أقلام حرة

عبد القادر رالة: نكبة الجوينيون

في التاريخ الإسلامي تعتبر نكبة البرامكة أشهر وأعظم وأشّد النكبات التي طالت أناس وشخصيات كانوا مقربين جدا من الخليفة، ومُدللين في البلاط الحاكم، فكانوا يأمرون وينهون ويُستشارون في كل أمور مهمة تخصُ الدولة ويشاركون الخليفة في مجالس لهوه وأدبه ! ..

وإن اختلف المؤرخون في القديم أو في عصرنا الحديث حول تحديد أسباب نكبة البرامكة المفاجئة، والعنيفة، غير أن الراجح أن أسبابها سياسية ذات علاقة بالتجاذب العربي الفارسي في ظل الخلافة العباسية في سنينها الأولى تحت حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد...

وبعد قرون من تلك النكبة، وبعد أحداث جسام ودمار تعرضتْ له بغداد حدثت نكبة أخرى تساويها وتماثلها، وان كانت في بلاد فارس في ظل حكم المغول، لكنها طالت أيضا أناس وأفراد كانوا مقربين جدا وذوي نفوذ في البلاط الحاكم!..

والضحية كان شخصيةً فذّة اسمه شمس الدين الجويني، وهو رجل دولة كبير خدم المغول الايليخانيين في فارس، منذ فترة حكم هولاكو خان، ثم ابنه أباقا خان فحفيده أرغون خان، ووزّر لهم على مدى تسعة وعشرون عاما، وكان الوزير الأعظم والشخص الأول في دولة المغول الايليخانيين ...

وبسبب الصراعات السياسية داخل البيت الحاكم والوشاية والحسد ناله الشرر المتطاير من تلك الصراعات الدامية فقضى عليه ..

وقف شمس الدين الجويني مع أحمد تكودار ضد أرغون بن أخيه أباقا خان، غير أن أرغون استطاع هزيمة أحمد تكودار و القضاء عليه، فقرب من وقفوا معه وأبعد من وقفوا مع عدوه، بل وانتقم منهم ـ، وكان من بينهم شمس الدين الجويني الذي ألصقت له تهم كثيرة، فلم يستطع الدفاع عن نفسه اذ حاصره التآمر والحسد ..

قٌتل هو، وأولاده وأحفاده وأخوته ....

***

عبد القادر رالة

في المثقف اليوم