أقلام حرة

صادق السامرائي: هل الشعراء بكّاؤن؟!!

نصوصنا الشعرية مكتوبة بمداد الدموع والدماء، وتغرف من أغادير اللوعة، ونستلطف نيران الأنين، وتتمادى في التشكي والمظلومية والنواحية، وتمعن بالرثاء والتوجع على الأطلال، والتأكيد على أن الذي فات خير مما هو آت.

ما يعجبنا من الشعر الذي يذم الحياة ويتغنى بالفقدان والحنين للماضيات، فالبارحة في أشعارنا سيدة الكلام.

والمعضلة أن الشعر لا يمكن تعريفه بسهولة، فأصبح القول بأن المكتوب شعر يعتمد على الذي دوّن الكلمات كما يرى على أنها شعر، خصوصا في الزمن الذي إختلط فيه حابلها بنابلها، وما عاد الفرق بين النثر والشعر، وكأن الإيقاع لا قيمة له، والوضوح ضعف، والغموض وإضطراب الأفكار أم الشعر وأبوه.

وبموجب ذلك، صارت البوحيات بأنواعها تُنشر على أنها الشعر، فتقيأ ما فيك على السطور وتوهم بأنك تكتب شعرا.

وما دامت الدموع غزيرة والويلات كثيرة، والأحزان وفيرة، والنفوس كسيرة، فاكتب بأبجديات الوجيع ما تسميه شعرا.

كلمات دامعة، وعبارات نادبة، يتصاعد منها التأوه، وتحترق السطور من حسراتها، وكأننا في مسيرات ندب وعويل، ولا نريد الخروج من خنادق المآسي والويلات المتواليات.

فهل أن الشعر لإرساء وجودنا الكسيح؟

لكي نخرج من ظلمات الأيام، علينا أن نوقد مشاعل إرادتنا، ونحمل شموع الأمل، وعزيمة التفاؤل والإصرار على أن نكون ونعاصر، فلنتحرر من المفردات الداعية للإستسلام والقنوط.

فهل نستطيع الكتابة بمداد الحياة الحرة الكريمة؟

وليسمي مَن يكتب، ما يسطره كما يشاء!!

وهل أضحى الشعر هذياننا؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم