شهادات ومذكرات

يمثل العام الدراسي 1995 بالنسبة لي وأنا في العام 2025، اللحظة التكوينية الأولى لولادتي الثقافية والمعرفية والاكاديمية، وهو عام دخولي للجامعة، حيث تم قبولي في قسم الفلسفة ـ كلية الآداب ـ الجامعة المستنصرية، ولم أكن أعرف من الفلسفة شيئاً، غير درسها المتواضع الذي درسناه في كتاب (مباديء علم الأجتماع والفلسفة) في الصف الرابع الاعدادي، والذي كان درساً ثانوياً لا يسمن ولا يغني من جوع، كما لم تأخذ الفلسفة حقها من التدريس والمعلومات والمعرفة لطالب العلم، بسبب تلك الساعة الفقيرة من الحصص الاسبوعية للمادة، وبالتالي أعدها مجرد اسقاط فرض ومجاملة للمادة بين المواد المتكدسة الاخرى من حصص مواد (الاجتماعيات واللغة العربية واللغة الانكليزية والرياضيات) التي تدرّس من مراحل الابتدائية حتى الاعدادية، وكلها مواد تلقينية تحقن في رؤوسنا حقناً من دون تحقيق أي من المهارات أو التدريبات الفكرية والعقلية والحوارية التي توسع من آفاقنا وعقولنا وبناء شخصيتنا.

بعد تخرجي من الاعدادية تم قبولي في الجامعة في قسم الفلسفة وفقاً للقبول المركزي الذي يضع للفلسفة قبولاً مركزياً خاصاً في استمارة الترشيحات، يختلف عن التقديم العام لباقي الكليات الأخرى التي تقبل الطلبة عامة وبعدها يتم قبولهم الخاص وفق اختياراتهم أو وفق دروس المفاضلة، وفي تاريخ 1/10/ 1995 تمت مباشرتي طالباً في قسم الفلسفة في المرحلة الأولى وتخرجت في العام الدراسي 1999 ـ 2000، حاصلاً على شهادة البكالوريوس.

الحمد لله وبفضل اساتذة قسم الفلسفة تم تعليمنا وتعريفنا بالفلسفة وتفرعاتها وعصورها وفنونها المعرفية وفلاسفتها والعلوم الاخرى التي تقترب منها، كعلم الكلام والتصوف والفكر الاسلامي والفكر العربي وغيرها من المواد الدراسية، التي تم تحصيلها طوال السنوات الأربع، وبعد حصولي على شهادة البكالوريوس تم تقديمي لدراسة الماجستير في جامعة بغداد وأكملتها في عامين، وبعدها أكملت دراسة الدكتوراه في ثلاثة أعوام في الجامعة المستنصرية.

وما كان لي أن أصل إلى تلك المراحل المتقدمة من الدراسة والمعرفة والفلسفة لولا الجهود الكبيرة التي وصلت اليها بسبب تلك الأصول والجذور المدرسية الاكاديمية التي بذلها أساتذتي في قسم الفلسفة سواء في الجامعة المستنصرية أو في جامعة بغداد في الدراسات الاولية والدراسات العليا، والحث المعرفي والتربوي والدعم الذي تلقيناه من قبلهم في توجيهنا نحو التخصص وتحبيبهم لنا إياه ومعرفة أهمية الفلسفة في حياة الفرد والمجتمع، رحم الله الراحلين منهم وحفظ الله الأحياء من أساتذتي الأجلاء.

وأنا اليوم، لي الشرف الكبير، في انتمائي الى الأسرة الفلسفية العراقية والعربية، بعد تجربتي المتواضعة التي أستذكرها اليوم  في عقدها الثالث، وأمثل أحد أساتذة الفلسفة في العراق، وأشارك أساتذتي وزملائي المشكلات والهموم والتحديات الفكرية والمعرفية لواقع الفلسفة وقضاياها المعاصرة، باحثاً ومشتغلاً ومهتماً في الفلسفة والثقافة والفكر والمعرفة، سواء في العراق أو الوطن العربي، حيث قدمت الفلسفة العراقية دروساً ثمينة للفلسفة العربية، بفضل كوادرها المشتغلة في الفلسفة، سواء في العصر القديم أو في العصر الحديث، الذي نعيشه ونحياه اليوم.

في السنوات العشر الأولى من دراستي الجامعية، تأسست تأسيساً أكاديمياً رصيناً، في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، على يد أساتذتي الاجلاء في جامعتي المستنصرية وبغداد، وكان لي شرف الدراسة والتكوين على أيديهم المباركة، فقد تخصصت في الفلسفة عامة وفي الفكر العربي والاسلامي المعاصر على وجه التحديد، كما أنني قد حصلت على الوظيفة في الجامعة المستنصرية عام 2002، ضمن التعيين المركزي للطلبة الأوائل، على شهادة البكالوريوس، أي بعد مرور سنتين على تخرجي من الكلية، وفي نفس العام حصلت على شهادة الماجستير، من جامعة بغداد منذ العام 2000 الى العام 2002 عن رسالتي (فلسفة الذات عند محمد إقبال)، وحصلت على لقب (مدرس مساعد) ودرّست في قسم الفلسفة في المستنصرية في العام 2003، وكانت أول مادة دراسية درّستها مادة (الأدب الفلسفي) في المرحلة الرابعة لطلبة قسم الفلسفة، وبعد ذلك أكملت شهادة الدكتوراه في الجامعة المستنصرية، في  الأعوام 2004 الى العام 2007 عن أطروحتي (الانسان عند السيد محمد باقر الصدر "دراسة فلسفية" )، وحصلت على لقب (المدرس) في العام 2007، وفي العام 2012 نلت لقب (الاستاذ المساعد)، وفي العام 2017 نلت لقب (الاستاذية)، وبعد ذلك بدأت مسيرة جادة من الجهد والعطاء العلمي والمعرفي والاداري في البحث والقراءة والتدريس والتأليف، في العشرين عاماً التي كانت سنوات العطاء والأزدهار وقطف الثمار، لتلك السنوات الثلاثين مع الفلسفة والتي أثمرت رصيداً علمياً وفكرياً وبحثياً وإدارياً أعتز به على المستوى الشخصي، ساهمت من خلاله بتنوعات من الكتابة والبحث والتأليف، من البحث العلمي الى التأليف الأكاديمي الى كتابة المقالات الثقافية والمعرفية الى المشاركة في المؤتمرات والندوات وإلقاء المحاضرات، داخل العراق وخارجه، ومن ثمار تلك السنوات في مسيرة الفلسفة ما يأتي من الجهود المتواضعة:

الكتب المؤلفة (المنفردة):

1ـ فلسفة الذات في فكر محمد اقبال. دار نينوى. سوريا. 2009. 

2ـ الانسان في الفكر العربي والاسلامي المعاصر (محمد باقر الصدر أنموذجاً). بيت الحكمة. العراق. 2009.

3ـ نقد الخطاب السياسي الاسلامي المعاصر. سوريا ـ اللاذقية. دار الحوار 2023.

4ـ علي الوردي ناقداً عصره. مؤسسة الانتشار العربي. الامارات ـ الشارقة. 2025.

الكتب المؤلفة (المشتركة) :

1ـ سؤال الدين في الفكر العربي الحديث والمعاصر. دار جيكور.      لبنان. 2017.

2ـ مقاربات في الخطاب النقدي الاسلامي، نحن والغرب ج1. العراق. 2017.     

3ـ نحن وتراثنا الاخلاقي ج3. العراق. 2018.

4ـ فالح عبد الجبار العقل الاصلاحي الجدلي. دار الشؤون الثقافية. العراق. 2022.

5. عبد الجبار الرفاعي الدين حياة في أفق المعنى. دار الشؤون الثقافية. العراق. 2022.

6ـ العرب والحراك الفلسفي اليوم. مؤسسة الفكر العربي. لبنان. 2023.

7ـ أنسنة التراث وعقلنة النص الديني عند ماجد الغرباوي. دار العارف. لبنان. 2024.

8ـ أرخنة التفكر الفلسفي في العراق بين مدرستي بغداد والنجف. دار غيداء. الاردن. 2024.

 المجالات الأخرى:

1ـ البحوث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة 20 بحثاً.

2ـ المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية 70 مؤتمراً وندوة.

3ـ المناقشات للرسائل والاطاريح العلمية ما يقارب 70 مناقشة.

4ـ الخبرات العلمية لتقييم الرسائل والاطاريح 67 خبرة.

5ـ تقييم بحوث المجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية 107 بحثاً.

6ـ الترقيات العلمية للتدريسيين 11 ترقية.

7ـ الاشراف على مجموعة من طلبة الماجستير والدكتوراه.

العمل الاداري:

1ـ مقرر قسم الفلسفة للدراسات الاولية. 2007 ـ 2012.

2ـ مقرر قسم الفلسفة للدراسات العليا. 2008ـ2010.

3ـ سكرتير تحرير مجلة الفلسفة في الجامعة المستنصرية. 2010. 2012.

4ـ مقرر قسم الفلسفة للدراسات العليا. 2013ـ 2014.

5ـ رئيس اللجنة الثقافية لقسم الفلسفة. 2013ـ 2014.

6ـ عضو الفريق الاستشاري لقسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة. 2010ـ 2022.

7ـ  عضو اللجنة العلمية في قسم الفلسفة 2013ـ ومستمر حتى العام 2025.

8ـ عضو هيأة تحرير مجلة دراسات فلسفية في بيت الحكمة. 2019 ومستمر حتى العام 2025.   

9ـ عضو لجنة الترقيات العلمية في كلية الآداب. 2019ـ 2020.      

10. عضو لجنة اختبار صلاحية التدريس في كلية الآداب. 2019ـ 2020.

11ـ رئيس قسم الفلسفة. في الجامعة المستنصرية. 2020 ـ 2022.

12ـ رئيس تحرير مجلة الفلسفة في الجامعة المستنصرية. 2022 ـ 2023.

13ـ عضو اللجنة العلمية لمجلة اعتقاد المحكمة في بيروت. 2023 ومستمر حتى العام 2025.

14ـ عضو لجنة الترقيات العلمية في بيت الحكمة. 2023ـ 2024.

15ـ عضو ورئيس لمجموعة من اللجان العلمية والادارية في الجامعة المستنصرية.

16ـ عضو ورئيس لمجموعة من المناقشات العلمية للرسائل والاطاريح الجامعية.

17ـ مقوم علمي لمجموعة من الكتب المقدمة للتأليف والنشر في بيت الحكمة.

التدريس:

الدراسات الأولية:

1ـ الأدب الفلسفي. المرحلة الرابعة. قسم الفلسفة. 2003 ـ 2008.

2ـ الفلسفة السياسية. المرحلة الثانية. قسم الفلسفة. 2008ـ 2010. و 2012 ـ 2014.

3ـ الفكر العربي الحديث. المرحلة الرابعة. قسم الفلسفة. 2021 ـ 2023.

4ـ مادة الفكر العربي المعاصر. المرحلة الرابعة. قسم الفلسفة. 2010ـ 2025.

الدراسات العليا:

1ـ فلسفة الجمال. مرحلة الماجستير. قسم الفلسفة. 2012ـ 2015.

2ـ السمنار. مرحلة الماجستير. قسم الفلسفة. 2015ـ 2017.

3ـ دراسات في التصوف الاسلامي. مرحلة الدكتوراه. قسم الفلسفة. 2017ـ 2020.

ـ الفكر الاسلامي المعاصر. مرحلة الماجستير. قسم الفلسفة. 2020 مستمر حتى العام 2025.

يطيب لي ويسعدني ويشرفني أن أستذكر تلك السيرة المختصرة وأضع تلك التجربة الفلسفية المتواضعة، في عقودها الثلاث، بين يدي القرّاء والمهتمين، كرصيد وسنوات من العمل والأنجاز والعطاء في خدمة الفلسفة والبحث العلمي والثقافي، وهو رصيد ومنجز أفتخر به بين منجز الأسرة الفلسفية لأساتذة الفلسفة في العراق، عسى أن تكون مادة متواضعة تنير دروب الآخرين وتحفز طلبة الفلسفة والباحثين الشباب نحو الجد والاجتهاد وبذل المزيد من العطاء خدمة للمجتمع والبلد والثقافة والمعرفة، ومن الله التوفيق. 

***

أ.د. رائد جبار كاظم