قضايا

حسن عجمي: العدالة السوبر خلاّقة

بالنسبة إلى المنهج التحليلي السوبر خلاّق، العدالة السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ أنماط الحرية والمساواة الممكنة × إنتاج كلّ أنماط السلام والتطوّر الممكنة. هذه هي العدالة السوبر خلاّقة لأنها فعّالة في إنتاج كلّ أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر. من فضائل العدالة السوبر خلاّقة فضيلة أنها تضمن استمرارية تطوير العدالة وفضيلة تحريرنا من مفاهيم العدالة الماضوية.

بما أنَّ، بالنسبة إلى العدالة السوبر خلاّقة، العدالة كامنة في إنتاج كلّ أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر بينما كلّ أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر تتضمن أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر التي لم تُكتشَف بعد، إذن تضمن العدالة السوبر خلاّقة استمرارية تطوير العدالة من خلال اكتشاف كلّ أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر غير المُكتشَفة حالياً أو في الماضي وتطبيقها. وضمان استمرارية تطوير العدالة فضيلة أساسية دالة على أنَّ العدالة السوبر خلاّقة هي العدالة الحقة. من المنطلق نفسه، بما أنَّ العدالة السوبر خلاّقة تدفع بنا إلى اكتشاف أنماط حرية ومساواة وسلام وتطوّر لم تُكتشَف سابقاً من جراء أنَّ العدالة كامنة في إنتاج كلّ أنماط الحرية والمساواة والسلام والتطوّر الممكنة، إذن تحرِّرنا العدالة السوبر خلاّقة من أن نكون سجناء مفاهيم العدالة الماضوية. و في هذا التحرّر فضيلة كبرى دالة على أنَّ العدالة السوبر خلاّقة هي العدالة الحقة.

العدالة السوبر خلاّقة تُحلِّل العدالة من خلال الحرية لأنَّ من دون الحرية نفقد إنسانيتنا. فمثلاً، إن لم نكن أحراراً فحينها سوف نشبه الأشياء الفاقدة للحرية كالحجارة والتراب مما يتضمن خسران إنسانيتنا. لذلك العدالة كامنة في تحقيق واحترام حرية كلّ فرد تماماً كما تؤكِّد على ذلك العدالة السوبر خلاّقة. كما تكمن العدالة في المساواة بأنواعها المختلفة كافة كالمساواة أمام القانون والمساواة الاجتماعية والاقتصادية. هذا لأنه بلا وجود مساواة كغياب المساواة أمام القانون يَسُود التمييز بين الناس مما يُقيِّد حرياتهم و بلا مساواة اجتماعية واقتصادية يفقد الإنسان قدرته على ممارسة حريته بسبب قِلة ما يملك من موارد. من هنا، المساواة بأنواعها كافة ضرورية لتحقيق الحرية فسيادة العدالة الكامنة في الحرية. كلّ هذا يرينا بأنَّ العدالة تكمن في الحرية والمساواة معاً تماماً كما تقول العدالة السوبر خلاّقة.

بالإضافة إلى ذلك، بلا سيادة السلام، نخسر الحرية والمساواة. لذلك العدالة قائمة أيضاً على تحقيق السلام وسيادته. في زمن الصراعات والحروب، يفقد معظم الناس حرياتهم كحرية التنقل وحرية التكلّم والتخاطب بلا قيود بالإضافة إلى الخسائر البشرية والاقتصادية. لذا السلام ضروري لتحقيق الحرية فبناء العدالة. من المنطلق نفسه، في زمن الصراعات والحروب، تزول المساواة بين الناس لأنَّ الصراعات والحروب متصفة بغالب ومغلوب مما يتضمن زوال المساواة بين الأفراد المنتمين إلى جماعات متصارعة. هكذا السلام ضروري لتحقيق المساواة فسيادة العدالة. كلّ هذا يرينا أنَّ العدالة كامنة أيضاً في السلام تماماً كما تؤكِّد العدالة السوبر خلاّقة.

لكن بلا أن يتطوّر الفرد باستمرار، يغدو الفرد سجين ما هو عليه وبذلك يفقد حريته. لذلك العدالة كامنة أيضاً في التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والثقافي المستمر. فمن دون تطوّر الفرد اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، يمسي الفرد سجين وضعه الحالي وسجين ماضيه فيخسر حريته ويفقد بذلك إنسانيته. من هنا، لا تتحقق العدالة سوى باستمرارية تطوّر كلّ فرد اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً تماماً كما تقول العدالة السوبر خلاّقة. و كلّ هذه البراهين تشير إلى أنَّ العدالة الحقة هي العدالة السوبر خلاّقة التي تحلِّل العدالة من خلال الحرية والمساواة والسلام والتطوّر بقولها إنَّ العدالة السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ أنماط الحرية والمساواة الممكنة × إنتاج كلّ أنماط السلام والتطوّر الممكنة.

***

حسن عجمي

في المثقف اليوم