أقلام حرة

صادق السامرائي: الكلمة والكتاب!!

إذا فقدت الكلمة قيمتها ودورها، فهل سيبقى للكتاب تأثير في حياتنا، التي سرقت أنظارنا الشاشة وأطاحت بالورق.
الرغبة النفسية للقراءة في كتاب أو النظر للورق أصابها الخواء، فجاذبية الشاشة أعمق تأثيرا وتواصلا مع الناس، الذين صاروا يمضون معظم أوقاتهم معها، فتقلصت ملازمتهم للكتاب.
فكيف نعيد للكتاب دوره المعرفي؟
هل لمعارض الكتاب فعاليتها؟
في القرن العشرين كنا نتسابق على معارض الكتب، فنشتري منها ما نستطيع حمله، واليوم معظمنا يزورها متفرجا ولا يخرج وبيده كتاب.
دهشتُ ذات مرة عندما زرت معرضا للكتاب في إحدى دولنا، فوجدته خاليا من الزائرين الذين كنت أتصورهم، ظننت بأنني سأسير وسط الزحام، وإذا بي وكأنني لوحدي مع بضعة أشحاص، وغادرت بمجموعة كتب، وما رأيت الخارجين من المعرض يحملون كتبا!!
عند أحد الأكشاك قال صاحبه: "كسدت بضاعة الكتاب، فالمبيعات قليلة "!!
حاولت أن أواسيه، فقلت له: "إنها أزمة وستزول، فالأجيال الوافدة تقرأ"!!
ولا أدري إن صدقت، لأن الشاشة تستلب أوقات الناس، فهم يقرأون ولكن من خلال الشاشات، التي تقدم المعلومة بيسر وسرعة.
فما هو مصير الكتاب في القرن الحادي والعشرين؟!!
وهل من آليات مبتكرة لتسويق الكتاب وتشجيع التفاعل مع المكتوب في الورق؟!!
وربما لا يصح القول بعد اليوم: "... وخير جليسٍ في الأنام كتابُ"!!
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم