أقلام حرة
صادق السامرائي: أزمة سكن!!
في دولة تأسست في الربع الأول من القرن العشرين، مضت تعاني من أزمة سكن منذ نشأتها ولا تزال الأجيال الوافدة أكثرها بلا سكن، وقد ترددت هذه العبارة على مدى عقود وعقود دون الإقتراب منها بجدية وعزيمة صادقة لحلها، وذروة المستطاع لمواجهتها مضت بأسلوب توزيع قطع الأراضي التي ما أوجدت حلا ناجعا لها، لأن بناء الأرض أشد مقاساة من عدم تواجد السكن، لصعوبة توفر مواد البناء وغياب الرؤية العمرانية المعاصرة.
في الصين يُقال أن الآلاف من الشقق السكنية تبحث عمّن يتوطنها، فلا توجد أزمة سكن برغم أن فيها أكثر من مليار ونصف من البشر، وتسعى الحكومة للتخلص من البنايات الشاغرة، وعندنا تسعى الحكومات لتوفير الظروف القاضية بالتخلص من الكثرة البشرية.
في الصين واليابان رحت أبحث عن مشرد أو متسول، فعجزت أن أعثر على شخص يمكن أن أوثقة بصورة، وعندما تساءلت عن السبب، كان الجواب أن النظام الإجتماعي لا يسمح بالتشرد والتسول فلكل شخص مأوى ومأكل.
وفي مجتمعات أمة من أركان عقيدتها الزكاة ومساعدة الفقراء والتصدق على المحتاجين، تجد الفقر يتنامى والتشرد يتعاظم، وكأن أبناء المجتمع الواحد يعادون بعضهم، ويجتهدون في تأمين أسباب الوجيع والحرمان لجميعهم.
العلة ليست في المجتمعات أيا كانت، وإنما في قياداتها، فكيف لدولة تأسست في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين تتفوق على دولة ولدت في ربعه الأول، مع الفارق الشاسع بعدد السكان؟
إنها القيادات التي إستطاعت الإستثمار بطاقاتها البشرية وتوظيفها لتأمين الحياة الحرة الكريمة.
مجتمعات بلا موارد طبيعية، هي الأغنى والأقوى، ومجتمعاتنا الثرية بكل شيئ هي الأضعف والأفقر والأشد تبعية للآخرين، فكيف نفسر ذلك إن لم يكن للقيادات دور فاعل في بناء أحوالها؟
مجتمعاتنا لا تعرف الإستقرار، ويغيب عنها الأمان، وتديرها فئات تسمي نفسها ثورية، وهي التي أخذت العباد من سيئ إلى أسوأ، ولاحقها ينتقم من سابقها ويمحق ما يشير إليه.
وإن مجتمعات دولنا أفرادها غلابة!!
نواعيرُ اسْتياءٍ دونَ خَيرِ
تدوّرها روافد ذات شرّ
مُشرّدة تطاردها المَنايا
وتدفعها النواكبُ نحوَ فرِّ
حكوماتٌ بلا هدفٍ رفيعٍ
تناستْ شعبها وقضتْ بقهْر
***
د. صادق السامرائي







