أقلام حرة
ميلاد عمر: سوريا والحضن الموعود
الحكام العرب في مجملهم امعنوا في تدمير مقدرات الشعب السوري، انفقوا المليارات باعتراف حمد بن جاسم من اجل اسقاط النظام، لم يسلم البشر والحجر، ملايين المشردين بالخيام بدول الجوار لما يرو على العقد من الزمن، فتح لهم السلطان اردوغان حدود تركيا على مصراعيها للإتيان بأولئك الذين تم غسل ادمغتهم، اطلق عليهم إسلاميون لكنهم بعيدون كل البعد عن الاسلام، يتصرفون بقسوة ضد الشعب السوري فكانت عمليات التنكيل بمختلف فئات الشعب واطيافه، تساندهم في ذلك الفضائيات العميلة لتبرر أعمالهم الاجرامية.
لم يفلح الحكام العرب وأولياء نعمتهم، على مدى عقد من الزمن في اسقاط النظام، تشتت المعارضات المؤدلجة وتلك التي تدعي الوطنية، خفت بريق الاحتجاجات في مختلف المدن والساحات، سقطت اعلام الثورة التي بها رائحة المستعمر على قارعة الطريق التي عبدها السلف بدمائهم الزكية، تلاشت الثورة التي تم تفريخها بمعامل المخابرات الاجنبية، البيئة الوطنية لفظتها، أما قادتها الزائفون فلم يعد لهم وجود، انتهى دورهم، فالعملاء ان لم ينفذوا اجندة اسيادهم، يلقى بهم في مزبلة التاريخ،
الحكام العرب حاولوا بادئ الامر التقرب الى النظام، لأجل احتوائه، وابعاده عمن اعتبروه العدو اللدود لهم، نظام الملالي اصحاب الادمغة المتحجرة، حيث رفعوا عنهم صفة الاسلام، واعتبروهم كفرة فجرة، وأنهم يسعون الى اقامة إمبراطورتيهم على حساب شعوبنا، والاستفادة من خيراتنا، وفي سبيل ذلك قاموا بالتطبيع مع كيان العدو الذي يحتل فلسطين واعتبروه صديقا حميما، لم يعد اماهم سوى دعوته الانضمام الى الجامعة العربية، تلك المؤسسة التي وفي غياب الزعماء العرب الاساسيين اصبحت وبالا على الامة واحد اسباب نكبتها.
الغريب في الامر ان هؤلاء الحكام العرب، الذين حاولوا جاهدين ابعاد النظام السوري عن ايران نجدهم اليوم يهرولون الى طهران والتودد اليها ومحاولة اعادة العلاقات السياسية والاقتصادية معها، ترى لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟ هل ادركوا ان الغرب وعلى راسه امريكا تبتزهم على مدى عقود، ولم تدافع عنهم عندما دكت صواريخ ايران بواسطة الحوثيون، منشاتهم النفطية التي تعتبر المصدر الوحيد لجلب الاموال ومن ثم انعاش الحياة.
ايران المحاصرة على مدى أربعة عقود، لم تتنازل قيد انملة عن حقها في صناعة الأسلحة المختلفة فأصبحت رائدة في مجال تصنيع المسيرات وولوج عالم الذرة، ليقينها التام ان العالم لا يعترف الا بالأقوياء..
ما الذي منع او يمنع العرب رغم امتلاكهم لثروات طائلة وطاقات بشرية متعلمة من الاعتماد على النفس وعدم الاتكاء على الغير، بل ان الاموال التي يستثمرونها في الغرب معرضة للتجميد عند اول هزة (اشكال) سياسية من قبل حكامنا لا تروق للغرب.
هل الحرب في اكرانيا وأثارها الاقتصادية والعسكرية على شعوب المنظفة جعلت ضمائر الحكام العرب تفيق من سباتها، من خلال لم الشمل العربي وان ايران لم تكن يوما عدوا كما صورها الغرب وامريكا، بل يمكن الوصول معها الى تفاهمات من شانها استتباب الامن بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة.
نتمنى ان تعود سوريا الى حضن عربي يشد ازرها ويخفف عنها الماسي التي تسببوا بها. ومن ثم بناء وطن عربي قادر على الحياة ومجابهة الاخطار التي تحدق بالأمة، فالعالم اليوم يعاد تشكيله وفق رؤى متباينة، متعدد الأقطاب .
***
ميلاد عمر المزوغي