أقلام حرة

صادق السامرائي: دموع الضاد!!

من المؤلم أن تستمع لمذيع يتعثر نحويا، أو خطيب يرفع المنصوب ويجر المرفوع، ويتوهم بأنه يتكلم صحيحا، فماذا جرى لواقعنا، كيف يُسمَح لأمثاله بالتصدر وتدمير اللغة.

والأنكى من ذلك، أن معظم قادة الأمة المعاصرين لا يجيدون الكلام السليم، بينما مسيرة الأمة تهتم بالكلمة وبرز فيها الخطباء المفوهون الذين يحاسَبون بشدة عن أي زلة نحوية.

كأن الأمة تستهين بلغتها، ورموزها لا يعيرون إهتماما لما ينطقونه، ويحسبون أفواههم تعطي ذهبا.

فزعت من أحدهم وهو يخاطب الجماهير بلغة خالية من أبسط الضوابط النحوية، والناس تصغي، ولا من أحد يواجهه ويشير إلى جرائمه بحق اللغة أو يبعده عن المنصة.

وتجد في مواقع التواصل العديد من المنشورات المتقصدة في نيلها من لغة الضاد، وتُقدَّم بأساليب الإهانة والتكرارية، التي تسعى لإقناع العرب بأنهم أضاعوا لغتهم وعليهم أن يتركوها، وهي لغة حضارية سامية ذات قدرات متطورة ومطواعة ومستوعبة لما في الكون من جديد.

المهتمون باللغة العربية من الأكادميين والمجامع اللغوية والكليات، عليهم أن يؤسسوا لمراصد ذات نشاطات جادة للتصدي للهجمة الشرسة على لغة الضاد، وأن لا يستكينوا، ويتعللوا بأنها لغة محفوظة بسلطان فهي لغة القرآن.

المراصد اللغوية من ضرورات حماية اللغة العربية من أعدائها، وأن لا تخاف من أحد، وتبدأ بالقادة والرموز في كافة ميادين الحياة، وتنبهم وتنتقدهم وتصوب أخطاءهم.

اللغة العربية أمانة في أعناق الأجيال، فليصونوا الأمانة، ويعبروا عنها بإخلاص وحرص حضاري وإيماني عميق.

اللغة العربية هوية الأمة، ومَن يريد قتل الأمة يصيبها بلغتها، فكونوا غيارى على لغة الضاد، يا أبناء يعرب الميامين.

"إن الذي ملأ اللغات محاسنا...جعل الجمال وسره في الضاد"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم