أقلام حرة
صادق السامرائي: مفردات قيمة الإنسان!!
قيمة الإنسان ليست مفردة خيالية يترنم بها أدعيا السياسة، ويتوهمون بأنها كلمات فاقعة، وخطابات رنانة، ومواعظ فتانة، إنها مفردات بسيطة متعارف عليها في البلدان التي تحترم مواطنيها، وتعزهم ولا تبخس قيمتهم، ومن مفرداتها:
أولا: المستشفى المعاصرة
لا وجود لقيمة الإنسان إذا الخدمات الصحية متردية، فلا يجد مستشفى متطور يقدم له ما يحتاجه من الرعاية الصحية اللازمة، فالخدمات الصحية من أولويات التعبير عن أهمية قيمة الإنسان.
ثانيا: المدرسة الإبتدائية الحديثة
الدول التي لا توفر مدارس إبتدائية معاصرة لأبنائها، تحتقر المواطن، وتدمر المستقبل، لأن المستقبل ببساطة ينمو في دنيا الأطفال، ولهذا توفر المجتمعات المتقدمة أفضل الرعاية للأطفال لأنها تبني المستقبل بهم.
والعديد من دولنا تدمر المستقبل بإهمالها للمدارس الإبتدائية، وتدفع بالأطفال إلى أماكن لا تصلح زرائب للحيوانات وتسميها مدارس لفلذات أكباد وطن، وبهذا تقضي على المستقبل الأفضل.
ثالثا: البنى التحتية الراقية
البنى التحتية ركيزة الحياة في البلاد، وإذا لم تكن ذات قوام سليم فالمواطن سيعاني، وسيجد نفسه في محنة يومية قاسية تستنزف جهده وعمره، وينتابه شعور بالذل والهوان والإنكسار.
ومنها طرق المواصلات ووسائلها، وشبكات التصريف الصحي، والجسور والأنفاق، والمرافق الترفيهية، والثقافية والأسواق وغيرها الكثير من متطلبات العيش الرغيد.
رابعا: الماء الصالح للشرب
لا توجد حكومة في دول الدنيا تهتم بمواطنيها ولا توفر لهم الماء الصالح للشرب، فذلك من أولويات مسؤولياتها وواجباتها الخدمية، وهو من ضرورات الحياة السليمة القويمة، لأنه إن لم يكن صالحا للشرب فسيتسبب بأمراض وعلل تكلف الدولة الكثير من الإجراءات الخسرانية.
خامسا: الكهرباء
الكهرباء عصب الحياة، وشريانها الأبهر، ولا تستغني عنها الشعوب ولو لساعات، لأن جميع الأدوات في المنزل ستتعطل، وتنعدم الإضاءة التي تحارب الظلام وتطرد الإجرام.
فأية قيمة لإنسان محروم من الكهرباء على مدى أعوام؟!!
فلا تحدثونا عن أي شيئ قبل أن تستوفي المجتمعات حقوقها الإنسانية، فكل كلام قبل ذلك هراء وبهتان!!
***
د. صادق السامرائي