شهادات ومذكرات
علي حسين: إن مملكتي كلها من هذا العالم
في ظهيرة السادس عشر من تشرين الأول عام 1957، بينما كان يتناول طعام الغداء في مطعم وسط باريس، اقترب منه شاب ليبلغه أن الناشر غاستون غاليمار يبحث عنه، فهناك أنباء تقول أنه فاز بجائزة نوبل. الكاتب البلغ من العمر آنذاك " 44 " عاما اعتقد أن الأمر مزحة، فهو صغير السن على هذه الجائزة التي تُمنح عادة في وقت توشك فيه حياة الكاتب على الغروب، ثم أنه لا يتمتع بالمكانة التي يتمتع بها بعض معاصريه من كتاب فرنسا، مثل اندريه مالرو أو جان بول سارتر.
امام شقته تزاحمت وكالات الانباء ومحطات التلفزيون، الجميع ينتظر قدوم صاحب " الغريب " ليسألونه عن جدوى العيش بعد الجائزة، وهل لا يزال يعتقد ان الحياة الانسانية ليست ذات اهمية، وأننا لا نزال نحمل صخرة سيزيف على ظهورنا.عندما وقف امام لجنة جائزة نوبل طالب الأدباء والكتاب أن يركزوا على الناس المهمشين الذين يخذلهم التاريخ معلنا أن " الادب يُعبر ويُدافع عن تطلعات الإنسان إلى الحرية، والانسجام، والجمال، وهذا التطلع وحده يجعل الحياة ذات قيمة "، وعندما يسأله أحد الصحفيين: هل لازلت وجودياً رغم اختلافك مع سارتر، يجيب: " لست وجودياً، مع أن الفلاسفة بالطبع مجبرون على التصنيف، حصلت على انطباعاتي الفلسفية الأولى من الاغريق، وليس من المانيا في القرن التاسع عشر والتي هي أساس الوجودية الفرنسية الحديثة " – ديفيد شيرمان البير كامي ترجمة عزة مازن -.
كانت المشكلة الفلسفية التي واجهها البير كامو هي: لماذا الحياة عبثية؟، فرغم أننا ممتلئون بـ "التوق إلى السعادة"، لكن يقابلنا في كل مكان "الصمت غير المعقول للعالم". لقد كشفت لنا الحياة عن فراغ كبير. ومثلما قال صامويل بيكيت " النور يضيء لحظة، ثم يحل الليل مرة أخرى." هذا التناقض الأساسي، بين شغفنا بالحياة وما يقدمه الواقع، هو ما يجعل الحياة عبثية. قارن كامو بين الوجود البشري ووجود سيزيف في الاسطورة اليونانية، المحكومٌ عليه من قِبل الآلهة بأداء مهمة عبثية، وهو أن يدفع إلى الأبد صخرة إلى أعلى التل، بحيث يراها تنحدر من جديد إلى أسفل في كل مرة يصل بها إلى القمة، ومع هذا يجب أن يُعتبر سيزيف،كما يخبرنا كامو، شخصا سعيدا، بمعنى أن علينا أن نعي مأزقنا، ونقبل لأقصى درجة أيًّا ما كانت الحياة التي سيتحتَّم علينا أن نعيشها على الأرض يقول كامو ان:" لا عقاب اشد من واجب لا طائل فيه ولا أمل يرجى منه " فسيزيف في نظر كامو هو بطل العبث بسبب احتدام عواطفه وشدة عذابه معا، فازدارؤه الألهة، وكرهه الموت، وعشقه الحياة، كلها سببت له العذاب الذي لايوصف ليتحول في النهاية إلى رمز:" انني الآن اترك سيزيف عند الحضيض من جبله، فالمرء دائما ما يعود إلى عبثه، إلا ان سيزيف يُعلمنا ذلك الضرب السامي من الولاء الذي لا يعترف بالألهة ويرفع الصخور.. الكفاح صعداً إلى القمة كفيل بان يملأ قلب الانسان. فعلينا أن نتخيل سيزيف سعيدا " – اسطورة سيزيف ترجمة انيس زكي حسن -
يتساءل كامو: إذا تكشف لنا عدم جدوى الحياة كعمل سيزيف، فكيف نرد او نجيب؟. ماذا نفعل إذن؟ الانتحار ليس خيارا. لأنه لن يؤدي إلا إلى مضاعفة العبثية، وكان الخيارالوحيد المتبقي هو القبول بمأزقنا. كل واحد منا مدان. كل واحد منا لديه صخرة مطلوب منه أن يدحرجها. لكن "النضال نحو المرتفعات يكفي لملء قلب الانسان "، ولهذا فان كامو يرى ان بأمكاننا جميعا إيجاد طرق لنحمل صخورنا بابتسامة حازمة ومتحدية. ان كامو ينظر الى التكرار السقيم الذي تتسم به حياتنا، على أنه الصورة الحديثة لاسطورة سيزيف. كما ان العبث يستمد وجوده من الإحساس بالانعزال في عالم مغترب، وقد ينتج عن هذا الشعور بالانعزال الإحساس باننا إنما وجدنا بمحض الصدفة وبلا سبب معقول. عندها يتواجد لدينا احساس يسميه كامو بـ (العداوة البدائية تجاه العالم ) " – جون كروكشانك كامو وادب التمرد ترجمة جلال العشري -. يقول كامو إن العبث وليد التفاوت. إنه يرتفع أمامنا عندما تقف توقعاتنا قاصرة امام الواقع.عاش البير كامو باعتباره احد احفاد سيزيف في عالم غير مبال باعمال البشر وافعالهم. ان الحياة لا معقولة، لكنها في نفس الوقت ذات قيمة لا تقدر.
عندما قدم البير كامو كتابه " اسطورة سيزيف " الى دار غاليمار، وكانت الاكثر شهرة في فرنسا، وجد الروائي اندريه مالرو ان موضوعة الانتحار التي يتناولها كامو في بداية الكتاب مجهدة فكتب اليه:" قد تكون البداية متعثرة بعض الشيء "، وكان رد كامو انه لا يتبنى مفهوم الانتحار، بل يتناول الوضع العبثي الذي يعيش فيه الانسان الذي يجد نفسه في مواجهة " صمت العالم المطبق واللامعقول "، ان العبث يسمم حياتنا اليومية ويضفي على كل تجاربنا قدراً من اللاجدوى:" أن ما يهمني هو ليس اكتشاف (السمة العبثية للحياة)، بل ناتج وقواعد العمل التي يجب ان نستخلصها منها " - اسطورة سيزيف ترجمة انيس زكي حسن -.
قبل الشروع بكتابة " اسطورة سيزيف " كان كامو يعمل محررا ادبيا في احدى الصحف المستقلة، آنذاك لفت انتباهه كتابان صدر حديثا لجان بول سارتر، رواية بعنوان " الغثيان " ومجموعة قصصية بعنوان " الجدار " وقد وصف سارتر في هذين العملين عالما غارقا في الصدفة، عالم عالق في تيار من الاحداث التي تفتقر لأي مبرر. لهذا يغالبنا شعور بالغثيان بعد أن اصبح العالم غريبا وموحشا وعبثيا. يكتب كامو في يومياته ان الغثيان كانت قريبة جدا لشيء في داخله، ويعترف في مقالته ان " سارتر استطاع أن يصور الحياة اليومية تصويرا صادقا واقعيا ملموسا حتى ان شفافيته لا تدع مجالاً للامل. وان كل تأمل من تأملات سارتر عن الزمان صوره بوضوح وقوة تفكير الفلاسفة ابتداء من كيركغارد وحتى هايدغر " – كامي وسارتر ترجمة شوقي جلال -.
يرفض البير كامو أن يوضع في خانة الفلاسفة، ويصر على ان كتاباته لا يحكمها نظام فلسفي، فقد كان يريد ان يحتفظ بلقب رجل المسرح وكاتب الروايات والجملة وظل يردد:" إن أردت أن تصبح فيلسوفاً، اكتب روايات "، فالروائيين العظماء فلاسفة عظماء، واحيانا يجد نفسه كاتب مقالات مثل مونتاني وقد شرح ذلك في مقدمة كتاب " اسطورة سيزيف " معتبرا أن هذه الصفحات:" تعالج الحساسية العبثية التي يمكن العثور عليها بشكل متفرق، على امتداد القرن، وليس فلسفة العبث التي لم يعرفها عصرنا هذا ".بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ستؤدي التغيرات الجديدة في العالم الى أان يتراجع العبث عند كامو امام فكرة جديدة اسمها التمرد، فاصدر كتابه الشهير " الانسان المتمرد " عام 1951 وفيه تحول من التركيز على عبث سيزيف الى الوقوف ضد القتل باسم الثورة والحرية معلنا أننا نعيش " عصر القتل العمد والجريمة الكاملة.. ولن نعرف شيئا حتى نعرف ما إذا كان لدينا الحق في قتل اخواننا البشر، أو الحق في السماح بقتلهم " – الانسان المتمرد ترجمة نهاد رضا -.
عاش البير كامو المولود في السابع من تشرين الثاني عام 1913 في حي للطبقة العاملة في مدينة موندوفي التابعة لمديرية القسطنطينية بالجزائر طفولة شديد القسوة ، لا يتذكر صورة والده لوسيان كامو الذي عاش فقيرا يتنقل بين المزارع يعمل اجيرا، وعندما تزوج اختار امرأ ة " كاترين سانتيز " من أصول إسبانية تعمل خادمة في البيوت، بعد عام من ولادة ابنهما الثاني " كامو " يُساق الاب للخدمة العسكرية، وبعد اشهر تستدعى والدة كامو الى المستشفى حيث يتم اخبارها أن زوجها قتلته شظية قذيفة . وجدت العائلة الصغيرة نفسها من دون مال، فقررت الأم التي كانت نصف صماء لا تعرف القراءة والكتابة مغادرة مدينة مندوفي التي ولِد فيها كامو إلى العاصمة الجزائر للعيش في شقة صغيرة، مع والدة زوجها وشقيقه الذي كان يعاني من شلل في الأطراف. في السادسة من عمره يدخل كامو المدرسة الابتدائية، وفي نفس الوقت يلتحق للعمل صبي عند احد النجارين، في المرحلة المتوسطة يلفت نظر أستاذه لوي جرمان الذي اقترح له مِنحةً تُعينه على اكمال دراسته. في عام 1930 وبينما كان لا يزال طالبا بالمدرسة العليا اصيب بالتدرن، فاضطر الى ترك المدرسة فترة طويلة من العام والانتقال الى بيت عمه وكان جزارًا ذا اهتمامات أدبية معجبا بفولتير وينادي بالافكار الفوضوية، عام ۱۹۳۳ ينضم إلى حركة المناهضة للفاشستية التي أسسها هنري باربوس ورومان رولان. عام ۱۹۳٤ يتزوج لكن الزواج ينتهي بالفشل بعد نحو عام واحد. وفي أواخر عام ١٩٣٤ ينضم إلى الحزب الشيوعي.. درس الفلسفة في جامعة الجزائر، وفي نفس الوقت كان يعمل في محل لبيع قطع غيار السيارات، العام 1935 يؤسس فرقة مسرحية كتب لها بعض المسرحيات القصيرة وفي عام ۱۹۳۸ وضع مسرحيته الأولى كاليغولا وباشر بوضع مخطط لروايته " الغريب " عام ١٩٣٩ أصدر كتابه (أعراس)، يعمل مدرسا في احدى المدارس الخاصة في وهران، تصدر عام 1942 روايته الغريب ثم كتابه " اسطورة سيزيف "، وقرب نهاية العام قابل فرانسيس كامي في مدينة ليون وتزوجا، عام 1943 يلتحق بالمقاومة الفرنسية ليصبح مشرفا على صحيفة المقاومة.في نهاية عام 1943 ينتقل الى باريس يبدأ العمل لدى دار غاليمار، يلتقي جان بول سارتر للمرة الاولى عام 1943 عند افتتاح مسرحية سارتر الشهيرة "الذباب"، تقول سيمون دي بوفوار:" اقبل علينا شاب وسيم وقدم نفسه: انا البير كامو، كنت قد قرات له باعجاب روايته الغريب، وتضيف بوفوار:" لقد وجدنا فيه شخصا جديرا بالحب " – قوة العمر ترجمة محمد فطومي -
عام ١٩٤٧ ينشر روايته " الطاعون " يتعرض الى هجوم من مجلة " الازمنة الحديثة " بعد نشر كتابه " الانسان المتمرد، وينشب النزاع الشهير بينه وبين جان بول سارتر لتحدث القطيعة بينهما. بسبب مرضه والاوضاع السياسية يقرر العزلة والصمت لمدة اعوام ، ولم يخرج عن هذا الصمت إلا بعد ان نشر روايته " السقطة" عام 1956، يهاجمه داء السل القديم من جديد .. يواصل العمل على روايته " الانسان الاول " التي لم يقدر لها الظهور اثناء حياته، في يوم الإثنين الرابع من كانون الثاني عام ١٩٦٠، وفي الساعة الثانية والربع ظهرًا، اصطدمَت سيارة تسير في سرعةٍ مجنونةٍ على طريق سانس باريس بشجرة اصطداما مُروِعا. وبين حُطام العربة عثَر الناس على امرأتَين في حالة إغماء، وسائقٍ جريحٍ مات بعد الحادث بأربعة أيام وكان هو الناشر ميشيل غاليمار ومسافرٍ رابعٍ مات للحظته، كانت عيناه قد برزَتا قليلا، والدم تناثَر على رقبته، وعلى وجهه أماراتُ الهدوء والدهشة. وحين فتشوا جيوبه وجدوا فيها تذكرة سفر بالسكة الحديدية لم يستعملها، كما قرؤوا في بطاقته هذه الكلمات: " ألبير كامي.. كاتب "
يكتب سارتر في رثاء كامو:" على من أحبوه أن يدركوا أن في أعماق كامو عبثية لا تحتمل. وعليهم كذلك معرفة أن أعماله التي تشوهت بالموت، هي في الحقيقة أعماله المكتملة".ويصر سارتر على وضع كامو في خانة الفلسفة الوجودية مؤكدا أن كامو قد شرع في عمل فلسفي وجودي مهم، وفي مراجعته لرواية الغريب يضعه الى جانب نيتشه.
في حوار اجري معه عام 1945، اكد البير كامو أن اسطورة سيزيف موجهة ضد من يسمون بفلاسفة الوجودية، معلنا بصراحة: أنا لست وجوديًا. وسخر من الذين يربطون بين اسمه واسم جان بول سارتر قائلاً:" أنا وسارتر نتفاجأ دائما برؤية اسمينا مرتبطين. لقد فكرنا في نشر بيان قصير يعلن فيه الموقعون أدناه أنه ليس لديهم أي شيء مشترك مع بعضهم البعض ويرفضون تحمل مسؤولية الديون التي قد يتكبدونها على التوالي. لقد نشرنا أنا وسارتر كتبنا دون استثناء قبل أن نلتقي. عندما تعرفنا على بعضنا البعض، كان ذلك لندرك مدى اختلافنا. سارتر وجودي، وكتاب الأفكار الوحيد الذي نشرته، أسطورة سيزيف، كان موجهًا ضد ما يسمى بالفلاسفة الوجوديين". ان كتاب اسطورة سيزيف كتبه كامو ضد بعض فلاسفة الوجودية مثل كيركغارد وكالرل ياسبرز، ورغم انه يعترف أنهم جميعًا يشهدون بطريقة ما على عبثية الحالة الإنسانية. لكنه يرفض ما يعتبره هروبهم المطلق وعدم عقلانيتهم، مدعيا أنهم "يؤلهون ما يسحقهم ويجدون سببا للأمل في ما يفقرهم. ذلك الأمل القسري الذي يتعلق بفكرة الدين التي يرفضها كامو.
وعلى الرغم من أن اسم كامو يرتبط دائما بسارتر، الذي أصبح اسمه مرادفا للوجودية، إلا أنهما كانا شخصين مختلفين. وصف سارتر الإنسان بأنه "عاطفة عديمة الفائدة". وصف كامو نفسه بأنه رجل العاطفة.تسعى الفلسفة الوجودية الى البحث عن معنى الحياة، فيما يصر كامو على ان الفلسفة يجب ان تعترف بان الحياة بطبيعتها لا معنى لها.
في خطابه امام لجنة جائزة نوبل يرفض كامو ان يوصف بالكاتب العدمي ويعلن ان على الكاتب:" أن يوفق بين فن يدعو الى الحياة وبين فن ترتعيه النكبات، كي يولدوا مرة ثانية ويقاتلوا بعدها بوجه مكشوف ضد بذرة الموت التي احتواها المؤلف في عصرنا ".
عاش كامو مثل سيزيف يعلن " ان الحياة لا معنى لها.. انه يسأل الوجود فلا يجيب، يفتش في ارجائه عن الوحدة ويطرح السؤال الذي رافقه في معظم كتاباته:" ماذا ستكون الحياة إذا كنا نعتقد انها عبثية، ولا معنى لها ؟، يؤمن كامو ان اهم مشكلة فلسفية هي: ما معنى الوجود ؟ هذا السؤال الذي طرحه في كتبه ورواياته ومسرحياته. لقد ظن كامو ان الحياة لا معنى لها، وانه لا يوجد شيء يمكن ان يكون مصدرا للمعنى، وبالتالي هنلك شيء عبثي للغاية حول السعي الانساني لايجاد المعتى.. ولهذا فان فلسفة كامو تتخذ من العبثية نقطة بداية لها، حيث نكتشف كيف يشكل النشاط البشري عالماً ذا معنى من الوجود الوحشي الذي لا معنى له. لقد بنى وجهة نظره على أساس الشعور بأن العبثية هي أمر لا يمكن تجاوزه في التجربة الإنسانية، إلا ان كامو يميل بشكل خاص الى وجودية هايدغر التي تبين ان الانسان ترك مهجورا في هذا العالم، لكن حين يقول هايدغر ان على الانسان أن يصنع معنى لنفسه، يرد سارتر ساخرا بان هذا العالم " سخيف "، فالعبث يلفي بظلاله على كل ما نقوم به، وحتى لو اخترنا أن نعيش كما لو أن الحياة لها معنى، فأن العبث سيستمر في عقولنا باعتباره شكا مزعجا. لكن برغم ذلك يجب ان نقوم بكل ما يمكننا القيام به في الحياة. علينا ان بالخلفية العبثية للوجود، كي ننتصر على اليأس:" سجب على المرء أن يتخيل سيزيف سعيداً". كان كامو ملتزما بجدية في الحياة العادية. قال أنه راى فلسفته " دعوة واضحة للعيش والابداع في خضم الصحراء " وفي من العبث، يصر كامو ان علينا أن " نصل الى درجة أكبر من التفاهم والصدق بين الناس "
***
علي حسين – رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية