أقلام حرة
صادق السامرائي: التواصل والأمل والألم!!

مع إنطلاق القرن الحادي والعشرون، بدأت البشرية تسير فوق الهواء، بعد أن كانت تمشي على الورق، وعلى مدى قرون، وكان المكتوب صراطها القويم، والقلم عنوانها الوسيم.
وبعد أكثر من عقدين وجدتنا أمام أجيال لا تعرف الكتابة بالقلم وتجيد الضرب على (الكي بورد)، فالكتابة بالقلم أصبحت من الماضيات.
ترى هل أن هذه العاصفة التي إجتاحت البشرية ستنكمش وستعود إلى بداياتها، فيستعيد القلم هيبته والورق قيمته والكتاب دوره في الحياة بدلا من الشاشات، التي إختطفت الأنظار وأسرت الناس وما عادت لديها رغبة في التفاعل مع الكتاب.
إن مسيرتنا في عوالم الإنترنيت كشفت عن مخاطر ومعارك حامية ما بين الدول، فلا يمكن حماية أجهزة الكومبيوتر في أي مكان من الهجمات التي تدمرها وتعطل أنظمتها، وتصيب الحياة بشلل خطير يترتب عليه خسائر إقتصادية هائلة.
هذه المخاطر التدميرية من الصعب الوقاية منها، لأن إختراق شبكات الإنترنيت بات سهلا ويمكن إنجازه بسرعة وبتكاليف قليلة تؤدي إلى أضرار جسيمة ومروعة.
فيمكن لشخص في بقعة ما أن يعطل أجهزة دول بضربة واحدة أو أكثر، بعد أن تمكن من إختراق أنظمتها التشغيلية.
ومهما توهمنا بأن أنظمة منع الفايروسات الإليكترونية من هجمة فتاكة قادرة على الحماية والمناعة، فأن هناك مَن يستطيع الإلتفاف عليها وتحقيق هجمة كبيرة على الهدف.
وقد بلغت الحروب الإليكترونية ذروتها في بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وصارت تديرها مراكز متطورة وذات خبرات عالية وقدرات تدميرية فظيعة.
فالدول القوية أصبحت تحت رحمة الهجمات المتوالية على شبكاتها وأجهزتها، مما يبدد طاقاتها ويربك أعمالها، ويضعها في محن تفاعلية خطيرة.
ومع تعاظم الهجمات وتأثيراتها، يحضر التساؤل الكبير الذي خلاصته، هل ستعود البشرية إلى بداياتها؟
هل ستعود إلى الورق والقلم وتتحرر من قبضة الكومبيوتر وإستبداد الإنترنيت؟!!
لا لن تعود، فالأرض تدور وتجود، وقوانينها تحكمنا وتسود، وأيامنا ذات إبراقٍ ورعود، وكلُّ جديدٍ وليدٌ يقود!!
***
د. صادق السامرائي