قضايا

شيماء هماوندي: فرانكشتاين بين رمزية الفلسفة وجنون العلم

أول قصة رعب في التاريخ كتبتها إمرأة

من هي ماري شيلي؟

ماري شيلي هي كاتبة إنجليزية ولدت في لندن، وتعتبر أول كاتبة قصص رعب في التاريخ، وروايتها (فرانكشتاين) هي واحدة من أشهر روايات الرعب واكثرها إثارة للإهتمام في الأدب العالمي، ولدت ماري شيلي في عائلة من الكُتاب والمفكرين، كانت والدتها هي (ماري ولستونكرافت)، كاتبة ومؤلفة إشتهرت في  الدفاع عن حقوق المرأة، وكان والدها (وليام غودوين)، فيلسوفاً وكاتباً، وقد كتبت ماري شيلي رواية (فرانكشتاين) عندما كانت في سن الثامنة عشر فقط، وكانت الكاتبة  مهتمة بأفكار الفلاسفة مثل (جون لوك - وإيمانويل كانت)، ويمتاز إسلوب ماري شيلي في الكتابة بأنه إسلوب متنوع المصادر، يجمع مابين العلم والأفكار الفلسفية، والتحليل النفسي العميق للشخصيات، وتتناول ماري تشيلي أفكار مختلفة ذات طابع  نفسي - فلسفي، يشد القاري ويثير إهتمامه، وكانت تتناول في كتاباتها مواضيع مختلفة حول العلاقات الإنسانية، والوجود، والموت، والحياة، وحدود العلم، والعواقب الأخلاقية المترتبة على الإخراعات العلمية.

أول قصة رعب في التاريخ كتبتها إمرأة

فرانكشتاين هي قصة رعب كتبتها الكاتبة الإنجليزية (ماري شيلي) صدرت في عام 1918م، وتُعد واحدة من أهم وأشهر روايات الرعب في الأدب العالمي، والتي تمتاز بطابع روائي (علمي- فلسفي)، وإن تأثير هذه الرواية يمكن رؤيته في العديد من الأعمال الروائية، والأدبية، والسينمائية الى يومنا هذا، حيث أصبحت قصة فرانكشتاين رمزاً للخوف والرعب، بالإضافة الى أنها تعتبر أول رواية رعب في العصر الحديث إمتد تأثيرها من الأدب الى العلم والتحليل النفسي والفلسفة.

فرانكشتاين الرواية التي غيرت الأدب العالمي

كانت رواية فرانكشتاين تحكي قصة عالم مغامر شطح بأحلامه العلمية نحو مغامرة خطيرة، حيث عمل على صنع كائن، أراد له ان يكون إنساناً ذو صفات خارقة، وإعتقد أنه سيحقق سبقاً علمياً، ولكن هذا الكائن يتحول الى وحش يدمر حياة من حوله، وأولهم العالم الذي إخترعه، وشكلت الرواية ثورة في الأدب العالمي، حيث كانت أول رواية رعب علمية في التاريخ كتبتها إمراة تأثرت بالفلسفة، والعلم، والتحليل النفسي في ذلك الوقت، لتخرج الى النور رواية رعب  مايزال تاثيرها موجوداً في عصرنا الحاضر، وساهمت الرواية في تأسيس الأدب العلمي، وأدب روايات الرعب ذات الطابع العلمي- الفلسفي، وإمتد تأثير رواية فرانكشتاين الى يومنا هذا ، بل وتعتبر الرواية  أحد الأسباب التي أسست الأدب العلمي - العالمي، وأثرت على العديد من الكُتاب والأدباء من بعدها، حيث بدأوا يتناولون المواضيع العلمية والفلسفية في الكتب وفي الأفلام والمسلسلات، مما أدى الى ظهور السينما الفلسفية في عصرنا، وهي تقديم الأفكار الفلسفية، والعلاقات الإنسانية، في صورة أفلام سينمائية ذات طابع فني للمجتمع.

الأفكار الفلسفية التي تناقشها الرواية

تناقش رواية فرانكشتاين للكاتبة ماري شيلي العديد من الأفكار الفلسفية منها:

- الطبيعة البشرية: حيث تطرح الرواية سؤالاً حول طبيعة النفس البشرية، والخير والشر، وهل الإنسان شرير بطبيعته أم أنه يصبح شريراً بسبب الظروف، ويُعد الكائن (فرانكشتاين) الذي صنعه العالِم، خير مثال على ذلك، حيث بدأ بكونه بريئاً، ولكنه أصبح شريراً، بسبب الرفض والإضطهاد والظلم.

- حدود العلم وقدراته والتبعات الأخلاقية للإختراعات العلمية: الرواية تطرح سؤالاً حول حدود العلم والقدرات الإنسانية، وهل يجب على الإنسان ان يضع حدوداً لقدراته العلمية، أم أن عليه ان يستمر في البحث والتجريب، وماهي المحاذير من الإختراعات العلمية المتهورة، وماهي تبعاتها التي يجب وضع قواعد أخلاقية لتحجيمها والحد منها.

- الهوية والإنتماء: الرواية تطرح سؤالاً مهماً حول الهوية والإنتماء لدى الإنسان، وهل الإنسان يحتاج الى الإنتماء الى عائلة أو مجتمع، أم أنه يستطيع العيش ومواجهة العالم الطبيعي من حوله بمفرده؟

كل هذه تساؤلات حاولت الكاتبة ماري شيلي توظيفها في عملها الروائي الذي أصبح علامة فارقة في أدب الرعب والروايات العلمية، لتصبح روايتها أول قصة رعب في التاريخ كتبتها إمرأة.

***

شيماء هماوندي

في المثقف اليوم