أقلام حرة
صادق السامرائي: المعنى المغفول!!

أبحث في النص الذي أقرأه عن المعنى الذي يريد أن يعبر عنه كاتبه، وهل تمكن من توظيف المفردات المستعملة للوصول لذروة المعنى، وفي أكثر الأحيان لا يتبين المعنى ويسود الأسلوب، وكأن الإبداع أسلوب وكفى.
بينما الإبداع الرائق هو الذي يرتكز على المعنى والأسلوب بتوافقية إمتزاجية ذات قدرة تعبيرية خلابة جذابة وواضحة.
ولا يمكن للمبدع أن يصل إلى هذا المقام الكفيل بإداء المعنى دون ممارسة ومران وقراءة معمقة لنصوص المبدعين المتمكنين.
وتجدنا أمام سيادة الأسلوب على المعنى، فما أروع الأسلوب وما أهزل المعنى وأوهنه!!
ما قيمة النص المجرد من المعنى؟!!
تراثنا الكتابي أو التدويني يحفل بأرقى أساليب الكتابة بفنونها المتنوعة المتوافقة مع عصرها، لكن المعنى يكاد يكون مغيبا، فسحر الأسلوب لا يساهم في بناء العقل الثقافي المعرفي المقتدر.
الإبداع آلية لوضع التفكير السليم في أشكال تعبيرية عن معنى مفيد بأسلوب ممتع ومتناغم مع طاقة المعنى ومعطياته الشعورية والإنساانية.
فلماذا التنافر بين المعنى والأسلوب؟
يبدو أن لضعف المعجمية اللغوية، وضيق الأفق، والتسرع بالنشر، ومؤثرات المواقع الإليكترونية، وإنحسار القراءة، وفقدان الكتاب لدوره التنويري، جعل الإبداع كتابة روتينة آلية، كانها من إنتاج روبوت، يجيد وضع الكلمات في سياقها النحوي، ولا يعنيه ما تشير إليه أو تريد التعبير عنه.
وكثيرا ما أتساءل، بأننا مقبلون على كتابات الذكاء الإصطناعي التي ستطغى في العقود القادمات، بل أن جهاز الكومبيوتر سيكون هو الكاتب المفضل، فأطلق فكرة م وسيكتب عنها الكومبيوتر بسرعة وموسوعية غير مسبوقة، وتتفوق على قدرات البشر العقلية!!
فهل سيبقى للإبداع بأنواعه قيمة في المستقبل؟
إنه سؤال خطير يلوح في أفق الأيام!!
***
د. صادق السامرائي
31\8\2021