أقلام حرة
صادق السامرائي: القصائد التكنولوجية!!

يكتبون قصائدهم بمفردات أفكارهم التي تتحول إلى موجودات مادية فاعلة في أروقة الحياة، ونحن نكتب قصائدنا بمفردات الكلمات التي لا تغني من خوف ولا تطعم من جوع، فهي مجرد كلمات نسميها كيفما نشاء ونتوهم الإبداع.
فالإبداع المعاصر مادي الطباع والتطلعات، ويمثل القوة والقدرة على السيادة والهيمنة والإمتلاك.
فهل ساهم الشعر بقوتنا، وتنمية قدراتنا الإبتكارية؟
الشعر سلوك ترف، تتجسد قيمته عندما تبلغ مجتمعاته ذروة القدرة على قيادة سفينة الحياة، ولهذا كان عندنا شعر مؤثر فعال في زمن التألق الحضاري الوهاج.
فالواقع المعاش يلد رموزه الأفذاذ، فكيف يكون عندنا إبداع أصيل، ونحن نتخبط في أوحال الآخرين؟
تفاعلات غابية الطباع بين أبناء كل شيئ واحد، وتراخي وتواصل إيجابي مع أعداء الأمة والتأريخ، والتلاحي بين دولنا ديدن السياسة ومنطلق الخسران المبيد.
فدع الذكاء الإضطناعي يكتب ما يشاء، وينشره على أنه شعر معبر عنا، ويمثل دورنا في حياة نجيد إطفاء أضوائها، وتدمير معالم صيرورتها الأرقى.
إبداعنا (شعر)، وضربات متلاحقة على الكي بورد، بعد أن دفنا الأقلام في زمهرير الإمتهان، وحولنا الورق إلى دخان، فتعفنت الأذهان، وتدثرت الأجيال بركام الضلال والبهتان.
فاكتب على وجه الماء كما تشاء!!
كلامٌ بائرٌ دون الكلام
وصوت حائرٌ بنهى الأنام
بلا شعر إذا نضبت رؤانا
لإن الشعر من نضح المقام
فهل نزرع وهل نصنع مرادا
يوافينا بمنطلق اهتمامِ
***
د. صادق السامرائي