أقلام حرة

صادق السامرائي: لا تنفعنا الكلمات!!

إنطلق الكلام على عواهنه في كل حدب وصوب، وتشاجرت السطور على الورق، وتلاحمت على صفحات الشاشات، واندثر القلم وتسيدت إرادة الكيبورد، التي جعلت كل ذي يدٍ يكتب!!
كلمات فارغة إلتصقت حروفها ببعضها عنوة، وبدت محشورة في عبارات تنفر منها.
كيف توافدت وتجمعت كأنها سيول عارمة وغيوم مدلهمة، تقبض على أنفاس الخيال، وتدجج الوجود بالمحال، وتأخذنا إلى كهوف المجاهيل، ومواطن الأحابيل.
إنها نكبة الكلمات المصدوعة بالوجيع المداهم لأروقة الحياة.
أشلاء المعرفة على قارعة طريق الويلات، تفترسها الضباع، وتتقاتل من أجل الفوز بأكثرها، والقتلة يتفرجون على مسرح النكبات.
الأفكار تشتت والكلمات تبعثرت، والرأس في دوامة التشظي والتفاعل مع المضطربات، وكأن النسيان طيف مقيم في مملكة الإنسان.
طارت الباء من رأس البشر، وظهر عاريا لا تستره ورقة التين، وتصاعد من مسامات جلده الأنين، فاحتارت الأقلام وتاهت الأفهام، فما يأتيه جرم وآثام، وينبوع وجيع وآلام.
البشر المحجب بالعواطف والإنفعالات، والمدثر بالأمنيات، والمستحضر للويلات والتداعيات، كأنه السمك المزهور بطعم النهايات.
وترنحت الكلمات كأنها العصف المأكول، والعهن المنفوش، وقالت السطور الويل للعبارات فأنها نيران ومصدر ثبور.
وفار تنور النكبات، والناس سجيره المرهون بالضلال والبهتان المُدان، وتحولت الأبدان إلى عجين، يصنعون منه أنواع المعجنات القابلة للتفتت والضياع، ولا يزال التنور في أجيج وإلتهاب عنيف، وفال قائلهم أريد ألف رغيف ورغيف.
وكل مَن عليها طاح!!
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم