أقلام حرة

صادق السامرائي: دفن الأفكار!!

أفكارنا مدفونة في الكتب وقابعة في ظلمات الرفوف والمخازن، ولهذا لم تجد لها نفعا في الواقع المعاش، وما أثرت بحياة الناس.

فما قيمة أن تكون أفكارنا في كتاب، وهي منبوذة في دروب الأيام؟

أجدادنا كتبوا عن كل شيء وما إنتفعنا منهم بشيء، سوى تخيلهم وإضفاء المثالية والقدسية عليهم، وأمعنا بالتصرفات المنحرفة وننسبها إليهم.

ويمكن القول بأننا نجيد دفن الأفكار، والسبب أن عقولنا معطلة ومرهونة بقوالب سلوكية لا نستطيع التحرر من قبضتها.

أقوالنا، أمثالنا، أشعارنا، خطبنا، وما وردنا من الثوابت التعبيرية عن سلوكيات جامدة، ذات إنتمائية عالية للغابر البعيد، فصار أمواتنا أحياء وأحياؤنا أموات، وفي ديارنا نعيق الغراب وعويل البوم.

ومن المرجح أننا نجيد مهارات الوأد، أي دفن الصالح للحياة، ودحيه في ظلمات التراب.

عقولنا من الإثم تفعيلها، ومن الكفر أن تطرح سؤالا، أو تستفهم ممن يحتكر معرفته بالدين.

والعجيب فيما توارثناه، أننا نحسب ديننا هو الدين، ولا غيره بدين، وكأننا لوحدنا أصحاب دين، وغيرنا من الكفرة المارقين.

ثوابت عقيمة، ذات نتائج سقيمة، تجعل الأجيال رجيمة، وتحسبها رحيمة، وللحياة مقيمة، وهي سلوكيات ذميمة، لوجود أمتنا خصيمة.

فأين أفكار الحياة؟

وأين عقول الأباة؟

وهل ستبقى الأمة في قنوط وسبات؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم