أقلام حرة
صادق السامرائي: الإبتلاعية!!

الدول تبلع بعضها، والتأريخ يبين لنا العديد من الدول التي تم إبتلاعها من قوى ظهرت وهيمنت وتنامت وهوت.
دول حيتانية الطباع، وثعبانية الإبتلاع، فهي تسرط ولا تعرف غير السرط.
الدول القوية حيتانية، وبعضها ثعبانية، وهي تطارد فرائسها وتبتلعها، بعد أن تشلها وتنوَمها لتكون جاهزة للبلع، بعد إستسلمت وتباطأت أنفاسها.
ويبدو أن الواقع في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يسعى لمتوالية إبتلاعية بدأت بأساليب غير مباشرة، وإنتقلت بعد ذلك إلى المباشرة وبإنفلات لا يعرف الروادع، والدول المؤهلة للإبتلاع هي الفاشلة الضعيفة الفاسدة التي فقدت معالم وجودها المميز لها.
فكم دولة في المنطقة سيتم إبتلاعها؟
الدول الثرية والصغيرة ستتلقفها الحيتان المتنافسة على الإبتلاع، فالدول القوية تعتاش على الدول الضعيفة، وتبتزها وتبني سعادتها على أشلائها، فالقوية سعيدة والضعيفة تعيسة، والقوية غنية والضعيفة فقيرة ومواطنوها يعانون الفاقة والحرمان ومصادرة حقوق الإنسان، وإن توهمت الثراء والتخمة النفطية.
تلك حقائق التدافع الأرضي المتواصل منذ الأزل، فالصراعات تحركها الموارد والثروات، وكل قوة تطمع بالتنامي والهيمنة والتجبر والإستئساد.
أسماك وحيتان، أسود وأرانب، وهكذا هي أحوال البرايا فوق تراب متعطش للدموع والدماء.
فهل أن القرن الحادي والعشرين قرن الإبتلاع والسرط الخلاق المهين؟!!
مضغة أضحت فنادت ضاريا
دولٌ هانت فأبلت عاليا
قوةٌ دامت وسطوٌ همها
وشعوبٌ إستطابت قاسيا
بنواميس وجودٍ قائمٍ
فاعل الخلق فأرسى باقيا
إستكانت لغفولٍ جاهلٍ
ورأته ملهما أو حاديا
***
د. صادق السامرائي