حوارات عامة

د. آمال طرزان تحاور د. محمود محمد علي (1)

حول "وضع المرأة عبر العصور وما تواجهه من تحديات معاصرة"

س- عند بدء حواري مع المثقف الشامل، أود تناول كتاب "الملكة حتشبسوت: امرأة لن ينساها التاريخ" للدكتور محمود محمد علي، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة أسيوط، الذي حقق شهرة واسعة. كيف تمكنت الملكة حتشبسوت من تحدي التقاليد السائدة في مصر القديمة، وما هي أبرز إنجازاتها في مجالات الاقتصاد والحكم والسياسة الخارجية؟ ومن منظوركم، هل يمكن اعتبار المرأة قادرة على القيادة والحكم في جميع العصور؟

ج- دكتورة أمال الكل يعلم كيف شيد الفراعنة حضارة مازالت تعد لغزا محيرا في سجل التاريخ، والملكة حتشبسوت كما يشهد لها الجميع تعد واحدة من أعظم ملكات التاريخ، فهي ملكة ملكات مصر القديمة ودرة تاج مصر الفرعونية، وهي من أقوى حكام مصر على مر العصور والسيدة الوحيدة التي حملت لقب فرعون لأطول مدة من الفراعنة الإناث اللاتي حكمن آنذاك، وأُعتبرت فترة حكمها نقطة تحول محوري في تاريخ مصر القديمة، وتشهد لها آثارها المعمارية الفريدة بعظمة حكمها واهتمامها بالثقافة والفنون، فضلا عن حالة الرخاء التي تميزت بها سنوات حكمها لمصر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة شخصيتها ورجاحة عقلها في إدارة أمور البلاد والعباد، بعكس نساء كثيرين شاء القدر أن يصلوا إلى سدة الحكم ولكنهم فشلن في إكمال المسيرة بسبب ظروف مجتمعية، ومثالي في ذلك شجرة الدر، الملقبة بعصمة الدين أم خليل، والتي تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بمبايعة من المماليك.

 س- هل تمكنت المرأة من فرض وجودها في الحضارات اليونانية والرومانية؟ وما الأسباب التي أدت إلى تباين مكانتها في الحضارة الفرعونية مقارنةً بالحضارتين اليونانية والرومانية؟

ج- ليس صحيحا ما يدعيه البعض من أن المرأة قد حظيت بحقوق أقل من الرجل في الحضارات اليونانية والرومانية من حيث كونها لا يمكنها التصويت، ولا امتلاك الأراضي، ولا التوارث، وهي فقط مجرد مدبرة المنزل ومربية للأطفال، ولذلك حين ننظر لهذا الرأي نجد أنه يشوبه نوع من التعميم، خاصة أنه حين ننظر في دور المرأة في بلاد اليونان القديمة والروماني علينا أن نذكر أن المعلومات المتعلقة بمدن معينة معظمها لمؤلفين ذكور، وفقط في أثنيا وأسبرطة كانت النساء قد تمت معاملتهن بشكل مختلف إلى حد ما عن باقي الولايات اليونانية الأخرى، فمثلا كانت النساء تُفرض عليهن أداء تمارين بدنية مثل الرجال، وكان مسموح لهن امتلاك الأراضي . علاوة على أن منهن من أرتقى بشكل استثنائي فوق القيود المفروضة على المجتمع اليوناني والروماني آنذاك، واكتسبن إشادة دائمة مثل الشاعرة " سافو " من ليسوس، والفيلسوفة " أريتي " من سيرين، والحاكمة والقائدة " جورجو " من سبارتا أسبازيا من أثينا، والطبيبة " أغنوديس" من أثينا".  

س- كيف كان موقف المسيح عليه السلام من المرأة ؟ وما الفرق بين هذا الموقف وموقف آباء الكنيسة في تلك الحقبة؟ وما العوامل التي أدت إلى هذا التباين؟

ج- لا شك في أن السيد المسيح عليه السلام كان يقدر قيمة وعظمة ومكانة المرأة، وليس أدل على ذلك من قصة "المرأة الكنعانية" التي ورد ذكرها في إنجيل "متي" بعد أن داوى أبنتها وهو يختبرها على الفهم الصحيح بعدما قال:" إن رغيف الأبناء لا ينبغي أن يعطى للكلاب "، أجابت المرأة: نعم يا سيدي، لكن حتى الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من طاولة سيدها، فأجابها عيسى: " أيتها المرأة، إن لك إيماناً عظيماً " ( " متَّى " 15 / 22 - 28 ).كذلك نجد أغلب تفسيرات اللاهوتيين المسيحيين المستنيرين تؤكد على النساء والرجال متساوين في الكرامة والقدر، وأن المرأة لا ينبغي أبدا أن تعامل على أنها أقل شأناً من الرجال، وأن هيمنة أحد الجنسين على الآخر خطيئة؛ بينما تجد في تفسيرات اللاهوتيين المسيحيين المتزمتين من يلجأون للتقليل من دور المرأة إلى النظر في أسفار العهد القديم ليكشفوا (مثلا) من خلال "سفر التكوين" إلى استنتاج مفاده أن النساء أقل من الرجال، وأن صورة الله تكون أكثر بهاءً من الرجال عن النساء"، وليس أدل على ذلك مما ذكره القديس أغسطين في كتابه "مدينة الله"، والذي فسر أن سبب الخطيئة الأولى كانت من السيدة حواء زوجة أبونا آدم عليه السلام، وبسببها أضحي الأمر قدرا لا مفر من الخطايا التي تحملنا وزرها نحن البشر إلى قيام الساعة.

س- إذا كانت المرأة في العصر الفرعوني قد وصلت إلى مراتب عالية مثل الملكة والقاضية والكاهنة، فهل تمكنت من تولي مناصب سياسية خلال عصر البعثة؟ وما العوامل التي ساهمت في هذا الوضع؟

ج- لا لم تتمكن المرأة خلال عصر البعثة النبوية ذلك، لكنها قد بليت بلاءً حسناً في الدعوة إلى الله والصبر على أذى المشركين، فكانت خديجة، رضي الله عنها، أول من آمن بالرسالة، وكانت سمية بنت خياط، أمّ عمار بن ياسر، أول شهيدة في الإسلام. وشاركت النسوة الرجال في الهجرة إلى الحبشة. وكان مِن بين مَن بايع رسول الله ﷺ في بيعة العقبة الثانية اثنتان من نساء الأنصار. ثم جاء العهد المدني حيث أقيمت أول دولة إسلامية، وأول مجتمع مسلم؛ فحدثت أول ثورة قانونية واجتماعية جعلت للمرأة مكانة لم يعرفها العرب من قبل، فكانت للرجل نداً، وفي الحياة الاجتماعية شريكاً.

أود الانتقال للحديث عن وضع المرأة في عصرنا الراهن، وفتح نقاش مع المثقف الشامل حول بعض الإشكاليات التي تواجه المرأة المصرية والعربية بشكل عام.

س- رأى خطاب النهضة أن حل مشكلات المرأة ونهضتها مرهون بإشكالية التعليم. من منظور الدكتور "محمود على"، كيف يمكن حل مشكلات المرأة المعاصرة في ظل العولمة والانفتاح الفضائي؟ بمعنى اخر بأي ترتيب يجب أن يبدأ سلم حرية المرأة، (القانون، التعليم، التربية، الإعلام، أو الفن) في هذا العصر؟

ج- صحيح أنا من المؤمنين بأن حل مشكلات المرأة ونهضتها مرهون بإشكالية التعليم، بشرط أن يكون من حق المرأة أن تمارس العلم في ضوء مستجدات الواقع المعاصر، وأن تستفيد من الغرب بوصفه قوَّةً حضارية متقدمة، علميا وتكنولوجيا وصناعيا واقتصاديا وذلك من أجل إقناع «الآخر» بوجهة نظره إلى المرأة، وبأنَّه يقدّم للإنسانية الأنموذج الأفضل والأرقى لتقدم المرأة وبناء شخصيتها، وفي نفس الوقت عليها ألا تنسى مفاهيم الإسلام وثقافته الأصيلة، وأن تستوعب ما عليها من واجبات وما لها من حقوق كي تستطيع الحفاظ على شخصيتها الإسلامية في ظل ضغوط دولية، وخطط مدروسة لتغريب المرأة العربية، ومسخ هويتها الثقافية. كما أنَّه من واجب أهل الفكر والرأي العمل على تثقيف المرأة، وتنمية وعيها، وتفعيل البرامج النسائية التوعوية، ودفعها نحو المشاركة في بناء المجتمع، وتقدّم الأمة، وصنع الحضارة العربية المعاصرة . ومن ثم يكون ترتيب سلم حرية المرأة من التعليم في هذا العصر في ضوء النقد النسوي الذي دعت إليه نوال السعداوي وليلي بلخير في هذا الصدد.

س - ما الأسباب التي أدت إلى تزايد معدل الطلاق في مجتمعاتنا العربية من وجهة نظرك؟ وما رؤيتك للحد من هذه الإشكالية؟

ج- أنا من المؤمنين بأن مشكلة الطلاق تعد من الظواهر التي تمتاز بطابع الخصوصية رغم أن تأثيرها يتعدى الفرد ليشمل المجتمع ككل، فأطراف العلاقة المتضررون من الطلاق يلحق بهم الأذى المعنوي والمادي مدة طويلة، مما يترتب عليه خلل في العلاقة الشخصية والأسرية والاجتماعية. فقد أضحت هذه الظاهرة مشكلة واضحة في مجتمعاتنا، تؤرق حياتنا وتغذي الشقاق بيننا وتمزق نسيج بنائنا الاجتماعي وتجعل منا أناساً عدميين يمتطون صهوة عقلية تجذرت فيها ذكورة متسلطة أفل بريقها بإعلان الطلاق .

 واعتقد بأن الفقر والضخم له دور كبير وبارز في زيادة حالات الطلاق، الأمر الذي جعل كثير من المتزوجين من الذكور غير قادرين على تحمل المسؤولية ؛ ففي الحالة المصرية، يرى مختصون أن السبب الرئيسي للزيادة في حالات الطلاق، التي رصدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، هو السبب الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة، التي يعيشها جل المصريين. ولئن كانت أسباب تزايد حالات الطلاق في مصر والدول العربية، التي تعيش نفس ظروفها الاقتصادية، تعود إلى العامل الاقتصادي بالأساس، فإنها في الدول الخليجية ذات الثراء تبدو مختلفة، حيث يؤكد خبراء القانون والمجتمع هناك على أن غالبية حالات الطلاق تعود بالأساس إلى العنف الأسري، وغياب التكافؤ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.

س- موقف دكتور "محمود على" من قضية تعدد الزوجات، وكيف تؤثر هذه الإشكالية على العلاقة الأسرية من وجهة نظركم؟

ج- تعد قضية تعدد الزوجات من أكثر القضايا المجتمعية إشكالية في عصرنا، حيث شهدت انقساما حولها ليس بين الفقهاء والحقوقيين فحسب بل داخل المؤسسات الفقهية نفسها، بين من يروج لها ويعتبرها من يراها مستحبة وبين من يراها مباحة لكن تشكل استثناء وبين من وجد أنها ما عادت تواكب العصر ويجب أن تعطل وهؤلاء لا يمثلون التيار الغالب، وبعض الفقهاء لجأوا إلى أن الإسلام قيد التعدد ووضع شروط في مقدمتها العدل، وإن استطرد النص ليؤكد استحالة حدوثه وأن التعدد يبقى في نطاق حالات بعينها تستوجب زواج الرجل من آخري حفاظا على الأسرة من التفكك. وفي المقابل ينظر التيار الحداثي باعتباره أخر جيوب ثقافة اجتماعية بائدة تجاوزتها الحضارة الإنسانية وأنه يمثل حضارة إنسانية انتهت بكل ما يمثلها لما له من أضرار اجتماعية ونفسية تنسحب على المرأة وتمثل امتهانا واحتقارا لها وتكريس لفكرة الذكر المهيمن وما بين مؤسسة دينية ترفض منع التعدد وتسعى نحو تقنينه في أفضل الأحوال وفريق حقوقي يرى ضرورة تجريمه باعتباره تهديدا للأسرة والمجتمع يظل الجدل وتبقى الحقيقة تتلمس طريقها نحو العقول.

س - ما رأيك في المادة السادسة عشر من مقترح قانون الأحوال الشخصية الجديد، والتي تمنح الزوجة حق الموافقة أو الاعتراض على زواج زوجها من أخرى؟ كيف يرى المثقف الشامل تأثير هذه المادة على استقرار العلاقات الأسرية والمجتمع بشكل عام؟

ج- أنا ضد هذه المادة ومن المعترضين عليها، لاسيما وأن موضوع التعدد موضوع كبير، كثر فيه الرأي والرأي الآخر (كما اتضح لنا من خلال إجابتي على السؤال السابق)، بين مؤيد ومشكك ومعارض، وأصبح مثارا للنقد والطعن، ومادة للهجوم على الإسلام، ومن هنا فإنني أرى التعدد مباح، وليس واجبا، وليس سنة، وليس حراما، وليس مكروها،، فمن ذا الذي يستطيع أن يعترض عما ورد في سورة النساء "فانكحوا ما طاب بكم من النساء منثى وثلاث ورباع"، ويلغي هذه الآية .. لا شك أن من يحاول إلغائها سيكون مرتدا . ومن هنا فأنا أؤيد التعدد طبقا للآية القرآنية التي تعول على مبدأ العدل، والعدل كما أرى هنا: مادي، وقلبي، فأما المادي فيقصد به النفقات من حيث مراعاة جهاز النفقة من المسكن، والمأكل، والملبس، والعلاج .. إلخ. وأما العدل القلبي فقد علمناه من قول الرسول صلي الله عليه وسلم حين قال:" قال اللهم إنا هذه قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك "، وبناء عليه فأنا أؤيد شرط التوعية في العدالة، ومن ثم أرفض المادة السادسة عشر (من مقترح قانون الأحوال الشخصية الجديد، والتي تمنح الزوجة حق الموافقة أو الاعتراض على زواج زوجها من أخرى )، وذلك لكونها تمثل التفافا حول نص قرآني قائم على القطع . وأما فيما يخص الإخفاء بزواج التعدد حسب قانون الأحوال الشخصية الجديد، فأنا مع هذ الإخفاء بسبب اعتبارات سلامة الأسرة، فليس شرطا في الشريعة الإسلامية أن يُعلم الزوج زوجته الأولى من زوجة ثانية، ومن ثم لا يوجد نص تشريعي يخول للزوج إخطار زوجته الأولى بزواجه من ثانية، إلا في حالة واحدة، وهي أن الزوجة الأولى كانت قد اشترطت عليه في صلب العقد عند إنشاء العقد ألا يتزوج عليها، ومن ثم يكون لها الحق في أن تتخذ الإجراءات القضائية للضرر.

س - ما الدور الذي يلعبه رجال الدين في تشكيل الوعي الجمعي حول وضع المرأة في المجتمعات العربية، وما الآثار الناتجة عن الفهم الخاطئ للنص الديني فيما يتعلق بحقوق المرأة؟

ج- لا شك أن الدور الذي يلعبه رجال الدين في تشكيل الوعي الجمعي حول وضع المرأة في المجتمعات العربية، يتمثل كما ورد في مؤتمر وزارة الأوقاف المصرية والذي دعيت فيه وقلت أنه لابد أن يكون الدور متمثلا فيما يلي:

1- التأكيد على أن المرأة الواعية هي القادرة على صياغة شخصيات مميزة من خلال فهمها لدينها وواقع مجتمعها، فتصبح سلامًا حيث حلت.

2- بيان أن المرأة الواعية إضافة قوية للمجتمع ترسم صورة حية للواقع من خلال دورها المجتمعي الذي تقوم به.

3- بيان أن المرأة المتعلمة المثقفة تعي جيدًا طبيعة الدور الذي يجب أن تقوم به، ما هو على وجه التحديد؟ ما فلسفته ؟ ما النتائج التي تعود على المجتمع عندما يؤدى بإتقان؟ وما هي النتائج التي قد تحدث إذا تم تهميشه؟.

4- التأكيد على دور المرأة في نهضة المجتمع من خلال قدرتها على التغيير الإيجابي، وحضورها الفاعل في مختلف جوانب الحياة.

5- التأكيد على التكامل بين مختلف سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك لدعم وجود المرأة في قلب مسيرة العمل الوطني والدولي، وفي ميادين العمل كافة للمشاركة في اتخاذ القرارات.

6- إلقاء الضوء على ما قامت به الدولة المصرية من تمكين المرأة كتجربة رائدة يبنى عليها في مجال حقوق الإنسان.

7- التنبيه على تنمية الوعي بأهمية قضايا المرأة للمساهمة بدور فعال في مؤسسات المجتمع الحكومي والمدني على حد سواء.

8- إبراز مكانة المرأة في الشريعة الإسلامية ودورها الفاعل في بناء حضارة الرقي والتقدم والازدهار للإنسانية جمعاء ولن يكون ذلك إلا عن طريق بناء الوعي الثقافي والديني والمجتمعي .

9- بيان دور المرأة في إرساء قيم التعايش وصنع السلام في المجتمع.

  وإذا ما تم تفعيل تلك الدعوات تجنبا الآثار الناتجة عن الفهم الخاطئ للنص الديني فيما يتعلق بحقوق المرأة من حيث كونها لا تصلح للعمل ولا يمكنها أن تساوي الرجل في أمور كثيرة منها كما قيل من بعض الحمقى على سبيل المثال لا الحصر:

1- يزن دماغ الرجل 1500 غرام بينما يزن دماغ المرأه 1000 غرام فقط ...لذلك تجد اذكياء العالم هم رجال وليسوا نساء.

2- كذلك يتسع قلب الرجل إلي أكثر من امرأة في نفس الوقت.. بينما بتسع قلب المرأة لرجل واحد فقط. ولذلك شرع الله للرجل أن يتزوج أربع نساء بينما المرأة لا تستطيع إلا أن تحب رجلا واحدا فقط.

3- الرجل يشتغل ويحاول أن يوفر لعائلته كل شيء. بينما المرأة تشتغل لكي تشتري مواد التجميل والعطورات والملابس الفاخرة.

4- الرجل يستطيع أن يفصل بين مشاكله في الشغل ومشاكله في المنزل. بينما المرأة تحركها الهورمونات فتأخذ مشاكل البيت إلي العمل ومشاكل العمل آلي البيت وبالتالي لا تتقن عمل البيت ولا وظيفتها ,

5- الرجل يستطيع أن يتحمل ضغوطات العمل والمشاكل العائلية وتجده يحمل هم الجبال ويبتسم ولا يظهر أي شيء للآخرين. بينما المرأة تنهار أمام أول مشكله.

س- ما مفهوم القوامة كما ورد في الآية "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ..." وما الشروط التي يجب توافرها لتحقيق هذه القوامة؟

ج- بالنسبة لمفهوم القوامة كما ورد في الآية "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"، فقد وجدت أن جمهور الفقهاء يستعملون لفظ القوامة في أحد المعاني الآتية:

1- المعنى الأول: وهي ولاية يعهـد بها القـاضي إلى، القـيم عـلى القـاصر: .ليقوم بما يصلح أمر القاصر في أموره المالية، شخص رشيد.

2- المعنى الثاني: القيم على الوقف، وهي ولاية يقوض بموجبها صاحبها بحفظ المال الموقوف، والعمل على بقاءه صالحا ناميا، بحسب شروط الواقف .

3- المعنى الثالث: القيم على الزوجة، وهي ولاية يفوض بموجبها الزوج لتدبير شئون زوجته، والقيام بما يصلحها، والمعني الأخير هو الذي يتصل بموضوع السؤال .

  وبناء عليه فإن القوامة في نظري تعني: قيام الرجل بمصالح المرأة من الكفالة والرعاية والإنفاق، وبنفس المعنى يمكن تعريف القوامة بأنها ولاية يفوض بموجبها الزوج لتدبير شئون زوجته، والقيام بما يصلحها . وبهذا يتبين أن قوامة الرجل عـلى زوجتـه ما هي إلا تكليف للزوج وتشريف حيث أوجب الشارع على هذا الزوج رعاية زوجته التي ارتبط بها، للزوجة واستحل الاستمتاع بها بالعقد الذي وصفه الله عز وجل بالميثاق الغليظ، حيث قال الله تعالي " وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا" . فهذه القوامة تعد إذن تشريف للمرأة وتكريم لها لأنها تجعلها تحت قـيم يقوم علي شئونها، ويذب عنها بكـل ما أوتي من قـوة، وينظر في مصالحها، ويبذل كل الأسباب المحققة لسعادتها واستقرارها وطمأنتها . في أن، ولعل هذا ما يصحح الفهم الخاطئ لدى كثير من النساء وانتقاص من قدرها، وإلغاء لشخصيتها، القوامة تسلط وقهر للمرأة وكرامتها .

س- في ظل الأوضاع العصيبة التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن، ما التحديات التي تواجهها النساء اثناء النزاعات والحروب، وكيف يمكن للمجتمعات العربية وللمنظمات العربية دعم النساء اللاجئات والنازحات بشكل فعال للتخفيف من معاناتهن وتعزيز حقوقهن في ظل الأزمات الإنسانية الحالية؟

ج- في ظل المآسي الجمة، والصعوبات والتحديات، التي تواجهها النساء اثناء النزاعات والحروب اليوم سواء في عزة ولبنان مثلا، فلابد من التأكيد على أهمية تواصل الربط بين النضال من أجل حقوق المرأة والنضال الوطني من أجل التحرر، فالاثنان مترابطان ومتشابكان إلى حد كبير. لذلك يتوجب على السياسيين وصناع القرار، التأكيد على المبادرات المختلفة المتعلقة بتمكين المرأة لمتابعة دورها الفاعل في المجتمع، كما ويتوجب على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الاستمرار في ضمان المشاركة الفعالة للمرأة في صنع القرار، وإسماع أصوات النساء على مختلف المحافل.

 وأما فيما يخص كيفية دعم النساء اللاجئات والنازحات بشكل فعال للتخفيف من معاناتهن وتعزيز حقوقهن في ظل الأزمات الإنسانية الحالية، فلابد من تفعيل قرار الأمم المتحدة والمتمثل في عدد عدد من التوصيات لحل مشكلات اللاجئين وعلى رأـسها وقف القتال وإعادة اللاجئين لموطنهم. ودعم اللاجئين في مناطق لجوئهم من خلال:

- توحيد إجراءات الإقامة وتيسييرها والأخذ بالاعتبار بمسألة لم شمل العائلات المشتتة بين أكثر من بلد .

- توفير السكن الملائم للاجئين كتقديم منازل مسبقة التجهيز يمكن تثبيتها وفكها بسهولة.o- تقديم الخدمات الطبية التي تعني بالمرأة، وتصميم برامج خاصة لإعادة التأهيل النفسي والصحي للنساء المعنفات كالمختطفات المحررات.

- توفير الكهرباء النظيفة للمخيمات من خلال الطاقة الشمسية .

- الاستثمار في الطاقات البشرية للسيدات اللاجئات ومعاملتهن كفرصة في البلد المضيف بدلا من اعتبارهم عبء .

***

حاورته د. آمال طرزان

 

في المثقف اليوم