أقلام حرة
صادق السامرائي: التكنلوجيا والعضلات!!

أمم عضلية وأمم تكنولوجية، والغلبة لمن؟
البشر إبتكر ما ينتصر على ضعفه ويستهلك وقته ويستنزف عمره، فما عاد السيف سلاحا ولا البندقية ولا أسلحة القرن العشرين، إنها أسلحة القرن الحادي والعشرين، التي ما عهدتها البشرية، وستمحق الملايين في لمح البصر.
فهل سينتصر السيف على أسلحة هذا الزمن؟
البشرية قتلت بالسيوف على مدى مسيرتها، ومنذ أن صنعته بعد إكتشافها للحديد، أضعاف ما قتلته أسلحتها الحديثة على مدى قرن وربع القرن، لكن أسلحة العصر تتفوق في فتكها على كل العصور.
أمم العضلات أوهن من بيت العنكبوت، وأمم التكنلوجيا لها اليد العليا، والقرار المبيد، فهي تحقق ما تريد وغيرها ستجبر على ما لا تريد.
الأمم العضلية ستسحقها سنابك التكنلوجيا، ولن ينفع معها ما تدّعيه من قيم وأخلاق وتفاعلات مع القوى العلوية، فالدنيا سوح غاب، والبقاء فيه للأصلح والأقوى يفرض صلاحيته، ويعلن أن أمم العضلات منتهية الصلاحية وعليها أن تغيب في أوعية الإهمال الشديد .
أمم تترنح وأخرى تتفتح، والسيادة تكنولوجية إقتصادية غابية الشمائل، وطبائعها وحشية جشعة، تتحين الفرص للإنقضاض على فرائسها العضلية.
فالعقل إنتصر على العضلات، والأفكار ترسم خرائط الحياة، والتمايز بين الناس فيما يعبرون عنه من أفكار، وما دامت بعض الأمم تغوص في غيبياتها وخرافاتها، وما تتصوره وتحسبه علم يقين، وأمن سنين، فالتكنلوجيا بطاقاتها المتفاعلة المتخلقة في بودقات الأيام، ستصهرها وتحيلها إلى سوائل تسكب فوق رمال رمضاء الرؤوس المتصحرة.
و"دليل عقل المرء فعله"!!
***
د. صادق السامرائي