أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبداع الخلبي!!

لكل إبداع قاعدة معرفية ينطلق منها، والقول بأن الإبداع نشاط مجرد ومتفرد هذيان وثريد حول صحون الخيبات.

فما هي القاعدة المعرفية لإبداعنا؟

هل نصنع ونزرع ونبني ونتطور؟

هل للمواطن قيمة ودور؟

ما هي ملاحمنا الحضارية التي تولّد الإبداع الأصيل؟

إبداعهم إنطلاقات حية واعدة بالجديد المتفاعل مع زمانه ومكانه، وإبداعاتنا فراغية وهمية خلبية الملامح والخصائل والمميزات.

فلماذا ندّعي الإبداع ونخادع أنفسنا؟

الإبداع الحقيقي أن تتحول الأفكار إلى كينونات فاعلة في الحياة.

لازلنا نتحدث عن النظرية والتطبيق والتراث والمعاصرة وأزمات عقلنا، ونتمنطق بأننا نبدع، وننشر كلاما غامضا إنكساري الملامح والتصورات.

الإبداع توثب له أركانه وأبجدياته العملية المؤثرة في مسيرة الأجيال، والآخذة بهم إلى فضاءت المعالي والإبتكار المبين.

عطاءاتهم متجددة، وأكثرنا مندس في حفر الأجداث، وينبش مدافن الغابرات، ويقتدي بالأموات، ويخادع نفسه بأنه يمارس الحياة.

الإبداع بذور أفكار تنبت في ثرى الأحياء، وتكون أشجارا وغابات ومروج رقاء، فهل تفتحت أفكارنا، وتأصلت معطياتنا العصماء؟

أجيالنا وكأنها تطارد خيوط دخان، وتتعلل بما وردها من حكايات وتخيلات عن حالات لا وجود لها في زمانها ومكانها، فحلقت في فضاءات أبعد مما تتصوره الألباب.

حرروا الأفهام من قيد البطونِ

وابصروها إنها قرب العيونِ

كجياعٍ ما صنعنا ما أردنا

وانتهينا في متاهات الظنونِ

قولنا الإبداع فينا لا يُضاهى

هل عشقنا بعض أنواع الجنونِ؟

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم