أقلام حرة

صادق السامرائي: تماحق القِوى!!

التأريخ يحدثنا أن القوى لا تتآخى، وإنما تتماحق، فلا يوجد في التأريخ مثلا لتآخيها.

فقانون الدوران يقضي بأن القوى الكبرى تتصارع لتفوز إحداها بالهيمنة على مقدرات الدنيا إلى حين، لأن القوي سيضعف والضعيف سيَقوى، وتلك سنة الحياة فوق تراب لا يعرف القناعة والرضا.

واليوم تجدنا أمام قوة تريد الحفاظ على هيمنتها المطلقة على العالم، وقِوى ناهضة تريد فرض نفسها، على ما تستطيعه، لأنها تريد دورا وأثرا.

ولابد من المواجهة الشرسة بينها، لتفوز قوة بالقبض على مصير البشرية.

البعض يرى أن القِوى الناهضة ستتحالف، والواقع يشير إلى أنه سيكون واهيا، ويحمل أسباب تمزقه معه، لأن القوى المتحالفة حالما تبسط سيطرتها سيدب بينها النزاع، وتنتهي قوة واحدة بفرض إرادتها على الأخريات.

وفي عالم تطورت فيه الأسلحة والقدرات التدميرية، سيكون من المؤكد أن القوى بأنواعها ستتماحق، وربما ستؤول الأمور للضعفاء بعد أن يتحول كل شيئ إلى رماد.

فما عند القوى المتصارعة من قدرات فتاكة، تجاوزت السلاح النووي بسبعة عقود.

فالحرب ما عادت ذات إنتصارات، بل أنها نشاطات خسرانية فادحة، وذات تداعيات إمحاقية فائقة.

و"لا شيئ أقوى من القوة سوى الدهاء"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم