتنا في كل عصر، هناك أبواق كراسي وأقلام خداع السلاطين، الذين يمررون المآسي والمآثم ولا يعنيهم سوى ما يكسبون.

وهؤلاء أعداء الكلمة والوطن والإنسان، وينضم إليهم مَن يسمّون أنفسهم بالفقهاء الذين يتاجرون بالدين، وعلى أشلاء المواطنين يتربعون ومنهم يغنمون، وليعاني المواطن سوء المصير.

فالمطلوب أن نكتب بصدق وإخلاص وجرأة، وقدرة على الوضوح والتبسيط وطرح الأفكار الطيبة الصالحة لحياة فاضلة، فهل سنكتب بمداد الحق المبين؟!!

***

د. صادق السامرائي

اليكم ملخص المشهد في السودان!!

لو طلب مني أن أقدم ملخصا مسجوعا وإن كنت لا أحبذ، ولا أجيد سجع الكهان، عن مجمل ما يجري في السودان، لقلت بأن الحرب بين حميدتي والبرهان، ما هي إلا حرب بالوكالة، وامتداد طبيعي لحرب الروس والاوكران، وهزات ارتدادية للتحريض المتواصل والتحريش والاستفزاز الدائم بين واشنطن وبكين بشأن تايوان، وتعبير عن غضب اميركا من الاتفاق المفاجئ بين السعودية وإيران، ومن التحرك السريع والصادم للفرنسيين والالمان للخروج من عباءة الاميركان، فضلا على التحركات الجديدة ولأول مرة لدول (منظمة شنغهاي )، واتفاقية (بريكست) وبقية خصوم الكاوبوي الذي يقوده الحمار الديمقراطي حاليا برئاسة بايدن الزهايمري التعبان، لاستبدال الدولار في الصفقات التجارية الكبرى، إما بالعملات المحلية، أو باليورو الاوربي، أو بالروبل والريال واليوان !

فما يجري في السودان حاليا لاعلاقة له بحميدتي والبرهان كـ قره قوزين سياسيين، وكبيدقي شطرنج متنافسين على السلطة وكرسي الحكم والنفوذ والسلطان بزعم ارسائهم لمرحلة انتقالية عسكرية تمهد لدولة مدنية لاحقة - بالمشمش - وما صعودهما ولا نزولهما من - طق طق الى سلام عليكم - الا بيد قوى خارجية اقليمية ودولية كبرى، وإنما هي حرب دولية بالوكالة كما أن الصراع في السودان حاليا قد يطول، ويطول كثيرا وقد يتمدد أكثر لأنه صراع عالمي وإن بدا محليا للناظرين وبواجهات ووجوه سودانية، وهو جزء من الصراع الدولي المحتدم اضافة الى التحرك بين الفرقاء لبسط النفوذ على كل أفريقيا والشرق الأوسط .

فهذا الـ "حميدتي " الذي أشعل فتيل الحرب الدائرة هناك هو الرجل الذي تنطبق عليه كل مواصفات (الميليشياوي ) وبإمتياز ...أما البرهان فيمثل دور الجندي المطيع وذراع اميركا وبقية أذنابها في شمال وشرق أفريقيا، وعندما أقول افريقيا فأعني بها أغنى قارة على سطح الكوكب في كل شيء بينما تعيش في أرجائها أفقر شعوب الأرض قاطبة، وعلى ما يبدو فإن روسيا قد تريثت قليلا قبل تحريك بيدقها (حميدتي) على رقعة الشطرنج السودانية لحين الانتهاء من الملف السوري واليمني قبلها وقد أغلقا وأعتقد مؤقتا !

واذا أردت أن تفهم يوما من هو الشخص الميليشياوي وما هي صفاته فحسبك الاطلاع على سيرة - حميدتي - فهذا الرجل لم يخدم يوما في صفوف القوات المسلحة السودانية على الاطلاق وانما كان راعي ابل في دارفور ليتطور به الحال فصار حامي قوافل تجارية " وربما مبتز لها وهذا ما أرجحه" على رأس ميليشيات مسلحة صحراوية قبل أن يقربه " البشير " ويمنحه - رتبة عسكرية - خارج نطاق الأعراف والتقاليد العسكرية، بل وخارج اطار صلاحيات الرئيس ايضا - فصار حميدتي - وكما كان عليه الحال سابقا في العراق مع عبد حمود، وحسين كامل، وعلي كيماوي، لتصبح سنة سيئة من بعدهم والى يومنا هذا - يرتقي بالرتب على أساس الرتبة - اللزك والكلك - الأولى حتى وصل الى رتبة فريق أول وهو لم يخدم في الجيش يوما = ضابط دمج !

وعندما طلب البشير دعم حميدتي وقواته " الدعم السريع " واسمها الحقيقي ما قبل التلميع الإعلامي هو " ميليشيا الجنجويد " لمواجهة الثورة ضده وإجهاضها دخل - محمد حمدان دقلو - وهذا هو اسمه الحقيقي - اما حميدتي - فهذا إسم الدلع - الى الخرطوم ليبسط نفوذه فيها ولأول مرة، فيما غدر بولي نعمته - البشير - ولم يقدم له يد المساعدة بل وشارك في الانقلاب ضده لأن المصالح الشخصية والتوجيهات الخارجية تقتضي ذلك وهذه هي طبيعة الانتهازيين في كل زمان ومكان وكلهم يتبع أجندات وتوجيهات أسياده الخارجية ولا علاقة لهم بتطلعات شعوبهم ولا بالبرامج الوطنية إلا اذا اتفقت مع الخارجية منها، ومع معايير الجواز والجنسية والتبعية والولاء المزدوج وسارت معها بسلاسة وعلى طول الخط !

فضلا على ذلك فإن "دقلو" هذا ملياردير يسيطر على مناجم الذهب في السودان وهو ثالث أكبر بلد باحتياطي الذهب في العالم، كما يتقاضى حميدتي ملايين الدولارات من الاتحاد الاوربي مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية الأفريقية تجاه اوروبا، اضافة الى سيطرته على طرق القوافل التجارية .

- دقلو - أو حميدتي هو جزء من مشروع سابق أجهضته ثورة السودان - ياجماعة إن ثورة السودان ضد البشير قامت بعد أشهر على توقيع البشير اتفاقية مع الروس تسمح للكرملين ولأول مرة باقامة قاعدة بحرية على البحر الاحمر اضافة الى اتفاقية لاستثمار الذهب والتعدين في السودان، ولهذا السبب فأنا لا أثق بكثير من الثورات الشعبية التي تندلع بعيد ابرام وتوقيع اتفاق اقتصادي وعسكري كبير مع دولة كبرى، بما يغيض دول منافسة كبرى أخرى فالثورة ضد القذافي اندلعت بعد قراره سك الدينار الافريقي الذهبي الموحد والتخلص من ربقة الدولار، زيادة على منح الرّوس قاعدة عسكرية في بنغازي، و منح شركة " غازبروم"، الروسية رخصة إقامة خط أنابيب جديد لنقل الغاز الليبي إلى أوروبا، وقس على ذلك العديد من الثورات الشعبية في العراق والعالم، ومازال حميدتي يعد جزءا من اتفاقية اقامة قاعدة روسية حربية على البحر الأحمر، وله ارتباط بمنظمة فاغنر الروسية ما يؤشر إلى أن الصراع في السودان ليس بين - دقلو والبرهان - بحسب المعلن بقدر ما هو بين روسيا الزاحفة على افريقيا كلها وبقوة، وبين بقايا نفوذ اميركا وأوربا المتراجع فيها، وتأسيسا على ذلك فلن تنتهي الحرب الا بالقضاء على أحدهما، أما البرهان وأما حميدتي ولايفوتنك بأن اميركا تتحين الفرصة للتدخل عسكريا في السودان بذريعة حماية مصالحها ومواطنيها العالقين في السفارة هناك وللحد من الامتداد والتغول الروسي في السودان !

- حميدتي - له ارتباط بالرئيس الاثيوبي - آبي احمد - ما يفسر حركته على أنها جزء من لعبة السيطرة على منابع النيل ومشروع سد النهضة، كما أنه شخص قبلي وبذهنية عشائرية بحتة أكثر منه شخص عسكري أو وطني ولطالما رفض حميدتي وماطل بدمج قوات الدعم السريع بالجيش السوداني، مطالبا وفي حال دمجها بأن تكون قيادتها منفصلة عن قيادة الجيش وأن تكون إدارة القوات الموحدة والمدمجة بإمرته فقط !

أما عن القوة المصرية التي تم احتجازها في مطار مروي فهذه وبحسب الرواية " البرهانية " موجودة لاجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري، أما بحسب الرواية المصرية فهي لمراقبة تحركات بناء سد النهضة ..وأما وفق الرواية "الحميدتية " فهذه قوات منتشرة للمشاركة مع الجيش السوداني للقضاء على "قوات الدعم السريع " الجنجويد سابقا متى ما صدرت الأوامر لها بذلك لأنهاء وقطع (اصابع فاغنر الروسية ) وذراع الكرملين في السودان !!

ولكي نفهم ما يدور في السودان، ونستوعب بعضا من جوانب وخلفيات الصراع وخفاياه لابد لنا من أن نلج من أبواب موصدة أو أنها لا تبدو مشرعة إلا لمن يطرقها ثلاثا و بإلحاح، أولهما الصراع القبلي في السودان، وثانيهما وثالثهما على التوالي التغول الصيني أسوة بالامتداد الروسي في القارة السمراء .

فخطورة استمرار القتال بين "أنصار البرهان " واتباع " حميدتي " وبينهما " بقايا اتباع وفلول نظام عمر البشير وحزبه المنحل، تارة مع هذا الطرف، وأخرى مع ذاك إنما يكمن بدخول القبائل السودانية طرفا في النزاع الدامي حيث أن السودان الذي يحتضن (570) قبيلة تنتمي الى (57) مجموعة عرقية يعاني من صراعات قبلية دامية لم تتوقف قط بوجود ترسانات من الاسلحة وقد شهد السودان (25) صراعاً قبليا دموياً بين عامي 2000 و 2010 فضلا على (30) صراعا قبليا دمويا بين 2010 و2014 علاوة على الأحداث الدامية التي تشهدها دارفور والنيل الازرق على مر عقود ..

وكلما طال أمد النزاع بالتزامن مع فشل الوساطات ومن دون توقف، كلما أغرى القبائل للتدخل طرفا في القتال الدامي ولاسيما مع دعوة كل من البرهان وحميدتي وبقايا فلول نظام (البشير) لقبائلهم للتدخل وتقديم الدعم والاسناد، اضافة الى تشجيع القبائل ذات النزعات الانفصالية بتجديد دعوات الانفصال عن السودان ليتحقق بذلك مشروع الباحث البريطاني - الأمريكي بشؤون الشرق الاوسط، الصهيوني “برنارد لويس”والذي وافق على مشروعه التقسيمي وخارطته الانشطارية الكونغرس الأمريكي وبالإجماع عام 1983م والقاضي من جملة خططه الجهنمية بتقسيم السودان الى (دويلة النوبة ) وعاصمتها أسوان، ودويلة شمال السودان وعاصمتها الخرطوم، اضافة الى (دويلة دارفور) وعاصمتها الفاشر، زيادة على دويلة جنوب السودان المسيحية وهذه قد انفصلت واقعا عام 2011 بعد عقود من المعارك الدامية والحروب الاهلية .

بالمقابل لايمكن للصين الماضية في استراتيجية (الحزام والطريق) وفتح أسواق جديدة أمام الصادرات الصينية، من خلال إشراك الأسواق والموانيء الافريقية في استراتيجيتها الدولية علاوة على زيادة حجم الاستثمارات هناك، أن تذهل عن السودان أسوة بالقارة السمراء وهي بالنسبة للتنين الصيني بمثابة الدجاجة التي تبيض ماسا وذها، حيث تمتلك إفريقيا ملايين الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة، و10% من مصادر المياه العذبة، و 40% من احتياطي الذهب، و 90% من الكروم والبلاتين فضلا على احتياطات ضخمة من النفط العالمي، والغاز الطبيعي حتى أصبح العدد الإجمالي للبلدان الأفريقية المرتبطة بمبادرة (الحزام والطريق) ما يقرب من (42) دولة افريقية تسيطر الصين حاليا على العشرات من موانئها بحسب المراقبين والخبراء، فيما تستعد الصين لبيع سيارتها الكهربائية ( ولينغ هونغ غوانغ ميني) منخفضة الثمن في الأسواق الافريقية .

بدوره يسعى الدب الروسي للبحث عن أطواق نجاة وعن مخارج آمنة لمأزقه الأوكراني الخانق للنفاذ مع قبضة العقوبات - الاور اميركية - المفروضة عليه وتعويض نقص الإمدادات في أفريقيا التي ترفض معظم دولها التصويت على فرض مزيد من العقوبات على الكرملين، ولايفتأ رئيسه بوتين، وكذلك وزير خارجيته المحنك (لافروف) من تذكير الافارقة في كل شاردة وواردة و لاسيما بالقمم الافريقية - الروسية بحضور 43 رئيس دولة أفريقية بسجل أميركا وفرنسا والدول الأوروبية الاستعماري وتاريخهم الامبريالي الغارق بالدماء والدخان وعلى مدار قرون في القارة السمراء، مقابل الدور الروسي الداعم والمساند للشعوب الافريقية للتحرر من ربقة الاستعمار الذي ساق مئات الالوف من الأفارقة عبيدا الى أوروبا و الأميركيتين .

المفارقة العجيبة بأن افريقيا العذراء الغنية بالموارد الطبيعية والاراضي الخصبة والمعادن النفيسة تعد موطنا لأكثر من 60٪ من فقراء العالم بحسب البنك الدولي بوجود توقعات تكشف عن ارتفاع النسبة عام 2030 لتصل الى 90 %، فيما ارتفعت نسبة الفقر في دولة السودان وحدها إلى أكثر من 60% مصحوبة بإنعدام الأمن الغذائي وحاجة أكثر من 13 مليون من الشعب السوداني إلى مساعدات غذائية عاجلة وفقا للأمم المتحدة .

وحري بالافارقة عامة، وبالسودانيين خاصة والكل يتحرك اليوم وبقوة لإعادة استعمارهم واستعبادهم مجددا، استدعاء أبيات تفيض عزة وكرامة وعذوبة ووطنية لشحذ الهمم، ونبذ الفرقة، وتوحيد الصفوف، بدلا من الاستعداء والتحريش بين الاعراق والقوميات والمذاهب والاديان، نظمها الشاعر السوداني محمد الفيتوري، يوما ويقول فيها:

إن نكن سرنا على الشوك سنينا

ولقينا من أذاه ما لقينا

إن نكن بتنا عراةً جائعينا

أو نكن عشنا حفاةً بائسينا

إن تكن قد أوهت الفأس قوانا

فوقفنا نتحدى الساقطينا

كيف يستعبدُ أرضي أبيضٌ

كيف يستعبدُ أمسي وغدي؟

كيف يخبو عمري في سجنه

وجدارُ السجن من صنع يدي!

الى هنا يمكنني القول وباللهجة الدارجة "كافي حبايبي ..تره تعبت من الكتابة والثرثرة والتصديع، ولاسيما ونحن نعيش أجواء العيد، والجو بديع، قفلي على كل المواضيع على قول السندريلا " على أمل اللقاء بكم في مقال قريب جدا بإذنه تعالى عن آخر التطورات والأحداث على الساحة - الافريقية - ولا أقول السودانية لتتماهى معها بإطراد، وبما يلائمها، لأن الصراع في حال استمراره سيمتد إلى دول أفريقية قريبة ومجاورة بدءا بإثيوبيا وإريتريا، مرورا بمصر وليبيا، وليس انتهاءا بتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان .

***

احمد الحاج

الى كل تربوي فاضل

ما العلاقة بين التربية الأسرية والتعليم ؟

إن العلاقة بين التربية والتعليم علاقه متكاملة الأهداف والغايات والتي لا يمكن الفصل بينهما إلا لضرورة مهمة فالمحور الأساسي الذي تقوم عليه هو الإنسان وترابطه بجذوره وتفاعله مع مجتمعه الذي يتفاعل معه فإذا تم إهماله فإن النتيجة فساد المجتمع والأسرة بأكملها فالتقدم والرقي لا يتحقّقان بالمال ولا بالسياسة وإنّما بإعداد جيل مثقف وواعٍي بل قادر على فهم كل المشكلات وما حوله من أمور وحلّها بطرق سلمية واعية بعيداً عن المشكلات والتعقيدات. إن التربية هي أداة التغيير الإنسان والتعليم أداة لبنائه فكلاً منهما يسعى لتحقيق مستقبل أفضل فالتعليم يهدف لتحصيل المعرفة والثقافة المجتمعية الواعية الحضارية.

اما التربية فهي مفهوم واسع وشامل.

التربية والتعليم هي المحرك الأساسي في بناء المجتمعات الحضارية وتطورها حضارياً ورقي أفرادها وهي عملية منظمة ومدروسة علمياً وتربوياً تقدم من قبل الأهل في الأساس ثم المدارس، والجامعات، والمؤسسات المجتمعيّة بهدف نقل المهارات والمعارف لأفراد المجتمع والقضاء على الأمية الفكرية والتربوية وتنمية اتجاهات الأفراد الحديثة

فالعلاقة بين التربية والتعليم هي نقل الثقافة من جيل إلى آخر وهي كذلك تقوم على تربية الضمير والوجدان وتنمية الإحساس وتهذيب الشعور لإيماني بالتعليم وتحسين السلوك والأخلاق أما التعليم فالعلم هو إدراك الشيء على الحقيقة وهو إيصال المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة وواضحة محددة الأهداف تقدّم من خلال المدارس

هنا يكمن المحور الأساسي في كلماتي

ففي المدارس اليابانية لا يحصل الطلاب على أي إمتحان حتى يصلوا إلى الصف الرابع أي سن 10سنوات لماذا ؟!

لأن الهدف الأساسي هو

بالنسبة للسنوات الثلاث الأولى ليس المعرفة أو التعلم للطفل إنما غرس المفاهيم وبناء الشخصية وإثبات حسن الخلق لديهم وتطوير شخصياتهم التربوية والعلمية.

نعم، هذا ما عرفناه الآداب قبل المعرفة.

أو بمعنى آخر فالتربية الاسرية هي الأساس قبل التعليم.

وأين نحن من هذا في التربية الأسرية والتعليم في مجتمعنا العراقي .

***

ذكرى البياتي

 

لا تنهض الأمم دون عقول منورة ذات شجاعة وجرأة على المواجهة العقلية مع التحديات التغبيرية.

فالمجتمعات المعاصرة إستنهضتها العقول المنورة العزومة المتوثبة المقدامة المؤمنة بالمستقبل الأفضل، والداعية إلى إعمال العقل وإطلاق حرية التفكير والتفاعل مع مفردات الأيام.

ومن الواضح أن المجتمعات التي إنطلقت في رحاب المدنية كانت نتاج تفاعل عقولها التنويرية، حيث أنارت لها دروب الحياة وأطلقت ما فيها من قدرات.

ومعروف أن المواجهة الصعبة كانت في العصور الوسطى ما بين سلطة الدين وسلطة العقل، وبإرادة التنويريين تمكنت سلطة العقل من إقصاء سلطة الدين عن المجتمع، فوفرت البيئة اللازمة لإطلاق العقول وإعمالها في صناعة حاضرها ومستقبلها.

وبتفاعل العقول المحررة من سلطة الدين، تقدمت المجتمعات وتطورت وبلغت أوج إبداعها وإبتكارها بالثورة الإليكترونية والتكنولوجية التي نعيشها اليوم.

وبقيت مجتمعات أخرى، أو أريد لها أن تبقى ممعنة في الغابرات، ومستثمرة في العمل على إستعباد الناس بالدين الذي صار بضاعتها وتجارتها الرابحة.

فأصبحت مجتمعات عديدة رهينة لرمز ديني أضفت عليه القدسية، وبإنه ممثل الله في الأرض، وكلمته هي العليا وإرادته مطاعة وإشارته قانون.

هذه المجتمعات في الزمن الكوكبي المتشابك صارت تتوهم أن بعض البشر لديه تفويض إلهي، وقدرة على رسم مصيرها الغيبي فهو الذي سيقرر إلى أين ستؤول؟

وأمعنت هذه الرموز في تعطيل العقول وإستعباد الناس وتخنيعهم، وأسرهم بالتبعية والجهل والأمية، وإيهامهم بأنهم لا يعرفون وقاصرون، وأن الرمز أو المُسمى هو العالم العليم والقادر القدير.

وهو الذي يوزع عليهم بطاقات الدخول للجنة أو للنار.

ويبدو المثقف في هذه المجتمعات حبيس الخوف والرعب والمداهنة والسباحة مع التيار، ويرفع رايات حشر مع الناس عيد.

ويكون مرغما في أحيان كثيرة، لأن السلطة الدينية قاهرة ومدمرة وتقضي عليه.

وقد أقدمت على إغتيال العقول المنورة مهما كان شأنها، لأن التنوير ضد مصالحها، فالسلطة الدينية مصالحها في التجهيل والتخنيع وإستلاب الإرادة، وإمتلاك مصير الناس بأوهام تضفي عليها صبغة دينية.

لكن الفرصة التي يغفلها المثقفون، أنهم يعيشون في عصر عولمي الملامح والتطلعات، لا يمكن فيه حجب أنوار المعرفة ورؤية واقع الحياة وأوضاع الأمم والشعوب.

فالفيضان المعلوماتي كاسح وسيزيح العثرات ويرميها على جرف هارئ.

ولهذا فعلى المثقف أن يكون جريئا ومتفاعلا مع أنوار العصر، لا مع ظلمات ودهاليز الهذيانات التي تسمى دينية.

فلا بد من تحرير العقل من قبضة الضلال والدجل والبهتان والمتاجرة بالدين.

فهل أن الدين يدعو للخراب والدمار وسفك الدماء؟

والناس ستؤوب إلى عقولها، بعد أن يوقظها من غفلتها ما يحل بها ويجلبه عليها البهتان، فإعمال العقل من الإيمان!!

***

د-صادق السامرائي

5\4\2019

...................

* التغبير: التضليل

 

الحديث الثالث: مهارات الاتصال وتحديد الأولويات

علم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته مهاراتِ الاتصال والتواصل، وتحديد الأولويَّات؛ كقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن ليدعو أهل الكتاب للإسلام: (إنك تأتي قومًا مِن أهل الكتاب فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإنْ هُم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ الله افترض عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة، فإنْ هم أطاعوا لذلك فأَعلِمهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم... الحديث)؛ [صحيح مسلم: 19]، وفي رواية لمسلم أنه قال: (فليكن أول ما تدعوهم إليه)؛ مما يحدِّد له الأولويات وخارطة الطريق.

ولمهارة الاتصال أهمية كبيرة فحسب ويكيبيديا: " يعد الاتصال الإنساني جانباً مهما في الحياة فهو أداة فعالة من أدوات التغيير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات. ويلعب دوراً مهماً في التطور والتغير الاجتماعي والثقافي والاقتصـادي، فكلما اتسعت وتنامت خطـوات التغيير والتطور، اتسعت وازدادت الحاجة إلى المعلومات والأفكار والخبرات، وبالتالي إلى قنوات الاتصال لنقلها وإيصالها إلى الأفراد والجماعات.

ونظرا لأهمية التواصل مع الآخرين وعمل الفريق سواء في المدرسة أم الجامعة أم العمل، فان امتلاك مهارات الاتصال غدا أحد المتطلبات للنمو الشخصي والمؤسسي.

فمن خلال هذا الحديث النبوي الشريف أخبر محمد صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل بطبيعة القوم الذين سيدعوهم بحيث أنهم أهل كتاب يشرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله هذا الحديث فيقول :

" وقال له: (إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب)، أخبَرَه بحالهم لكي يكون مستعدًّا لهم؛ لأن الذي يُجادِلُ أهلَ الكتاب لا بد أن يكون عنده من الحُجَّة أكثر وأقوى مما عنده للمشرك؛ لأن المشرك جاهل، والذي أوتي الكتابَ عنده علم، وأيضًا أعْلَمَه بحالِهم، ليُنزِلَهم منزلتهم، فيجادلهم بالتي هي أحسن ". فالمجادلة بالتي هي أحسن و معرفة طبيعة و معتقد من تجادل و انتقاء أساليب التأثير و الإقناع وامتلاك الكاريزما و قوة الشخصية هي التي تجعل صاحب الدعوة ينجح ويوفق في دعوته و أيضا نتعلم من هذا الحديث ترتيب الأولويات في حياتنا فنبدأ بالأهم العاجل لا ننشغل بالغير المهم العاجل ونركز على المهم الغير العاجل ***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

ليس الإنتاج الإعلامي مجرد ترفيه أو تسلية أو إثارة فقط، في كل بلاد العالم والمغرب من بينها، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيهها نحو المبادئ الإنسانية المتحضرة، وتعزيز القيم المجتمعية الإيجابية المساهمة في نشر الوعي والتوعية بالقضايا المهمة والحساسة، عبر ما تنتجه من أعمال فنية البعيدة عن الرسائل السلبية المغلوطة، كتلك التي تطرق لها مسلسل "كاينة ظروف" -الذي تعرضه القناة المغربية الأولى خلال شهر رمضان- في جانب منه لموضوع التبرع بالأعضاء، الذي لاشك في أنّه من أهم وأنبل القرارات ذات الفضل الكبير والمعاني السامية، التي يُمكن للإنسان أن يتخذها تجاه من يعانون من تلف الأعضاء، السلوك الذي أجمع الشيوخ والفقهاء على أنه صدقة جارية للمتبرعين سواء كانوا على قيد الحياة أو متوفين ؛ الموضوع الذي جانب فيه كل من المخرج "إدريس الروخ" والمؤلفة والسيناريست"بشرى مالك" الصواب حين شيدا عملهما الفني الدرامي على رسالة سلبية مغلوطة، جسداها في مشاهد درامية للشخصية المتبرعة بكليتها لأخيها المصاب بقصور كلوي مزمن، وهي تعاني من مضاعفات صحية نتيجة التبرع الذي أدى لوفاتها، ما أضاع - مع الأسف -على ذلك العمل الفني دوره التحسيسي الإيجابي المساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة، وقوض جهود الكثير من الجهات الرسمية والتطوعية المبذولة لطمأنة الناس بأن التبرع بالأعضاء عملية آمنة صحياً، وتشجيعهم على القيام بها،وخاصة منها التبرع بالكلى التي تتم بين الأحياء بطرق علمية متقدمة تضمن سلامة المتبرع الذي يستأنف –حسب المختصين- حياته العادية أياما قليلة بعد التبرع، بدل ما مرراه عبر مسلسلهما من معلومات خاطئة ضربت مستقبل التبرع بالأعضاء في الصميم، بما شحنت به عقول المشاهدين من رسائل سلبية مخيفة للمتبرعين والمرضى المصابين بالفشل الكلوي، ممن يأملون العثور على متبرع كريم، والذي لن يكون ممكنا مع ما بثه المسلسل من أفكار لا مسؤولة، خيبت ظنهم وظن العديد من المتابعين الذين أصبحت غالبيتهم تعتقد أن المتبرع لن يستطيع التعايش بعد التبرع بعضو من أعضائه.

***

حميد طوسلت

 

في الليلة الفاصلة بين آخر رمضان وغرة شوال انخت راحلتي عند باب الحلاق ودخلت ضمن طابور الساعين لتجميل أنفسهم ليوم العيد وكانت كل رغبتي أن يرتب الحلاق منظر (كوشتي) على رأي آمنة عبد النبي لا ليطرد منها جيوش الشعر الأبيض التي توافق احتلالها رأسي بظهور مجموعات صغيرة في الفودين واليافوخ مع دخول جيش أبناء العم سام قبل عقدين من الزمن وكان الحلاق رضي الله عنه بكامل اناقته وذا مزاج معتدل ويدندن بأغنية (انستينا ياليلة العيد) ويهتز بشكل خفيف لكن ملحوظ مع حركات المقص ويوزع ابتساماته بالتساوي مع كلمات ترحيب ومعايدات كلما زاد عدد الرؤوس في الدكان وكنت الوحيد الذي لم أجد من يدردش معي فاكتفيت بالمراقبة والترقب وانتظار دوري بالجلوس على كرسي الحلاق وأثناء تصنتي الحذر دار هذا الحديث بين اثنين من الجالسين واظنهما من الحشاشة حسب العرف السائد وليس في زمن الطواسين..

. ليس من بكر ولا تغلب

. كلاهما من ربيعة ؟

. لكنهما احتربا حتى احترق الأخضر واليابس

. كانت حربهما بتأثير خارجي

. أظنها المخابرات الأمريكية ؟

. لا امراة عجوز اسمها البسوس

. وما هدف هذه العجوز هل تسعى لشق الصف العربي؟

. انت اممي ذا ميول يسارية وتحمل حقدا على العروبة

. وماذا فعلتم لعروبتكم الموهومة أيها القوميين غير الانقلابات والحروب والفتن والمؤامرات ؟

. ربما نحن أفضل من أحزاب الإسلام السياسي عندما كنا نستلم مقاليد الحكم

. كلاكما لا يهمه وطن ولا مواطن وتبحثون عند منافعكم وملذاتكم وشهوة الحكم وقهر الناس

. انت حاقد وتحتاج إلى تأديب أيها الوقح

ثم أمسك كل بتلابيب الاخر وتوجيه الصفعات واللكمات لبعضهم وسط استغراب الجالسين وحيرتهم في من يناصرون والقضية بدأت ببكر وتغلب وانتهت بالاشتباك وسيل اللكمات وهنا فقد الحلاق اتزانه ونسى دندنة العيد ورمى المقص جانبا وأمسك بالاثنين وضرب راسيهما ببعض وشتم اليمين واليسار والقوميين والمتاسلمين على ابو بكر وابو تغلب ومعهم قاسم كمبش الذي لم أسمع به سابقا مع ان أحد الجالسين صحح وقال سعد كمبش ثم فتح الباب على مصراعيه كما يقول متحذلقو النحو وطرد الجميع وأغلق الباب وتركنا بحيرة من أمرنا إذ لم نحلق ولم نصل إلى سبب خلاف بكر وتغلب وهل المخابرات الأمريكية لها ضلع في الخلاف؟ وحيرتي انا الكبرى هل هو قاسم كمبش أو سعد كمبش ولماذا شتمه الحلاق وهل له علاقة بالخلاف بين اليسار واليمين والمتاسلمين؟

الله لا يوفقهم ..!

***

راضي المترفي

 

الاتفاق السعودي الإيراني.. هل يحمي الأخير من الضربة الاسرائيلية؟!

نقلت وسائل إعلام الغربية، عن تقارير للاستخبارات الأمريكية، أن تل أبيب تستعد لشن هجوم سريع، على مواقع محددة في إيران، ويأتي هذا التصعيد بعد تعثر الجهود الرامية لإيجاد حل لملف إيران النووي، وإعلان واشنطن ان المباحثات وصلت إلى طريق مسدود، ما قد يعني أن ضوء أخضر للبدء بالضربة الأمريكية على طهران..

في المقابل إيران ومن جانبها، لم تعلق بشكل مباشر، على هذه الأنباء والتقارير، واكتفت بالإعلان أن قواتها بكافة صنوفه مستعد لأي طارئ، وأن الأهداف المرسومة في العمق الإسرائيلي، تحت مرمى الاستهداف لأسلحتها وقواتها...

الاتفاق المفاجئ بين السعودية وإيران، عد ضربة قوية للمساعي السياسية الخارجية الرئيسية، لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في إنشاء تحالف إقليمي، مبنى على عزل إيران عن محيطها الإقليمي، وهذا يوضح سعي طهران الحثيث إلى تطبيع العلاقات مع الرياض، وجعله هدفاً مركزياً على أمل أنشاء تحالف أمني يتكون من بعض الدول العربية، بعيدا عن إسرائيل.

أشاد خصوم إسرائيل الإقليميون بالاتفاق بين الرياض وطهران، ووصفته حركة حماس الفلسطينية، بأنه خطوة مهمة لتوحيد صفوف الشعوب المسلمة، وهو موقف طبيعي متوقع منها.. من جانب آخر فأن إسرائيل لايزال بإمكانها العمل مع دول الخليج، من خلال التعاون في مجال الاستخبارات أو الدفاع الجوي، لكن الدول الخليجية ومنها السعودية والإمارات، لن ترحب بأي عدوان علني ضد إيران أو تكون ممن يسهل حدوثه، وهذا ما أعلنته أبو ظبي مؤخراً بأنها لن تكون ممراً في قصف طهران.

الواقع يقول أن واشنطن، لاتزال هي اللاعب المهيمن في المنطقة، ويغتنم السعوديون الفرصة تلك من أجل التحرر من تحالفهم مع الأمريكان، وتقدم قبالة ذلك سعيها لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، والحصول على المساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، كثمن مقابل الصفقة التي عقدتها الرياض مع الصين، والتي قد تجعل من الصعب على الرياض الحصول على تنازلات كبيرة من واشنطن.

الصفقة التي توسطت فيها الصين، قد تصعب على السعودية الحصول على أي مواقف كبيرة من واشنطن، ما يتطلب التوازن من قبل السعودية تجاه طهران، وان يكونوا أكثر جدية في السير في تنفيذ خطوات التقريب بين الجانبين..

إيران من جانبها، فبالإضافة إلى فائدتها المباشرة في تحييد السعودية في صراعها مع الدول الكبرى والغرب، فهي ترى أن تحسين علاقتها مع السعودية، سيصعب عملية مهاجمتها من قبل إسرائيل من كافة النواحي..

يرى محللون إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يحاول اللعب في جميع المجالات والذي يمكن أن يأتي بنتائج بأكثر من اتجاه، كما هي فرصة للجانبين في بناء قواعد رصينة وثابتة، لعلاقة متوازنة بين الجانبين، تحكم المنطقة بجميع جوانبها واتجاهاتها، وهذا رغم انه قد يفيدهم في تثبيت حكمهم، لكنه أيضا يخدم الشعوب ويحقق الاستقرار بالمنطقة.

***

محمد حسن الساعدي

 

في بعض المجتمعات المنكوبة بالقهر والتخنيع والتركيع والإذلال الشديد، تتحول الكتابة إلى وباء خطير، تساهم بقتل البشر وتخميد الإرادات وتعطيل العقول، وتأهيل الناس للإستسلام لنداءات السمع والطاعة، وتبني عقول جلاديها والمصادرين لوجودها الإنساني.

فالكتابة الجيدة تمثل جوهر الكلمة الطيبة، وتكون النجيع المشافي من العلل الفكرية، ولقاح واقي من أمراض الخداع والتضليل والتهبيل.

وما يحصل في واقع بعض المجتمعات أن الكتابة تعكس إرادة الكراسي، فهي مرآتها ولسان حالها، وتستعير مفردات ذوي الشأن والسلطان.

أي أنها أبواق الكراسي، ومن المساهمين بصناعة المآسي.

ذلك أن الكراسي تفرّق وترى الحياة بمنظار نفوسها الأمّارة بما تريد، وهي متربصة مرتابة مذعورة، تخشى حاضرها وغدها، فقوائمها غير ثابتة، وما حولها سينقض عليها ويدوسها ويمحقها ويعتليها.

والكتابة مسؤولية والكلمة أمانة، وبالكلمة يتحقق كل شيئ، وبها يُدَمَّر كلَّ شيئ.

والحروب أولها كلام، والسلام أوله كلمة، والويل والنكد تصنعه الكلمات الممزِّقة، وديدن أقلامنا الكتابة بمداد التفرقة والعدوانية، وتحشيد المفردات السلبية على السطور.

فالكثير مما يُنشر يُظهر التفاعلات التنفيرية بين أبناء كل شيئ واحد.

وبهذا تتحول الكتابة إلى وباء فتاك يقضي على الأجيال، بمنع تفاعلها وإذكاء تصارعها الخسراني المبيد، وبموجب ذلك تجدنا في محنة تآكل الأجيال وتماحقها، ونسير على سكة كل أمة تلعن أختها، ولن نصل إلى محطة معاصرة ذات قيمة حضارية رائدة.

فهل تتوطن عقولنا إرادة الهدم؟!!

و"متى يبلع البنيان يوما تمامه ...إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم"

***

د. صادق السامرائي

 

في مرقد أبو حنيفة النعمان

ان ما حدث ليس فعلاً اعتباطياً او حدث بالصدفة، نعم ان القائمين بهذه الأفعال قد يكونون من الأشخاص الجهلة والمسيرين من دون علم، ولكن الفاعل الحقيقي والموجه بشكل مباشر او غير مباشر فهي جهة خططت وتخطط على المدى البعيد لتدمير هذا البلد وتعميق النعرات الطائفية، انها نفس الجهة التي كانت مسؤولة عن اغتيال المئات من الكفاءات العراقية من أساتذة الجامعات والأطباء والعلماء بعد عام 2003، انها نفس الجهة التي قتلت الكثير من النشطاء وتلاحظون ان هؤلاء النشطاء هم من السلميين وبالذات ممن يدعون الى التهدئة والسلام، فالسلام في العراق مرفوض منهم، انها نفس الجهة التي تقوم بين الفينة والأخرى بارتكاب مجازر بشعة بحق الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال من مناطق وعشائر مختلفة من دون وجود سبب حقيقي ومنطقي لهذه المجازر ثم الايحاء انها مجازر طائفية، نعم قد تتحول هذه الصراعات الى صراعات طائفية حقيقية ولكن المحرك الأول الذي يريد تعميق الطائفية من دون وعي من الناس الذين ينساقون خلف عواطفهم هو المخطط الشيطاني الذي يحسب الف حساب للعراق والعراقيين ويخشى ان يرجع العراق ويأخذ دوره القيادي في المنطقة، انها نفس الجهة التي شكلت عدة حركات دينية ضالة وبالذات الحركات المعادية لسماحة السيد مقتدى الصدر والتي تدعوا كذباً وافتراءً عليه الى مبايعته على انه الامام المهدي ، نعم الكثير من اتباعهم هم من الجهلة ولكن قياداتهم الذين لا يعتقدون بما يزعمون ويعرفون حق المعرفة الجهة التي تقودهم والاجندة التخريبية المطلوبة منهم وهي تمزيق التيار الصدري بل تمزيق العراق بنشر هذه الخزعبلات التي قد تنطلي على الكثير من البسطاء، لذلك المطلوب من الجهات الأمنية القاء القبض عليهم والتحقيق معهم للتوصل الى بعض الخيوط وكشف الجهات التي تقف خلفهم وتمولهم وترسم لهم المخططات الشيطانية الخبيثة ضد العراق والطيبين من أبنائه، كذلك المطلوب من المواطنين الكرام ان لا ينجروا عاطفياً مع هذا الطرف او ذاك، فهذا جزء من المخططات التي تهدف الى تدمير العراق وتمزيقه، انهم الطرف الثالث، فليكن الجميع حذر منهم ومن مخططاتهم التي تريد الشر بنا، نسأل الله ان يحفظ بلدنا مما يراد به من الأشرار من اعدائنا .....

***

محمد توفيق علاوي

 

نقاش لا بُدَّ من فتح بواباته للإفادة

في سياق مواكبة ودعم عمليات تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس، هنالك نقاش صحي وعقلاني بِأُفق صياغة رؤية إعادة التوظيف. نقاش يستحضر التاريخ في صيغة متعددة (التحجر)، وآخر يبحث عن دمج الأثر العمراني التاريخي ضمن النسيج التنموي الحديث، أي (استحضار الماضي الذي ما انفك يمضي في الحاضر الذي ما فتئ يجيء)، حتى لا نسقط في فشل التأهيل!!

من بين الملاحظات السديدة التي تسطو طوعا على المتتبع لعمليات تأهيل المدينة العتيقة لمكناس، أن جل الرؤى والدراسات لهندسة منطلقات التأهيل والترميم، بقيت حبيسة تخطيط التفرد والتحصين التحنيطي، ونَهلتْ من معين التوثيق التاريخي المضطرب (الصورة)، وبدون اعتماد تصورات جارية لرؤية ما بعد التأهيل، وما الأثر التنموي الذي تنتظره المدينة من عمليات إعادة التوظيف؟؟ وكيف يمكن تحقيق تنمية تفاعلية في حاضر لازال يئن من غياب إعادة قراءة التاريخ بالمدينة؟، كيف لنا أن نستشعر تاريخا متكاملا في غياب رؤية استشرافية للحاضر؟

حقيقة لا مفر منها، أن خلق جمالية للأثر العمراني بمكناس، صعبُ الاشتغال واستكمال التدقيق التاريخي، ومكلف في جهد التدخلات الرديفة والناشئة. لكن والحمد، فالبعض من عمليات الإحياء بدت ثمارها الجمالية تنمو رونقا، وتتضح مشروعا بعد آخر، وهذا يحدث في غياب الالتقائية (الماضي/ الحاضر) والإجابة عن سؤال: ما قيمة التاريخ العمراني، إذا بقي متوقفا في الماضي بدون مناولة حديثة، وإضافات تفك العزلة عن المدينة؟

اليوم باتت تلك الأبراج (القريبة من باب البطيوي باتجاه برج بيبي عيشة...)، يتم ترميمها بمنتهى الدقة والمرجعية التاريخي (القديمة)، لكن ما قيمته بعد التأهيل؟ هي الرؤية المغيبة عند مسؤولي هندسة تثمين المدينة العتيقة لمكناس، والذين يشتغلون بمنطق الحساسية!! قد لا نحتاج اليوم إلى وجال من العسس (البخاري) الواقفين بالسيوف على سطوح الأبراج، ولا إلى الحراسة الليلية بالبنادق لحماية المدينة من القبائل الثائرة المناوئة. اليوم ترميم تلك الأبراج بلا بوابات ولا منافذ لها، نتكهن من السبق أن تصبح تُشابه (قبور الفراعنة) !!

اليوم، يجب استحضار إستراتيجية إعادة التوظيف العصري (غير الفولكلوري)، والتفكير المستقبلي في توظيفها الأمثل والحديث(التناسبية). اليوم، يجب السماع إلى نبض الخبرة بمكناس، ومتتبعي ومواكبي تثمين المدينة العتيقة في تفكير مسموع عبر الجواب عن سؤال: كيف نُشغلُ تلك الأبراج والمعالم بتناسق الماضي وبالحاضر؟ ما فائدة ترميم أبراج المدينة وتترك مرة ثانية للفراغ حتى تتهاوى مرات أخرى؟.

فالإبقاء على الرمز التاريخي بالإحياء (الشواهد التاريخية)، لا يمكن استنساخه من الماضي نحو الحاضر، بصيغة (فوطو كبي)، بل يجب استلهام الحاضر وانتظارا ته وموجهاته الأساس، وجعل الموروث العمراني التاريخي نقلة (نوعية) نحو الحاضر والمستقبل، كي يتم دمجه في الحياة الجماعية، والاستفادة منه (تنمويا)، ولا يبقى للمشاهدة والقول: (كان أبونا رجلا صالحا). اليوم تلك الأبراج العديدة، يجب أن تفتح لها أبواب من جهة الفضاءات الموالية، وتستغل كأكشاك سياحية/ ترفيهية/ مقاهي تقافية/ مركز أمن القرب./ مركز الإرشاد/ مقر للمقاولات الصغرى في مجال الصناعة التقليدية....) .

نعم ، الأثر العمراني والمادي لا نثمنه لأجل التجميل (ماكياج دولة)، فقد يصبح الأمر مضيعة للمال العام في الحاضر، لذا لا بد من التفكير في إعادة التوظيف الأمثل، دون البقاء عند مقولة (كان أبوك...). حقيقة المحفز الذي شجعني على ركب مغامرة هذا الطرح (التجديد)، هو أني أبتغي فتح نقاش سليم و عقلاني يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. هو أني أطمح إلى فتح نقاش خصب يؤسس لرؤية النقد البناء دون خلفية الهدم التي تسكن البعض منا، هو أني أرى تاريخ مكناس ساكنا لا يكشف عن مفاتنه، ولا يضع تفسيرا حقيقيا عن مكاشفة عوراته السالبة في الماضي.

***

محسن الأكرمين

 

 

وجدته يصرخ مذعورا، وسألته: ما السبب؟

فقال: جُنَّ قلمي!!

قلت: كيف؟

قال: أ لم تسمع بحكاية إبن الفراهيدي الذي راح ينادي في أسواق البصرة: "جُنَّ أبي"، وأنا أنادي "جُنَّ قلمي"

قلت: وما تعنيه بذلك؟

قال: ألا تقرأ ما يُنشر؟

قلت: أختار منه ما أراه جدير بالقراءة؟

قال: المنشور إبن كانَ، وقلمي متوحل بأطيان كانَ، ولا يستطيع التفاعل مع يكون، إنه قلم مجنون، بل أن أقلامنا مجنونة، أي لا تتفاعل مع الواقع الحاضر، بل مع الماضي الغابر.

أقلام "كان" مجنونة بالتمام والكمال!!

قلت: هذا ديدن كتاباتنا، وآليات تفكيرنا منذ أكثر من قرن، فما الجديد؟

قال: الدنيا تتحرك بسرعة فائقة، ونحن نتقهقر بسرعة فائقة، فمن سيوقف تدحرجنا الخسراني؟

قلت: نحن نستلطف دور الضحية، ولا نجد سبيلا للتعبير عن إرادتنا الحرة، فنتقاتل بأسلحة "كانَ"!!

قال: كل الأقلام تشترك في صناعة مأساتنا، لأنها مصابة بداء "الكانَكانَة"، أي مكبلة بأصفاد كانَ.

قلت: و"الهُمهُمه"، من هم.

قال: أ لم أقل جُنَّتْ الأقلام، فهل ستصدق أنَّ مداد الجنون يكتب كلماتنا ويصور أحوالنا، فهل وجدت مجنونا يرى الواقع؟

قلت: الجنون إنقطاع عن الواقع، والعيش في الأوهام والتخيلات والتهيؤات.

قال: هكذا نبدو على صفحاتنا الغناء.

قلت: إنها محنة الأقلام بأجيالها، ومحنة الغرق اللذيذ في أعماق الباليات.

وكأن الخوالي باقيات فاعلات قائدات فهل أن الأرض تدور؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

لنتفق كمسلمين أن الإسلام عالمي بمنهجه الشامل لكل العالم ولجميع القوميات والأعراق والألوان من قبل الإله الواحد الأحد الفرد (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) لذا علينا تحريره من العقول التي ما زالت تعتقد وتصر على أن الإسلام محدود جغرافيا وقوميا وطائفيا كونه عربيا خالصا للأمة العربية (أنا أنزلناه قرانا عربيا مبين) التي اعتنقت الإسلام ونبيها العربي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه السلام حيث انبثق من أرضها نوره منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وأن هذا المفهوم ترسخ واستوطن هذه العقول إلى يومنا هذا مما سبب للإسلام ومعتنقيه الكثير من المشاكل والصعوبات والانعكاسات التي تسببت حينها إلى القتال والنفور والإساءة إليه بسبب عدم فهم مفهوم هذه الرسالة الشاملة والنظرية السماوية وحقيقتها ودوافع إرسالها بهذه الشمولية وسبب اختيار الجزيرة العربية والشخصية المختارة لحمل هذه الرسالة وتبليغها من قبل الخالق العظيم من خلال إيجاد قواسم مشتركة بينها وبين من سبقتها من رسالات دينية وعقائد وأنبياء إلى جميع البشرية سابقا حيث لا يمكن لأي عاقل في الكون أن يعبد أو ينقاد أو يستسلم لخالق ليس له القدرة على التوحيد والتحكم والسيطرة المطلقة على جميع البشر والمخلوقات الأخرى وليس له نظام موحد شامل لتسيرها في الحياة بل له المعرفة المسبقة في كنه وكينونة هذا الكون وما فيه أرسل أنبيائه ورسله ومنذريه ومبشريه إلى سياسة مجتمعات وأقوام وفق شرائع وسنن محكمة وسبل عبادة الخالق الواحد وهو الله تعالى جل جلاله على ضوء مستويات المجتمعات وعقلياتها وطبيعة حياتها وبالتدريج حتى جاء الإسلام بشمولية عقيدته وتوسعها على خاتم الرسل والرسالات بكتاب موحد وشامل لكل الملل والنحل والعقائد من العبادات والمحرمات والمعاملات والقيم والأخلاق وطرق العبادة لله تعالى بمناسك معينة موحدة متممة للشرائع التي سبقتها فرضت على الناس جميعا ولهذا نرى القرآن الكريم يخاطب بلفظة الجميع يا أيها الناس والمؤمنون والمسلمون خطاب شمولي دلالة على أن الإسلام شمولي بتعاليمه وشرائعه يشترك فيه مع جميع الأديان والملل الحقيقية الغير محرفة فمثلا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بالتخويف والترهيب والإيذاء والقسوة والغلظة في الكلام بل بالنقاش وأسلوب حضاري متمدن (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..) النمل 125 و(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن..) العنكبوت 46لإيصال المفهوم الذي أمر به الإسلام للكف عن انتشار الفاحشة والرذيلة وأشاعتها في المجتمعات لغرض أ صلاحه كما يريده الخالق تعالى لأن العالم المتحضر لا يفهم ولا يعرف لغة العنف في النقاش والجدال كونه تعلم على التسامح والمحبة والقيم الإنسانية كالدين المسيحي الذي يعتنقه أكثر سكان الأرض وكذلك الزكاة لو حاولنا أخراجها من إطارها المشوه على أنها وسيلة فرض الأتاوات بمفهوم الجزية من التي ذكرها القرآن الكريم وبأسلوب قسري على أصحاب الذمة من خلال تفسيرها الخاطئ بل هي شكل من أشكال الضريبة على المواطن الغير مسلم والمؤمن بغير عقيدة محمد صلوات الله عليه وسلامه تؤخذ منه سنويا وتُعطى له من بيت المال لقضاء حوائجه من قبل الدولة الإسلامية توازي مفهوم الزكاة على المسلم وكذلك أن الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة هي دعوة عالمية لقصده والتوجه إليه لا تخص المسلمين فقط بل هي دعوة للناس كافة على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام مؤسس الدين الحنيف بتوجيه من الله تعالى لتوحيده (وعلى الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا) ودعوة خالصة لضيافة موائد الرحمن سبحانه وتعالى للناس كافة في جميع بقاع العالم ليشهدوا منافع لهم وتواصل بين البشرية لإرساء المحبة والسلام والتجارة (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم .....) والتوجه للمعبود الواحد الأحد هو صاحب هذا البيت كونه بيتا مشخصا كرمز لجميع البشر ومجمعا يضم جميع الأديان الحقيقية والطوائف والمذاهب على وجه الأرض المعمورة .فعلينا أقناع المقابل من المخالفين أن نزيل الفوارق التي أوجدها أصحاب العقول والنفوس المريضة والضالة والمظلة التي لها مصلحة في إفشال المشروع الإلهي في بناء مجتمع متكامل مبني على القيم والأخلاق والمبادئ وتطوير العقل البشري لبناء مجتمعات راقية في العيش والبناء التي ترتقي بالإنسان كما أراده الخالق كوحدة بشرية موحدة في العقيدة والمنهج والدين والتفكير لكن مع الأسف نحن نساهم في هدم ما بناه النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه للمشروع الإلهي من خلال التقصير الفكري الجامد الغير متحرر من التبعية النمطية للقرون الماضية في إتباع السنن وشريعته السمحة المبنية على المحبة والسلام وتقبل الآخر واحتوائه . فلو أستطاع المسلم أن يقنع أي إنسان على الكرة الأرضية من غير العربي ومن غير المسلم المحمدي أن هناك قواسم مشتركة بين عقيدته ودينه ومفاهيمها الصحيحة والعقائد والأديان الأخرى كونها من منبع واحد ومصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) و(أن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) وجامعها ليوم الميعاد واضعا برنامجا واحدا في إدارة الكون ومخلوقاته بعيدا عن التكفير والقتل والإقصاء (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وكذلك (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ظل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) و(ولا أكراه في الدين) فأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمحاسب للبر والفاجر والمؤمن والكافر على حد سواء وأن يكون الإقناع منطقي وحضاري يليق بمفهوم الإسلام ورسالته السامية.

*** 

ضياء محسن الاسدي

 

عندما تضعف الدولة تقوى الجهوية وتتجذر وتبشر بالتمزق

ندرك ان المناطق الحدودية بين الدول بما فيها الدول المتشددة امنيا، يتم خلالها تهريب السلع خاصة ان كانت هناك فروقا في اسعار السلع بين الدول المتجاورة ولكن بكمية اقل (الحد من التهريب) وكذلك تهريب البشر سواء لأجل العمل المؤقت ام لأجل الاقامة الدائمة.

من حق أي دولة ان تفرض سيطرتها على المنافذ البرية والبحرية والجوية، خاصة ان كانت تلك المنافذ تشهد وبالعين المجردة تهريب السلع سواء تلك المنتجة محليا او المستورة من الخارج، تهريبها يقلل من عرضها بالسوق المحلي ما يسبب الى ارتفاع اسعارها وبالتالي يتحمل المواطن ذلك، اضافة الى اثقال كاهن الخزينة العامة في دعم بعض السلع المستورة، وبالتالي تذهب خيرات البلد الى البلدان المجاورة وبالأخص القرى الحدودية التي نجد سكانها يقومون بالاحتجاجات عندما تقوم السلطات المعنية بالحد من تهريب السلع، وتهريب السلع ليس محل ترحيب من سلطات الدول المنسابة اليها السلع لأنها تفقدها اموالا طائلا نتيجة تردي الضرائب الجمركية، لكنها تحاول ضبط عمليات التهريب بما لا يجعلها تقع في مواجهة مع سكان القرى الحدودية.

في ليبيا وفي غياب السلطة الفاعلة، كثرت عمليات التهريب للسلع وبالأخص النفط ومشتقاته الى دول الجوار، مالطا وتونس،ومصروغيرها،ولانه لا توجد حكومة مركزية قوية، فإن غالبية المناطق تشكلت بها تنظيمات مسلحة، ظاهرها الدفاع عن منطقتها في ظل الانفلات الامني ، وباطنها القيام بعمليات التهريب.

وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، ادلى بتصريحات قال فيها:" إن وزارة الداخلية سوف تبسط سيطرتها على كل منافذ الدولة ابتداءً بالقاطع الغربي والشمال الغربي من خلال أجهزتها الأمنية المختصة في إطار مكافحة التهريب عبر الحدود والمنافذ، كما ستتم إعادة هيكلة لمديريات الأمن حسب الرقعة الجغرافية والقوة البشرية وهي خطوة مهمة من أجل تقوية المؤسسة الأمنية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين"، كلام جيد يصب في مصلحة الدولة والحد من تهريب السلع، الا ان بعض أهالي مدينة زوارة حيث المنفذ الحدودي (راس جدير) مع تونس اعتبروا أن تصريحات الوزير المذكور، بشأن تأمين المنافذ الحدودية، تطاولا ودعوة للحرب، مطالبين بسحبها والاعتذار عنها وعدم تكرارها. ليس ذلك فحسب بل تمادوا في مهاجمة الوزير بقولهم "إنهم لم ولن يسمحوا بالتطاول والدعوة للحرب ومحاولة استغلال منصبه واستعمال تلك التصريحات المغرضة والمبطنة لتحقيق ... ومكاسب استراتيجية على حساب أمن المنطقة التي تنعم به منذ فترة ".

وبعد، ترى هل مثل هذه العنتريات تساعد السلطات في السيطرة على المنافذ الحدودية ومن ثم بسط سيطرتها على كامل تراب البلد؟ بالتأكيد عدم وجود سلطة مركزية قوية على مدى 12 عاما مضت هي التي جعلت بعض المدن تتصرف بما يحقق لها مصالحها الذاتية غير ابهة باستنزاف الموارد التي تخص كل الوطن.

ان اردنا بناء دولة عصرية تحفظ حقوق المواطن وتلبي حاجياته وتحد من اهدار الثروات وبالأخص تهريبها، فلا بد من الترفع عن كيل السباب والشتائم بحق المسؤولين واعطائهم الفرصة لكي يعملوا بأريحية بما يعود بالنفع على كل فئات الشعب بمختلف مناطقه واحداث مشاريع مستدامة تساهم في توفير الاحتياجات ويعم الرخاء وينهض الوطن.

***

ميلاد عمر المزوغي  

.............

ملاحظة: زوارة على سبيل المثال لا الحصر.

 

 

ما يجري في أروقة المختبرات العلمية، وما يتوصل إليه الباحثون من مكتشفات ومخترعات يفوق التصورات، ولا يمكن لخيال أن يستحضره، فالبشر صار يتدخل في خلق البشر!!

فالنانو تكنولوجي وما قبلها وما بعدها وحولها، والتعامل مع الشفرات الجينية في الحوامض الأمينية، والسرعة الهائلة في تطور علوم الكوبيوترات والتواصلات الرقائقية وغيرها من المبتكرات المذهلة، المتفاعلة مع المستقبل المتخيل، جعل الواقع المعاش أغرب من أي خيال.

وما تحلم به العقول الفائقة القدرات المحركة للحياة فوق التراب، ستساهم في صيرورات مرعبة قد تدفع إلى القضاء على الموجودات الحية وتمحق الحياة.

فكل شيئ يتغير، وما عاد البشر آدمي المواصفات، بل ستتدخل التكنولوجيا، وسيكون بشر المستقبل مجموعة من الرقائق الإليكترونية المتفاعلة في بدنه، والمقررة لمصيره اليومي.

البعض يتحدث عن صناعة البشر بمواصفات مطلوبة، ويُقال أن الدول القوية تسعى لتخليق بشر بمواصفات خارقة وقدرات قتالية فائقة، وأنه لا يمكن قتله أو إفناءه بل يفني ولا يُفنى، وكأن المعارف لا بد لها أن تكون أكثر تقدما وإقتدارا في الميادين العسكرية.

فالمستقبل يشير إلى أن البشر سيقاتل ما يبدو بشرا وهو أعظم من البشر بقدراته المتنوعة، وأن الموجودات التكنولوجية ستكون فاعلة في الميدان، فبعد المسيّرات، سيتم صناعة الفراشات التي ستغزوا الأوطان، وربما الجراد الصناعي المحوّر بايولوجيا ليفتك بالزرع والضرع، فالإبتكارات الخارقة تأتي بما لا يخطر على بال.

ومن أرعب ما توصلت إليه العقول العلمية أنها راحت تتعامل مع الشفرات الجينية وكأنها أرقام حسابية، وكل رقم يمثل حالة ما، ويُقال أن البشر تعلم هذا السر من البكتريا التي تحتفض بالحوامض الأمينية والشفرات الجينية للفايروسات التي تصيبها، لكي تتعرف عليها وتتوقى منها وتعمل على إنتاج أجيال لا تتأثر بها.

فإلى أين ستصل البشرية؟

وهل ستجني على نفسها وأهلها براقش؟

فهل صار العلم أخطر التحديات التي تواجهنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

افترق فقهاء المسلمين الى ستة اراء في تحديد اول الشهر القمري، ولو اتبعناهم، مثلا يحتفل بيوم العيد القسم الاول من المسلمين اليوم، وبعد 6 يوم يكون العيد للقسم السادس، رغم ان علم الفلك واحد وكل فقهاء المسلمين، لا يخطؤوه حيث يحدد علم الفلك خروج القمر من المحاق بالدقيقة والثانية واجزاء الثانية.

ودرس احد المراجع قضية خروج القمر من المحاق بشكل مستفيض فسأل الاطباء عن امكانة رؤيا العين البشرية للهلال بعد خروجه من المحاق فحددوها له ب 13 ساعه وسأل اغلب الاختصاصيين الذين لهم علاقه بالقمر والهلال وصل به الامر الى كلف احد وكلائه بالاتصال باحد المراصد الفلكية وياخذ موعد مع احد الخبراء في احد الدول المتقدمه للتحدث معه حول هذا الموضوع وفعلا حدد له موعد 10 دقائق للتحدث مع الخبير ودار الحوار التالي وباللغة الانكليزية.

الوكيل: مرحبا

سؤال الفقيه عن خروج القمر من المحاق؟

الخبير: اهلا وسهلا

تصورت سؤال الفقيه عن سرعة الرياح في المريخ او شئ من هذا القبيل. لو علمت

سوالكم حول خروج القمر من المحاق! لما خسرت 10 دقائق من وقتي، اذهبوا الى موقعنا حددنا خروج القمر من المحاق بالدقيقة والثانية واجزاء الثانية ولمدة 500 عام الى الامام

وهذا بعض التوضيح...

تحياتنا لكم وللفقيه

باي

الوكيل: شكرا لكم

الخلاصة كل فقهاء المسلمين يعلمون متى يخرج القمر من المحاق بالساعه والدقيقة والثانية واجزاء الثانية ولكن اختلفوا متى يبدا اليوم وحسب تعبير الفقهاء (المبنى الفقهي) لكلا منهم ومع ذلك افترقوا الى 6 اراء كالتالي:

الراي الاول: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا، ولو بعد الغروب، فيعلن العيد في اليوم التالي وهو رأي فقهاء اليمن وليبيا قبل الربيع العربي

الراي الثاني: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا، قبل الغروب ببضع ساعات لو 3 ساعات، وهو رأي فقهاء نجد التيار السلفي الوهابي (السعودية) وبعض فقهاء الشيعة مثل الشيخ فاضل الانكراني في ايران والمبنى الفقهي للسيد علي الخامنئي (ايران) ولكن ايران غالبا لا تاخذ به وتذهب الى راي مشهور فقهاء الشيعة (الراي الخامس الاتي).

الرأي الثالث: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلال، قبل الغروب بساعات يعتد بها مثلا 10، وهو رأي فقهاء الازهر (مصر) من يتبعها من الدول الاسلامية وفقهاء الرياض (السعودية) ومن يتبعها من الدول الاسلامية

الرأي الرابع: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى هلالا قبل الغروب ويحدد ب 13 ساعة، وهو امكان الرؤيا بالعين البشرية من ناحية علمية طبيه للهلال، وهو رأي الفقيه السيد محمد حسين فضل الله (لبنان)

الراي الخامس: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى بالعين البشرية ويشهد لو 2 من المؤمنين برؤيته، في اي بقعه من العالم، (وحدة الافق) حسب المصطلح الفقهي لهم، وهو رأي مشهور فقهاء الشيعة وتبناه استاذ الفقهاء لمدة 50 عام السيد ابو القاسم الخوئي (العراق حوزة النجف)

الراي السادس: يكون اول الشهر القمري، مثلا يوم العيد لو خرج القمر من المحاق، ليُرى بالعين البشرية ويشهد لو 2 من المؤمنين برؤيته في البلد اي لكل بلد يجب تثبت به الرؤيا يكون لديهم عيد (عدم وحدة الافق) حسب المصطلح الفقهي لهم رأي وهو ما أنفرد به الفقيه السيد علي السيستاني وبعض الفقهاء

هذه 6 اراء اي الفرق بيوم العيد 6 يوم ولكن الهلال رحمنا فهو باليوم الثاني يكون واضحا لذا قلص الهلال مشكورا يوم العيد وبفرق يومين فاليوم الاول يحتفل بالعيد اغلب جمهور المذاهب الاسلامية الاربع الحنفي، الحنبلي، المالكي، الشافعي، (السنة) وقسم من جمهور المذهب الجعفري (الشيعة)

اليوم الثاني

يحتفل بالعيد اغلب جمهور المذهب الجعفري (الشيعة) وقسم قليل جدا من جمهور المذاهب الاربعة (السنة)

اليوم الثالث

في بعض الاعوام يعلن العيد في اليمن وليبيا قبل كل البلدان الاسلامية وهذا مؤرخ لمن يرجع للارشيف

وفي عام في بالي 2004 او قبلها او بعدها اعلن العيد الفقيه السيد محمد حسين فضل العيد وفقهاء سوريا لم يعلنوا العيد لذا وقع وكلائه في حرج شديد والكثير منهم لم يقيموا صلاة العيد واعتذروا للسيد محمد حسين فضل الله ان ضيعهم افطرت ولكن لم يصلوا او يحتلفوا بنفس اليوم

علما ان السيد فضل الله رأيه مرور 13 ساعة قبل الغروب لخروج القمر من المحاق ليظهر هلال ولحد وفاته كان يبحث على دليل ليكون رايه اول الشهر القمري، اول خروج القمر من المحاق، وكان يردد للكرة الارضيه يوم وليس يومين ولكن لم يقطع بذلك.

وفي عام 1997 على ما في بالي او قبلها او بعدها في النجف كان 8 فقهاء اربع فقهاء اعلنوا العيد واربع لم يعلنوا العيد رغم ان بيوتهم متجاوره وارسل احد الفقهاء الى جاره الفقهيه 35 شخص يشهدوا برؤية الهلال ولكن الفقيه الاخر لم ياخذ بشهادتهم.

ورسالتنا الى منظمة المؤتمر الاسلامي ان يوحدوا المسلمين بيوم عيد واحد ولا يبقى متقلبا للاقدار

ونضع معاتنا امام فقهاء المسلمين ان يتنازل احدهم عن رايه الى الاخر بفتوى واحده يتحمل مسؤليتها امام الله كما يفتي بالاف الفتوى الاخرى او يعلم الفقيه ماذا يعني ان يفطر شخص وجاره صائم او يفطر شخص واخيه او زوجته صائمه

***

صبري الفرحان

.......................

هامش

1- لم يذكر لي المتصل الصديق الوكيل ماذا قال له الخبير واجزم انه كلام علمي فلكي ولم اسال الرجل عن ذلك)

 

 

تعذرون "جنابي" لأنه يصرّ على المراوحة في محيط السادة المسؤولين والسياسيين والنواب، البعض يسمّيها شحّاً في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب، سواء كان الاسم "فلان أو علان".

الابتعاد عن كرسيّ السلطة يصيب جميع مسؤولينا بالقلق، أما ارتفاع نسبة الفقر، واحتلال العراق مرتبة أسوأ 10 دول من أصل 180 دولة من حيث حجم الفساد ونطاقه في "مؤشر مدركات الفساد" الذي تطرحه منظمة الشفافية الدولية.

عندما يُسرق بلد في وضح النهار، عندما يُبرر التعذيب والاعتقال العشوائي.. عندما تسلّم مؤسسات الدولة إلى أصحاب الثقة لا أصحاب الخبرة، فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب.

نهبَ مسؤولونا أكثر من 80 مليار دولار عدّاً ونقداً، على كهرباء سلمناها إلى أصحاب المولدات، وبدلاً من "مزاد بيع المناصب" الذي نصبه أحمد الجبوري وسط قبة البرلمان، كان المطلوب سهلاً جداً، أن نضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، وبدلاً من أن يضحك علينا حسين الشهرستاني وينضم إلى قائمة أغنياء الكرة الأرضية، كان هناك مهندس عراقي اسمه فاروق القاسم يعيش في النرويج ساهم في اكتشاف النفط في أحد أكبر حقول النفط في بحر الشمال، هذا المهندس توهم بعد 2003 أنه يمكن أن يقدم شيئاً لبلاده العراق، ويخبرنا أنه فاوض حكومة بغداد بشأن خطة متكاملة لتطوير صناعة الطاقة، المسؤولون، قالوا له ننصحك بأن تعود إلى النرويج، الجهات السياسية التي وقفت ضد مشروع فاروق القاسم قررت في لحظة تاريخية مهمة أن عبقرية حسين الشهرستاني أبقى وأنفع للعراقيين.

اكد تقرير نشر مؤخراً عن قرار بعض شركانت النفط العالمية الكبرى الانسحاب من العراق، أن الخطر الرئيسي الذي تواجهه شركات الطاقة الغربية العاملة في العراق هو سيناريو الوقوع في فخ الفساد المستشري الذي ينتشر بقطاعي النفط والغاز في البلاد، مما يضرّ بسمعتها والبلد الذي تمثله، إضافة إلى التبعات المالية والتشريعية.

وتؤكد تقارير منظمة الشفافية الدولية أن العوامل التي قادت البلاد إلى أسفل تصنيفات الفساد الدولية، وأعاقت بناء الدولة بشكل فعال وتقديم الخدمات، تشمل الاختلاس الهائل وعمليات الاحتيال في مجال المشتريات وغسيل الأموال وتهريب النفط وانتشار الرشوة والبيروقراطية.

زميل قال لي؛ صدّعت رؤوسنا بالحديث عن الفساد المالي والإداري والديمقراطية، ألا تلاحظ أن مسؤولينا فرحون بما أنجزوا خلال السنوات الماضية، ولهذا قرروا أن انضموا إلى قافلة أصحاب الزوجة الثانية، سياسيون أغرتهم السلطة والمال والنفوذ ليمارسوا هواية الجمع بين أكثر من زوجة، سيقول البعض من حق مسؤولينا أن يشعروا بالفرحة الكبيرة بعد طول انتظار وشوق للمنصب ومنافعه .

***

علي حسين

 

1 - لو لم يكن العراق، لما كنا وما كان الذي كانوا، لما نشاءت الأديان والمذاهب والقوميات، ولما كانت الحضارات والثقافات والمعارف والفنون، ولما نزحت اليه الجماعات، بكامل عراقتها وارثها الحضاري، فأغنته واغتنت به، مكونات تاريخية، نسجت وحدته المجتمعية، في امة عراقية موحدة، لو لم يكن العراق، لما كان العربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري السرياني والفيلي العراقي، وكذلك الديانات، المندائتة واليهودية والمسيحية والأسلامية والأيزيدية، وما سبقها من رسالات واديان وعلوم واكتشافات، هي الأقدم والأعرق في التاريخ البشري، لا كما نحن عليه الآن، خارج التاريخ تهرسنا الهشاشة، هل يعلم الذين، يتطفلون الآن على الحقيقة العراقية، بالكراهية والأحقاد والخذلان والأذلال، انهم لا ولن يكونوا بديلاً عن العراق، ولأن بعضهم دخلوا كجزء من مؤسسات الغزاة، فلا يمكن لهم ان يتطبعوا ويتأقلموا على الواقع الوطني والأنساني ، ومن لا يحترم تاريخاً له في العراق، لا مستقبلاً له فيه؟؟؟؟. 

2 - هل سيعلم هؤلاء، ان العراق ولولا سواقي سماءه ودفيء ارضه، لما وجدت فيه الحياة، حتى ولو بقدرة قادر، وأن الرافدين يشكلان الهوية الوجودية لكامل مكوناته التاريخية، ومن يتطاول او يتطفل على تلك الحقيقة، سيجد نفسه خارجها، لا سبب او مبرر لوجوده، فمن يخذل العراق ومهما كانت افتراضاته واوهامه، فلا يمكن له ان يغير مجرى النهرين، ناهيك عن الحقيقة الوجودية للعراق، أنهم كمن يناطح الجبال بقرون من خشب، وتبقى كراهية العراق وخيانته، عاهة لا يمكنهم الفكاك منها، وان العراق في ثقافتهم النافقة، جسد مشاع للأفتراس، وتلك فرصتهم كقطاع طرق.

3 - لو لم يكن العراق، ثروات وجغرافية وبيئة وعمق حضاري، لما تكالبت عليه، اطماع الغزاة وتعددت التدخلات، وكذلك الأحتلالات والحصارات، وتسللت معهم مجاميع الحثالات والولاءات والخيانات، وارتكبت جرائم الأجتثاث، لأفضل ما خلق الله من المكونات، على ارض ما بين النهرين، ولولا ضعف العراقيين ووهن ارادتهم وغفلتهم، لما دخل الغرباء زحفاً دموياً، من شماله وجنوبه وغربه وشرقه، ولما اصيبت اليقضة العراقية بالشلل، وارتبك الوعي المجتمعي، وتغولت المذاهب، بهرطقاتها وشعوذاتها وتخريفاتها، تلك التي جلبها الغزاة معهم، ولما تمترست بعض القوميات، في احضان الغزاة، محاولة منها، التمدد في الذات الوطنية، كي تحقق المستحيل، بتغييب كامل الحقيقة العراقية، كي ينسى العراقي، ماهيته وانبعاث ضرورته ودوره، في المتغيرات الكونية العاصفة.

4 - على بنات وأبناء العراق، من زاخو حد الخليج العراقي، أن يواجهوا حقيقتهم التاريخية، ويبحثوا عن حقهم فيها، وما ينبغي ان يكونوا عليه، أن يعودوا إن كانوا مهجرين او مهاجرين، ليتوحدوا مرة اخرى، بينهم ومع التراب الوطني، أمة عراقية الأطراف والمركز، ولست عقاًراً للأستقطاع والتحاصص، الطائفي القومي، وأن العراق سيتصدر، رياح الشرق القادمة، والأرض يحك جلدها التغيير، ومن لا يفهم حتميات التاريخ، عليه ان يكون خارجه، وسيذكرهم العراق، كموجة جراد اضرت بالأرض والأنسان وانصرفت، وعلى الذين كفروا بالعراق، لصوصية وفساد وارهاب، ان يعلموا، أن الأرض التاريخية للعراق، لا يمكن العبث بها او تقاسمها، أهلها سيعودون اليها، غداً او بعد غد، ومع من تبقوا فيها، سيحاسبون ويعاقبون، من اغتصبها وهجر واجتث اهلها، من يتجاهل الأمر، سيصحوا يوماً، عارياً بلا مكان ولا زمان ولا ضرورة.

***

حسن حاتم المذكور

18 / 04 / 2023

 

رات في تحول 25 جويلية، المسار الذي يقوض تحركاتها بعد ان عاثت في البلاد فسادا وتصفية الخصوم السياسيين والنقابيين، الذين قاموا بتعرية ادوارها الاقليمية، بانخراطها ضمن المحور الاسلاموي الذي يضم تركيا وقطر، لقد ساهمت وبفاعلية في ارسال الشباب التونسي بعد غسل ادمغتهم الى الساحة السورية ضمن منظومة اقليمية إرهابية تهدف الى احداث الفوضى تقويض الدولة السورية وإسقاطها بتمويل قطري ضخم تفاخر به الشيخ / حمد بن جاسم وعدّه من انجازات دويلته واسناد تركي لتنفيذ مخططات الاعداء بهدف تمزيق الامة العربية.  

تسارعت الخطوات التي ساهمت في لف الحبل حول عنق النهضة الذي تطاول على مؤسسات الدولة وبالأخص مؤسسة الرئاسة، شكلت جبهة اسمتها الخلاص ضمت الاحزاب التي تدور في فلكها من اجل تقويض نظام الحكم وشيطنته، حاولت تجييش الشارع لأجل زعزعة الامن والاستقرار، دعت القوى الاجنبية الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلاد ما اعتبر تامرا على امن الدولة، ساهمت في وقف عجلة الانتاج يتوقف العديد من المصانع وتسريح العمالة الوطنية، واخيرا تجفيف الأسواق من السلع الضرورية والتحكم في اسعارها لتثقل كاهل المواطن الذي لم قادرا على تحمل اعباء المعيشة كل ذلك من اجل دق اسفين في العلاقة بين الشعب وقيادته التي رأى فيها السبيل الى خلاصه من النهضة واخواتها.

اعلان قانون الطوارئ سمح للرئيس باتخاذ الاجراءات التي من شانها، تخليص البلاد من عشرية سوداء طالت كافة مناحي الحياة وجعلت منها بؤرة لتفريخ الارهابيين لزعزعة امن واستقرار المنطقة.

التغيرات الاقليمية ولعبة المصالح جعل النظام القطري ينكفئ على نفسه، أما اردوغان والذي حاول جاهدا احياء امبراطورية بني عثمان على حساب العرب فهو الاخر اصيبت بلاده بتدهور اقتصادي من خلال تدني سعر صرف عملته الى مستويات متدنية، ما اجبره على مراجعة حساباته والتودد الى دول الخليج وبالأخص الامارات والسعودية من اجل الحصول على أموالها قد تساهم في تحسن اقتصاده، والتفاهم مع مصر والنتيجة التضييق على من آواهم من تنظيم الاخوان المسلمين ولجم افواههم.

اعتقال الغنوشي في ليلة القدر على خلفية تصريحاته بان هناك شبح حرب اهلية اذا تم استبعاد الاخوان من العمل السياسي سيقوده الى قدره المحتوم، حيث تم منع الاجتماعات بكل مقرات النهضة ومقرات جبهة الخلاص التي شارك قياديوها في الاجتماع الذي قال فيه الغنوشي إنه "لا يجب التسامح مع الانقلاب ولا يجب التسامح مع من تورطوا في الانقلاب"، واصفا إياهم بـ"الإرهابيين والاستئصاليين"، زاعما أن "الانقلاب لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة". لقد كان مناوئا لأنظمة الحكم فتمت محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما. محاكمته عام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة. محاكمته غيابياً عام 1998 بنفس الحكم السابق والاسباب عديدة منها ارهابية، قدم نفسه على انه اصلاحي، كان يمني الشعب التونسي رغد العيش، لكنه عندما استلم السلطة جعله يعيش حد الكفاف.

النظام في تونس مصمم على محاسبة كل من اجرموا في حق الشعب واوصلوه الى حافة الافلاس من خلال تخزين السلع والمضاربة بأسعارها وكذلك الذين لم يتوانوا يوما في الاستنجاد بالقوى الاجنبية، والكشف عن التنظيم الارهابي لحركة النهضة ودوره في تجنيد الشباب التونسي ومقتل بلعيد والبراهمي.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

من الكتاب الذين قرأت معظم إن لم أقل جميع كتبهم (عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، طه حسين، يوسف إدريس، محمد حسنين هيكل) وآخرون.

وعندما أعود إلى ما قرأته في مرحلة الصبا، أجده خارج العصر، ولا يصلح للقراءة في القرن الحادي والعشرين.

أمامي مؤلفات العقاد، وطه حسين، ولا أجدها تتوافق وإيقاعات ما نحن عليه، وتبين أن لكل فترة زمنية مفرداتها، وإيقاعاتها التعبيرية، فما أنتجه العرب في القرن العشرين، ربما سيذهب مع الريح في القرن الحادي والعشرين.

ذلك أن الكتابة الحقيقية مرآة عصرها، وتجدني أمام كتب إبن سينا والرازي في مأزق، لأنها تحتاج لمعاجم لمفرداتها، وعباراتها متواكبة مع عصرها ولا تعرف عصرنا.

فالأجيال تعطي ما ترشح فيها من أوعية الزمان والمكان، ولا يوجد ما هو خالد ما دام البشر ليس بخالد، والإبداع إبن البشر لا إبن غيره، فما يبدعه البشر إبن عمره.

وعندما يموت البشر يذبل ما قدمه، ويموت بعد حين، مع أن البعض يرى غير ذلك، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالشعر بوصفه الكلام الخالد.

فما نكتبه اليوم لا معنى له في تيار التدفق المعلوماتي الفياض، الجاري في أروقة الحياة الذي يسقي أيامها بالجديد.

يبدو أن عمر الإبداع سيكون أقصر من أعمار إبداعات القرون السابقات، كما أن نسبة المقروئية ستتضاءل لكثرة المطروح للقراءة، فالكتابات أصبحت مبتذلة، والسطور محشوة بما يحلو لمن يكتب وينشر بسرعة غير معهودة.

في السابق كان المنشور ينتظر أسابيعا وأشهرا ليظهر في صحيفة ، أما اليوم فبسرعة البرق يصل إلى الموقع الذي يراد له أن يكون على صفحاته.

هذه الدوامة العارمة أوجدت شعورا لدى الكتاب بأنهم يكتبون على وجه الماء، والتماحي قوة قاهرة، تزيح الموجود وتأتي بجديد آخر يتأهل للإنمحاق الأكيد.

وهكذا نحن في دوامة دوران ناعورية شديدة العنفوان، لكنها تروي لباب الرؤوس وتملأ النفوس بطاقات تدفعها إلى واقع جديد.

فهل نَكتُبْ أم نُكتَب؟!!

***

د. صادق السامرائي

  

المعارك بالأسلحة الثقيلة تتواصل في السودان في مناطق عديدة، فيما يتدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع، وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملأها أيضا الآليات العسكرية ،في وقت يصعب فيه تشخيص الوضع على الأرض. وهكذا يجري تدمير السودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة "الصوملة"، في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، بينما تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية.

وهكذا عندما تفقد الوطنية مفهومها ويغلب صراع فقدان الضمير في أي بلد يحرق الأخضر واليابس وعندما تطغى المصالح الشخصية في الحكومات على حماية مؤسسات البلد يكون سلاح الدم هو الحاكم ونحن في العراق عشنا مثل هذه المرحلة ولازلنا نتذوق مرارتها وما يجري اليوم من تدمير للسودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة المتهاوية في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، و تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية، والحل عبر حوار أمراء الحرب لن تجدي نفعا، ولن تجد دعوات الحوار أي صدى من أصحاب المصالح، وفي حالة إنتصار أي منهما لن تتوقف المأساة، فلو إنتصرت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ستواصل وحدات من الجيش القتال، لرفضها تولي حميدتي، وفي الة إنتصار الجيش لن يستطيع بسط سيطرته على الأطراف وكثير من المناطق، ولا حل إلا بحراك شعبي يدعو للسلام والحكم الوطني الديمقراطي، ويطالب بتنحية كل من أشعلوا الحرب، وامتداداتها المدنية، وكل من يتلقون التمويل سواء من دول الخليج أو أوروبا، ورغم صعوبة هذا الطرح فإنه الطريق الصعب هو الحل الوحيد لخروج السودان من محنته القاسية.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

 

الحديث الثاني: تنمية المهارات القيادية والعمل الجماعي:

وعن أبي سعيد " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم "رواه أبو داود.

فمن خلال هذا الحديث وحسب الدكتور سعد الله المحمدي أن السنة النبوية اعتنت بتنمية المهارات القيادية، والعمل الجماعيِّ، وبإعداد فريقِ عملٍ حتى في أصغر الحالات؛ وذلك لأنَّ العمل بروح الفريق سرٌّ من أسرار النجاح، ويحقِّق الأهدافَ المشتركة، ولا أدلَّ على ذلك من أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعيين أميرٍ في السفر حيث يقول: (إذا خَرَج ثلاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحدَهم)؛ [السلسلة الصحيحة: 1322].

فمن خلال هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم على تعيين أمير أو قائد في سفر فمابلك بأمر عظيم وهذا لأهمية القيادة في إدارة الأفراد والمؤسسات والدول

فالقيادة هي القدرة على التأثير في الأفراد لجعلهم يرغبون في أنجاز أهداف المجموعة والقائد الناجح يمتلك كثيرا من المهارات القيادية التي عن طريقها يؤثر في الآخرين ويقودهم نحو تحقيق الأهداف المرسومة ..

- التواصل الجيد مع الغير: يجب أن يكون القائد لديه قدرة على التواصل مع غيره وشرح ما يريد تنفيذه بشكل جيد لفريقه.

- القدرة على بناء فريق عمل: ...

- الثقة بالنفس: ...

- التحلي بروح الدعابة: ...

- التواضع: ...

- الإنسانية: ...

- النشاط الدائم:

بهذه الصفات القيادية يمكن للقائد أن ينمي حب العمل الجماعي لدى أتباعه ويجعلهم أكثر ولاء لمؤسستهم أو منظمتهم يسعون بكل ما لملكونه من قوة لتحقيق التقدم والنجاح والفوز.

*** 

الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري:

معمر علي

 

في المثقف اليوم