أقلام حرة

أقلام حرة

أيهما أهم القراءة أم الكتابة؟!!

الأمر محيّر ويستدعي وقفة متأملة، ذات أبعاد إدراكية فضائية مطلقة.

فهل أن الكتابة تأتي أولا أم القراءة؟

إنها أسئلة صعبة لأن الأجوبة ذات رؤى وتصورات وإنطلاقات لا تنتهي.

يبدو أن الكتابة لا قيمة لها إذا فقدت المقروئية الواعية، الممعنة في كشف جوهر الكلمات وأنوار العبارات.

ترى كيف نقرأ؟

السائد أن القراءة تتم على الإسم، أي إسم الكاتب، فعندما تسأل مَن تعرفهم، يكون الجواب إنه الإسم، وتلك مثلبة معرفية مروعة تعصف بواقعنا المكهرب بالنوازع السلبية.

وهناك العديد من الأسماء المسوّقة الناطقة بأفواه الكراسي، وأصحاب الشأن والسلطان، التي تسعى لخلط حابلها بنابلها، وتشويش وعي الإنسان.

لماذا الإسم أهم من الموضوع؟

لأنه يحمل دلالات ثقافية ويحدد نوعية الرأي المُسبق، المتراكم في رأس القارئ والفاعل في نفسه، أي أن القراءة تكون عاطفية، فالقارئ سيبحث عمّا يسّوغ ما فيه، ولا تهمه الحقيقة والكلمة الصادقة.

وبهذا تكون الكتابات المنحرفة المتحاملة بضاعة رائجة، تساهم بإعداد النفوس اللازمة لتأمين قدرات التحكم بمصير البلاد والعباد في أي دولة.

وتجد الإسم من الموانع العنيدة في شد القارئ للموضوع مهما كان أصيلا، وما يريده أن يقرأ لهذا ولذاك، ممن إمتلكوا مهارات تسويق كتابات الإبتذال والهبوط القيمي والأخلاقي، والتعبير الأسوء عن الدين بإسم الدين.

وبموجب ذلك فالكتابات الناطقة بلسان أمّارات السوء الكامنة في دنيا كاتبها، تنال مقروئية عالية، مما ينجم عنها واقع مدثر بالسيئات.

فهل نكتب لإرضاء المغفلين بفتاوى المتاجرين بدين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

ان السياسة في بلادنا ليست سوى لعبة بوكر أو حسابات ميزانية لم تقر بعد يستغلها الفاسدون لإدارة البلاد وكأنها مزرعة خاصة تقام فيها وليمة عشاء على أنغام طبول غجرية، يريدوننا كائنات خائفةً يسهل حكمها حتى يعبثون بمستقبل بلادنا، بينما يسير العالم بسرعة البرق نحو العولمة والذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء، ونغرق نحن بانتظار رواتب الرعاية الاجتماعية، وصرف رواتب المتقاعدين، والإضافات الخجولة على البطاقة التموينية، ومنحة العيد الموعودة .

نعم ما زال العراق غارق في مسلسل مستوى خابط الذي تبثه قناة الشرقية في شهر رمضان المبارك، ومسلسل معاوية وأبو لؤلؤة الفيروزي قيدا الانتظار من قنوات الفتنة الطائفية، ومسلسل الحجاج الذي لم يعترض عليه أحد، وربما في المستقبل القريب سوف نشاهد مسلسل القائد الضرورة وبطل التحرير القومي (صدام حسين المجيد) وهو يخوض حروبه الدموية ضد جيرانه بعد أن خرق القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية كلها.

وبعد أكثر من عشرين عاماً من شعارات أمة برلمانية واحدة ذات رسالة خالدة وعلمانية- أسلامية زائفة، لم يحدث التغيير الذي نريد.

سوف يتوقف راشد عن الزراعة لأن دول الجوار قطعت المياه عنا أو قننتها بطريقتها الخاصة والطامة الكبرى تجد بعض العراقيين يدافع عنها كأنها أمه التي أرضعته، أما الصناعة فهي شبه ميته لأن المصانع القديمة باتت خاوية على سقوفها، وهناك من يمنع المستثمرين من العمل في العراق ويهددهم لكي يسوق بضاعة أسياده.

أصابتني الدهشة عندما حضرت جانب من الحلقة الحوارية لمناقشة موضوع المصانع الحكومية المتوقفة ومشاريع البنى التحتية المتلكئة في مدينتي والتي أستضيف فيها عضو لجنة الاستثمار النيابية، و رئيس هيئة استثمار المحافظة .. بعد أن تحدث رئيس هيئة الاستثمار رداً على سؤال أحد الأخوة الحضور حين قال (لا يوجد من يرغب بالاستثمار لأنه يتعرض الى التهديد والقتل)، ولكن أخر صدمه بسؤال قاتل حين قال له (هناك من يطلب عمولة كبيرة من المستثمرين يا سيادة الرئيس).

نعم حتى المستشفيات الحكومية التي فيها شفاء للناس ورحمة لم تسلم من التوقف والتهديد لأن هناك من يريد منك السفر الى البرازيل لتلقي العلاج .. وندرج أدناه البعض منها لغرض التذكير ليس غير:

1- مستشفى بغداد التعليمي في مدينة الصدر (الأسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492 سرير

2- مستشفى الألماني في الجادرية- بغداد.

* حجر الاساس 2010

* سعة 400 سرير

3- مستشفى الحرية في بغداد .

* حجر الاساس 2013

* سعة 200 سرير

4- مستشفى الشعب في بغداد .

* حجر الاساس 2013

* سعة 246 سرير

5- مستشفى الفضيلية في بغداد.

* حجر الاساس 2013

* سعة 200 سرير

6- مستشفى النهروان في بغداد .

* حجر الاساس 2011

* سعة 200 سرير

7- مستشفى المعامل في بغداد .

* حجر الاساس 2012

* سعة 127 سرير

8- مستشفى الحسينية في بغداد.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

9- توسعة مستشفى الامام علي في بغداد .

* انطلاق العمل سنة 2011

* توسعة 250 سرير

10- توسعة مستشفى النعمان في بغداد.

* حجر اساس التوسعة 2011

* سعة التوسعة 75 سرير

11- مستشفى الموصل التعليمي.

* حجر الاساس 2012

* سعة 492 سرير

12- مستشفى الهارثة في البصرة .

* حجر الاساس 2012

* سعة 100 سرير

13- مستشفى سفوان في البصرة .

* حجر الاساس 2013

* سعة 100 سرير

14- مستشفى الديوانية التعليمي (الأسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

15- مستشفى الحياة للأمراض النفسية والعقلية في الديوانية.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

16- مستشفى ديالى التعليمي (الاسترالي).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

17_مستشفى السماوة التعليمي (الالماني).

* حجر الاساس 2012

* سعة 492

17- مستشفى الكوت (التركي).

* حجر الاساس 2011

* سعة 492

18- مستشفى الجبايش في ذي قار.

* حجر الاساس 2012

* سعة 100 سرير

19- مستشفى الشطرة للولادة والأطفال في ذي قار.

* حجر الاساس 2013

* سعة 130 سرير

20- مستشفى كربلاء للولادة والأطفال.

* حجر الاساس 2013

* سعة 300 سرير

22- مستشفى حديثة في الانبار.

* حجر الاساس 2012

* سعة 200 سرير

23- مستشفى كركوك التركي.

* حجر الاساس 2012

* سعة 490

24- مستشفى سامراء الالماني .

* حجر الاساس 2013

* سعة 100 سرير

25- مستشفى ميسان التركي .

* حجر الاساس 2009

* سعة 492 سرير

26- مشروع الصيدلة الصناعية في قضاء سامراء/ محافظة صلاح الدين.

* حجر الاساس 2012

وفي كل عام، سيتكرر الأمر ذاته، سنخطئ.. ونتعثر.. وننهض.. ونحاول من جديد، سنخفق.. ونتألم.. ونتعلم، سنتعب.. ونثابر.. ونتظاهر، هكذا هي الحياة، نهار يعقبه ليل، فلا النهار يدوم ولا الليل كذلك، إن لم نحزن فلن نعرف طعم السعادة، وإن لم نخطئ فلن نتعلم، والأهم من ذلك نبقى أقوياء.. أتقياء.. عظماء في أعين أنفسنا حتى لا تكسرنا الحياة .... نحن العراقيون .

***

شاكر عبد موسى/ كاتب وأعلامي

 

حميدتي، لم يسبق له الانتماء الى المؤسسة العسكرية، قام بتشكيل تنظيم مسلح ، منحه عمر البشير رتبة فريق اول، لقيادة قوة اسماها الدعم السريع، ومع مرور الوقت تحالف مع البرهان للإطاحة بالبشير وكانه نوع من رد الجميل ، واليوم يريد ان يسقط قائد الجيش لان البرهان تلكأ في ضم التنظيم الى الجيش ليكون هو الرئيس الفعلي للبلاد.

ساهم بقواته ضمن التحالف العربي في حرب اليمن، لقد اكتسبت قواته بعض الخبرة وبالتأكيد اغدقت عليه السعودية والامارات الاموال ، ما جعله يجلب مختلف انواع الاسلحة ربما تفوق تلك التي يملكها الجيش الوطني، كما ان منتسبيه قد جاوز 40 الفا حسب بعض المصادر.

يسعى الى اظهار نفسه على انه يرغب في تسليم السلطة الى المدنيين، ولكنه حقيقة يرغب في اضفاء صفة الشرعية على قواته يستطيع التحرك بأريحية لتحقيق ماربه في الاستيلاء على السلطة.

البلاد التي ابتليت بما اسموه الربيع العربي وكانت العراق السباقة الى ذلك، أنظمة الحكم بها حاولت استحداث قوة موازية للجيش النظامي، يغلب عليها الطابع القبلي او المذهبي تأتمر بأوامرهم وتكون ذراعهم المسلحة في بسط نفوذهم على البلاد، ومن ثم الاستحواذ على المقدرات الوطنية، بينما يتم تهميش الجيش الوطني ومحاولة تسريح منتسبيه ليكونوا القوة الفاعلة في البلاد.

للأسف الشديد هذا ما حدث في العراق من خلال تسريح الجيش الوطني من قبل بريمر الحاكم الامريكي للعراق، ومن ثم تم تشكيل مجاميع مسلحة تحت اسماء مختلفة، وتوفر لها السلطة مختلف انواع الاسلحة والعتاد واسبغت عليها الشرعية، بينما الجيش الوطني لم يعد له أي دور يذكر، لا يختلف عنه الحال في ليبيا، فلقد تم انشاء ما يربو على المائة فصيل مسلح تم اغراء الشباب العاطلين عن العمل بالمال ليكون هؤلاء وقودا لحروب الزعماء، وبمؤازرة المجتمع الدولي اصبح زعماءها معترف بهم من قبل الدول الكبرى ويستقبلون السفراء الاجانب ويغدقون عليهم الاموال، لقد اصبح لدينا اكثر من (حميدتي) . انه مخطط استعماري يتم تنفيذه بأيد محلية لا تمت الى الوطن بصلة، تهميش المؤسسة العسكرية والامنية يفقد الدولة قدرتها على حماية حدودها والحد من المؤامرات التي تحيكها القوى الاجنبية .

تغول الميلشيات في كل من العراق وليبيا واليمن، افقدها السيطرة على مقدراتها والاستفادة منها ، بل اصبحت الاداة التي يتم من خلالها اهدار المال العام وتغييب القانون، ليعم الفساد مختلف قطاعات الدولة ، والنتيجة تردي الخدمات العامة، وارتفاع الاسعار واثقال كاهل المواطن الذي لم يعد قادرا على الايفاء بالمتطلبات الاساسية للعيش.

قد تسعى القوى الاجنبية المستفيدة من الوضع الراهن في السودان الى حل الازمة العابرة، ولكن ضم الميليشيات الى الجيش الوطني سيضعف قوته ويساهم في تغولها وتكون لها الكلمة الفصل، وبالتالي فانه الدولة القطرية تكون في مهب الريح، وتكون الغلبة للميليشيات الجهوية، وقد تكون النواة لاستحداث كيانات سياسية وفق الرؤى الغربية ضمن سياسة فرّق تسد، أما جامعتنا العربية فهي تعكس حال دولنا المبعثرة، وربما هي ايضا ترغب في ان يكثر اعضاءها لتضاهي المنظمات الاقليمية.نتمنى السلامة للشعب السوداني الذي تم اقتطاع جزء منه بفعل القوى الخارجية.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الكاغد: الورق الذي يكتب عليه

يقال أن الفضل من خالد بن يحيى البرمكي أدخل صناعة الورق إلى بغداد بعد أن عاينها بنفسه في سمرقند.

وكان هارون الرشيد يشجع الكتابة على الكاغد، حتى إنتشرت المفردة بين الناس، وصار للوراقين سوقا فيها مئات الدكاكين لنسخ الكتب، ويذكر أن صناعة الورق إنتشرت في أرجاء الدولة العباسية فيما بعد.

ومضت البشرية تمشي على الورق، وبلغ القرن العشرون ذروته في صناعة الورق، وما جرى عليها من تحسينات، وما أن أزف القرن الحادي والعشرون حتى برزت الشاشة، التي إنشد إليها البشر منذ طفولته، فأصبحت العلاقة معها أشد واقوى مما مع الورق، حتى صرنا في عالم يسعى للتحرر من الورق.

فهل سيموت الكاغد؟

وهل سنستعيض عن الورق بالصفحات الإليكترونية؟

العلاقة بين البشر والكاغد تفاعلية ومعرفية، فهو يذكرنا بقراءة ما مكتوب عليه، أما العلاقة بين البشر والشاشة فعلى ما يبدو إدمانية، لتحفيزها العديد من العُصيبات الدماغية، ويتواصل النظر إليها، لأنها ذات منبهات متجددة ومتنوعة، وهذا الميل الإدماني يساهم في زيادة مدة الإلتصاق بها، وعدم مغادرتها بسهولة، وعليه فأن القراءة في الشاشة ستتفوق على القراءة في الورق.

ومن المعلوم أن الكتابة أصبحت بواسطة (الكي بورد) أي أنها شاشوية، وعليها أن تكون مكتوبة لتقرأ على الشاشة لا على الصفحات الورقية.

فالكتابة المقروءة تكون بحجم الشاشة أو أقل، ليتسنى للقارئ التواصل معها، كما أن المحسنات الفنية واللونية عليها أن تظهر فيها، فنحن نكتب كتابات ورقية يقرؤها الآخرون على الشاشة، بينما يجب أن تتوفر فيها المروّجات اللونية والفنية المتوافقة معها، لا أن تكون باللون الأسود وحسب، وبدون مسوقات فنية، فالكلمة لوحدها لا تكفي لترويج الفكرة.

والكتابة المعاصرة تعكس شروط ومفردات الزمان الذي تُكتب فيه لتحيا وتؤثر.

فهل سنكتب تواكبا مع سمات العصر؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

غريبة هي أخبار هذه البلاد، فبينما تصدر يوميا ملايين من براميل النفط، خرجت علينا وزارة التخطيط لتخبرنا أن ربع سكان العراق يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وان حظوظنا من السعادة لا تزال بعيدة، فيما حظوظ الساسة في تصاعد مستمر، فلا احد يستطيع زخزحتهم من الكراسي . نقرأ في اخبار البلدان السعيدة أن الناخبين في فنلندا عاقبوا رئيسة وزرائهم سانا مارين، واسقطوها في الانتخابات بعد أن نشرت وسائل الإعلام قبل أشهر مقطع فيديو كانت ترقص فيه مع أصدقائها، رغم أن هذه السيدة استطاعت أن تدير شؤون بلادها بكفاءة عالية، ولا أريد أن أخبركم أن فنلندا كانت هذا العام على قائمة الدول الأكثر سعادة، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد الاداري والمالي، والبؤس ودرجات متأخرة في الفرح والسعادة. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا "الديمقراطية "، لا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في فنلندا، رئيسة وزراء فنلندا تؤمن بأنّ الليبرالية ليست شعارات تبث في الفضائيات، ثم يذهب أصحابها مساء كل يوم إلى عشيرته، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً بين العشائر، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الدولة قررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.

يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما تتمناه الدولة بعد مشهد قاذفات تشييع احد رؤساء العشائر، وبعد المعركة الطاحنة التي لا تزال مستمرة في مدينة الناصرية وراح ضحيتها أكثر من 16 شخصا بين قتيل وجريح.

يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق، أرقام الأموال المنهوبة، أرقام الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير، أرقام علينا ألا نقترب منها.

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن البروفيسور والمفكر هيثم الجبوري الذي شارك بسرقة القرن، لا يزال طليقاً يتمتع بالأموال التي "لفلفها" وربما يعود لنا مبتسما في الانتخابات القادمة.

هل نحن نكتب من أجل أن يكون لدينا نموذج مثل رئيس وزراء اسكتلندا المسلم حمزة يوسف الذي قال إنه لن يسمح لإيمانه الشخصي بأن يؤثر على التشريع والقوانين السائدة في اسكتلندا؟، لا. سوف يكون عندنا "روزخونية"، وأعضاء برلمان همهم الوحيد الضحك على ناخبيهم .

***

علي حسين

 

قارع: غالب، صارع

أصبحت القراءة بحاجة لجهد وعناء لتتواصل مع مقال ما، إنها إرادة القرن الحادي والعشرين، التي تفرض آليات وسائل التواصل والتفاعل بأنواعها على البشر.

فالعيون تنجذب للصورة والحدث الجاري أمامها على الشاشة، وغدت القراءة عبئا ثقيلا وهدرا للوقت.

في بداية حياة الصبا تعلمت القراءة السريعة، بعد أن وقع بيدي ما يعلمني ذلك للكاتبة سهير القلماوي، كانت مقالة أو محاورة معها، وفي الأسابيع الأولى من كلية الطب علمنا أستاذنا المصري (طلعت) كيف نقرأ بسرعة.

والقراءة السريعة مهارة تجعلك تقرأ أكثر من كتاب في وقت قصير.

وفي هذا العصر تجدنا أمام كتابات تبعدك عن القراءة، لجهل كتابها بمعنى الكتابة المقرؤة وليس المسطورة.

هناك فرق بين أن نكتب بلا غاية وهدف، وتشعر بالزهو لأنك تملأ السطور بالغث والسمين، وبين أن تكتب ما يُقرأ، ويفيد الآخرين.

الكتابة المسطورة مشاعة ومنتشرة في المواقع والصحف، أما الكتابات المقروءة فهي نادرة.

والعلة بالكاتب لا بالقارئ!!

الكاتب يكتب لنفسه ولبضعة أشخاص يدعون أنفسهم بالنخبة.

ذات مرة كنت في معرض الكتاب في الشارقة، ووجدته مقفرا، فلا يتحرك فيه إلا بضعة عشرات من الناس، وعهدي بمعارض الكتب أنها تعج بالزائرين، ربما معارض بغداد للكتاب في القرن العشرين كانت حالة نادرة حيث مبيعاتها تبلغ ذروتها.

أما اليوم فأسواق الكتب كاسدة، ومعظم ما يسمى بكتاب لا يمت بصلة حقيقية لعالم الكتب، أكثرها حشو، وربما صح وصف الكتاب المعاصر (مكب نفايات) والعهدة على القائل.

فهل يقرأ البشر المعاصر ما هو غثيث؟

الإنسان اليوم أكثر وعيا مئات المرات مما كان عليه في القرن العشرين لقوة الضخ المعلوماتي الدفاق، ووسائل التوضيح وتوصيل المعلومة بأبسط ما يمكن، فالمعرفة مشاعة وما نكتبه اليوم سيفقد قيمته ومعناه في الغد، وإبداع القرن العشرين مضى معه، وإبداعاتنا لا قيمة لها في النصف الثاني من هذا القرن، فكيف نكتب إذن؟!!

***

د-صادق السامرائي

 

اعتقلتْ المباحثُ الفيدراليةُ "إفْ بي أيُ" يومَ الخميسَ الموافقَ / 13 منْ إبرايلْ (جاكْ تيكسيرا) المشتبهُ بهِ بتسريبٍ وثائقَ (البنتاجونَ السريةِ) والتي تحتوي على حواليْ 50 / وثيقةٌ بين "سريةً وسريةً للغايةِ" وكانَ المشتبهُ فيهِ يعملُ في جهازِ الاستخباراتِ الحرسِ الوطنيِ الجويِ الأمريكيِ في ولايةٍ ماساشوستسْ، وتحتوي هذهِ التسريباتِ علي الوضعِ الراهنِ والعملياتِ العسكريةِ في الحربِ الدائرةِ بينَ روسيا وأوكرانيا؛ وتسريباتٌ عنْ" الصينِ والشرقِ الأوسطِ وإسرائيلَ وكوريا الجنوبيةِ وتركيا والهند"ِ وتعدّ أخطرَ التسريباتِ عمليةَ تسريبٍ ظهرتْ للمرةِ الأولى على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ "وتويتر" في مارسَ / الماضي، وكشفتْ عنْ نقاطِ الضعفِ في الجيشِ الأوكرانيِ ومنْ بينِ ما كشفتْ عنهُ الوثائقُ المسربةُ منْ البنتاجونَ، أنَ الدفاعاتِ الجويةَ الأوكرانيةَ تواجهُ خطرَ استنفادِ صواريخها وذخيرتها في غضونِ أسابيعَ، خلالَ حربها ضدَ القواتِ الروسيةِ التي تهاجمُ البلادُ منذُ أكثرَ منْ عامٍ.!!

كذلكَ أظهرتْ مجموعةٌ منْ الوثائقِ السريةِ التي يبدو أنها تتناولُ بالتفصيلِ أسرارُ الأمنِ القوميِ للولاياتِ المتحدةِ والوضعِ في أوكرانيا كذلك الشرقِ الأوسطِ والصينِ، وتمَ نشرُ الوثائقِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ. إلى جانبِ معلوماتٍ عنْ بعضِ الحلفاءِ، منهمْ إسرائيلُ وكوريا الجنوبيةُ وتركيا.. وسيناريو اغتيالِ الرئيسِ الروسيِ والأوكرانيِ... وقالَ: وزيرُ العدلِ الأمريكيِ، ميريكْ جارلاندْ / في تصريحٍ خاصٍ لوكالةِ " رويترز للأنباءِ " أنهُ عملٌ إجراميٌ ويهددُ الأمنُ القوميُ ويعتبرُ أخطرَ التسريباتِ لأسرارِ الولاياتِ المتحدةِ منذُ سنواتٍ، والمرتبطةَ بشكلٍ كبيرٍ بالأزمةِ الأوكرانيةِ؛ وأضافَ وزيرُ العدلِ الأمريكيِ أنَ التحقيقاتِ مستمرةٌ والمشتبهُ فيهِ سيمثلُ أمامَ المحكمةِ، فيما قالتْ الْ " إفْ بي آيً " إنهُ لا يمكنهُ تقديمُ مزيدٍ منْ المعلوماتِ حالياً بشأنَ اعتقالِ المشتبهِ فيهِ بتسريبِ وثائقَ البنتاجونَ السريةِ. كما أكدتْ (وزارةَ الدفاعِ الأمريكيةِ) انها لنْ تناقشَ تفاصيلُ الوثائقِ المسربةِ، بسببَ حساسيتها وتأثيرها على الأمنِ القوميِ؛ وصرحَ المتحدثُ الرسميُ" للبنتاجونَ " أنهمْ يواصلونَ العملُ معَ الوكالاتِ الفيدراليةِ؛ لمعرفةِ حجمِ الضررِ الذي أحدثهُ تسريبُ وثائقَ البنتاجونَ السريةِ، مؤكداً أنَ وزارةَ الدفاعِ تتعاملُ بجديةِ معَ التحقيقِ في قضيةِ الوثائقِ المسربةِ. كذلكَ سلطتْ صحيفةَ " نيويورك تايمزْ " الضوءُ على تسربِ وثائقَ أمريكيةٍ سريةٍ جديدةٍ حولَ أوكرانيا والشرقِ الأوسطِ والصينِ، الأمرُ الذي أثارَ قلقُ البنتاجونَ، بعدٌ وثائقِ أخرى سربتْ مؤخراً عنْ الحربِ في أوكرانيا قبلَ القبضِ عنْ المشبهِ فيهِ (جاكْ تيكسيرا). كما ذكرتْ الصحيفةُ أنَ الوثائقَ المذكورةَ لا تتضمنُ بياناتٍ عنْ أوكرانيا فحسبَ، وإنما أيضا، على مقتطفاتٍ منْ عروضٍ لإيجازاتٍ صحفيةٍ سريةٍ عنْ الصينِ والمسرحِ العسكريِ في منطقةِ الهندِ والمحيطِ الهادئِ والشرقِ الأوسطِ، والإرهابُ فيما قالَ مسؤولٌ آخرُ لمْ يكشفْ عنْ هويتهِ في تصريحٍ يعتبرُ خطير أنَ بعضَ الوثائقِ كانتْ على الأرجحِ متاحةً لآلافِ الأشخاصِ منْ حاملي التصاريحِ الأمنيةِ الصادرةِ منْ الولاياتِ المتحدةِ وحلفائها على الرغمِ منْ كونها شديدةً الحساسيةِ، وقالَ إنَ عددَ الأشخاصِ الذينَ تمكنوا منْ الوصولِ إلى وثائقَ البنتاجونَ السريةِ، يؤكدَ أنَ المعلوماتِ الحساسةَ ربما تمتْ مشاركتها على نطاقٍ واسعٍ معَ أفرادٍ غيرِ مخولٍ لهمْ الوصولُ إلى هذا المستوى منْ الوثائقِ السريةِ للأمنِ القوميِ الأمريكيِ... هلْ تداعياتُ هذهِ الوثائقِ سوفَ تؤثرُ علَ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ معَ دولٍ صديقةٍ...؟!

***

محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ

كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ ومتخصصٌ في علمِ الجيوسياسيةِ

 

أظن أن مَن يكتب لا بد أن تساءل يوما: لماذا أكتب؟!

وكم تساءلت: هل الكتابة موهبة، مرض، عادة، إدمان، صنعة، هواية، أم ماذا؟

ولا أعرف الجواب الأصوب!!

في الإعدادية والكلية كتّابي المفضلين، عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، طه حسين، ومن ثم محمد حسنين هيكل، وأكاد أجزم بأني قرأت جميع ما كتبوه !!

ومن الشعراء أبو تمام، البحتري، إبن المعتز، أحمد شوقي والجواهري.

وما تأثرت بكاتب عراقي، مما يثير إستغرابي وحيرتي!!

قريبي كاتب مولع بجمع الكتب وأحسبه مصاب بوسوسة الكتاب!!

وزميلي يؤلف كتبا ويهديني واحدا كلما أنجز طبعه، وعندما أسأله وماذا تفعل بهذه الكتب، يجيبني بأنه يكدسها في سرداب المنزل!!

فقلت له ذات يوم: أنت مدمن على الكتابة!!

فكأنني أيقظته من غفلته!!

ومن الكتّاب الذين أثاروا إنتباهي عباس محمود العقاد الذي علم نفسه القراءة والكتابة وإنقطع للقراءة والتأليف، وأجاد صنعة الكتابة، وهنا ينهض السؤال هل أن قوة كامنة فيه أخذته بهذا الإتجاه؟

مرة سألت أحد العلماء الكبار لماذا يختار الإنسان طريقا ما، فقال إنها إرادة الجين (الموروث) الكامنة فيه.

ومن الشعراء أبو تمام، وكأنه ولد يكنز دواوين شعر، وبلع ذروته دون الثلاثين، ومات في بداية العقد الخامس، وهو من أكثر الشعراء التي شُرِحَتْ قصائدهم وكتب عنهم.

وعندما أنظر إلى زهير بن أبي سلمى وإبنه كعب والعائلة وما فيها من الشعراء، ينهض سؤال الوراثة في الإبداع والكتابة.

وحينما أسأل نفسي لماذا أكتب، أجدني أتأرجح بين المرض والإدمان والوراثة!!

ولا زلت لا أعرف لماذا يواصل الإنسان تكرار سلوك لا ينفعه بل يضره في أكثر الأحيان؟!!

فهل أن الكتابة مرض مزمن أو إدمان غير قابل للشفاء، أم أن الكاتب قيس والكتابة ليلى؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

عرف تاريخيا باليمن السعيد، انهك ابناؤه جحافل العثمانيين التي حاولت السيطرة عليه، كما فعلت بباقي البلاد العربية واتخذت من الاسلام شعارا، لتوهم الشعوب العربية بانها تدين بالإسلام وانها تسعى الى اعمار البلد وتحسين مستوى معيشة ابنائه، لكن العثمانيين وللأسف، حكموا بلداننا بيد من حديد، واستخدموا ابشع انواع التعذيب بابتداعهم الخوازيق، وتبين انهم اسوأ المستعمرين في التاريخ الحديث

التم شمله في 22 مايو 1990 بعد مباحثات ماراثونية بين المسؤولين في الشطرين، واصبح يمنا واحدا لا اثنين، مفخرة في التاريخ العربي، ونقطة مضيئة على طريق تجسيد الحلم الذي ننشده منذ قرون عن وحدة العرب، لكن اصابته عدوى الربيع العربي، فدب الخلاف المسلح بين ابنائه وتم قتل رئيسه، واصبح هناك من ينادي بالعودة الى الانفصال، إنها ولا شك حجة الانفصاليين الذين لا يريدون العيش المشترك، ايا تكن الظروف فيجب عدم الرجوع الى الوراء، فالتشرذم آفة تضر بالجميع، وتفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي، ومن ثم استباحة اراضيه ليكون ساحة للصراعات الدولية والاقليمية.

لقد ايقن اللاعبون الاقليميون بالساحة اليمنية، أنه في ظل الظروف الدولية ونعني بذلك الحرب في اكرانيا وما احدثته من ازمات اقتصادية ومالية، وسياسة المحاور وبان العالم يسعى لان يكون متعدد الاقطاب، بات عليهم الاحتكام الى صوت العقل، ونبذ العنف لإبعاد المنطقة عن تداعيات الحرب في اكرانيا.

التقارب السعودي الايراني برعاية صينية وجولات عديدة رعتها دول الجوار، وإن جاء متأخرا بعد ثمان سنوات من الاحتراب، الا انه يثبت لكافة الاطراف المتصارعة ان التصالح هو السبيل الوحيد لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة، خاصة وان الحرب استنزفتهم ماديا وبشريا، وأن المستفيد الاوحد هم من ابدوا امتعاضهم وعدم رضاهم من التقارب بين السعودية وايران ونعني بذلك امريكا ومن يدور في فلكها.

تبادل الاسرى بين الطرفين خطوة في الاتجاه الصحيح وبناء الثقة، ورفع ايدي المتدخلين في الشأن اليمني وترك ابنائه وشانهم، ليضمدوا جراهم ويتعالوا عن الماسي، ندرك ان الامر ليس سهلا ولكنه في متناول اليد متى صدقت النوايا، وعدم الانجرار وراء الاطراف الخارجية التي كل هما ان يبقى البلد ممزقا للاستفادة من خيراته، وجعلة بؤرة لتفريخ الارهابيين ونعني بذلك التنظيمات الارهابية لتنظيم الدولة التكفيري، وجماعة الاخوان المسلمين، الذين لا يريدون الاستقرار لليمن.

الهدنة التي تم التوصل اليها بين المتحاربين، صمدت الى حد ما ويجب التعويل عليها بتمديدها، من اجل حل الازمة سياسيا، قد يأخذ الامر بعض الوقت، ومراحل انتقالية يتم خلالها نزع السلاح الخارج عن السيطرة بمساعدة الامم المتحدة، وإعطاء حملته بعض الضمانات، لكي يشعروا بشيء من الامان وعدم التهميش ومن ثم الانخراط في العملية السياسية، بعيدا عن التدخلات الخارجية.

نجزم انها فرصة تاريخية لليمانيين لإعادة بناء دولتهم، والاستفادة من مقدرات بلدهم من النفط والمعادن الثمينة، والتعويض على الشعب الذي عانى لعقود من الفقر والتشرذم. ليستعيد البلد عافيته.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

وصلني مؤخرا خبر دفقت غرابته الأدرينالين في دمي إلى درجة لم استطع، في الوهلة الأولى، تكوين رأى أو موقف تجاهه، وكدت وصمه بالكاذبة لو لم أكن أثق في جدية ومصداقية ناقله الصحفي المسكون بتتبع ومتابعة أخبار العالم، والذي كان ملخصه شبيه بقصة المثل المغربي الدارج: "ماقدو الفيل زيدوه فيلى*"والذي صريح فيه الإمام السعودي السابق لمسجد قباء في المدينة المنورة الشيخ صالح المغامسي، في لقاء تلفزي " عن موضوع "تجديد الخطاب الديني " عبر خلاله عن رغبته الملحة في إنشاء مذهب فقهي جديد مختلف عن سوابقه من المذاهب مواكب لضرورات العصر وتغيراته في التعامل مع الإشكاليات التي يعرفها الخطاب الديني وما نتج عنها من حركات التشدد والتطرف، التي جعلت الشيخ صالح يعتقد أنه لا مخرج من مأزقها إلا بابتكار مذهب جديد وفق معايير لم يعلن عنها بعد. الفكرة التي ردت عليها هيئة كبار علماء السعودية مؤكدة على أنها مجرد رغبة تفتقد للموضوعية والواقعية، وأنها من قبيل الأمنيات التي لا تستقيم بالرجاء، كما يدرك المطلعون على تاريخ نشوء المذاهب الفقهية التي لم تكن قط برغبة من أصحابها، ولا بإرادة مبيتة أو رجاء مسبق أو تخطيط منظم منهم، وكانت استجابة تاريخية لسياقاتها المعرفية وملابساتها التي شارك أئمة المذاهب وتلاميذهم في بنائها منهجياً وتاريخياً، حتى صارت مع الزمن مذاهب تراكمية لم يبتكرها الأئمة وحدهم، بقدر ما كانت صنيع نشاط علمي مستمر للأعمدة البارزين في تلك المذهب، كما كشفت عن ذلك كتب تاريخ الفقه والتراجم، وأيده "بيكون" بقوله: أنه لا يمكن لأي نشاط علمي أن يتطور إلا داخل نموذج فكري أو إدراكي معتمد من طرف أعضاء مجموعة علمية، وهم يشتغلون في إطار من المجابهة العلمية العاقلة، كما حصل مع نشوء المذاهب العقدية والفقهية على وجه التقريب. ومهما كان حجم الخلاف مع الشيخ صالح حول أمله في إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد، فإنني أعتقد أنه لا ينبغي لأي كان أن يحيل ذلك إلى خلاف مشحون بسوء النية واتهام النوايا، لأن خلق مذهبٍ يحل مجمل الإشكالات الفقهية، أو يحد من اختلافاتها، ليس مجرد رغبة أو رجاء الشيخ صالح وحده، بل هو حلم وطوبائية، ينتظره المسلمون من المذاهب الفقهية الموجودة زيادة على ما قدمته للأمة الإسلامية من تراث عظيم مراع لما واجه المجتمع الإسلامي والشعوب الداخلة في الإسلام، سواء في المسائل الحياتية أو الأحكام الشرعية المستنبطة من الأدلة الواردة في القرآن والسنة وفق قواعد وأصول محددة تمثل الاجتهادات الفقهية للمذاهب التي أصبحت رسمية لدى المسلمين، والتي من أشهرها المذاهب الأربعة : المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، إلى جانب غيرها كثير من المذاهب التي يمكن ترتيبها حسب التاريخ والشهرة، كالمذهب الجعفري والمذهب الزيدي والمذهب الإباضي والمذهب الظاهري، وغيرها من المذاهب التي لم تترك شيء في حياتنا إلا وتعرض له من خلال الأحكام المستنبطة، التي قد تختلف قليلا من مذهب إلى آخر، ما يحتم علينا طرح بعض التساؤلات أمثال: أي المذاهب الأربعة على الطريق الصحيح؟.وأي شكل من أشكال المذاهب هو المذهب الذي ينول الشيخ صالح تأسيسه؟ وهل سيكون مذهبه حقا عصا سحرية تحل الإشكالات الفقهية أو حتى تحد منها؟ وسيستطيع إقناع أصحاب المذاهب الأخرى على اختلافها باتباعه والاقتناع به؟ وما هي القوة المعرفية الحجاجية التي يمتلكها لإقناعهم بذلك؟ وهل يستطيع الخروج بأي حال من الأحوال عما هو موجود في أصول وقواعد المذاهب المعتمدة حاليا؟ وغير ذلك من الأسئلة التي لا يتسع المجال لها في هذه المقالة.

***

حميد طولست

.............

هوامش: ـــ ما قدو فيل زادوه فيلة !

يحكى أن ملكاً أتى بفيل إلى مدينته، فكان هذا الفيل يضايق سكان المدينة فقام رجل من الرعية وقال:"يجب أن نتظاهر حتى يخرج الفيل من مدينتا ولا يؤذينا"، وبالفعل تجمع عدد كبير جداً من سكان المدينة استنكارا لوضع الفيل وأظهروا الشعارات المعادية للفيل: "لا للفيل، لا للفيل"، وكان هذا الرجل الثائر في المقدمة. لما اقتربوا من قصر الملك خرج إليه الملك غاضباً قائلاً:"ماذا تريد؟"، فنظر الرجل خلفه فلم يجد إلا عددا بسيطا جداً من سكان المدينة، فقال: "الفيل سعادة الملك"، قال الملك: "ما به؟"، قال: "نريد أن نزوجه بفيلة

 

      

الدروس المستحصلة من محنة ظهور الدواعش مهمة وكبيرة، ويجب ان نقراها جيدا كي لا نقع في نفس المطب مرة اخرى، وهنا احاول سرد ما حدث مع اشارات مهمة، فبعد سنة من فوضى منصات العهر التي انتشرت في المحافظات الساخنة، مع ظهور رجال القاعدة في تلك المنصات، وقابلها ضعف الاجراءات الحكومية، مع تساهل الشريك السياسي الممثل للمكون السني مع الاحداث، بل دافع عنها واعتبرها حق، مع انها كانت تؤسس لفعل مستقبلي مخيف، فالامور لم تكن مجرد تظاهرات، بل خلايا البعث والتكفيريين كانوا يعملون ليل نهار لتنظيم امورهم الى حين ساعة الصفر، فقط كان الخلاف الظهور هل سيكون باسم البعث ام باسم جديد بصبغة اسلامية متطرفة.

وحصل الامر الجسيم.. ففي حزيران من عام 2014 شنت فلول "داعش" حربًا خاطفة على مدن عراقية، وكانت الفاجعة الكبرى بسقوط مدينة الموصل بيد الدواعش، ليأتي زعيمها المجرم أبو بكر البغدادي ويعلن عن اقامة دولة الخلافة في الموصل.

اسباب ظهور داعش

كل الذي حدث هو نتاج تراكمات حكم القوميين والبعث والطاغية صدام، حيث عمدوا وعبر عقود طويلة الى إقصاء الأغلبية الشيعة، واعطاء الامر بيد الاقلية السنية، ثم جاءت أحداث نيسان-2003 لتغيير المعادلة وتضمحل الهيمنة السنية على البلاد، وتصبح مراكز القرار حسب الصناديق الانتخابية مما جعل الاكثرية هي من تحكم، مما جعل اغلب القيادات السنية التي كانت تتنعم في الزمن السابق تعيش حالة من سخط والتخبط، وبرز بينهم الخطاب الطائفي، فصار للمجاهدين المتطرفين السنة قضية مشتركة تجمعهم مع زعماء القبائل وعناصر النظام السابق تتمثل في مقاومة الاحتلال الأمريكي ومن ثم الحكومة الشيعية الجديدة.

ليسطع نجم الارهابي أبي مصعب الزرقاوي الأردني الأصل كأكثر قياديي هذه الحركة وحشية، هو الذي كان قد استقر في العراق منذ عام 2002، ليصبح زعيمًا فاعلاً في التمرد ضد الاحتلال الامريكي وضد الحكومة العراقية المنتخبة، ثم يتحول الى الزعيم الفعلي لحركة التمرد العراقي العربي السني المنقسمة على نفسها.

لكن عام 2006 شهد مصرع الزرقاوي، ليدخل المتطرفين السنة وبقايا البعث والقيادات السنية الساخطة على ضياع الارث في نفق جديد، فما كان يوحدهم اضمحل وانتهى.

إرهاصات عام 2011

الصراع السياسي انتج فوضى سياسية كبيرة، مع استمرار الأعمال الارهابية للقاعدة من جهة، وتصاعد النفس الطائفي من جهة اخرى، ولا يمكن ما أنتجه الفساد من خراب لمؤسسات الدولة، وقد شهد عام 2011 انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وانطلاق شرارة الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، التي قام أبو بكر البغدادي، الزعيم الجديد للقاعدة في العراق بنقل مركز الجماعة إليها. ثم انشق البغدادي عن التنظيم الأم عام 2014، بدعم مخابراتي امريكي غير معلن، وأسس دولته الداعشية في سوريا.

وعمدت السلطة الأمريكية الى اضعاف الجيش العراقي لانها تراه موالي لإيران، فكانت تعمل على تأخير تسليم العراق طائراته التي اشتراها من امريكا، وتأخير في إتمام صفقات التسليح الاخرى، وتسريب معلومات الجيش لمن يدفع، وغض الطرف عن تشكل الدواعش ونشاطهم المريب قبل حزيران-2014، لتأتي أرتال دولة الخرافة الداعشية التي انبثقت في سوريا، وتتمدد على عجل في ضواحي بغداد بداية عام 2014! مفاجأة كبيرة للعالم، وكادت تسقط بغداد بيد الارهابيين وبقايا البعث، لولا فتوى المرجعية الصالحة بالجهاد الكفائي التي كانت خط الصد الأهم في تلك الحرب.

جغرافية دولة الخرافة

عام 2014 يمثل العام الذهبي لدولة الخرافة الداعشية حيث تمكنت من الاستيلاء على ارض واسعة تزيد مساحتها على مائة الف كيلومتر مربع ويعيش فيها أكثر من احد عشر مليون نسمة، وغالبية الأرض كانت في العراق وسوريا، وتنظم لها شبكات إرهابية محلية بالاضافة الى اعلان ولايات جديدة في مصر وليبيا والجزائر والسعودية ونيجيريا وافغانستان كلها تجتمع تحت الراية السوداء، وبعض هذه الولايات المعلنة كان على الورق فقط.

نعم اعلنت بعض الجماعات السلفية الارهابية في تركيا والفلبين وبنغلادش ومالي وتونس واندنوسيا بالولاء للدولة الداعشية و البيعة لخليفتها، وكانت تسعى لإيصال مقاتليها للعراق وسوريا لتعزيز موقف دول الخرافة الداعشية، وضمان سيطرة الجماعة ونشر رسالتها بالعنف، وضم الأفراد والجماعات من المتمردين و الساخطين تحت رايتها.

تغير الأحوال في عام 2015

تغيرت الأحوال في السنة الثانية لدولة الخلافة الداعشية، فمنذ عام 2015 بدأت الدولة الداعشية بخسارة بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها، نتيجة للمقاومة الفاعلة والشرسة من الحشد الشعبي والقوات التي تنظمت نتيجة الفتوى المباركة، بالاضافة لاعادة الروح للقوات الحكومية المحلية (الجيش العراقي)، بعد انكسارات حزيران-2014، بالاضافة لمساهمة جزئية من أمريكا بضربات جوية محدودة، ومساهمة كبيرة وفعالة للجمهورية الاسلامية الايرانية بالتخطيط والقيادة والتسليح، في إحداث تغيير بالمعادلة داخل العراق وسوريا.

وقد جسدت خسارة التنظيم لأراضيه، وخسارة الدعم الشعبي الذي كان يحظى به في المناطق التي استولى عليها، تمثل أكبر التحديات لاستمرار بقاء التنظيم الإرهابي، لذلك غير من خططه عبر محاولة للثأر من أعدائه وإرغام القوات الخارجية على الانسحاب، واستدراج الحكومات الخارجية للمبالغة في ردود فعلها، أملاً بتوسيع امتداد فكره المتطرف، وهكذا استمر العنف كما هو بعد خسارة الجماعة مساحات شاسعة من مناطق سيطرتها.

عدم جدية أمريكا في حرب داعش

كانت ردود الفعل الامريكية ازاء سقوط الموصل ضعيفة ولا تصل لمستوى الحدث، خصوصا ان ما حصل كان بسبب تدخلها في العراق، وحربها ضد داعش لم تكن بمستوى حربها ضد القاعدة، وهذا يدفعنا للتفتيش عن السبب، والحقيقة أن موقف امريكا الضعيف من تنظيم داعش يعود لان تنظيم الخرافة الداعشية لا يمثل اي تهديد لأمريكا، حيث يختلف عن تنظيم القاعدة بعدم رغبته في استهداف عدو بعيد، بل كان ميله عوضًا عن ذلك إلى تشكيل دولة له في الشرق الأوسط بقتل المسلمين الذين يقفون في طريقه.

وهذا الامر مناسب للامريكان الساعين لتفتيت العراق الى ثلاث دول، دولة شيعية في الوسط والجنوب، ودولة سنية في (الأنبار وتكريت والموصل)، ودولة كردية في الشمال (اربيل وسليمانية ودهوك وأجزاء من كركوك وديالى).

***

الكاتب: اسعد عبدالله عبدعلي

 

الازمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها تونس، هي نتيجة تراكمات على مدى عقود وبالأخص العشرية الاخيرة، حيث تربعت منظومة فاسدة على العرش ،وكانت النهضة هي العامل المشترك لجميع الحكومات المتداولة السلطة، توقفت العديد من المصانع ومنها الفوسفات، وقلة الاهتمام بالإنتاج الزراعي الذي يشكل زيت الزيتون والتمور صدارته، وجائحة كورونا العالمية .

عشر سنوات من الفساد المالي ولم تحرك السلطة ساكنة، خاصة وان المفسدين معروفون جيدا ولكنهم يتقاسمون العوائد مع السلطة التي بدورها تقوم بالتغطية عنهم ولم تقدم أي منهم للعدالة، وعندما قامت ثورة التصحيح 25جويلية فر العديد ممن اصبحوا أصحاب رؤوس اموال والاثراء الفاحش.

اقترح السيد رئيس الجمهورية على (التجار) الذين استفادوا كثيرا في ظل تقاعس الاجهزة الرقابية والضبطية عن القيام بدورها، بان يقوموا باستحداث مشاريع عامة تتناسب وحجم الاموال التي تحصلوا عليها بدون وجه حق، تعود بالنفع على الحزينة العامة كنوع من الصلح، وبالتالي يحتفظ هؤلاء بمياه وجههم ومن ثم اعلان التوبة.

البنك الدولي الذي عادة تلتجئ اليه الدول الصغيرة للاقتراض من اجل انعاش اقتصادها وتخفيف اعباء المعيشة على المواطن الا ان البنك الدولي يشترط على الحكومة اتباع سياسة تقشقية،منها رفع الدعم عن العديد من السلع الضرورية ما يثقل كاهل المواطن وما يحدث عنه ادخال البلاد في دوامة العنف، وقد رفض الرئيس سعيد الخضوع لتلك الاملاءات.

المبلغ المطلوب لا يتعدى 2 مليار دولار، وبإمكان الدول الأوروبية بالأخص فرنسا التي لها علاقات مميزة مع تونس وبها الكثير من العمالة المغاربية التي تدير عجلة الانتاج بها، العمل على توفيره بشروط ميسرة، لكن البتك الدولي يعترض على ذلك، ما قد يجعل تونس تطلب المساعدة من دول اخرى ونعني بذلك مجموعة البريكس التي تحاول جاهدة بناء نظام اقتصادي يتخلى تدريجيا عن التعامل بالدولار الامريكي.

لاشك ان الحرب في اكرانيا القت بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمي ما ادى الى ارتفاع اسعار السلع الضرورية ،العالم اليوم يشهد انحصارا شديدا في الموارد الاقتصادية ،ونشاهد افلاس العديد من المؤسسات المالية التي كانت تساهم في النمو الاقتصادي، ما يشير الى ان الازمة الاقتصادية ستستمر، على غرار تلك التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي.

ربما نطرح حلا لمشكلة تونس وغيرها من الدول التي تعاني ازمات اقتصادية بسبب ضعف مواردها، ماذا لو اقدمت الدول العربية الغنية، بتقديم المساعدات وان على هيئة قروض ميسرة ،لتخرج الدول الفقيرة من شبح الجوع واتقاء الفتن ومن ثم عدم اللجوء الى المقترض الاجنبي الذي يسعى حتما الى فرض شرطه المجحفة بحق الدول ومن ثم استعباد شعوبها وجعلها تسير في ركبه المعادي لتطلعات شعوبنا.

ندرك ان الامر ليس صعبا، ولكنه يحتاج الى ارادة سياسية وطنية عروبية، تعي الاخطار المحدقة بأمتنا التي يتكالب عليها الاعداء. على ان تسخر الأموال (القروض) في استحداث مشاريع انتاجية تعود بالنفع على الوطن بدلا من جعلها رواتب لموظفي الدولة ومزايا ومهايا يستفيد منها الحذاق والمتسلقين.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

إصلاح: تقويم، تغيير، تحسين

الأديان كينونات متحجرة متصلدة تتدحرج في نهر البشرية لتأكيد إرادة التصارع وسفك الدماء، وهذا ديدنها منذ الأزل، وبواسطتها يتقاتل البشر وتستعر الحروب والنزاعات الدامية حتى بين أبناء الدين الواحد، لأن التأويلات والتفسيرات تقدد الدين وتحوله إلى مفردات متعادية.

فلا يمكن عمليا إصلاح دين بالمعنى الحقيقي للإصلاح، بل ربما يمكن العمل على إعادة الدين إلى بعض قيمه ومعاييره السلوكية التي من المفترض أن تسود فيه، كما حصل في ديانات متعددة، لكن المعمول به أن الدين يغذي نوازع النفوس الأمارة بالسوء ويطلقها، لقدرته على تبرير خطاياها ومآثمها، ولهذا فأن الأديان تتصف بفترات تمكنت من تجسيد الشر بأقبح معانيه.

وربما لا يوجد دين لم ينطلق بسلوك شرير مرير إلى أوجه، ويتفوق بجرائمه على غيره من الأديان، وكأن الأديان تتنافس في التعبير عن الشر أكثر من التعبير عن الخير والمحبة والرحمة.

هذا واقع الأديان الذي لا نواجهه ولا نتصدى له، ونتدحرج في مهاويه وويلاته، وعندنا من التبريرات والتسويغات ما يحررنا من المسؤولية، ويلقيها على أكتاف الرب الذي نعبده، أو ندّعي ذلك.

الدين العمل، وأعمال الأديان في واقع الدنيا يؤكد أنها توظف ما فيها من القيم والمثل لخدمة الرذيلة ومحاربة الفضيلة، لأنها لا تتفق ورؤيتها لها ولعقيدتها وثوابتها الفكرية والمعرفية، فلكل دين تعريفاته ومصطلحاته ومعانيه التي تتقاطع مع الدين الآخر.

فكيف تصلح ثوابت لو زحزحتها لفقد الدين هويته وذاته؟

لا يوجد سلوك عملي يؤكد أن الإصلاح الديني ينفع البشرية، وقد عانت من ذلك على مدى القرون، فأوجدت حلا واحدا لا بديل عنه، وهو أن يكون الدين للدين وحسب، فلكل دينه وربه وما يراه ويعتقده، وعليه أن يتعايش مع الآخر مهما كان دينه وفهمه للحياة التي عليها أن تستوعب الجميع.

فدع الدين للدين ومارس الحياة فأنها للخلق أجمعين.

***

د. صادق السامرائي

18\11\2020

 

 

الكذب صفة مذمومة، ومع ذلك نجده سلوك يتميز به بعض البشر ويعتاش عليه حيث يعمل هؤلاء على اختلاق الكذبة وتزويقها ومن ثم تسويقها للجمهور على انها انجاز ومكرمة، فهناك جمهور واسع من المنافقين والمنتفعين يتقنون صناعة الكذبة عن وعي ومعرفة ويحرصون على تسويقها لجمهور من السذج وانصاف المتعلمين الذين يطربون للكذبة ويستمتعون في ترويجها ونشرها طبقا للمثل الروماني (مديح الكذاب لذة الغبي)، ومن الأكاذيب التي انتشرت في مجتمعنا في السنوات الاخيرة وافسدت حياتنا هي اختلاق البطولات الوهمية، فالمعروف عن البطولة انها شجاعة فائقة، لا يتصف بها ولا يقدِم عليها الا القليل من البشر، ولهذا فهي فعل نادر الوجود في حياتنا، والبطولة ليست عضلات مفتولة وقوة هائلة على التدمير كالتي تقدمها هذه الأيام افلام الأكشن انما تتجسد في شجاعة الموقف في اللحظات الصعبة والتضحية من أجل الغير وكذلك في الموقف الوطني الخالص البعيد عن التعصب الأعمى والتخندق الغبي في اطاره الحزبي والطائفي والقومي، فالبعض وللأسف صار يضفي صفة البطولة على لصوص وقتلة وعلى من عاش حياته خائفا مهزوما ولكن لمجرد ان هذا المهزوم صرح بكلام ينسجم وثقافة القطيع يتحول بين ليلة وضحاها من شخص متهم بالفساد والجريمة وملعون الى بطل ينبغي الاقتداء به ونسيان تاريخه المشبوه في حين يتنكر هذا البعض للبطولة الحقيقية التي تستحق ان يشار لها بحروف من ذهب وان تعتلي لوائح الشرف وتأخذ المكانة التي تستحقها دون النظر الى اية هوية لها غير الهوية الوطنية.

أيام احتلال تنظيم داعش مدينة الموصل قام هذا التنظيم بأعمال بربرية وهمجية تجاه سكانها وارثها التاريخي والثقافي واقترف بحقهم جرائم يندى لها جبين الانسانية ومنها قيامه بإعدام خمسة أطباء من أهلها وذلك بسبب رفضهم معالجة جرحى التنظيم، ولا اعتقد هناك اثنان منصفان يختلفان على وطنية وبطولة هذا الموقف، فقلة الذين هم على استعداد لمواجهة الموت الحتمي والثبات على موقف انساني ووطني، الا ان هذا الخبر مرّ بصمت وهدء غريبين ولم يسلط الضوء على اسماء ابطاله ومقدار تضحياتها وللأسف توارت هذه البطولة خلف صمت اعلامي شعبي ورسمي وبقينا ننتظر من كتاب الرواية والدراما ان يضعوا نصب اعينهم هذه المواقف والبطولات التي غيبتها السياسة العوراء وان يتخذوا منها مادة لأعمالهم الابداعية من خلال ابرازها واضاءتها واعطاءها ما تستحق من كلمات التمجيد بمثل الحماسة التي يعمل بها البعض في اختلاق الكذبة وصناعة بطولات وهمية لشخصيات كارتونية؟.

***

ثامر الحاج امين

 

 

كان الأنتصار النسبي للمشركين قد حفزهم نحو المعركة الكبرى، معركة الخندق. وابتدأت المناوشات بشكل مختلف هذه المرّة، فقد عبر الخندق عمرو بن ودّ العامري..كبير الشجعان فصاح:

- ألا رجل مبارز؟

فقام علي قائلا لرسول الله:

+ انا له يا رسول الله!

فقال له الرسول:

= انه عمر..اجلس!

ونادى عمرو ثانية، وكان النبي حريصا على ابعاد علي عن سيف عمرو الفتاك.

كان علي يتوسل الى رسول الله، للسماح له بمبارزة عمرو في حين كان عمرو فخورا، متبجحا، متهجما:

- أين جنتكم التي تزعمون انكم داخلوها اذا قتلتم؟ افلا يريدها أحد منكم؟

ثم نادى ثالثة:

- ولقد بححت من النداء & بجمعكم هل من مبارز؟

فقال علي:

+ أنا له يارسول الله.. فأذن لي!

= انه عمرو!

- وأنا علي بن ابي طالب!

أذن له النبي وألبسه درعه ذات الفضول، وعممه بيده، وودعه بالدعاء:

كان علي يحمل سيفه (ذا الفقار) فتقدم نحوه وانشده قائلا:

+ لا تعجلن فقد اتاك & مجيب صوتك غير عاجز

اني لأرجو ان اقيم & عليك نائحة الجنائـــــــز

واندهش عمرو بن ودّ:

- ومن انت؟

+ علي!

- من عبد مناف؟

+ أبن ابي طالب

فأخذت عمرو الشفقة ..

- أبن اخي..! .كان ابوك صديقا لي ..

+ ياعمرو

- أي ابن اخي!

+ ان قريشا تتحدث عن انك قلت: لا يدعوني أحد الى ثلاث، الا اجبته الى واحدة ..

- نعم، هذا عهدي..

+ اني ادعوك الى الأسلام

- دع هذه.

+ فأني ادعوك الى أن ترجع بمن يتبعك من قريش الى مكة.

- تكف عني وأرجع؟ وتتحدث العرب عن فراري!

+ فأني ادعوك الى البراز راجلا!

- ولم يا ابن أخي؟..غيرك من اعمامك من هو أسنّ منك ..وأني اكره أن اهريق دمك!

+ ولكن والله لا اكره أن أهريق دمك!

يا للغضب!. ما كان عمرو يظن أن أحدا من العرب يتحداه هكذا، فكيف الأمر والمتحدي هذا الفتى؟!

نزل عمرو وعقر فرسه، ثم قصد عليا وضربه بالسيف على رأسه، فقطع السيف الدرقة ووصل الى الرأس.

وبخفة هائلة ضربه علي ضربة قاتلة! ..وصدح التهليل من حناجر المسلمين لحظة انجلى الغبار!، فيما اصيب المشركون بالذعر..وانشد حسان بن ثابت يمتدح ما فعله علي (لقد شفيت بنو جمح من عمرو...)

وحين وصل خبر مقتل عمرو الى اخته قالت: من الذي اجترأ عليه؟. فقالوا:علي بن ابي طالب.فقالت: لم يعد موته الا على يد كفو كريم، وانشأت تقول:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله & لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكن قاتله من لا يعــــــاب به & وكان أبوه يدعى بيضة البلد.

وكانت تلك المعركة هي التي خلدت مقولة العرب:

(لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي).

***

د. قاسم حسين صالح

 

كان العلم ولا يزال وسيظلُ أهم مقومات نهضة الأمم ورقيها. وسيبقى العلماء هم صفوة المجتمع، وأساس تماسكه ورقيه.

والمجتمع يحتاج الى العلماء، في جميع ميادين المعرفة والفكر والطب والاقتصاد والتكنولوجية..

والعلم يقوم على أسس وقواعد يتعارف ُعليها أهل ذلك العلم ودارسوه..

وعلى العالم بالإضافة الى تمكنه في الميدان الذّي اختاره وتابع دراسته والتخصص فيه وممارسته له،أن يتحلى بصفات ذكرها العلماء وعددوها وأسموها بأخلاق العالم أو الأخلاق العلمية..

أهمها شكر نعمة العلم، فهو من أعظم النعم، ولا يكون الشكر إلا بالتواضع والتسامح وليس بالتكبر والتعصب للرأي أو النظرية العلمية، فآفة العلم هي التكبر وإعجاب المرء بنفسه. فالعلم قد ينحبسُ وتضيع ُفوائده ومراميه ومزاياه بالتكبر والغرور..

والعالم كما عليه أن يجتهد في البحث والدراسة عليه أن يجتهد أيضا في أن يبتعد عن الخصومة وأن لا يفرح أبداً بالانتصار على خصمه في نقاش فكري أو جدال علمي حول فرضية أو نظرية علمية.

وعلى الإنسان أن يتعلم لا لكي يتباهى أو لأجل الخصومة، فالعلماء الكبار واسعوا العلم والمعرفة، في الشرق والغرب دائما يكونون بعيدين عن التباهي، فثناء الناس على العموم يُؤدي الى الغرور، أما بالنسبة الى العلماء فيجعلون منه محفزّاً للمزيد من النجاح والجدية في الدراسة والبحث..

فحب العلم يكون لذاته، ويكون لنفع الوطن والأمة أو الإنسانية..

وبالطبع تكون أعلى مراتب العلم ما كان لوجه الله، فيكون أعظم أثراً في الفرد والمجتمع..

***

بقلم عبد القادر رالة

 

منذ تشكيل الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، في تشرين الأول من العام الماضي، وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر، تبنت هذه الحكومة أولويات وضعتها في مقدمة برامجها، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي تقوم بها الحكومة، وهي واضحة للعيان ولا يمكن انكارها، إلا إن هناك بعض الأمور، التي من شانها إن تضع النقاط على الحروف، في مسيرتها نحو الاستقرار السياسي.

أن من أبرز التحديات التي تواجه الدولة العراقية، هو الملف الاقتصادي، والتي تتعلق بطريقة معالجة البنى الاقتصادية للدولة من جانب، وتحمل المسؤولية التنفيذية في معالجة هذا الإخفاق من جانب آخر.. فعلى الجميع تحمل المسؤولية في مواجهة التحدي الاقتصادي الخطير، الذي يتأثر بالزيادة السكانية الكبيرة، مع تراجع وتغير في الموارد الطبيعية، ومن أبرزها الجفاف والتصحر والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية المتوالية التي يعانيها العالم اليوم.

المسؤولية لا تقع فقط على الجهاز التنفيذي، بل هي مسؤولية مشتركة بين جميع القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، فيتطلب من الجميع التكاتف، وإعطاء الأولوية القصوى، في مواجهة هذا التحدي، الذي يمس قوت شعبنا ومستقبل أجيالنا..

كما أنه أمام هذه التحديات، ينبغي إن تكون هناك رؤية اقتصادية واضحة، وخطوات أصلاحية جريئة، إذ لايمكن أن تكون هناك خطوات تصحيحية، ما لم يكن هناك دعم وتعاون مجتمعي، يعي أهمية التحدي الاقتصادي، وخطورته المستقبلية على البلاد.

نشر الوعي بين أبناء الشعب، ودفعه للمشاركة في الرؤية الإستراتيجية، لأي خطوة أصلاحية بنيوية، من شأنه أن يقطع الطريق أمام المتربصين والمتصيدين، إلى جانب تحديد أسقف زمنية محددة، وبنسب الانجاز لأي مشروع او خطوة أصلاحية لمؤسسات الدولة..

كما ينبغي مصارحة الشعب العراقي، عن أي ملف يمس حياته اليومية، وأولها ملف الطاقة الكهربائية، والذي ينبغي أن يعرف الجميع متى سنصل إلى محلة الاكتفاء الذاتي، من إنتاج الطاقة الكهربائية، وغيرها من مشاريع هي بمساس بحيلة المواطن العراقي .

التحدي الآخر الذي يقف عائقاً أمام الحكومة، هو العمل الجاد والمضني، لأجل إرساء وتدعيم قواعد الاستقرار في البلاد، حيث أستطاع العراق إن يتجاوز ظرفاً صعباً بالغ التعقيد، خصوصاً ونحن نستذكر الذكرى العشرين، لتأسيس النظام الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي في العراق، ونمتلك تجرية سياسية التي تستند على الإرادة الشعبية الواعية، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي الساند والداعم للتجربة الديمقراطية الجديدة..

ياتي هذا الاستقرار من خلال، الوقوف على قراءة الدستور العراقي من جديد، وإجراء التعديلات المطلوبة التي تتسق والمرحلة، وتشريع القوانين الهامة والتي من أبرزها (قانون النفط والغاز، وقانون المحكمة الاتحادية، وقانون المجلس الاتحادي).. وإيجاد الحلول الناجعة للخلافات بين الإقليم والمركز.

تقوية مؤسسات الدولة، وإبراز دور القضاء ودوره المهم في حل الخلافات، والتي ساهمت في إيجاد الأرضية المناسبة للتفاهم والحوار، كما ينبغي إبعاد المؤسسة العسكرية والأمنية بجميع صنوفها، عن أي تجاذبات سياسية، وعدم السماح لأي جهة سياسية بالتدخل في عملها، بالإضافة إلى إيجاد خطاب موحد وواعي ووطني مسؤول، يسهم في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، ويضع يده على نقاط الضعف ومواطن الخلل من أجل معالجتها.

مواصلة الانفتاح العراقي على الوضع الإقليمي والدولي، وتعزیز المشتركات والمصالح المتبادلة، إذ لابد من الحفاظ على المنجز السیاسي المتحقق، على الصعید الإقلیمي والدولي في التواصل مع الجمیع، وتعزیز ذلك بمزید من الحرص والتفاعل، والشراكة المتبادلة مع دول المنطقة.

يبقى الملف الأهم بالوقوف بوجه الظواهر الثقافية السلبية، التي تريد النيل من المعتقد العراقي، وتحارب الموروث النقي الذي تعشقت به الروح العراقية، لانه من شانها إن تهدد أواصر المجتمع وتماسك الأسرة العراقية، حيث باتت تجارة المخدرات، والانحدار القیمي في السلوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خطراً یزید على خطر الإرھاب وداعش، فهناك من یستھدف أمن بلدنا ویعرض شعبنا إلى الضیاع والانحدار نحو الهاوية، بتلك الأدوات القذرة..

***

محمد حسن الساعدي

 

 

هل وصلت لحليف جديد تضمن السيطرة على الإنسان اليمني من خلاله بلغة السياسي؟ هل يوجد من يدمر الإنسان اليمني ويكف عنها ازعاجه واحراق الوقت تاجيج الصراع الطائفي والقبلي والجهوي والمناطقي .

تنظر السعوديه للإنسان اليمني منافس مزعج في الجنوب تاريخيا ثقافيا سياسيا وإصراره على التمسك. بالاعراف التاريخيه القديمة التي لاتجدي في الدول النفطية والدول المتقدمة

ولذلك تعاني من اليمن المتخلف الفقير المحروم من الخروج لواقع اليوم والعاجز عن التحرر من القيود الدينية الكهنوتيه والاوهام والبكائيات. لخدمة وتحقيق مصالح عوائل تحكم اليمن الف منذ الف عام وتستمر في إسقاط اسم اليمن الجمهوري لتضمن تدمير الأنسان

وتنظر إليها السعوديه اليوم وفق مصالحها للسيطرة على الإنسان اليمني والقيام بالدور المطلوب ولا يهمها سوا يحكم أمامي او مقوتي أو شيخ قبلي المهم السيطرة على الإنسان اليمني

تتمثل العوائق السياسية لقيام جمهورية حديثه في جنوب السعودية الغنيه تمشي على خط الدول الكبري وتنجح في تطبيق حقوق الإنسان وطموحاته خطر مباشر على الخليج والتي تفهم وتفسر مثل هذا التغييرات ومخاطرها لو سمحت لها بذلك

يعتبر نجاح الجمهوريه والديمقراطية والحرية والتقدم والازدهار وتطوير النظام الجمهوري والسياسي والفكري خطر حقيقي على الحكام في الخليج لان مثل هذا النجاح سوف لن يتوقف داخل اليمن وتأثيره الأول على الإنسان الخليجي المكبوت الذي يعيش في سجن ويخشي من المعارضه لما يتعرض له من قمع وسجن واذلال لدرجة انه لا يفكر في السياسه مطلقا وإنما يفهم ويؤمن العبوديه ويعكس ذلك على سلوكيات الإنسان الخليجي في السخريه من الشعوب الفقيرة والمحتاجة والتي تعيش أزمات انسانيه.

***

بقلم صالح العجمي

 

الحكام العرب في مجملهم امعنوا في تدمير مقدرات الشعب السوري، انفقوا المليارات باعتراف حمد بن جاسم من اجل اسقاط النظام، لم يسلم البشر والحجر، ملايين المشردين بالخيام بدول الجوار لما يرو على العقد من الزمن، فتح لهم السلطان اردوغان حدود تركيا على مصراعيها للإتيان بأولئك الذين تم غسل ادمغتهم، اطلق عليهم إسلاميون لكنهم بعيدون كل البعد عن الاسلام، يتصرفون بقسوة ضد الشعب السوري فكانت عمليات التنكيل بمختلف فئات الشعب واطيافه، تساندهم في ذلك الفضائيات العميلة لتبرر أعمالهم الاجرامية.

لم يفلح الحكام العرب وأولياء نعمتهم، على مدى عقد من الزمن في اسقاط النظام، تشتت المعارضات المؤدلجة وتلك التي تدعي الوطنية، خفت بريق الاحتجاجات في مختلف المدن والساحات، سقطت اعلام الثورة التي بها رائحة المستعمر على قارعة الطريق التي عبدها السلف بدمائهم الزكية، تلاشت الثورة التي تم تفريخها بمعامل المخابرات الاجنبية، البيئة الوطنية لفظتها، أما قادتها الزائفون فلم يعد لهم وجود، انتهى دورهم، فالعملاء ان لم ينفذوا اجندة اسيادهم، يلقى بهم في مزبلة التاريخ،

الحكام العرب حاولوا بادئ الامر التقرب الى النظام، لأجل احتوائه، وابعاده عمن اعتبروه العدو اللدود لهم، نظام الملالي اصحاب الادمغة المتحجرة، حيث رفعوا عنهم صفة الاسلام، واعتبروهم كفرة فجرة، وأنهم يسعون الى اقامة إمبراطورتيهم على حساب شعوبنا، والاستفادة من خيراتنا، وفي سبيل ذلك قاموا بالتطبيع مع كيان العدو الذي يحتل فلسطين واعتبروه صديقا حميما، لم يعد اماهم سوى دعوته الانضمام الى الجامعة العربية، تلك المؤسسة التي وفي غياب الزعماء العرب الاساسيين اصبحت وبالا على الامة واحد اسباب نكبتها.

الغريب في الامر ان هؤلاء الحكام العرب، الذين حاولوا جاهدين ابعاد النظام السوري عن ايران نجدهم اليوم يهرولون الى طهران والتودد اليها ومحاولة اعادة العلاقات السياسية والاقتصادية معها، ترى لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟ هل ادركوا ان الغرب وعلى راسه امريكا تبتزهم على مدى عقود، ولم تدافع عنهم عندما دكت صواريخ ايران بواسطة الحوثيون، منشاتهم النفطية التي تعتبر المصدر الوحيد لجلب الاموال ومن ثم انعاش الحياة.

ايران المحاصرة على مدى أربعة عقود، لم تتنازل قيد انملة عن حقها في صناعة الأسلحة المختلفة فأصبحت رائدة في مجال تصنيع المسيرات وولوج عالم الذرة، ليقينها التام ان العالم لا يعترف الا بالأقوياء..

ما الذي منع او يمنع العرب رغم امتلاكهم لثروات طائلة وطاقات بشرية متعلمة من الاعتماد على النفس وعدم الاتكاء على الغير، بل ان الاموال التي يستثمرونها في الغرب معرضة للتجميد عند اول هزة (اشكال) سياسية من قبل حكامنا لا تروق للغرب.

هل الحرب في اكرانيا وأثارها الاقتصادية والعسكرية على شعوب المنظفة جعلت ضمائر الحكام العرب تفيق من سباتها، من خلال لم الشمل العربي وان ايران لم تكن يوما عدوا كما صورها الغرب وامريكا، بل يمكن الوصول معها الى تفاهمات من شانها استتباب الامن بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة.

نتمنى ان تعود سوريا الى حضن عربي يشد ازرها ويخفف عنها الماسي التي تسببوا بها. ومن ثم بناء وطن عربي قادر على الحياة ومجابهة الاخطار التي تحدق بالأمة، فالعالم اليوم يعاد تشكيله وفق رؤى متباينة، متعدد الأقطاب .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الإبداع لا يعبّر عن واقع حال، بل نظر وتبصر في مفردات الواقع وعناصره الكفيلة بصياغته والإنتقال به إلى واقع أفضل، وتحقيق الحركة والتوثب والقدرة على التبدل والتواصل مع آليات المكان والزمان.

أما القول بأن الإبداع تعبير عن واقع حال، فيعني الترسيخ والتسويغ والتحميد والإستنقاع والتفسخ والذبول.

ويبدو أن القائلين بذلك يمثلون النمطية التي مضى على سكتها المفكرون والفلاسفة، بإجتهاداتهم وتفسيراتهم وتأويلاتهم وتحليلاتهم المنطلقة من الترسيخية والتسويغية والتبريرية، وإستحضار ما يلزم لتحنيط الواقع الذي من المفروض التصدي له وتحريك مياهه الراكدة.

وقد لعب المفكرون دورهم في تركيد الأمة وتعضيلها وشل قدراتها، وتجدهم يعبرون عن واقع يمعنون بترسيخة وإغلاق منافذ الجريان اللازمة لحركته.

فالمبدع يحرّك ولا يُسكّن، وعليه أن لا يبحث عن المسكنات والمحدرات والتأوهات والبكائيات والرثائيات، ومن واجبه ومسؤوليته أن يوقظ ويمنح الطاقة المعنوية للأجيال لتتوثب نحو مستقبلها الأفضل، بدلا من أن يقدم لنا نصوصا ذات طابع ترقيدي لإرادة الأمة وتقريمٍ لعزيمتها.

فالإبداع الحقيقي يمنح الأمل والقوة والقدرة على الحياة، ويتمكن من تثوير الواقع وضخه بالمفردات السلوكية، الكفيلة بدفعه نحو السامقات وأخذه إلى ذرى الغايات.

والإبداع ثورة بكل معانيها ومقتضياتها الساعية للتغيير، وبدون قدرات التغيير والتثوير فالإبداع يفقد جوهر معناه، وتنتفي الحاجة إليه، لأنه سيكون معوقا ومدمرا.

وواقع حال الأمة أن المبدعين يدمرونها، وينقضون عليها برثائياتهم وبكائياتهم، ودفق أحزانهم وأسفهم وتحسرهم وجلدهم لذاتهم الفردية والجمعية، وبهذا يساهمون في تحطيم وجودها، ومنعها من تنفس هواء الحرية والقوة والرقاء.

فالذي يقدم نصوص بكائية ليس بمبدع!!

والذي يكتب نواحيات ورثائيات ليس بمبدع!!

المبدع أن يكتب بمداد العزيمة والتحدي والإقدام!!

فهل لنا أن نُبْدِعْ؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

ابتليت مذ نعومة أظافري، مثلما أبتلى معي الكثير من أبناء وطني بالكثير من المرويات الكاذبة والملفقة، التي نقرئها ونسمعها من رجال معممين يطلقون على أنفسهم (رجال دين) الهدف منها تشويه صورة العرب والمسلمين الأوائل، واكتساب الجاه والمال والتسلط، لنشر الجهل المقدس المرتبط بمرويّات الدين الملفقة والمصطنعة من قبل المنتفعين وسماسرة الكسب الديني ومعتقدات الناس الساذجة، الذي يُحرم السؤال في أي شأن من شؤون العقائد، بحجة أن السؤال يفضي للتشكيك بالدين، وما عليك سوى السمع والطاعة، تعزيزاً للمقولة الشائعة شعبياً: (ارمِها برأس عالم واطلع منها سالم) .

لكن الاخطر والاكثر بلاءً ووبالاً أن ترى المرويات المقدسة يمنع المساس بها واعتبارها مرويات سماوية، والويل كل الويل من يضع علامات استفهام وتعجب وتشكيك في مضامينها.

ويتهم معارضوها بالألحاد والعلمانية والشيوعية، والانحراف عن الخط الطائفي الذي يروج له هؤلاء الصغار، ممن يسوقون بضاعته للعقول الفقيرة .

ليست المشكلة أن تؤمن بالخرافة، فهذا شأنك، وأنت حر بذلك، لكن أن تبني عليها اعتقادًا ينعكس أفكار وممارسات في الحياة العامة، فتصبح أهدافك تكفير غيرك، واليأس من الحياة، والتفكير بأن الله سوف يبعث لك مخلص دون أن تخلص نفسك من الظلم والجور الذي يحيط بك، هنا تقع الطامة الكبرى.

لقد فُّرض علينا أن نتبع كتب التراث والعقيدة مثلما كتبت منذ صدر الإسلام حتى يومنا هذا عن طريق النقل والاستماع من الإخباريين والأصوليين دون نقاش أو جدال لطريقة تفكيرهم ومنهجهم وفهمهم للعقيدة والدين والتأريخ الإسلامي، والطروحات المروية قبل أكثر من ألف عام، والتي لا تجاري الفكر المتطور للإنسان الجديد في زمن العولمة والتقنية والتكنولوجيا والتطور العلمي.

وتنتابني الحيرة عندما أقرأ عن المذاهب الإسلامية وتمسك الناس بأفكارها الاجتهادية القديمة، مثلما هي عليه، القائمة على تخليد تاريخ الخلفاء والحكام، ويثار داخلي سؤال: لماذا لم يظهر مذهب أسلامي جديد يوحد المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم في عصر الثورة الرقمية؟ بدلاً من نقد القديم ومحاولة ترميم الأفكار السابقة التي عفا عليها الزمن .. هذا السؤال متروك للجميع.

السبب الوحيد برأيي الشخصي هو سيطرة الأنظمة الحاكمة المتعاقبة ومنذ العهد الأموي على مقاليد الحكم الوراثي وبالتالي سيطرتهم على ما يُسمّى بالعلماء والفقهاء (وعاظ السلاطين)، فجعلت منهم مطيّة يسيرون على أفكار ومصالح النظام الحاكم، سواء كان ملكي أو جمهوري، ديمقراطي أم شمولي .

لقد دفعت الشعوب العربية والإسلامية عشرات بل مئات الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين نتيجة تلك الاجتهادات والأفكار الوضعية منذ سقوط الخلافة الراشدة في مدينة الكوفة حتى الآن.

لا أعتقد ان الدين سوف تقوم له قائمة مادام الحكم في بلادنا منهوب ومسلوب ووراثي وسنبقى نجترّ القديم ونبكي على التاريخ ورجالاته وحكومات سادت ثم بادت، لأننا نخاف من التجديد والتنوير وكل مجدد في نظرهم اليوم كافر وزنديق، يجب حجره في غرفة مظلمة ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

لذلك أمست المذاهب عبارة عن فتاوى علماء ورجال دين اجتهدوا في تفسير احكام وشرائع الدين وفق مقاسات اعتقدوا بانها الاصوب والأرجح على العموم، وكل ذلك جرى في زمان يختلف تماما عما يحدث الان، مما جعل رجال الدين هؤلاء يعتمدون على مبدأ القياس للتفسير، ومن هنا نرى أن ايجاد مذهب جديد يساير الواقع المعاش هو أفضل من مذهب قائم على تعديل النصوص الواردة فيه بين فترة وأخرى، بعد رفع القداسة عن ثوابته القابلة للتغير.

بعض العلماء والفقهاء المتنفذين وأصحاب الحوزات الدينية الكبرى في بلادنا احتكروا الدين والمذهب والسياسة على حد سواء، كذلك لم يتركوا اي موضع قدم لأي فكر تنويري مجدد أن يدلوا بدلوه، سوى أصوات ضعيفة تنطلق من بلاد الغربة خوفاً على أنفسها من التصفية الجسدية أو السجن والتعذيب والمطاردة .

لذلك نجد هناك حملة شعواء تُقاد ضد حملة الفكر المجدد للتراث الموروث من قبل بعض رجال الدين وكثير من المؤسسات الدينية التي لا ترضى بهذا التجديد كونه يهز عروشها ومصالحها ومناصبها الدنيوية .. وكما قال المفكر النيبالي بوذا 563-483ق.م (أعبد حجراً لو شئت، لكن لا ترمني به).

***

شاكر عبد موسى/ كاتب وأعلامي

 

نحن نعلم أن كل شيء في الكون له بداية ونقطة انطلاق يتم بعدها الشروع في تطويرها وفق ما يملكه الإنسان من فهم وعلم وإمكانيات فكرية ومادية للحصول على المعرفة والتقدم فأن هذا التطور التكنولوجي الهائل في عصرنا الحالي لا يمكن أن يأتي من فراغ إلا إذا كانت له بدايات بسيطة أو متقدمة ثم يتم تطويرها تقنيا لبناء أفكار علمية جديدة حسب تطور عقل الإنسان ونضجه فكريا وعلميا واستخدامه في التقدم والنهوض والثورة العلمية التكنولوجية . ولو نفتش في الاكتشافات الأثرية للحضارات القديمة وخصوصا في وادي الرافدين ومصر القديمة كانت لهم ثوره حضارية وتقنية وعلمية لا تخلو من الإثارة وهذا ما كشفته لنا التنقيبات الأثرية السومرية والبابلية منها نضيدة لتوليد الكهرباء وصور لطائرات مروحية والقنابل الحربية والمعدات الحديثة والاتصال بالسماء وصور لكائنات فضائية غير معروفة لسكان الأرض البعيدة عن كوكبنا أو وجود مادة الحديد متأخرا على الأرض أو قصص الصعود إلى السماء لأخذ المعرفة منها وغيرها من الأمر التي تثبت أن هناك تواصل مع غير سكان الأرض

أما الآن وخصوصا في السنوات الأخيرة تظهر بين آونة وأخرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز والمواقع الإخبارية صورا موثقة تطرح معلومات غاية في الأهمية ولا يمكن تجاهلها كأن المراد منها هو التمهيد لاستقبال أحداث والتعامل معها بالحقيقة الواقعية وقد تكون حقيقة ثابة أما الآن فهي أخبارا لا يمكن تصديقها أو الوثوق بها للكثير من الناس إلا الذين يحللون ما بين السطور ويبحثون في جذور وأصل هذه المعلومات ومصدرها والغاية منها والسبب في كشفها في هذا التوقيت ومدى تأثيرها على البشرية ومستقبلها فأن المتتبع للأخبار عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى مجاورة لكوكبنا الأرض وأطباق طائرة تظهر بين الحين والآخر وتصورها وكشف دلالات على وجود حضارات تعيش تحت الأرض على شكل تجمعات ومدن متطورة علميا تزاحم وتشاطر كوكبنا وتدلل على وجودها وأنها ليست خيال بقدر ما هي تهيئة العقل البشري حاضرا لاستقبال هذه الكائنات والحضارات التي أكدت عليها كل الحضارات القديمة السومرية والفرعونية وحضارة المايا من قبل أصحاب القدرة على القرار في أدارة العالم برمته والتأثير فيه ولو تتبعنا البرامج العلمية والعاملين على صناعة الأفلام وخصوصا أفلام الخيال العلمي منذ زمن بعيد حيث بدأت هذه السلسلة حوالي سنة 1902بفلم الرحلة إلى القمر وتلته إنتاج أفلام منها فلم في عام 1920ثم سنة 1960 والفلم الرائع أفاتار وكبار السن لديهم المعرفة بذلك فقد كانت مسلسلات وبرامج وأفلام تتحدث وتروي عن وجود كائنات فضائية متطورة علميا بمعدات ذات كفاءة عالية من الدقة ووجود أمراض شديدة الفتك بالإنسان وتصوير معدات عالية التقنية بين يدي الإنسان كنا نعدها ضربا من الخيال العلمي أما الآن في القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثرها حقيقية وواقعية ودخلت في خدمة البشرية والحكومات المتقدمة علميا وتكنولوجيا على سبيل المثال مسلسل ستار تريك وأفلام حرب النجوم وصناعة الروبورت أن كل الأفلام التي أنتجت في هوليود الأمريكية حول الخيال العلمي والمواد الإعلامية التي تتحدث عن وجود كائنات فضائية وعوالم أخرى والسفر إليها عبر بوابات الزمن قد تكون حقيقية لكن التعتيم عليها حاليا والعمل بها في غاية السرية لأسباب لدى تلك الدول علما أن كل الحضارات السابقة طرحت ووثقت هذه الأحداث وخصوصا السومرية والمصرية وغيرها وأن التوقف عن البحث والتنقيب وسرقة الآثار من هذه الدول مستمرة واحتكارها في خزانات الدول المتقدمة وسرقة نفائس هذه الحضارات تجعلنا نشكك في نواياها على وجود أمر مدبر مستقبلا للسيطرة على العالم والانفراد به والهيمنة على الحاضر لبناء المستقبل وقيادته والذي يؤسف ويؤلم أن أصحاب هذه الحضارات يقيمون على أنقاضها وأطلالها بدون الاستفادة من ماضيها الحضاري وأرثها العلمي وتوظيفها لخدمة مجتمعاتها القادمة.

***

ضياء محسن الاسدي

 

لا تزال دور النشر تصدر كل يوم كتباً تتحدث عن بناء الدول، وكيف تكون الدولة العادلة، ورغم أن المرحوم "أفلاطون" حاول قبل 2500 عام أن يخصص للموضوع كتاباً بعنوان "الجمهورية" تاركاً المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي كتب مجلداً ضخماً أطلق عليه "علم السياسة" .

عندما أصر أفلاطون على أن يعلم طلبته أن المدن لا يمكن أن تكون أفضل من حكامها، وقف أرسطو ليقول له: الحاكم الحق هو الذي يبني دولته على خصلتين، العقل والعدل.. في مرات عديدة وأنا أسترجع ما قرأته أتذكر دوماً ما كتبه جان جاك روسو في اعترافاته: "العدالة، ليست علاقة بين إنسان وإنسان، بل بين دولة ومواطنين، شرط ألا يحول الحاكم الأفراد إلى أعداء بمحض الصدفة".

أرجو من القراء الأعزاء إعادة قراءة "جمهورية" أفلاطون، ليكتشفوا كيف أن الحياة يمكن أن يصنعها كتاب واحد.

جرت عادة مؤرخي الفلسفة على أن يصفوا المدينة التي صورها افلاطون في الجمهورية، بأنها أول ما عرف العالم من مدن فاضلة، وكانت غايته الأساسية في محاورة "الجمهورية"، هي البحث عن العدالة وشروط تحقيقها، ثم يعرض لنا مصادر الفساد التي تصيب الدولة والمواطنين وكيف تتدهور الدول فتتحول إلى صورة فاسدة من الحكم.

كلمات افلاطون التي أضاءت أوروبا منذ مئات السنين رسمت خارطة طريق لبلدان قررت أن تتقدم، فيما نحن ومنذ عشرات السنين قررنا أن نتفرج ونعيش في سبات تقطعه بين الحين والآخر خطابات لساسة انتهازيين يرفعون شعار "نحن أو الفوضى"، نعيش معهم وسط أكوام من الخطب والشعارات الفارغة وأعوام سبات في الجهل والتخلّف.

ما الذي علينا أن نتعلمه من أفلاطون؟ يرشدنا صاحب "المحاورات" إلى أن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم فوق القانون.. فالازدهار والتنمية والعدالة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان بأنه لا خيارأمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون السلطة والمال وادوات القتل والتغييب، يخيفون الناس، عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.

أوهام كثيرة يصر البعض على ترويجها من أن العراق لا ينفع معه سوى ساسة يلعبون على الحبال ويعتقدون أن الاقتراب من قلاعهم جريمة،. أدركت الشعوب أن الحل في دولة مؤسسات يديرها حاكم إنسان وليس مسؤولاً "مقدساً" ، تعلمنا الكتب أن السياسي الفاشل لا ينتج سوى الخواء.

سيسخر البعض مني ويقول يارجل ما الذي ذكرك بأفلاطون؟، اعترف ان فكرة العمود الهمني اياها السيد محمد الحلبوسي مشكورا ، فقد كنت استمع اليه وهو يقول بكل اريحية: أن العراق لا يمكن أن يكون جمهورية فاضلة.

***

علي حسين

 

لغة الضاد نبض كينونتي، وإيقاع وجودي، وأنياط فؤادي، ونفحات روحي، وفيض أكواني، ولسان حالي، ومداد مشاعري، وأحاسيس أشواقي، ومنهل وعي وإدراكي، وأنغام همساتي، وألحان أمنياتي، وينبوع أحلامي، وفيها أسرار حياتي.

لغتي الجميلة كتب بها الأولون روائعهم الشعرية والخطابية، ولها فوارسها الذين إختصروا الأزمان فيها، وألغوا الأماكن والمواقع، فشيدوا حضارة معرفية خالدة في أروقة الأيام.

أنشدَ بها جهابذة الأجيال ومنهم: إمرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، وجرير والفرزدق، وأبو تمام والبحتري وإبن المعتز، وأبو نؤاس الذي تمادى بإظهار جمالها في بديعه الخلاب.

ولا تزال النفوس السامية، والأرواح الراقية، والعقول الواعية، تكتب بأحرفها وتنطق أصواتها.

ومن كُتابها الأشاوس عبد الحميد الكاتب، وإبن المقفع، والجاحظ، وآخرون كثر إعتنوا بروعة بيانها.

وقائمة الشعراء تطول، لما قدموه من نصوص تتفوق بجمالها على أروع اللوحات المرسومة بالألوان.

وفي زمننا المبتلى بنا، نسعى لنسف جذورها، والقضاء على سيبويه والفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي وأمثالهم من مناراتها وأنوار وجودها السامق المديد.

وهذا السلوك ينم عن جهل فاضح بقيمة اللغة العربية، ومعالمها الجمالية الواضحة في القرآن، الذي لولا جمال لغته وروائع آياته، لما بقي فعالا في أروقة حياتنا.

نعم إنه جمال اللغة العربية، وكل كلام منطوق أو مكتوب يغفل جمالها، ويتجاهل أسرار روعتها، فإلى ذبول وغياب، ولن يبقى حيا في ربوع الأجيال سوى الكلام الجميل.

فلماذا نردد: " ودع هريرة أن الركب مرتحل .. وهل تطيق وداعا أيها الرجل"

و"دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.. وداوني بالتي كانت هي الداء"

إنه جمال اللغة والمعنى، ومن لا يأتينا بجميل عليه أن يتحلى بالصمت الجميل!!

***

د. صادق السامرائي

7\4\2023

 

كل ما تأملت حياة الإمام علي عليه السلام تشط بي الدروب وأكاد اجانب سواء السبيل لو لا رحمة الله وحب علي فهو رجل فوق الرجال درجة ومسلم لم يشرك بالله لحظة قط ومؤمن وصل إلى مرحلة أن يكون الإيمان كله (علي) ولا أحد سواه وتابع للنبي صلى الله عليه واله لم يختلف معه من الطفولة حتى الوفاة.. لقد كان نفس النبي في أية(المباهلة) وهو منه بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة والمبلغ عنه في سورة (براءة) وحامل لوائه بلا منازع.. شجاعا لم يغلبه رجل في نزال ومحاربا وقائدا لم يهزم في معركة قط ، لكن مايذهلني في علي بن أبي طالب أكثر من هذا هو حديث النبي يوم أعلن للجميع قائلا: (يا علي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) وهذه لعمري شهادة لا تحتاج إلى غيرها مادامت كتب كل الفرق الإسلامية شهدت بها وعليه يصبح من يقدم على علي غيره فهو ليس محبا لعلي من كل من حمل اسم (صحابي) وعاصر النبي وصولا إلى يومنا هذا وأن دولة بني أمية دولة نفاق من معاوية حتى مروان الحمار لانهم كانوا يبغضون عليا ظاهرا ويشتمونه على المنابر علنا ومن حاربه فهو مبغض منافق سواء في معركة الجمل أو صفين أو النهرون حتى وآن كانوا من الأكابر أو المجتهدين إذ ليس من المعقول أن تحب إنسان وتسعى لقتله وتعلن عليه الحرب مع ضعف الحجة التي يدعيها البعض (من أفتى وأصاب فله حسنتان ومن أخطأ له حسنة) لان هذه الحجة لا تصمد أمام العقل والمنطق وحديث الرسول.. لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. لكن لماذا كانوا يبغضون علي وهو لم يزاحمهم على امر من أمور دنياهم ؟ الجواب في منتهى السهولة والواقعية وهو عن الرسول إذ أخبر علي قائلا: ( يا علي لايبغضك إلا ابن زنى) واكده أكثر من صحابي ومنهم جابر بن عبدالله يوم قال: (كنا نعرف طهارة مولد أبنائنا يوم نعرض عليهم حب علي) ومن لايحب علي فهو غير طاهر المولد هذا في البداية وعلي موجود لكن اليوم كيف نعرف المنافق وغير طاهر المولد اكيد ببغضه لعلي وهذا يتجسد بأمور كثيرة فكل من يدعي حب علي بلسانه ويخالفه في سلوكه فهو منافق شاء أو أبى ومن يستولي على حقوق غيره ومن يسرق ويرابي ويحتال ويقتل ويهتك الأعراض ويستاثر بالسلطة ويظلم الناس ولا يقتص لهم من نفسه فهو مشمول بحديث النبي ومبغض لعلي وغير طاهر المولد..

السلام على علي بن أبي طالب يوم ولد ويوم عاش فنارا يعرف بحبه المؤمن ويعرف ببغضه المنافق

السلام على على الذي كانت ولازالت تعرف بحبه النطف الطاهرة وببغضه النطف غير الطاهرة

السلام على المؤمنين المحبين لعلي

السلام على كل النطف التي أحبت علي حق حبه

***

راضي المترفي

 

 

إن اختراع تقنيات الذكاء الاصطناعي قد فتح الباب أمام تحسين عملية تقييم أعمال التلاميذ والطلبة، ولذلك وجب إعادة النظر في المعايير التقليدية ومواكبة التطور التكنولوجي الراهن مما يتيح فرصة لتوفير تقييم أفضل لأداء الطلاب والتلاميذ.

من بين الطرق التي يمكن من خلالها استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم التحصيل الدراسي إنشاء نماذج تعلم آلي متقدمة تستخدم بيانات سابقة لتساهم في تقدم الطالب في الدروس اللاحقة. ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات الطلاب في مختلف المجالات، مثل اللغة والرياضيات والعلوم والتاريخ، مما يوفر فرصا لتحسين تقييم الطلاب وتحليل أوجه القصور في مكتسباتهم.

لكن، يجب الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل التقييم البشري بشكل كامل، بل يمكن استخدامه فقط كأداة لتعزيز وتحسين العملية البيداغوجية التقييمية. ويجب أن تكون هذه التقنيات شفافة ومنصفة، ولا ينبغي أن تتضمن أي تمييز أو تحيز بحق أي فئة من الطلاب على حساب فئة أخرى".

يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ناجع وإيجابي اتباع بعض المبادئ العامة ، مثل ضرورة ضمان الشفافية والعدالة بين جميع الفئات الطلابية ، وتحديد المسؤولية والحفاظ على الخصوصية والأمان، كما يجب أن يتم استخدامه في إطار الأخلاقيات والقوانين المعمول بها.

لا يجب منع استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي على التلاميذ والطلبة الجامعيين بشكل عام، ولكن يجب الاهتمام بتوجيه استخدامهم لهذه التقنيات بشكل صحيح وناجع وفقاً للأهداف البيداغوجية المرجوة والاحتياجات الفردية.

كما يمكن استخدامها كذلك لتحليل البيانات واستنتاج التوقعات في مجالات مختلفة. ولكن، قد يكون هناك خطر في استخدامها لإيجاد الحلول السهلة والسريعة والتي لا تعتمد على المهارات والمعرفة الأساسية.

علاوة على ذلك، يجب الانتباه الشديد لأن بعض التطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تشتمل على محتوى غير مناسب للتلاميذ، لذلك يجب مراقبة استخدامها وتوجيهها للاستخدام الآمن.

من جهة أخرى يجب على الآباء ووأولياء التلاميذ استغلال فوائد الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية، وذلك من خلال استخدام التطبيقات التعليمية والمنصات الرقمية وغيرها من الأدوات التي تساعد على تعزيز المعرفة والمهارات.

حماية خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية للطلاب، وذلك من خلال استخدام منصات تعليمية آمنة وموثوقة والتركيز على تعلم المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل، مثل التفكير النقدي والإبداع والتعلم الذاتي، بجانب المهارات التقنية الأساسية.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم مدروسة جيدًا ومخططة بعناية حتى لا تؤدي إلى تفاقم الفجوة الرقمية بين الطلاب وتقلل من اعتماد التلاميذ على قدراتهم وكفاءاتهم المعرفية وعلى المعلمين وتفقد الجانب الإنساني في العلاقة بينهما.

باختصار هل نتفاءل أو نتشاءم بخصوص استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التحصيل الدراسي والتعليمي في المستقبل؟.

يقينا لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع بل يتوقف ذلك على الظروف المحيطة بالتطبيق الفعلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم في مختلف أسلاكه . فعلى الرغم من أن هذه التقنيات توفر فرصًا كبيرة لتحسين جودة التعليم وزيادة فعاليته، إلا أنه يجب التأكد من أن النتائج النهائية لا تؤثر بشكل سلبي على الطلاب أو المعلمين أو المجتمع بشكل عام.

من أجل ثقافة مغربية رقمية تواكب العصر

***

عبده حقي - كاتب وإعلامي مغربي

 

هل أنت مستغرب من الدعوى التي أقامها المحامي "نبيه الوحش"، أعتذر أقصد المحامي أحمد شهيد الشمري ضد الفنان أحمد وحيد؟، أنا من جانبي لم استغرب حيث شاهدنا كيف تكاتفت العشائر مع الأحزاب ضد مسلسل يقدم شيخ عشيرة يدير عصابة،

وشاهدنا كيف تصرخ نقابة المعلمين إذا ما تم تقديم نقد للمعلم ومثلها تولول نقابة الأطباء والمحامين،. هذه المسلسلات اعتبرها البعض إساءة لمجتمعنا، فنحن مجتمع يخلو من الأخطاء ومحصن ضد الفساد والقتل والسرقة، فمن شاهد منكم موظفاً عراقياً يرتشي؟، أو مسؤولاً يسرق او يحرض على القتل؟، أو حتى شيخ عشيرة يستولي على أملاك الدولة ويثير النزاعات القبلية؟ . هذه مشاهد لا توجد سوى في مخيلة كتاب الدراما "العملاء" . وأنا أقرأ ردود الأفعال على الدعوى التي أقامها السيد المحامي تذكرت ما جرى في مصر قبل أشهر حين اعترض نائب في البرلمان على تقديم مسرحية "المومس الفاضلة" لسارتر لأنها حسب رأيه تنشر الرذيلة ولان اسمها المومس الفاضلة .

طبعا لا أحد يستطيع أن يصادر حرية البعض في الدفاع عن قيم المجتمع، كما يسمونها، كما لا يحق لأحد أن يطلب منهم أن يكفكفوا دموعهم الصناعية وهم يرون المسلسلات العراقية تقدم واقعاً مغايراً للواقع الوردي الذي يعيشه المواطن العراقي، فالدراما العراقية العميلة تريد أن تسيء للتجربة الديمقراطية العراقية التي يشهد لها العالم، ولا نلوم البعض الذي يعتقد أن الدراما تقف حجر عثرة في طريق حل مشاكل العراق، وأنها في الفتنة الطائفية وأنها تعمل على انتشار المخدرات والبطالة وأنها تسببت بمقتل شباب تشرين، وأن الحياة كان يمكن أن يكون لونها "بمبي" لولا إصرار أحمد وحيد على الظهور في شهر رمضان وتقديمه مسلسل "قط أحمر".

يدرك المعترضون على الدراما العراقية بأن العراقيين لا يعيشون عصور الرفاهية وأن ما تقدمه الدراما لا يعادل واحد بالمئة من المأساة التي عاشها المواطن العراقي. ولهذا فان المواطن ربما يختنق من الضحك وهو يستمع لاحاديث عن الأخطار المحدقة بالعراقيين لو شاهدوا هذه المسلسلات على نحو يجعلك تتخيل أننا نعيش في جزيرة معزولة، وأن جيوش الرذيلة وعصابات الضلال تقف على الحدود فى حالة تأهب لافتراسنا وتدميرنا.

للاسف صار الحديث بشأن الدفاع عن القيم والفضيلة في هذه البلاد الغريبة والعجيبة نوعاً من العبث للتغطية على الفشل ، مثله مثل الحديث عن الإصلاح والنزاهة ، وهكذا اكتشفنا أن المسلسلات العراقية لا تريد لنا الاستقرار وتبث أكاذيب تنشرها البلدان الإمبريالية التي دائماً ما تقف في وجه التجربة السياسية الرائدة في العراق . للاسف يعتقد البعض ان تصوير الاخطاء اشبه بارتكاب المعاصي

فليعترض البعض على الدراما وهذا حقهم ، لكن دون أن يشكلوا محاكم تفتيش تنزع عن الفنانيين وطنيتهم وانتماءهم لهذا البلد.

***

علي حسين

 

اكثر من عقد والبلد يشهد انقساما سياسيا حادا ادى الى تدهور الاوضاع الامنية والاحتراب الداخلي مدعوما بأجندات خارجية، تتواجد على الساحة اجهزة استخباراتية تعمل على اطالة الازمة، المتدخلين في الشأن الليبي زودوا اطراف الصراع بمختلف انواع الاسلحة، واخرون رسموا خطوطا حمراء بدماء الشباب العاطل عن العمل لحماية مصالحهم وامنهم القومي، ليبيأ واقعيا اصبحت دولتان على غرار قبرص، الجزء الشرقي لمصر اما الغربي فيتبع تركيا ويعتبرونه ايالة عثمانية.

يبدو ان القوى الدولية تسعى الى انهاء الازمة الليبية التي طال امدها والتفرغ لمهام اخرى خاصة في ظل الحرب في اكرانيا وتعاظم النفوذ الصيني في المنطقة، تشهد البلاد نوع من الانفراجات بسبب توصل الدول الاقليمية ونعني بذلك تركيا ومصر الى تفاهمات بينهما خدمة لمصالحهما المشتركة، وبالتالي اوعزتا الى ممثليهم بالداخل بضرورة السير في ركب التسوية.

المسار العسكري والامني يشهد تطورا بناء من اجل توحيد المؤسستين العسكرية والامنية، والتي بالتأكيد ستكون نواة للم الشمل والعمل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل موفى العام الحالي، والتي تأخرت لعامين كاملين وكان احد اسبابها هو تيار الاسلام السياسي المتشدد (اتحاد ثوار ليبيا) الذي يعرف محليا بتيار المفتي الذي ما انفك يدعو الى سفك الدماء واحداث فتنة بين المناطق.

التيار عقد السبت 11 فبراير 2023 مؤتمرا له بمدينة الزنتان، اعرب من خلاله انه ضد التوافقات التي تحدث وانه الوصي الشرعي على الثورة ومن ثم تقع عليه مسؤولية حمايتها.

بالأمس خرج علينا التيار بانه يعترض على التعديل الــ13 الذي اصدره البرلمان واجازه مجلس الدولة، ربما هناك بعض النقاط العالقة ومنها ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريون، وقد تم تشكيل لجنة (6+6)مناصفة بين مجلسي النواب والدولة لحلحلة الامور وانهاء المراحل الانتقالية، التي نراها انتقامية من الشعب، حيث عانى ولا يزال شتى اصناف الذل والقهر وشظف العيش، كما ان من توالوا على السلطة اهدروا الاموال العامة، وقدموا وعود زائفة للشعب وبالأخص فئة الشباب الذي يتوق الى بناء نفسه وتامين مستقبله عبر القروض من الدولة والتي تنكر لها رئيس الحكومة الدبية بجرة قلم.

الاجتماعات الامنية والعسكرية والكتائب غير المؤدلجة للفرقاء، والتي عقدت بكل من طرابلس وبنغازي، وروح الانسجام والمحبة التي رافقت الاجتماعات، والرغبة الملحة في طي صفحة الماضي، والوصول بالبلاد الى بر الامان، لم ترق لهذا التيار الراديكالي المتشدد الذي يستمد بقاءه من الخلاف بين مكونات المجتمع، وبالتالي نراه يسعى وبكل جهده ان يعرقل المسيرة .

نجزم ان تيار المفتي يغرد خارج السرب، وانه لن يستطيع فعل شيء في ظل التوافق الاقليمي والدولي، وتيقن الاطراف الداخلية انه كفى عبثا بمقدرات الدولة والضحك على الشعب المغلوب على امره وان الاماني التي كانت تراوده، تبخرت بفعل اعمال من يتشدقون بانهم ثوار ليبيا، الذين ينهلون من معين تورا بورا، الفكر الارهابي الذي يكفر كل من لا يتوافق معه، وعلى اعضاء هذا التيار المتشدد الذين يرغبون في استمرار الازمة ان يرحلوا الى اماكن اخرى يجدون فيها مبتغاهم.

نتمنى ان يتوصل الفرقاء الى تفاهمات، تفضي الى انتاج حلول تؤدي الى استتباب الامن والاستقرار وابعاد شبح الحرب والتهجير.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

الخليل بن أحمد الفراهيدي عاش سبعة عقود (100-170) هجرية في البصرة، مؤسس علم العروض، وواضع أول معجم للعربية، وتتلمذ على يده سيبويه والأصمعي، وغيرهم من جهابذة لغة الضاد، يتهمه الحداثيون (النسّاخون لإبداع الآخرين) بأنه إخترع بحور الشعر.

وما فعله أنه درس شعر العرب بمنظار موسيقي، وأظهر إيقاعات النظم وصنفها وأسماها بحورا، فهو لم يخترع وإنما إكتشف وصنف وحسب، أما إتهامه بأنه وضع الشعر في قوالب فلا رصيد له من الواقع.

البحور التي وضعها الفراهيدي هي إيقاعات النفس، ونبضات الأعماق الإنسانية، فكينونتنا الداخلية ذات إيقاعات متنوعة، ولكل عضو في البدن إيقاعه من القلب إلى الدماغ والجهاز الهضمي والتنفسي وغيرها.

وحتى الطيور المغردة أصواتها ذات إيقاعات يمكن تصنيفها وفقا لبحور الشعر.

فلماذا الإتهام الجائر؟

يبدو أن الحداثيين يريدون تسويغ ما فعلوه، أو ذهبوا إليه، فصاروا يسمون أي كلام شعرا، ويرون الحرية وكأنها سراب يطاردونه بالكلمات، وما جاؤوا به سبقهم إليه العرب قبل الإسلام، عندما أظهروا جمال اللغة في الإبداع والتعبير، ويزخر تراث الأمة بأروع النصوص الأدبية ذات الجمال الأخاذ، وما أطلقوا عليها شعرا، فالشعر في عرفهم له ضوابطه، وسارت الأمة على نغماته قرونا تلو قرون.

فلا جديد إن لم يكن مولودا من رحم أصله الإنساني التراثي، أما إستنساخ ما عند الغير وتقليدهم، فتأكيد للتبعية ونضوب الإبداع والخواء المعرفي.

فالتجديد أو التحديث عليه أن ينبع من روائع ما تكنزه الأمة .

فالنصوص المنتشرة، تحليقات في فراغات المجهول، وإبتعاد عن وجع الواقع ومعاناة الجماهير، وفيها هروب واضح وخوف، وعدم القدرة على المواجهة والتحدي، فتتقنع بالغموض والرمز والإبهام، لتأمين آليات الإيهام بأنها الإبداع الجديد.

ولا يجوز نكران مَن أسهموا بإبداعات أصيلة نابعة من صلب جوهر الأمة، لكن السائد نصوص بلا طعم، مكتوبة لبضعة أشخاص يحسبون أنفسهم صفوة المعارف والإبداع، وهم من الغافلين!!

فأين الحداثة يا أمة يتفكرون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

عاد "المدني" سليم الجبوري إلى هواية إطلاق النكات، ففي المرّة الأولى حقق حلم العراقيين بإقامة دولة العدالة الاجتماعية، وفي المرّة الثانية يوقظ في هذه البلاد "المدنية"، وفي المرات الأخيرة خرج علينا ليقول إن الأحزاب الدينية لم تعط الفرصة لتقديم تجربتها الصائبة في الحكم وضرب لنا مثلاً بالغنوشي في تونس ومرسي وأخوانه في مصر.

ولأن سليم الجبوري شخصية ظريفة ولطيفة فقد تنقل بنا وهو يحاور أحمد الملا طلال بين إدانة الأحزاب الدينية التي تولت السلطة منذ عام 2003 وتحكيلها مسؤولية ما جرى، وبين الحديث عن المؤامرات التي تعرض لها الإسلاميون وعن الدولة التي يحلم بها " الحزب الاسلامي العراقي " .. ماذا يخطر ببالك وأنت تستمع إلى السيد سليم الجبوري؟، ستتذكر حتماً ما قاله السيد نوري المالكي قبل أيام من "إن في 2003 لم يكن هناك عراق وتولينا السلطة عندما كانت الخضراء مطوقة". ولا أعرف من كان يطوق الخضراء في ذلك الوقت الذي تسلمت فيه أحزاب المعارضة السلطة في العراق واستلمت المنطقة الخضراء .. ولم يتركنا السيد المالكي حتى يذكرنا بأن "ميزانية العراق كانت 25 ملياراً وارتفعت لـ100 مليار عندما فرضنا الاستقرار".. لكن الغريب لم يخبرنا السيد المالكي كم "100" مليار نهبت وأهدرت خلال العشرين سنة الماضية؟ . وماذا حصد المواطن العراقي من هذه المليارات، ما حجم الصناعة والزراعة والصحة والتعليم؟.

يدفعنا حديث السيد سليم الجبوري إلى الأسى، ليس لأن ما ورد فيه من معلومات وتحليلات يؤشر على الأزمة التي وصل إليها عقل السياسي العراقي، وإنما، لأن ظهور مثل هكذا "خزعبلات" في هذا الوقت بالذات، يجعلنا نؤمن بأننا نعيش عصر الخراب. في كل يوم نسمع حكايات من الشعوب التي لا يحكمها ساسة " دراويش"، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولين بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي وبتفسير " أحاجي " سليم الجبوري، ولهذا لا نتوقف على خبر مثير يقول إن القضاء الأمريكي لا يزال يطارد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لأنه دفع رشوة لامرأة، خبر مضحك بالنسبة للمواطن العراقي، الذي لا يعرف كم مسؤول وسياسي عراقي غير مؤهل، وما هي مؤهلات معظم المسؤولين العراقيين الذين لايزال البعض منهم على كرسي السلطة، وأين ذهبت دعوات الإصلاح التي هتفت بها عالية نصيف ”لامحاصصة بعد اليوم”؟

طوال العشرين سنة الماضية، كان رجال السلطة، يزيدون ويعيدون حكاية أن الانتخابات القادمة، ستكون فتحاً جديداً في الديمقراطية .

إذن، نحن أمام تصريحات وخطابات تدعونا لأن نعيش أبد الدهر مع " الرموز التاريخية" التي رافقت الخراب، منذ أن اخترع إبراهيم الجعفري "معجون المحبة".

***

علي حسين

رغم ما كنت أصبه من نقد هادر على رأس المنظومة الدرامية المغربية بأكملها، فقد شدني شيء مختلف في دراما الأعمال الرمضانية لهذا العام، ودفع بي لتخصيص قسط من وقتي، وتوجيه الكثير من تركيزي وشغفي لمشاهدة أحد مسلسلاتها بعد الإفطار، لما تميز به من ملامح تخرج عما اعتدنا عليه في المسلسلات الرمضانية السابقة، والملمح المتمثل في طغيان الحضور الأنثوي على المسلسلات التلفزية لهذا العام، وسيطرة تاء التأنيث على مجرياتها حاملة أحلام نون النسوة -موضوعات وبطلات - إلى مساحات من التميز في تسليط الضوء على الآثار النفسية والجسدية التي تعاني منها المرأة، والجدة في كسر حاجز صمت المسكوت عنه في عدد ضخم من قضاياها الشائكة المستعصية التي صارت واقعاً ملموساً بحّت الأصوات المنادية بمعالجته، وعييت الجهود العاملة على تخليصها من نحس أعرافه وعاداته وتقاليده المجحفة التي أصبحت قوانين مسلطة تجيز القهروالظلم والحرمان عليها كنصف المجتمع، الذي لم تفلت منه أي إمرأة، فقيرة أو غنية، عزباء أو متزوجة، أم أو جدة، معززا بقسوة الظروف وجبروت التسلط الذكوري، الذي عالجه مخرج مسلسل "كاين ظروف"وجسدته ثلة من الممثلات المغربيات المقتدرات، عبر حبكات درامية رمضانية، أعتقد أنها كانت سلاحاً جديداً في معركة الوعي بالقضايا الحقيقية للمرأة، وملمحاً مهماً في "انتشال الوعي من غفوته ومده بمفاهيم جديدة تقوض البنى الفكرية التقليدية القائمة على العبودية والطاعة المطلقة" – كما قال التنويري ماجد الغرباوي. وستكون تيمة من تيمات تصحيح مسارها و كسر حواجزها، وتحطيم تابوهات الأسئلة العتيقة حول حكم كونها نصف المجتمع، وحجر الزاوية الأكثر تأثيرا وردودها الأكثر عتاقة في التمييز و الإقصاء الممنهج، الذي يفرض على النساء الحضور المكثف، من خلال التشبّه بالرجال على مستوى اللغة والسلوك العدواني وممارسة العنف وإظهار مشاعر الغضب...، كالذي رأيناه في مسلسل "كاين ظروف"والذي دفع الذكور،ممثّلي الرجولة التقليدية، إلى التضامن لمقاومة ذاك «الغزو» النسائي حفاظا على رأس المال الاجتماعي والهوياتي المتمثل في "الذكورة" التي أسسوه على العنف والاحتيال ويكرسها الخطاب الديني

***

حميد طولست

"تتراكم الزبالة بجوار المحلات والبيوت صباح كل يوم في شهر رمضان دوائر البلدية أو أمانة العاصمة غير قادرين على تصريفها ونقلها، نتيجة زيادة النفايات في الشهر الكريم، وقال أحد أصحاب المطاعم: "الزبالة تزيد في رمضان بشكل مبالغ فيه، وتتهافت القطط والكلاب على بقايا الطعام، والناس ترمي مخلفات الطعام في كل مكان ولا تهتم".

ورغم أن الحالة الاقتصادية غير مرضية للكثير من العراقيين، لكنهم لا يتخلون عن عاداتهم الشرائية في شهر رمضان، فيزيد إهدار الطعام وتتكاثر النفايات العضوية والبلاستيكية في الشوارع.. رمضان شهر في السنة كلها، لا غنى عن الإكثار من تناول اللحوم والدجاج والأسماك، إلى جانب البقوليات والعصائر.

وتشكل أزمة إهدار الطعام في بلدانا العربية مشكلة كبيرة، إذ ذكرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن المواطن في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يهدر سنوياً ما يقرب من 250 كيلوغراماً من الغذاء أي ما يعادل حوالى 60 مليار دولار سنوياً، وأشارت المنظمة إلى أن متوسط هدر المواطن المصري العادي يبلغ 91 كيلوغراماً سنوياً، ويتم في المناسبات التخلص من 60% من الأطعمة الصالحة للأكل، كما أن 50% من الخضار والفاكهة و40% من الأسماك و30% من الحليب والقمح تُهدر كل عام في مصر .

إحصائيات وأرقام:

ويقول أحد المختصين أن العراقيين ينفقون 70% من دخلهم سنوياً على الطعام بمعدل 300 مليار سنوياً، وبذلك يصل إنفاقهم شهرياً إلى 25 مليار دينار، ويرتفع في شهر رمضان إلى 40 ملياراً، أي بزيادة 15ملياراً عن الشهر العادي.. وتتغير العادات الاستهلاكية في شهر رمضان عن باقي شهور السنة، وهو أمر أكده كثيرون رغم أنهم يعترفون بأن ما يقرب من نصف الطعام يرمى في القمامة.

تقول أم حسين (48 سنة) موظفة: "رمضان شهر في السنة كلها، لا غنى عن الإكثار من تناول اللحوم والدجاج والأسماك فيه، إلى جانب تحضير الكثير من البقوليات والعصائر للإفطار والسحور بشكل يومي، لذلك هو يحتاج ميزانية خاصة ونستعد له قبل بضعة أسابيع، فأشترك في جمعية مع صديقات لي لأشتري متطلبات رمضان لي ولعائلتي".

الحاج نوري (70سنة) متقاعد: يعترف أن كمية النفايات التي تخرج من منزله بصورة يومية في شهر رمضان تزيد على نفايات الأيام العادية: "أطلب من زوجتي ألا تبالغ في أصناف الطعام، لكون راتبي التقاعدي قليل، ولكن يكون عندنا ضيوف تطبخ أربعة أصناف، وأنا لا آكل البائت فنرمي الطعام في النهاية".

بدورها تتحدث أم علي (45 سنة) ربة بيت عن شهر رمضان: " المواد الغذائية التي تجهزها الدولة لنا عن طريق البطاقة التموينية لا تكفي لمدة أسبوع واحد، فلا أعتقد هناك طريقة أخرى للاستمتاع بالشهر، وهو أمر متوارث، و أكثر مشترياتي من زيت الطعام والسكر والألبان والكريمات والمكسرات التي أستخدمها لصنع الحلويات كل يوم، رغم أن سعرها مرتفع جداً، هذا إلى جانب الأغذية الأخرى التي نحتاجها للإفطار والسحور، رمضان يختلف، ففي الأيام العادية لا نأكل حلويات بهذا الشكل ولا نعد العصائر والمشويات وغيرها".

هدر الطعام عادة مذمومة:

لذلك يعتبر هدر الطعام من أكبر التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، خاصة في ظل الأزمات المتتالية وآخرها الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي أثرت على طرق الإمداد الغذائية على مستوى العالم. ووفقاً لتقارير منظمة الفاو فإن حجم الطعام المهدر عالمياً يقدر بنحو 1.3 مليار طن من الغذاء سنوياً بنسبة 30% من إنتاج الغذاء، ويقدر حجم إهدار الغذاء في العراق نحو تسعة ملايين طن، مع نسبة هدر في الخضر والفاكهة تقترب من 55%، في حين أن تخفيف هذا الهدر يمكن أن يوفر الطعام لنحو مليار نسمة من فقراء العالم.

ونتيجة هذا الإسراف ينتج عن الفرد في اليوم العادي ربع كيلوغرام من المخلفات، وفي أيام المناسبات تصل الكمية لنصف كيلوغرام، ولكن في رمضان تصل إلى كيلوغرام إلا ربعاً، وأحياناً إلى كيلوغرام في اليوم، تضم البلاستيك والأوراق وبقايا الطعام. بالطبع تختلف هذه الكميات حسب المناطق، ففي المناطق الريفية قد لا يتجاوز الفرد يومياً 250 غراماً من المخلفات في حين يزيد الرقم في المناطق الحضرية والغنية ومراكز التسوق ليصل إلى كيلوغرام، مع نسبة بلاستيك كبيرة جداً".

يتم التعامل مع هذه المخلفات بزيادة أعداد السيارات الناقلة لها،وأعداد الأفراد العاملين في التنظيف للوصول إلى كل الشوارع والأزقة، إلى جانب السيارة الأم الكبيرة التي تستوعب 12 طناً في اليوم وتتحرك مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وترسل النفايات إلى المدفن الصحي .

أن قضية هدر الطعام من المسببات التي تؤدي لتفاقم أزمة تغير المناخ، خاصة في ظل الاشتعال الذاتي لنفايات الطعام داخل مقالب الزبالة، مما ينتج غاز الميثان الذي يسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، هذا إلى جانب بعض المشكلات البيئية المتعلقة بالحاجة المتزايدة لإنتاج الغذاء، مثل انخفاض خصوبة التربة، واستخدام المياه بشكل غير مستدام، والصيد الجائر وتدهور الحياة المعيشية، كما تعد أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة سبباً رئيسياً لتغيير المناخ وتدهور الأراضي ونضوب الموارد.

إجراءات تنظيمية:

يمكننا ببضع خطوات لا تكلفنا الكثير، أن نخفف من استهلاك الطعام ونقلل الهدر خلال الشهر الكريم، وأهمها:

1- التفكير كل يوم بعدم الإفراط في الشراء وإعداد موائد بسيطة قدر الإمكان. وأثناء التسوق من الجيد الانتباه للعروض التسويقية التي يمكن أن تدفعنا لشراء المزيد من الكميات التي لن نحتاجها بالضرورة.

2- التحكم في أحجام الأطباق التي نطبخها، فليس بالضرورة أن تكون الكميات كبيرة جداً وزائدة عن حاجتنا.

3- التأكد من حفظ الطعام بطريقة جيدة وآمنة كي نتمكن من استهلاكه في اليوم التالي ربما مع بعض الإضافات. يمكن استهلاك بقايا طعام الإفطار في السحور أو في إفطار اليوم التالي.

4- استخدام الخضر الطازجة لإعداد الطعام كي تبقى أطول فترة ممكنة، وليس من الضرورة أن تتضمن كل الوجبات لحوماً.

5- التبرع بأي طعام لا نرغب بتناوله وما يزال بحالة جيدة، فهناك كثيرون ممن قد يحتاجونه، كما أن التبرع أفضل من الرمي في القمامة. (1)

***

شاكر عبد موسى / العراق

كاتب وأعلامي

....................

(1) هويدا أبو سمك/ استهلاك مضاعف للطعام والشراب.. كيف نخفف الإهدار والنفايات خلال شهر رمضان؟/ موقع رصيف22 في 2 نيسان 2023.

https://raseef22.net/article/1092638-

البيروقراطية.. يشكو معظم الناس من الرتابة في يوميات حياتهم، فيبدون سأمهم من نمطية عيشهم الديناميكي، وسلسلة الأعمال والاهتمامات التي عليهم تأديتها على مدار الساعة، وقطعا نحن العراقيون أول هؤلاء الناس، إذ يتفاقم الشعور بالملل عندنا اضعافا مضاعفة، بل إن أغلبنا يتمنى بقاء نمطية حياته على ماهي عليه، خشية انزلاقها الى الأردأ والأسوأ مما لاتحمد عقباه.

ولم يتولد هذا الشعور في الفرد لولا احتكاكه المباشر والدائم بالأحداث السيئة المحيطة به، فعلى سبيل المثال مايسمعه في نشرات الأخبار اليومية المحلية، إذ تنقل له كما هائلا من صولات الاجتماعات، وعددا مهولا من جولات المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك في محافظات بلده، الأمر الذي كان من المفترض أن يفرحه ويدخل البهجة في نفسه، لكن الصدمة تكون في جدوى تلكم الاجتماعات والمؤتمرات، إذ يكتشف المواطن بعد لهفته وتشوقه للنتائج أنها هواء في شبك، او كنافخ في قربة مثقوبة، الأمر الذي فتح ثغرات في نفسيته، تسرب من خلالها اليأس حتى أغلقت أمامه منافذ الأمل، وبذا أعود الى ما ابتدأت به سطوري هذه وهو الرتابة والملل مما يحيط بنا.

ويبدو أن تدخلات الساسة في ديمومة هذه الرتابة مدروسة نتائجها، وهم ليسوا (غشمه) فواضح جدا أن أحداث اليوم هي ذاتها أحداث الأمس، وليس بمستبعد بل هو مؤكد أن أحداث الغد هي ذاتها أيضا أحداث اليوم، وهكذا ستستمر خطى العراقيين بشرائحهم كافة على نسق ونمط ثابت، كما رسمه الساسة والقادة، والصورة التي يعيشها المواطن تتكرر ذاتها يوميا وتفصيليا، وعليه تحمل تكرارها وأقلمة عيشه على اجترار يومه من أمسه، وغده من يومه. ومن جملة الصور التي يعيشها العراقي أنه؛ يناضل.. يضحي.. ينتخب والنتيجة: يجوع، يُحرَم، يُسرَق ويَكظِم غيظه، وكأن العمل مازال ساريا بشعار البعث: "البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد". وكل مافي الأمر أن مفردة البعثي استبدلت وحل محلها مفردة الشعب.

أما الكاتب والناقد والباحث -ولاسيما السياسي منهم- فهو الآخر يعاني من ذات الحال مع سياسيي (هذا الوكت) فهو يتألم لما يراه في مجتمعه، ويعكس كل ما يمس المواطن من حيف وضيم وظلم، باحثا عن حلٍ لمشكلة، أو طريق خلاصٍ لمعضلة، فينتقي الحروف الهجائية، ويستخرج عصارة ثقافته وأفكاره ليصنع صورة تعكس الواقع، فيكتب شكوى او مقالا يصف فيه حال بلده، وبعد ان تصل أنظار المسؤول، تـُعامل كأنها موضوع إنشائي كتبه تلميذ، والسيد المسؤول قد يتعب أنامله بتصحيحه. وبذا يكون الفرق بين صاحب الشكوى والمسؤول كقول نزار قباني:

الحرف عندي نزيف دائم

والحرف عندك ما تعدى الإصبعا

صورة أخرى عادة مانشاهدها في عراقنا الجديد أبطالها الشعراء، فالشاعر يعيش ألم وطنه وأهله وناسه ويتحسس همومهم.. يسمو بحسه.. ينظم قصيدة تنزف من جراح العراقيين.. يضمنها أحلامهم وآمالهم.. يلقيها في محفل ما أمام سلاطين عراقه الجديد.. يصفقون له بحرارة.. يفرح شاعرنا ظانا ان شكواه وصلت آذانا صاغية، لكنه في حقيقة الأمر لم يكن تصفيقا، بل كانوا ينفضون أيديهم ان لاشيء مما في القصيدة سيتحقق. ومن صورة الى صورة.. وسلطان الى سلطان.. يتنقل العراقيون وسط الرتابة، يتطلعون الى تغيير، وما في الأفق من بشائر، وينادون وما من سامع، فعليهم ينطبق المثل: "تيتي تيتي مثل رحتي اجيتي" ولسان حالهم يقول:

ألقاك كي أشكو فأسكت هيبة

وأقول إن عدنا فسوف أقول

دليلي من زغر يسمر وهابك

وگضيت العمر هاحسرة وهابك

كلما الگاك اريد احچي وهابك

واگول يعود وابديله الشچيه

***

علي علي

في مجتمعات أمتنا لا وجود لأننا ونحن، والمفكرون بأنواعهم منهمكون بالحديث عنهما منذ بداية القرن التاسع عشر، وها هي الحالة واضحة أمام الجميع، فهل نستطيع أن نقول "إننا" أو "نحن"؟!!

الشعوب يصنعها قادتها، ولن تصنع نفسها، فانظروا دول الدنيا وستجدون صناع نحن وإننا فيها، فالصين المعاصرة من صنع "ماو"، والهند من صنع "غاندي"، وتركيا من صنع "أتاتورك"، وحتى أمريكا من صنع "جورج واسنطن"، وقس على ذلك.

القائد المثقف الوطني الواعي هو الذي يصنع إننا ونحن، وفي واقع الأمة، الذي أوجدها قائد الدين الذي تحدى الواقع المكي، وإنطلق برسالته الإنسانية للعالمين فأسس عوالم نحن الكبرى.

ومفكرونا متمترسون في التفاعل مع إننا ونحن المتخيلتان، ولهذا فما أسهموا بإطلاق قدرات الأجيال وتأسيس معالم النهضة الحضارية المتوافقة مع طاقاتها، فكبت وأخذت أحلامها وطموحاتها معها إلى حفر ظلماء.

ومن الأمثلة أن كتاب "طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي (1855 - 1902) ميلادية، صدر في بداية القرن العشرين، وأجزم أن معظم القادة في دول الأمة، لم يقتربوا منه، ومعظمهم حفظ كتاب الأمير لميكافيلي (1469 - 1527) ميلادية، ولهذا توطنت أنظمة الحكم خنادق الإستبداد الفظيع.

فقادة دولنا لا يقرأون، وينصاعون لإرادة الكرسي، وتعزلهم بروتوكولات المناصب عن الواقع، فيعيشون في قطيعة تامة عن الشعب فلا يفهمون ما يعانيه، وما هي الحاجات الأساسية للحياة، لأنهم في عالم مغاير تماما.

فالعلة الحقيقية في كراسي المسؤولية، والذين يستولون عليها ويحسبونها غنيمة، فالمنصب كالفريسة التي يتشبث بها الضاري ببراثنه وأنيابه، وإياك أن تقترب منه.

فالأمة تحتاج لقادة مهرة يجيدون صناعة إننا ونحن، لكي تستقيم الأمور، أما إغفال دور القادة، وهم نوعان، سياسيون وفقهاء، وهذا الثنائي أزرى بأحوال الأمة، وأصابها بإنكسارات وإنهيارات وخسائر مروعة، حتى لتجد أبناء الدول الغنية في فقر مدقع وعوز مهين، وأصحاب الكراسي والفقهاء في نعيم باذخ وإستحواذ مطلق على الثروات.

فهل للمفكرين أن يواجهوا الواقع بجرأة وتحدي، ويزعزعون ثنائية التدمير الشامل لوجود إننا ونحن؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

كلما أمتد بنا العمر، علينا ان نشكر الله خالق النعَم.. فعلينا ان نتمسك بقوانينه التي لا تنحاز الا للعدل والقيم " أعدلوا ولو كان ذا قربى" ان نعمة الله كاملة على الجميع في قرآنه الكريم.من امتيازات لنا ان نعلنها بكل قوة فرحين بها لانها هي ضمانة للعدل والاصلاح والقيم.

ابتداءً نقول: لقد أخطأت الادارة الامريكية بأسقاط الحكم السابق انتقاماً من رئيسه واستبدلته بنظام يجهل ادارة الحكم برمتها، ولا يؤمن بالانتخابات الديمقراطية المتعارف عليها دوليا وحقوق الشعوب في الحرية والعدل.. ولا ينتمي الى المعارضة الوطنية الحقيقية، بل كان جملة معارضين وهميين، ينتمون لنظام عاش وما زال عدوا للعراق.. همه الوحيد تحطيمه وافقاره وأضعافه أمنيا وادخاله في تيارات الفتنة الدينية المتعارضة أيديولوجياً.. فوجد بالقادمين الجدد مبتغاه.. هذا التغيير لم يكن نقمة على العراقيين حسب بل على العالم وامريكا بالذات وكل من يقف الى جانبه.. مداننين تاريخيا امام العراقيين في الوطن.

.. نقول للسيد مقتدى.. ان من يدعي قيادة وطن، عليه ان يكون صادقا لا خاذلا لأبناء الوطن.. لانه يستمد السلطة من قوة ابناء الوطن.. نعم كن صادقا يا مقتدى مع العراقيين الذين يقرأون الممحي في الخبر.. كن مثل الامام موسى بن جعفر(ع) مع العباسيين من مغتصبي سلطة وطن.. وخلفك رجال اقوياء اثبتوا في الانتخابات انهم من مخلصي وطن.. لم يفضلوا المكاسب المادية على الوطن.. ما كنا ننتظر منكم الانسحاب من معركة الوطن وانت الفائز بجهودهم في الوطن.. "وهذا ليس من حقك" حتى مكنت الخاسرين مرة اخرى العودة للوطن، يحملون سيف الطائفية والمحاصصية التي مكنت المتخلفين من تدمير الوطن. ما كان عليك ابدا ان تنهزم وتسلمها للفاسدين من اصحاب اللامبادىء في الوطن، الذين سلموا جرف الصخر والكثير من مناطق الوطن لايران لادارة الدولة بالنيابة عن حكومة الاشباح في الوطن.. ومن المعترفين على أنفسهم بالفشل (أنظر مقابلة المالكي مع الصحافة حين قال:كلنا فشلنا في ادرة الدولة وانا واحدا منهم).. حتى ظن بعضنا أنك يا صدر لربما تكون واحد اً منهم في الوطن.

نقول لمن يتزعم الحركة الوطنية للتغيير في العراق اليوم ونقصد الصدريين والتشرينيين والمستقلين وكل من يرفع علم العراق التقدمي في التحديث: لن يحدث التغيير الا بتحديث وتجديد الخطاب الثقافي بعد ان اصيب العقل العربي والعراقي بالأفول وطغيان التوجه الديني القدسي المنغلق وتحويله الى واقع مقبول، وبعد ان رأينا ان المدرسة في العراق اخذت تدرس اللطم والزنجيل كمتطلبات دراسية للطلبة الصغار بدلا من التوجه الثقافي الصحيح.. والهدف هنا واضح لاسقاط العقل والمنطق والمنهج المدرسي الرصين.. لاحلال دور الفقيه في تنظيم المجتمع لاعادة النظر في القناعات الدينية القديمة التي نسبوها للأئتمانية المقدسة التي لا تقبل التغيير.والا هل يعقل تبديل دراسة علم الفلسفة الرصين بعلم العقيدة في الدين.. الى اين نتجه اليوم.. ومن يحكم التعليم ؟

أما جماعة الاطار فلا عتب عليهم، فهم وخذلان الوطن في طريق واحد منذ التغيير عام 2003 لانهم غرباء عليه.. حين وقعوا على وثيقة قتل الوطن "بتكوين البيت الشيعي "ليفرقوا بين المواطنين في الوطن خدمة لاعدائه التقليديين.

ايها الاحرار المطالبين بالتغيير عليكم اليوم الاستجابة لطبيعة التطور، فلا جهاد بلا مواطنة.. ولا مواطنة بلا حقوق المرأة كاملة دون تفريق "انا خلقناكم من نفسٍ واحدة"، ولادين تمثله مذاهب التفريق.. لابل علينا ان نضع الدين وفق مقاييس العلم والتكنلوجيا لنكسب التطور العام لنبعد اتهامات المتنورين من اتهامهم بالتكفيريين والزنادقة ومحاربة العقيدة في الدين.. املا بالحد من الثقافة الدينية المغلوطة التي يتزعمها الفقيه البليد.نقول للسيد الصدر ومن يتبعه من الوطنيين.. ما كان الحسين (ع) مترددا لما يعتقد ويقول لابل كان يؤمن ان الموقف الحازم الصحيح هو طريق الحل للتصحيح.. فلا تغرنا بالعمامة وانت كل يوم في موقف مغاير للاخرين حتى اصبحنا لا نثق لا بك ولا بالعمامة ولا باهدافها المعلنة بعد ان خيبتنا في الرجاء الصحيح.. فالعمامة للمخلصين للدين والوطن فأين انت منهم.. اليوم ؟.

.. المخلص الوطني عليه ان يكون قائدا شعبيا ووطنيا حقيقيا لا من قادةالشيعة من ذوي المبادىء الموازية لمبادىء القيم لقيادة وطن العراقيين.. لم تعد الكصكوصة والتغريدة بنافعة لك وللوطن.. بل نافعة لمن يؤمن بوطن فعليك مراجعة الحساب قبل السقوط النهائي.. في الوطن.

اهل البيت ليسوا عمامة وتعازي ورواديد وادعية ونذور.. وزيارات لمراقد مخترعة من اصحاب العلل.. لا بل هم ثوابت الحق في الارض عبر الزمن.فقادة شيعة سلطة العراق اليوم لا يمثلون الا الاعتداء والخيانة والفساد في الوطن.. مع الاسف لا تكون مثلهم بعد ان طأطأت الرؤوس لاعداء الوطن.. هذا عراق الحضارات وليس غابة لفقهاء الزيف المقدس في الوطن.

لا ما كنا نظنك هكذا فقد مات شباب تشرين 19 من اجل رفع رايتكم، حين صدقكم في الوطن، واليوم انتم ونحن نحصد خيانة الوطن.. ودماء الشباب الشهداء في الوطن.. لو كنا شجعاناً لقلبنا الدنيا لنعرف لنا من قتل شباب تشرين الوطن، مرة يدعون بالطرف الثالث ومرة بالطرف الغاطس في المياه الآسنة في الوطن.. والى اليوم الامهات ثكالى ولا احد يلبي نداء الوطن.. دعهم في عليين يشكوكم ومن قصر من رجال القضاء والقضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية التي مارست الخيانة على عهد رئيسها "النكرة مدحت المحمود" عند رب الحق والعدل لحفظ المبادىء في الوطن.

قال الخليفة العباسي هارون الرشيد للأمام موسى بن جعفر(ع): يا ابن عمي قم وارتقي المنبروقل اني امير المؤمنين في شرعية الدين للوطن.. "ولك الكرخ كله ماله وما فيه للوطن.. "فرد عليه الامام الكاظم.. يا رشيد ولم يقل له يا الرشيد تصغيرا واحتقارا له ولمن قدم له من رشوة في الوطن.. انت لست اهلا لها يا ظالم الوطن.. ماذا سأقول لرب العالمين غدا.. لكن اقولها لك:انت غداً في جهنم وانا في عليين الوطن.. هذه هي العمامة الصادقة التي لم تستسلم للاعداء في الوطن.. وليست العمامة التي أنكبت على الحاكم المحتل تقبله من فمه متحدية اخلاق الوطن.. فليشيدوا للخيانة مقابر الذهب..

كم هو الفرق بين الشجاعة والجبن.. بين الاخلاص والخيانة.. بين الاستقامة والأعوجاج.. بين الايمان والكفر بالمبادىء.. بين محبة الدنيا والمال وبين القيم.. ونحن نقول للصدرالمتردد من حقوق الشعب والوطن وعصابة الحاكمين عار الزمن.. من يستدعي الغريب ليفض النزاعات بينكم في الوطن.. فالعراق المستقل لا يقبل الغريب ليحل نزاعات الوطن وهو المساهم فيها والداعي لتدمير الوطن.. كلما حل نزاع بينكم استدعيتم هذا النكرة ليقضي بينكم في الوطن.. وكأن لا رشيد بينكم في الوطن.. ان الندم لا ينفع غدا على فراش الموت النادمين في الخيانة وتدمير الوطن.

أنظر الى وطن العراقيين اليوم كيف اصبح نهبا للاخرين دون حسيب او رقيب.. تتحكم به مليشيات الغدر والخيانة.. والا من قتل العلماء والمفكرين وثوار تشرين في الوطن.. ونهب المال والمنصب وحرمان أهل الوطن من حياة حرة سعيدة.. وهناك من قاتل العراقيين البارحة يتمتعون بامتيازات الرواتب التقاعدية والابناء في عسر وضيق في الوطن.. هؤلاء الذين والله ما صدقوا في قول ولا في عمل في الوطن.هؤلاء الذين حكموا ويحكمون اليوم لا يستحقون الا مزبلة التاريخ في الوطن.

أسمع يا صدر يا وشوشة القدر:هذه المكانة التي حصلتم عليها في الوطن من مال ومناصب وطائرات خاصة ماكانت على قدر المواهب والاخلاص والجهد المبذول في العلم والخبرة في العمل.. بل كان على قدرايمان الناس بالمقدس فيكم بالوطن.. ان الذين يدعون الوطنية ويلبسون عمة رسول الله (ص) يجب ان يكونوا صادقين في حرية التصرف الممنوحة لهم في دستور الشعب والوطن.. فقد كان ابو لهب عماً للنبي لكنه كان خائن وطن.. من يدعي الحق في الوطن عليه ان يكون مجاهدا صلبا للحق في الامانةعلى المال والنفس في الوطن.لانكم أقسمتم القسم واليمين والعرف الاخلاقي للوطن المكفولين بنص القانون الآلهي الذي لا يخرق في الوطن.. لا تكن معتمداً.. على الحسب والنسب والحق الموروث كما اوحىي الى الذين زرعوا فيهم كذب حقيقة الزمن.. فلا عتب على من يؤمنون ان الوطن لهم دون الاخرين حسب مفهوم فقههم الناقص والميت في دين الزمن.

لا تكن انت من الفئة الغالبة اقصائيا فترى انها الوحيدة التي هي على حق في قيادة وطن، فانك ليس مركزا للكون في الوطن وليس وحدك الذي تمتلك الحقيقة.. فتفعل ما تريد في الوطن.. يوما تدعو الجماهير للاحتجاج ويوما تسحبهم دون دراية الوطن، اعمل مجلسا وطنيا من المستشارين ليضعوا لك خطة عمل.. فالوطن ليس ملكا لك ولكل الاخرين الذين لم يفقهوا ادارة دولة الوطن.. لا ما هكذا هومن يتمثل بزعامة وطن.

ان تطبيق القيم لا تقوم الا على اكتاف من يؤمنون بها ويدعون اليها بحق المقدس في القيم.. أنها أعظم أسرار الدهورالتي جعلت الانسان المخلص قويا حكيما في خدمة الناس والوطن.مثل محمدالنبي(ص) ويوسف النبي الذي أعتمده الفرعون لعدله في مهامه في الوطن.. ومثل جورج واشنطن وغاندي وهو شي مَنهَ وجياب هؤلاء المكرمون الذين صنعوا لبلادهم وطن.. ولوكنتم كذلك جميعا ما وافقتم المحتل على تدمير وطن.. اما آن الاوان لتطبيق فلسفة التقدم في الوطن.. لتكون اساسا جديدة بعد عهد الدكتاتورية في الوطن.. التي عبثت ولولاها لما وصلتم أنتم بمساعدة الباطلين لقيادة وطن..

ساعتها كان لابد ان تكونوا انتم والمجتمع العراقي المتطلع لكم من القوة بحيث تستطيعون وقف الظلم ورد السلطة الغاشمة عن هواها في الوطن.. وبذلك تحل الحرية والديمقراطية لكل المواطنين من يحملون جنسية الوطن.. لادين الخائبين في الوطن، لتكونوا مثل الخليجيين في الوطن والشعب العراقي أغنى منهم في المال والعلم في الوطن.. فعمر الدين ما صنع دولة لكنه كان عاملا قويا قي نجاح من يريد اعمار الوطن.. فهم جمعوا الأثنين معا.. وانتم كذبتم على الوطن وجعلتم الابناءمشردين خارج الوطن، وعيونكم تنظر ولا تستحي من العيب لانكم انتم العيب كله في الوطن.. فلو عملتم بشفافية النجاح والاخلاص لله والوطن.. لكسبتم احترام انفسكم وتقدير المواطن والشعوب لكم في الوطن.. لا ان اصبحتم اليوم عار الزمن في الوطن.منزوين في منطقتكم السوداء بفجورها ومواخيرها.. خوفا من شعب الوطن.

لو كنتم عدولاً لترفعتم عن الدنايا.. وتشبثتم بالوعي الخلقي القائم على العمل الصالح وحقوق الناس كما في قيادات الاوطان في المجن.. (قائد أوكرانيا اليوم مثالاً) وعلى اساسه ينشا منكم قانون جديد مخالف للقانون الظالم القديم في الوطن.. وبمرور الزمن يعم التقدم في الدولة ويصبح التفكير في التحسن المستمرعندكم اساس الوعي الخلقي الذي يصنع فيكم عقيدة وطن.لكن العقيدة دوما تحتاج لرجال مؤمنين بها في وطن.

كفاية تهريجا في الدين والوطن.. والحرية والديمقراطية في الوطن.. بعد ان حرقتم الأخضر واليابس وأهنتم الوطن دون ان ترتجف لكم شعرة في شواربكم الغبراء في الوطن.. فكيف سيكون اللقاءغدا مع الله والمواطن في الوطن.

نعم اقولها.. وبملأ الفم ان النظام السابق كان دكتاتورا مقيتا لا يسمع الكَلم قاتلا لا يرحم المظلوم في الوطن، رأيه هو القانون الا ما ندر، فهو والمساواة على طرفي نقيض في عدالة الناس في الوطن.. "هو وأنتم أكلتم حقوقنا في الوطن "، ولو كان عدلاً لصنع دولة تضاهي دول الغرب.. وفيه هذه الكريزما الرفيعة والمقدامية الشجاعة في مواجهة احداث الوطن.. رجاله اشداء قهروا المعتدي وجرعوه السُم في الوطن.. وبنفس الوقت لم يكن خائن وطن.. بل كان مخلص وطن ؟ كلمة الحق يجب ان تقال لا تقربا ولا تباعدا بل من اجل تحقيق ارادة وطن.. فنحن الذين نؤمن حقاً وصدقاً بما قاله الامام موسى بن جعفر(ع) لا خائني اليمين والقسم.. اما انتم فقد جمعتم الدكتاتورية المقيتة والمحاصصية اللعينة ومثلتم الفساد العام وخيانة الوطن.. لذا فهو احسن منكم قياسا لوطنية الوطن..

وختاماً نقول:

لمن يحكمون الوطن من المنافقين اليوم.. ان المنافق الحقيقي هو الذي لا يدرك خداعهُ.. لأنه يكذب بصدق..

***

د.عبد الجبار العبيدي

يرى باحثون ان أول ديمقراطية طُبِقَتْ، كانت في عهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبقت طوال فترة خلافتهِ، وإنتهت بعد تضرر بني أمية، التي لاقت من سيفه وشجاعته بأس القتال، والتي قضت على رؤوس الكفر في عهد الرسالة المحمدية، وذكر لنا التاريخ أساطيرا من الشجعان يتقدمهم بن ابي طالب .

العراق بعد عام الفين وثلاثة شهد أول تطبيق، للديمقراطية المستوردة بقيادة أمريكا، لكنها بدأت عرجاء صمّاء خرساء عمياء، لان أول الغيث كانت الطائفية المستوردة من دول الخليج، التي تخشى العراق كثيرا، لأنها إن نجحت ستطيح بكل دول الخليج الملكية، كما أن العراقيين يتمتعون بعقليات وروحية تختلف عن باقي دول المنطقة العربية، ولهذا شمرت عن سواعدها كلها لتتدخل بشكل وآخر، وبالطبع كل ذلك كان بأوامر أمريكية لتطبق سياسة فرق تسد، فهي تحاول بشكل وآخر، إستدامة وجودها للسيطرة على مقدرات المنطقة .

شاب العملية السياسية كثير من الأخطاء والمخالفات، التي إنعكستْ سلباً على الواقع العراقي، ومنها المحاصصة التي كانت لبنتها الأولى، ليس لإستدامتها بل لتطبيقها بمشاركة الجميع، لكنها أصبحت "سنينة" جَبِلَ عليها السياسيون، ولا يمكن مغادرتها كونها تدر الأموال، وأصبح التمثيل تحت قبة البرلمان، مكسباً تتقاتل عليه الأحزاب والتكتلات، وبه ضاعت أموال كان من شأنها بناء العراق، وبه يمكنه تجاوز دول عديدة، لكن التدخل الأمريكي كان الفاعل الرئيسي في التخريب .

لا يخلوا مفصل من مفاصل الدولة، الا وللأمريكيين بصمة، والسفارة تكاد تكون كمشرف على سير تلك الوتيرة، التي لا نستطيع مغادرتها، ما لم يكن هنالك إتفاق وطني فعلي، دون التدخل ليس فقط من أمريكا، بل تركيا والسعودية ومصر والأردن والإمارات.

هذه الدول سعت بكل ما تملك من أدوات، لتخريب العملية السياسية، ناهيك عن صاحب القرار، الذي بقي مكانه شاغراً لحد يومنا هذا، وما عمله عبد المهدي كان سياقاً مختلفاً، وبعيد جداً عن المخططات، التي كادت تفشل، لولا التظاهرات التي مولتها كل تلك الدول، لنبدأ من نقطة الصفر .

التظاهر حق كفله الدستور، والمطالب تكتب بورقة بواسطة ممثل عن المتظاهرين، وكانت تجري بصورة سلسة حتى رئاسة العبادي، لكن دون نتيجة مما أوصل المتظاهرين لحالة اليأس، وهذا معتمد في كل الدول التي تعمل بالنظام الديمقراطي، لكن هنالك حالة أن النائب بعد صعوده بواسطة ناخبيه، ينسى أن لهُ جمهور يُطالبهُ بحقوقٍ، أغلبها بسيطة ومن الممكن تلبيتها، وهذا من صميم عمله، إضافة لمهامه المكلف بها برلمانياً..

وهذا الغياب في المتابعة جعلها حالة عادية .

اليوم وبعد تشكيل الحكومة الفتية التي أنتجت السيد السوداني، بعد كل التعثرات التي شابت الحكومات السابقة، من أغلاط لا يمكن إغفالها وتجاوزها، نرى بارقة أمل في هذه الحكومة، التي أظهرت كل من شأنه بناء حقيقي، بوعود متحققة فعلياً وعلى الأرض، ومع المتابعة هذا سيقود لبناء رصين، مع تصريح رئيس الحكومة بالتقييم لأداء المفاصل الفاعلة في العملية السياسية، ولو بقي هذا المنوال سينتج لنا ليس فقط البناء والخدمات، بل سيتعدى للبطالة التي تجاوزت الأعداد المقبولة، ولا توجد وظائف سوى العسكرة في الداخلية والدفاع، لكن التعيينات الأخيرة أفرجت الأسارير، وأحتوتْ وإن كانت بسيطة لكن الأعداد هائلة .

التدخل الأمريكي مازال فاعلاً، بلحاظ التحرك التي تقوم بها سفيرة الشيطان الأكبر، كان واضحاً ومؤثراً فقد تراها اليوم في الوزارة الفلانية، وغدا تزور أحد قيادات الأحزاب، وهكذا دواليك الى مالا نهاية، والمطلوب إيقاف هذا التدخل كونها ليست وصية، على دولة عمرها أكبر من أن تعدها السنين، والحضارات شاهدة على ذلك .

السيد السوداني لا يملك عصا موسى، وهنا نؤشر على القيادات الفاعلة، في إتخاذ قرارات مصيرية لكبح جماح السفارة، وايقافها عند حد عملها الصميمي، وليس التدخل في شؤون داخلية.. واما مسألة التعاون بين أمريكا والدولة العراقية، فيجب حصره في زاوية معينة، ونؤشر على مجلس النواب تغافله عن تفعيل إخراج القوات الأمريكية، والحث على إخراجها على ضوء قرارات سابقة .

***

رحيم الخالدي

إنجازات أمتنا كبيرة في ميادين الحياة، فمنذ فجر الإنطلاق ومعطياتها الإبداعية شملت ما أدركته العقول ووعته الأفهام، وإستحضرته من فضاءات الخيال.

فالكتابات التي وردتنا متنوعة وفي موسوعات، والأحداث ذات تراكم هائل، والقيل والقال تطغى في الآفاق، وكل يرى ما يرى ويقرأ بمنظار ما فيه، ومن النادر أن تجد ما هو موضوعي ومعقول، ويبحث بصدق وإخلاص عن الحقائق والمعارف الأصيلة.

فالذين كتبوا خلطوا بين مداد ما فيهم والحدث الذي يتفاعلون معه، فلا يوجد ما هو نزيه تماما.

والأجيال غرقت في دوامات قال فلان وذكر فلان وروي عن فلان، وتبقى الحقائق الوهاجة ساطعة بين الركام.

وتبقى الإنجازات الكبرى التي أرست دعائم خلود الأمة فوق التراب، وسأتناولها بإقتضاب وتكثيف لأنها بحاجة إلى دراسات مطولة، وهي:

أولا: جمع القرآن

أول من جمعه أبو بكر الصديق (11 - 13) هجرية، ومن ثم عثمان بن عفان (23 - 35 ) هجرية، الذي حرره ووضعه في كتاب إستسخه ووحده ووزعه على الأمصار.

ثانيا: تعريب الدواوين

قام بهذه المهمة عبد الملك بن مروان (65 - 86) هجرية، فنشر العربية، وأمّن التفاعل الواعي مع القرآن

ثالثا: تنقيط وتشكيل القرآن

وقام بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي (41 - 95) هجرية، فكلف نصر بن عاصم الليثي و يحيى بن يغمر كما يُذكر.

رابعا: التدوين

الذي أطلق شرارته الجادة أبو جعفر المنصور (136 - 158) هجرية، وبلغ ذروته في زمن حفيده المأمون (198 - 218) هجرية.

هذه الإنجازات الأربعة الخالدة حفظت الإسلام، وصانته من الضياع والإتقراض، ولولاها ما دام في ربوعنا إسلام كما عليه الآن.

أما الأحداث والصراعات بأنواعها فأنها سياسية سلطوية بحتة، ويحاول الكثيرون إضفاء سمة دينية عليها، إنها صراعات غابية على الكراسي لا تعرف دينا.

***

د. صادق السامرائي

 

آدم سميث ( 1723- 1790)‏ فيلسوف أخلاقي وعالم اقتصاد اسكتلندي. يُعدّ مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكي ومن رواد الاقتصاد السياسي. اشتهر بكتابيه الكلاسيكيين: «نظرية المشاعر الأخلاقية»، وكتاب «بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها». وهو من أهم آثاره، وأول عمل يتناول الاقتصاد الحديث وقد اشتهر اختصارًا، باسم «ثروة الأمم».

جاءته دعوة من أحد أصدقائه المسلمين لزيارة إحدى العواصم العربية الكبرى في شهر رمضان الكريم، فاغتنم آدم الفرصة ولبّى الدعوة، وحجز أول تذكرة سفر متاحة من مطار غلاسكو، وفي أثناء تحليق الطائرة، تبادر إلى ذهنه هذا التساؤل: "لمَ لا أغتنم الفرصة لملاحظة سلوك الأفراد في هذا المجتمع الغريب عني؟ ربما سيساعدني ذلك على إثراء نظريّتي ببعض الرؤى الجديدة".

بمجرد وصوله إلى المطار، اكتشف أنّ حقيبة سفره قد تعرضت للخدش وبعض التلف، فذهب لإيداع شكوى لدى المصلحة المختصة في المطار من أجل الحصول على تعويض، فوجد نفسه يتنقل من مكتب إلى آخر والكل يجيبه: "ليس هنا، اذهب إلى المكتب الفلاني"، فينصاع لأمرهم متسائلاً في قرارة نفسه: "أليس من المفترَض أن العمل يُقسم حسب التخصص؟"، إلى أن وصل إلى المسؤول وأجابه بعبارة لم يسمعها قط في حياته: "ننظُر في طلبك بعد العيد إن شاء الله"!

كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً عندما كان في الطريق من المطار إلى بيت صديقه، فلاحظ شيئاً بدى له جيداً سألَ عنه سائقَ التاكسي والتفاؤل يعلو مُحيّاه :

"ما هذا الهدوء الذي يعمّ الشوارع؟ يبدو أنّ الكل مختبئ يعمل داخل المصانع أو في الإدارات"، فتبسّم السائق ضاحكاً وأجابه بأن الناس نيام، فاستغرب آدم.

وقال: "لكن هذا سيؤدي إلى اختلال في التنمية الاقتصادية ما دام عنصر المُنتجين لا يؤدي وظيفته".

ليلاحظ بعد فترة وجيزة طابوراً طويلاً عريضاً أمام المخبز، ويشرح له السائق أنّ الأفراد هنا ينتظرون ساعات طويلة من أجل شراء منتجات غذائية سيهدرونها في الغالب؛ كأن يشتري ربّ عائلة مكوّنة من 5 أفراد خبزاً يكفي لإطعام سكان قرية اسكتلندية كاملة.

وقال: "هذا مستحيل لأنه يتنافى مع نظريّتي التي تنص على أنّ قرارات الأفراد تُتخذ بناء على اعتبارات منطقية لتقييم الفوائد المحتملة دون التأثُر بالدوافع غير الواعية أو بالتقاليد أو بتأثيرات البيئة المحيطة، يعني أنّه لتنفيذ أي عمل يجب أن تتفوق المكافأة على التكلفة".

لكنه سرعان ما أعاد النظر في "الاختيار العقلاني" بمجرد رؤية مائدة الإفطار التي أعدّها له مستضيفه، وأيقن أنّ نظريته غير مجدية، وتخلى عنها وراح يستمتع بما لذ وطاب من ألوان الطعام. (1)                

***

شاكر عبد موسى

..............

(1) أمين قطوش / هارفارد بزنس ريفيو:

d19.csa.acemsb1.com

تقض مضجع الكيان الصهيوني

حكومة نتنياهو وهروبا من المأزق الذي وضعت نفسها فيه بشان التعديلات القضائية التي الّبت العام المحلي عليها، عمدت الى تدنيس المسجد الاقصى واستعمال العنف بحق جمهور المصلين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك، ونجم عن ذلك عشرات الجرحى واعتقال المئات، الموقف الدولي لم يتعد الشجب والاستنكار والدعوة الى ضبط النفس مساويا بين الضحية والجلاد.

الحكام العرب وكعادتهم، البيانات جاهزة ومكررة ككل مرة تدين وتشجب وتستنكر ،ويتفرجون من خلال فضائياتهم التي تبث مباشرة من المسجد الاقصى ومحيطه على ما يلاقيه المعتكفون من اعمال عنف وتنكيل .

قطاع غزة المحاصر منذ اكثر من عقدين ،ابى الا ان يمطر مستوطنات الجوار بوابل من صواريخ المقاومة، ربما لم تصب اهدافها بدقة، ولكنها بالمقابل لم تكن عبثية كما وصفها المتخاذلون من الحكام العرب ،بل اجبرت المستعمرين على اللجوء الى الملاجئ ،ليتأكدوا بان فلسطين لن تكون ارض الميعاد، ولن يكونوا في مأمن من ردود الفعل لأساليبهم الوحشية في التعامل مع سكان الارض الاصليين، وعليهم العودة من حيث اتوا.التنظيمات الجهادية بمختلف مدن وقرى الضفة، وهي تدرك صعوبة الموقف، تقوم بعملياتها البطولية بما يتوفر لديها من امكانيات، وتقدم الضحايا قربانا على مذبح الحرية ليوم النصر الموعود.

المقاومون بجنوب لبنان، ونجزم انهم من ابناء فلسطين المبعدين عن وطنهم منذ عام النكبة من الجيل الثاني او الثالث، الا انهم يحملون في قلوبهم شغف العودة الى الاراضي التي هجروا منها عنوة لم يفرطوا في اسلحتهم لانهم يدركون جيدا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

ربما اعتقد العدو انه بالتطبيع مع بعض الحكام العرب الخانعين، سيطفئ جذوة المقاومة الملتهبة في صدور الشرفاء من ابناء الامة، ويجبرهم على الخنوع والركوع، تظل جذوة النار تحت الرماد خافتة، لكنها ستحرق كل من (يعفس عليها) يطأها.

الانتهاكات المستمرة للأقصى، وحدت المقاومين المؤمنين بعودة الحقوق الى اصحابها وان طال الزمن وكثرت الدسائس وتساقط العملاء في احضان المستعمر، الشعوب المغلوبة على امرها ستتحرر يوما بفعل ابنائها الشرفاء.

لقد شكل المقاومون في كل من غزة والضفة وجنوب لبنان ثلاثة اثافي تحمل بوتقة يتربع بها الكيان المغتصب لفلسطين، والنتيجة بالطبع ستقض مضجعه، فيعمد الى التصرف الهمجي بحق الامنين معتمدا على مساعدة الغرب الاستعماري وزعيمته امريكا الذين يكيلون بمكيالين، وأن حقوق الانسان وتقرير المصير التي يتبجحون بها لا تشمل العرب والفلسطينيون، بل اصحاب البشرة (السحنة) البيضاء (بنو جلدتهم) فقط، والنتيجة الحتمية للتصعيد من قبل الكيان هي: اما القبول بالعيش المشترك بين مكونات الداخل والعودة الطوعية لمن تم تهجيرهم بعيد النكبة والمساواة في الحقوق والواجبات ضمن دولة ديمقراطية، واما ترك فلسطين لشعبها الاصلي تحت ضربات المقاومين، وبذلك تنتهي ازمة شعب ظل يقاوم المستعمر الصهيوني ومموليه الغربيين. فما ضاع حق وراءه مطالب.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

 

النخبة: المختارون من المجتمع الذين لهم مؤهلات معينة، وهم المثقفون والمفكرون والمبدعون بأنواعهم، وسيقول القارئ ما أكثرهم، والسؤال مَن يقرأهم؟

فالأمة لا تقرأ ما يكتبون، لأنهم يحلقون في عوالمهم الآيديولوجية، وتصوراتهم المنسوخة من بلاد الآخرين.

فالمفكر لا يفكر، بل يتمسك بنظرية أجنبية ويمضي على هديها، لتسويغ ما يدور في الواقع أو يبحث في المجتمع عما يؤكدها.

ولهذا لا تجد في كتابات ومشاريع المفكرين ما ينفع عمليا لبناء الأجيال، وإطلاق ما فيها من القدرات الحضارية.

ولهذا أيضا تعددت المشاريع والنتيجة واحدة، فما حققت الأحزاب شعاراتها وأهدافها، ولا المنطلقات النظرية بأنواعها ما دعت إليه، بل إنتهت إلى عكس ما أرادت، فالدعوات الوحدوية والقومية والإشتراكية وصلت إلى ما هو واضح للعيان.

إن سبب إهمال الأجيال لنخبها يكمن في إمعانها بعزلتها عن نهر الحياة، وتحليقها في آفاق التصورات والرؤى الخيالية، المجردة من قدرات الفعل المتواصل مع إيقاع إرادة الأجيال.

فما قيمة ما كتبه المفكرون والمثقفون العرب على مدى القرن العشرين؟

ما هي حصيلة جهودهم ومناظراتهم وطروحاتهم؟

كل ما أنجزوه كتب بالعشرات والمئات مركونة في ظلمات الرفوف والمخازن، وما عادت ذات صلة بالحياة.

وتعيد الأمة ذات الكرّة في القرن الحادي والعشرين، وكأنها لا تريد الخروج من مستنقع الويلات والأنين، ولا تزال في إستسلامية مروعة ومنشغلة بالغابرات، ومتمترسة بما تسميه دينا بعد أن أضاعت جوهر الدين، وبه تقتل آلاف المنتمين للدين، بدم بارد وبلا إحساس بالإثم والإجرام، وكأن الجريمة دين!!

وإن قتلَ الأجنبي شخصا من أهل الدين، غضبت وتذكرت بأنها أمة دين!!

فهل إستطاعت النخب أن ترسم خارطة طريق مبين؟

وما دام الجهل متربعا في الكراسي، فلا تحدثونا عن نخب الأمة!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم