أقلام حرة
عبد القادر رالة: العلم وفضائله
كان العلم ولا يزال وسيظلُ أهم مقومات نهضة الأمم ورقيها. وسيبقى العلماء هم صفوة المجتمع، وأساس تماسكه ورقيه.
والمجتمع يحتاج الى العلماء، في جميع ميادين المعرفة والفكر والطب والاقتصاد والتكنولوجية..
والعلم يقوم على أسس وقواعد يتعارف ُعليها أهل ذلك العلم ودارسوه..
وعلى العالم بالإضافة الى تمكنه في الميدان الذّي اختاره وتابع دراسته والتخصص فيه وممارسته له،أن يتحلى بصفات ذكرها العلماء وعددوها وأسموها بأخلاق العالم أو الأخلاق العلمية..
أهمها شكر نعمة العلم، فهو من أعظم النعم، ولا يكون الشكر إلا بالتواضع والتسامح وليس بالتكبر والتعصب للرأي أو النظرية العلمية، فآفة العلم هي التكبر وإعجاب المرء بنفسه. فالعلم قد ينحبسُ وتضيع ُفوائده ومراميه ومزاياه بالتكبر والغرور..
والعالم كما عليه أن يجتهد في البحث والدراسة عليه أن يجتهد أيضا في أن يبتعد عن الخصومة وأن لا يفرح أبداً بالانتصار على خصمه في نقاش فكري أو جدال علمي حول فرضية أو نظرية علمية.
وعلى الإنسان أن يتعلم لا لكي يتباهى أو لأجل الخصومة، فالعلماء الكبار واسعوا العلم والمعرفة، في الشرق والغرب دائما يكونون بعيدين عن التباهي، فثناء الناس على العموم يُؤدي الى الغرور، أما بالنسبة الى العلماء فيجعلون منه محفزّاً للمزيد من النجاح والجدية في الدراسة والبحث..
فحب العلم يكون لذاته، ويكون لنفع الوطن والأمة أو الإنسانية..
وبالطبع تكون أعلى مراتب العلم ما كان لوجه الله، فيكون أعظم أثراً في الفرد والمجتمع..
***
بقلم عبد القادر رالة