أقلام حرة
صادق السامرائي: الاعتداء على الجغرافية!!

السدود المقامة على الأنهار عدوان سافر على إرادة الأرض والبيئة ومحاولة لتغيير معالمها، التي تكونت لتحقيق البقاء وسلامة الدوران، فالسدود تصيب الأرض وهي كائن حي وذكي، بإنسدادات وتعويقات في مسارات شراينها، كما يحصل للبشر عند إنسداد أحد شرايينه الرئيسية.
فالأنهار شرايين الأرض، ولا يستطيع أي سد الإنتصار على إرادتها، ومساعيها للحفاظ على ديمومة الحياة فيها.
فلماذا الخوف من إقامة السدود؟
لا تخشوها فالأرض قادرة على إسترداد حقوقها، وتأمين إستقرارها، وكم من السدود تهاوت عبر التأريخ، وسد مأرب أحدها، وغيره العشرات من السدود التي أزاحتها وحررت أنهارها من قبضتها.
الذين لا يدركون قيمة وتأثير إرادة الأرض سيتفاعلون معها بعدوانية وأنانية وستنقلب عدوانيتهم عليهم، فيحصدوا ما بذروه من سوء السلوك.
أنهار الحضارات الكبرى (دجلة والفرات والنيل) أنهار خالدة تتحدى أعتى القدرات ولن تحيد عن مسارها، ولن تستغني عن مياهها، فللأنهار قوة تحميها وترعاها، وهي كائنات حية تدافع عن نفسها، وتهاجم الذين ينالون من كيانها، ومن يحرمها من الماء تحرمه من الحياة.
ليشيّدوا مئات السدود و ويحجزوا مليارات الأمتار المكعبة من المياه، فالأنهار ستثور عليهم وتحطم معالم قدراتهم الوهمية، والنصر دائما للماء الجاري، الذي يطيب بتدفقه وسيره خلال الأمكنة والأزمنة التي إختارها وعاءً لصيرورته الزاهية الخضراء.
فلا تحاربوا أنهار الحياة، وكونوا لها أساة!!
***
د. صادق السامرائي