أقلام حرة
صادق السامرائي: وسائل التواصل الإجتماعي هي الإعلام!!

المذياع والتلفاز والصحف والمجلات ربما فقدت الكثير من قيمتها ودورها في الحياة المعاصرة، فالوسائل الحديثة المحمولة في الجيب والفاعلة على شاشة صغيرة، تستنزف الوقت وتستحوذ على الإنتباه والتركيز في كل مكان.
فاجأني شاب بمعرفته الفياضة عما يجري في الدنيا من أحداث وهو على أتم الوعي بالأخبار، وعندما سألته عن كيفية معرفته هذه، أشار إلى هاتفه النقال: إنه يحيطني بكل شيء!!
فهل نحن أمام عصر شديد؟
من أخطر ما تواجهه الشعوب هو الوعي المتواصل، ولهذا تعمد أنظمة الحكم على التجهيل وحجب المعلومات وإشاعة التشويش والتضليل، لتحكم قبضتها على مصير الملايين، وهذا سلوك عهدته البشرية منذ الأزل.
فالثورة المعلوماتية ألغت الأمية المعرفية، فصار الناس على إحاطة بمجريات الأمور في العالم، وربما أكثر خبرة من أي خبير.
فالمجتمعات أصبحت تعرف، فكيف تجري السفن والمراكب الإبداعية في أنهار وبحار ومحيطات المعارف الفياضة؟
غيوم الأمية انقشعت من فضاءات الأنام، وانهزمت الأوهام، وتنورت الأفهام، والأجيال تتطلع للأمام، وما عادت تتقهقر وتتأمل الحطام، ولا في فراش الغابرات تنام، إنه عصر التفاعل المقدام، والسعي نحو إسقاط الجبابرة الحكام.
فإلى أين ستأخذنا الأيام؟
قال قائلهم: إنه عصر التلاحي والإنتقام، فهل ستعرف الدنيا السلام؟
فكل عارفٍ إمام!!
***
د. صادق السامرائي